قصائد سميح القاسم مكتوبة كاملة.. أجمل ما كتب!
سميح القاسم هو واحد من أهم وأشهر الشعراء الفلسطينيين. وُلد سميح القاسم في مدينة الزرقاء وتعلّم في مدارس الرامة الجليليَّة والناصرة وارتبط اسمه بشعر الثورة والمقاومة. في هذا المقال نستعرض أجمل قصائد سميح القاسم مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصائد سميح القاسم عن المقاومة
إليك أجمل قصائد سميح القاسم عن المقاومة:
قصيدة يا عدو الشمس
ربما أفقد ما شئت معاشي، ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً، وعتالاً، وكناس شوارع
ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب
ربما أخمد عريانا، وجائع
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث وأوان وخواب
ربما تحرق أشعاري وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
ربما تطفئ في ليلي شعلة
ربما أحرم من أمي قبلة
ربما يشتم شعبي، وأبي، طفل، وطفلة
ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة
ربما زيف تاريخي جبان، وخرافي مؤله
ربما تحرم أطفالي يوم العيد بدله
ربما تخدع أصحابي بوجه مستعار
ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذلة
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
يا عدو الشمس
في الميناء زينات، وتلويح بشائر
وزغاريد، وبهجة وهتافات، وضجة
والأناشيد الحماسية وهج في الحناجر
وعلى الأفق شراع
يتحدى الريح واللّجّ ويجتاز المخاطر
إنها عودة يوليسيّز من بحر الضياع
عودة الشمس، وإنساني المهاجر
ولعينيها، وعينيه: يميناً، لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي
سأقاوم، سأقاوم، سأقاوم
قصيدة تقدموا
تقدموا، تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم
تقدموا، تقدموا بناقلات جندكم وراجمات حقدكم وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا
لن تكسروا أعماقنا لن تهزموا أشواقنا نحن القضاء المبرم تقدموا، تقدموا
طريقكم ورائكم وغدكم ورائكم وبحركم ورائكم وبركم ورائكم ولم يزل أمامنا
طريقنا وغدنا وبرنا وبحرنا وخيرنا وشرنا فما الذي يدفعكم من جثة لجثة وكيف
يستدرجكم من لوثة للوثة سفر الجنون المبهم تقدموا
وراء كل حجر كف وخلف كل عشبة حتف وبعد كل جثة فخ جميل محكم وإن نجت
ساق يظل ساعد ومعصم، تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم
تقدوا، تقدموا، حرامكم محلل حلالكم محرم تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم وصوبوا
بدقة لا ترحموا وسددوا للرحم ان نطفة من دمنا تضطرم تقدموا كيف اشتهيتم واقتلوا
قاتلكم مبرأ قتيلنا متهم ولم يزل رب الجنود قائما وساهرا ولم يزل قاضي القضاة المجرم
تقدموا، تقدموا، لا تفتحوا مدرسة لا تغلقوا سجنا ولا تعتذروا لا تحذروا لا تفهموا أولكم
آخركم مؤمنكم كافركم ودائكم مستحكم فاسترسلوا واستبسلوا واندفعوا وارتفعوا واصطدموا
وارتطموا لآخر الشوق الذي ظل لكم وآخر الحبل الذي ظل لكم فكل شوق وله نهاية وكل حبل
وله نهاية وشمسنا بداية البداية لا تسمعوا لا تفهموا تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض
تحتكم جهنم تقدموا، تقدموا، لا خوذة الجندي لا هراوة الشرطي لا غازكم المسيل للدموع
غزة تبكينا لأنها فينا ضراوة الغائب في حنينه الدامي للرجوع تقدموا من شارع لشارع من
منزل لمنزل من جثة لجثة تقدموا يصيح كل حجر مغتصب تصرخ كل ساحة من غضب
يضج كل عصب الموت لا الركوع موت ولا ركوع تقدموا، تقدموا
ها هو قد تقدم المخيم تقدم الجريح والذبيح والثاكل والميتم تقدمت حجارة المنازل
تقدمت بكارة السنابل تقدم الرضع والعجز والأرامل تقدمت أبواب جنين ونابلس
أتت نوافذ القدس صلاة الشمس والبخور والتوابل تقدمت تقاتل تقدمت تقاتل
لا تسمعوا لا تفهموا تقدموا، تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم
قصيدة ما دامت لي من أرضي أشبار
ما دامت لي من أرضي أشبار ما دامت لي زيتونة .. ليمونة .. بئرٌ
وشجيرةُ صبّار، ما دامت لي ذكرى، مكتبةٌ صغرى صورةُ جدٍّ مرحومٍ
وجدار ما دامت في بلدي كلماتٌ عربية وأغانٍ شعبية ما دامت لي عيناي
ما دامت لي شفتاي ويداي ما دامت لي .. نفسي أعلنها في وجه الأعداء أعلنها
حرباً شعواء باسم الأحرار الشرفاء عمّالاً .. طلّاباً .. شعراء أعلنها
ما زالت لي نفسي وستبقى لي نفسي وستبقى كلماتي خبزًا وسلاحًا في أيدي الثوّار
قصائد سميح القاسم عن القدس
من قصائد سميح القاسم عن القدس:
لتَنْسَني يميني إذا نسيتُ القدس
ولتَخْلُد على جبيني وصمةُ عصر الموت والجنونِ
ولتنسَ وجهي الشمسْ
ولينعم البومُ على صوتي وأطفالي وزَيزفوني
إذا نسيتُ القدس!
من أشعار سميح القاسم عن القدس:
اسمها "القدسُ" يوما.. ويوما "يبوسْ"
واسمُها "أورشليم" في كتاب قديم، قديمْ
طافحٍ باغترابِ المزاميرِ عن روحها
وتظلُّ العروسَ، العروسْ
لزواريبِها نكهةُ الخبزِ والمعجزاتْ
ومآذنُها بَسْملاتْ
ولأجراسِها هيبةُ الربِّ في الكائناتْ
والقبابُ خشوعُ النبيينَ في حضرةِ اللهِ
قبل الصلاةْ
ورنينُ خُطا الأولياءِ. ورجْعُ الصّدى بابتهالِ البلاطْ
صوْبَ آياتِه البيّناتْ
صورةٌ لانبلاج المدى.. وابتداءِ الصّراطْ
هذه المدينةُ الجميلةُ كانت في البدءِ بأبهى حالاتها:
قبلَ أحلام عادٍ ورُؤيا ثمودْ
شرَّعَتْ قلبَ أبوابها ورَعَتْ حُبَّ أحبابها
وعهوداً وراءَ العهودْ، عَبْرَ أعتابها
دخَل الناسُ أحضانَها آمنين، لمْ تُعادِ اليهودْ
لم تصدَّ النّصارى ولا ردّتِ المسلمينْ
قصائد سميح القاسم عن الحب
قصيدة ألا تشعرين
ألا تشعرين؟ بأنّا فقدنا الكثير وصار كلاماً هوانا الكبير. فلا لهفةٌ
لا حنين... ولا فرحةٌ في القلوب، إذا ما التقينا ولا دهشةٌ في العيون
ألا تشعرين؟.. بأنّ لقاءاتنا جامدة. وقُبلاتنا باردة. وأنّا فقدنا حماس
اللقاء وصرنا نجاملُ في كل شيءٍ.. وننسى وقد يرتمي موعدٌ
جثّةٌ هامدة. فنكذبُ في عُذرنا ثم ننسى ألا تشعرين؟ بأنّ رسائلنا الخاطفة
غدت مبهماتٍ .. قصيرة. فلا حسّ .. لا روح فيها.. ولا عاطفة
ولا غمغماتٌ خياليةٌ ولا أمنياتٌ.. ولا همساتٌ مثيرة!
وأن جواباتنا أصبحت لفتاتٍ بعيدة. كعبءٍ ثقيلٍ.. نخلّصُ منه
كواهلنا المتعبة. ألا تشعرين؟.. بدنيا تهاوت.. ودنيا جديدة
ألا تشعرين ؟ بأن نهايتنا مرّةٌ، مرعبة، لأنّ نهايتنا لم تكن مرّةٌ، مرعبة؟
أشهر قصائد سميح القاسم مكتوبة
قصيدة عروس النيل
أسمعُهُ.. أسمعُهُ عبرَ فيافي القحط، في مجاهلِ الأدغال يهدرُ، يَدْوي
يستشيط فاستيقظوا يا أيها النيام.. ولْنبتنِ السدود قبل دهمة الزلزال تنبهوا
بهذه الجدران تنزل فينا من جديد نكبة الطوفان لمن تُزَيّنونَها
حبيبتي العذراء ! لمن تبرّجونها ؟ أحلى صبايا قريتي
حبيبتي العذراء حسناؤنا.. لمن تُزَفّ ؟ يا ويلكم، حبيبتي لمن تُزَفّ
لِلطّمْيِ، للطحلب، للأسماك، للصّدف ؟ نقتلها، نُحْرَمُها، وبعد عام
تنزل فينا من جديدٍ نكبةُ الطوفان ويومها لن يشفع القربان يا ويلكم
أحلى صبايا قريتي قربان ونحن نستطيع أن نبتنيَ السدود من قبل أن
يدهمنا الطوفان بَدارِ، باسم الله والإنسان فإنني أسمعُهُ، أسمعُهُ: ولي أنا حبيبتي العذراء
قصيدة تعالي لنرسم معا قوس قزح
نازلاً كنت: على سلم أحزان الهزيمة نازلاً .. يمتصني موت بطيء
صارخاً في وجه أحزاني القديمة: أحرقيني! أحرقيني، لأضيء لم أكن
وحدي، ووحدي كنتُ، في العتمة وحدي راكعاً .. أبكي، أصلّي، أتطهر
جبهتي قطعة شمع فوق زندي وفمي .. ناي مكسّر .. كان صدري ردهة
كانت ملايين مئة سُجَّداً في ردهتي .. كانت عيوناً مطفأة واستوى المارق
والقدّيس في الجرح الجديد واستوى المارق والقدّيس في العار الجديد
واستوى المارق والقدّيس يا أرض .. فميدي واغفري لي ، نازلاً يمتصّني
الموت البطيء واغفري لي صرختي للنار في ذُلِّ سجودي : أحرقيني
أحرقيني لأضيء نازلاً كنتُ، وكان الحزنُ مرساتي الوحيدة يوم ناديتُ
من الشطِّ البعيد يوم ضمّدتُ جبيني بقصيدة عن مزاميري وأسواق العبيد
من تكونين؟ أأختاً نسيتها ليلة الهجرة أمي، في السرير ثم باعوها لريح
حملتها عبر باب الليل .. للمنفى الكبير؟ من تكونين؟ أجيبيني .. أجيبي
أي أخت، بين آلاف السبايا عرفت وجهي، ونادت : يا حبيبي ! فتلقّتها يدايا؟
أغمضي عينيك من عار الهزيمة أغمضي عينيك .. وابكي ، واحضنيني
ودعيني أشرب الدمع .. دعيني يبست حنجرتي ريح الهزيمة وكأنا منذ
عشرين التقينا وكأنا ما افترقنا وكأنا ما احترقنا شبك الحب يديه بيدينا
وتحدّثنا عن الغربة والسجن الكبير عن أغانينا لفجر في الزمن وانحسار
الليل عن وجه الوطن وتحدثنا عن الكوخ الصغير بين أحراج الجبل
وستأتين بطفلة ونسميها "طلل" وستأتيني بدوريّ وفلّة وبديوان غزل قلت لي
أذكر من أي قرار صوتك المشحون حزناً وغضب قلت يا حبّي من زحف
التتار وانكسارات العرب قلت لي : في أي أرض حجريّة بذرتك الريح من
عشرين عام قلت: في ظلّ دواليك السبيّة وعلى أنقاض أبراج الحمام! قلت:
في صوتك نار وثنيّة قلت: حتى تلد الريح الغمام جعلوا جرحي دواة ولذا
فأنا أكتب شعري بشظيّة وأغني للسلام وبكينا مثل طفلين غريبين، بكينا
الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص، يبكي .. والحمام الزاجل العائد في الأقفاص
يبكي.. ارفعي عينيك ! أحزان الهزيمة غيمه تنثرها هبّة ريح ارفعي عينيك
فالأم الرحيمة لم تزل تنجب، والأفق فسيح ارفعي عينيك، من عشرين عام
وأنا أرسم عينيك، على جدران سجني وإذا حال الظلام بين عينيّ وعينيك
على جدران سجني يتراءى وجهك المعبود في وهمي، فأبكي .. وأغني
نحن يا غاليتي من واديين كل واد يتبنّاه شبح فتعالي .. لنحيل الشبحين
غيمة يشربها قوس قزح وسآتيك بطفلة ونسميها "طلل" وسآتيك بدوريّ وفلّة وبديوان غزل
قصيدة بطاقات معايدة إلى الجهات الست
أُسْوَةً بالملائكةِ الخائفينَ على غيمةٍ خائفة في مَدى العاصفة أُسْوَةً بالأباطرةِ الغابرينْ
والقياصرةِ الغاربينْ في صدى المدنِ الغاربة وبوقتٍ يسيرُ على ساعتي الواقفة أُسْوَةً
بالصعاليكِ والهومْلِسّ بين أنقاضِ مانهاتن الكاذبة أُسْوَةً بالمساكينِ في تورا بورا
وإخوتِهم، تحت ما ظلَّ من لعنةِ التوأمينِ، ونارِ جهنَّمها اللاهبة أُسْوَةً بالجياعِ ونارِ
الإطاراتِ في بوينس آيريس، وبالشرطةِ الغاضبة أُسْوَةً بالرجالِ السكارى الوحيدين
تحت المصابيحِ، في لندنَ السائبة أُسْوَةً بالمغاربةِ الهائمينَ على أوجه الذلِّ والموتِ
في ليلِ مِلِّيلَةَ الخائبة أُسْوَةً بالمصلّينَ في يأسهم والمقيمينَ ، أسرى بيوتِ الصفيح
العتيقْ أُسْوَةً بالصديقِ الذي باعَهُ مُخبرٌ ، كانَ أمسِ الصديقَ الصديقْ أُسْوَةً بالرهائن
في قبضةِ الخاطفينْ أُسْوَةً برفاقِ الطريقْ أُسْوَةً بالجنودِ الصِّغار على حربِ أسيادهم
وعلى حفنةٍ من طحينْ أُسْوَةً بالمساجين ظنّاً ، على ذمّةِ البحثِ عن تهمةٍ لائقة أُسْوَةً
بالقراصنةِ الميّتينْ بضحايا الأعاصيرِ والسفنِ الغارقة بالرعاةِ الذين أتى القحطُ عاماً
فعاماً على جُلِّ إيمانهمْ وعلى كُلِّ قُطعانهمْ أُسْوَةً بالشبابِ المهاجرِ سرّاً ، إلى لقمةٍ
ممكنة خارجَ الجوعِ في وطنِ الفاقةِ المزمالمزمنةوَةً بالفدائيِّ أَوقَعَهُ خائنٌ في كمينْ أُسْوَةً
بالنواصي التي جزَّها النزقُ الجاهليّ والرقابِ التي حزَّها الهَوَسُ الهائجُ المائجُ
الفوضويّ أُسْوَةً بالمذيعِ الحزينْ مُعلناً ذَبْحَ سبعينَ شخصاً من العُزَّلِ الآمنينْ باسم ربِّ
السماءِ الغفورِ الرحيمْ والرسولِ العظيمْ والكتابِ الكريمْ وصراط الهدى المستقيمْ أُسْوَةً
باليتامى الصغارْ بالمسنّينَ في عزلةِ الزمنِ المستعارْ بينَ نارٍ وماءٍ.. وماءٍ ونارْ أُسْوَةً
بالجرار التي انكسرتْ ، قبلَ أن تبلغَ الماءَ ، في واحةٍ تشتهيها القفارْ أُسْوَةً بالمياهِ التي
أُهرقتْ في الرمالِ ، ولم تستطعْها الجرارْ أُسْوَةً بالعبيد الذينْ أَعتقتْهم سيولُ الدماءْ ثمَّ
عادوا إلى رِبْقَةِ السادةِ المترفينْ في سبيلِ الدواءْ وبقايا بقايا غذاءْ أُسْوَةً بالقوانين
تقهرها ظاهرَهْ بالبحارِ التي تدَّعيها سفينة بالجهاتِ التي اختصرتْها مدينة بالزمانِ
المقيمِ على اللحظةِ العابرة أُسْوَةً برجالِ الفضاءِ وحربِ النجومِ اللعينة أُسْوَةً بضحايا
الحوادثِ في الطرقِ المتعبة وضحايا السلامْ وضحايا الحروبِ وأسرارِها المرعبة
وضحايا الكلامْ وضحايا السكوتِ عن القائلينَ بحُكم الظلامْ وبفوضى النظامْ أُسْوَةً
بالمياهِ التي انحسرتْ ، عن رمادِ الجفافْ والجذوعِ التي انكسرتْ ، واستحالَ القطافْ
أُسْوَةً بالشعوبِ التي أوشكتْ أن تبيدْ واللغات التي أوشكتْ أن تبيدْ في كهوفِ النظامِ
الجديدْ أُسْوَةً بضحايا البطالة يبحثونَ عن القوتِ في حاوياتِ الزبالة أُسْوَةً بالطيورِ
التي هاجرتْ ثم عادتْ إلى حقلِهَا الموسميّ في الشمالِ القَصِيّ لم تجدْ أيَّ حقلٍ
ولا شيءَ غير المطارْ والفراشاتُ ظلُّ الفراشاتِ في المشهد المعدنيّ ظِلُّ نفاثةٍ
قابعة خلفَ نفّاثةٍ طالعَهْ بعدَ نفّاثةٍ ضائعة خلفَ نفّاثةٍ راجعَهْ لم تجدْ غير دوّامةٍ من
دُوارْ أُسْوَةً بغيومِ الشتاءِ على موتها مطبقة بالبراكينِ في آخرِ العمرِ.. مُرهَقةً
مرهقة بالرياحِ التي نصبتْ نفسها مشنقة وتدلَّتْ إلى قبرِهَا بين قيعانِ وديانها
الضيقة أُسْوَةً بالشعوبِ التي فقدتْ أرضَها بضحايا الزلازلِ والإيدز والجوعِ
والأوبئة أُسْوَةً بالبلادِ التي خسرتْ عِرضَها ومواعيدَ تاريخها المرجأة في سُدى
هيئةِ الأُمم المطفأة أُسْوَةً بي أنا نازفاً جارحا غامضاً واضِحا غاضباً جامحا أُسْوَةً
بي أنا مؤمناً كافراً مؤمِنا أُسْوَةً بي أنا أرتدي كفني صارخاً: آخ يا جبلي المُنحني
آخ يا وطني، آخ يا وطني، آخ يا وطني!