قصة زرقاء اليمامة كاملة
قصة زرقاء اليمامة من القصص المثيرة للاهتمام والتي تروي قصة امرأة عربية من العصر الجاهلي اشتهرت بحدة بصر لا مثيل لها. انتشر صيتها بين القبائل وذُكرت في أهم الكتب وكُتبت عنها الأشعار.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعرف معنا على قصة زرقاء اليمامة كاملة ومعلومات مذهلة عن قوة بصرها التي أنقذت قومها من الأعداء عدة مرات وكيف هلكوا عندما شككوا فيما رأت!
قصة زرقاء اليمامة كاملة
قصة زرقاء اليمامة هي قصة امرأة عربية تعود للعصر الجاهلي من أهل اليمامة وتنتمي إلى قبيلة جديس التي سكنت شبه الجزيرة العربية وكان لهم فيها حضارة عظيمة، وسميت بهذا الاسم بسبب زرقة عينيها، كما كانت مضرب الأمثال في حدة البصر، لدرجة أنه قيل عنها أنها: بإمكانها أن تبصر الأشياء والبشر من على بُعد مسيرة ثلاثة أيام، وأن تميز الشعر الأبيض في الحليب.
عرف أهل قبيلة جديس، القدرة المذهلة لزرقاء اليمامة وحدة بصرها التي لم تكن لها مثيل، واستعانوا بها في اكتشاف الأعداء قبل وصولهم بأيام وبالفعل كانت تُبصر زرقاء اليمامة قدوم الأعداء بعد النظر من قمة أحد الجبال وتحذر قبيلتها ويحققون النصر عليهم بفضلها.
انتشر صيت زرقاء اليمامة وقوة بصرها بين القبائل والأمم وذات يوم قررت قبيلة مجاورة الهجوم على قبيلة جديس ولكنهم أخذوا حيطتهم من حدة نظر زرقاء اليمامة، فقرروا أن يحمل أفراد الجيش غصناً كبيراً من الشجر أمامهم ليحجبهم عن بصر زرقاء اليمامة ولكنها أبصرتهم وكشفت حيلتهم وأخبرت قومها.
ولكن للأسف لم يصدقها قومها هذه المرة، حيث استنكروا أن يحمل جيش غصن شجرة بينما ينوي القتال، وعندما وصل الجيش إلى موقع قبيلة جديس حاصروهم وقتلوا أقوياءهم واستعمروا أرضهم وهدموا بنيانهم.
وقيل إن قائد الجيش أمر بقلع عيني زرقاء اليمامة انتقاماً لتحذيرها قومها بقدوم الأعداء، وسالت مادة سوداء اللون من عينيها وقت قلعها، وعندما استفهم منها قائد الجيش عن سبب وجود هذه المادة السوداء في عينيها فأجابت بأنها تتكحل بحجر الأثمد الأسود منذ صغر سنها.
هل قصة زرقاء اليمامة حقيقية؟
هل قصة زرقاء اليمامة حقيقية؟ للإجابة على هذا السؤال يجب معرفة أن قصة زرقاء اليمامة، ذُكرت ضمن أخبار الحرب التي وقعت بين قبيلتين عربيتين وهما: طسم وجديس، وبينما يؤكدها البعض، يشكك بعض المؤرخين الآخرين في صحتها. ولكن ما يرجح صحة قصة زرقاء اليمامة، ما يلي:
- ذكرها عدد كبير من المؤرخين قديماً وحديثاً مما يثبت صحتها ومنهم: الديار البكري في كتابه ( تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس) والمسعودي في (مضرب الأمثال).
- على الرغم من وجود بعض الاختلافات في رواية القصة إلى أن الكثير من المؤرخين اجتمعوا على وقوعها.
- عثر أحد الرجال على دراهم يُعتقد أنها تعود إلى قبيلة جديس، التي عاشت معها زرقاء اليمامة، وذلك كما أورد ابن الكثير عن أبي عَمْرة.
قصة زرقاء اليمامة للأطفال
إليك قصة زرقاء اليمامة للأطفال بشكل مبسط في النقاط التالية:
- قصة زرقاء اليمامة تروي حياة امرأة عربية من الجاهلية، تنتمي لقبيلة تُسمى "قبيلة جديس".
- اشتهرت زرقاء اليمامة بعيونها الزرقاء وحدة بصر مذهلة، حيث ترى الراكب على مسافة 3 أيام.
- نجا قوم زرقاء اليمامة عدة مرات من هجوم الأعداء بفضل حدة بصرها، حيث كانت تحذرهم من قدوم الجيوش على بُعد أيام.
- هلك قوم زرقاء اليمامة، عندما قررت إحدى القبائل الهجوم عليهم وتغطوا بغصون الأشجار خوفاً من كشفهم بعيون زرقاء اليمامة، وبالفعل بصرتهم وأبلغت قومها بقدومهم ولكنهم لم يصدقوها، فقُتل أقويائهم وهُدمت بيوتهم وقُلعت عين زرقاء اليمامة على يد قائد جيوش الأعداء عقاباً لها على تحذير قومها بقدومهم.
ملخص قصة زرقاء اليمامة
إليك ملخص قصة زرقاء اليمامة في النقاط التالية:
- ملخص قصة زرقاء اليمامة أنها كانت امرأة زرقاء العين، وأبصر خلق الله حيث ترى الأشياء عن بُعد أيام، وضُربت الأمثال في حدة بصرها وقوته.
- ويُقال إن اسم زرقاء اليمامة، ليس اسمها الحقيقي ولكنه أُطلق عليها بسبب زرقة عينيها وحدة بصرها.
- ذاع سيطها وأخبار الحدة المذهلة لبصرها بين قومها والقبائل الأخرى.
- وكانت تكشف العدو لقبيلتها قبل اقتحام أرضهم، حتى تنكر جيش إحدى القبائل بالشجر ولم يصدق قوم زرقاء اليمامة تحذيرها بأن هناك عدواً قادماً متنكراً بأغصان الأشجار، فهلكوا وخسرت زرقاء اليمامة عينيها حادة البصر على يد قائد جيش العدو.
- قال المتنبي عنها: وأبصر من زرقاء جوّ لأنني إذا نظرت عيناي شاءهما علمي قالوا: إنها كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام.
- وذكروا من أخبارها أن حسان بن تبع الحميريّ لما أقبلت جموعه تريد غزو (جديس) رأتهم الزرقاء وأنذرت قبيلة جديس، فلم يصدقوها، فاجتاحهم حسان.
كتب عن قصة زرقاء اليمامة
إليك أهم الكتب التي وردت فيها ذكر قصة زرقاء اليمامة:
- كتاب العقد الفريد: ذُكر أن زَرقاء بني نُمير هي امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء في اللبن، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، وتُنذر قومها بالأعداء، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له، حتى احتال أحد الغزاة، بأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم؛ فاتهمها قومها بالخرف وقالوا: قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها، فهلكوا.
- قصة زرقاء اليمامة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: ذكر أنها كانت ترى الجيوش من مسافة تبلغ 30 ميلًا عربيًا.
- كتاب صفة جزيرة العَرب للهمداني: وصف حدة بصرها وقال بأنها استطاعت رؤية الذين نزلوا من رأس الدام مسيرةً تبلغ يومين وليلتين.
- كتاب مُعجم الشعراء: ذكر أيضاً حدة بصرها، وسرد قصتها مع بني جديس.
- كتاب خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي: ذكر صعود زرقاء اليمامة مكانًا مرتفعًا واستطاعتها رؤية الجيش على بُعد ثلاثة أيام.
- كتاب تاج العروس من جواهر القاموس لمُرتضى الزبيدي: ورد فيه أن اليمامة اسم لجارية، وأشار إلى شِدّة بصرها وأنها أحد خلق الله بصرًا.
- كتاب مُعجم البلدان لياقوت الحموي: ذكر قصة زرقاء اليمامة في أكثر من موضع، كما ذكر اسم الجبل الذي رأت زرقاء اليمامة منه جيش العدو.
أشعار زرقاء اليمامة
قصيدة خذوا حذركم يا قوم ينفعكم
خُذوا حِذاركم يا قومُ يَنفعكم.. فَليسَ ما قَد أرى بالأمرِ يحتقرُ
إنّي أَرى شَجراً مِن خلفها بشرٌ وَكيفَ تَجتمعُ الأشجار والبشرُ
ثوروا بِأَجمعكم في وجهِ أوّلهم فَإنّ ذلكَ مِنكم فَاِعلموا ظفرُ
ضمّوا طَوائفكم مِن قبل داهيةٍ، مِنَ الأمورِ الَتي تُخشى وتنتظرُ
فغوّروا كلّ ماء قبل ثالثةٍ، فَلَيس مِن بعده وردٌ ولا صدرُ
وَعاجِلوا القومَ عندَ الليلِ إِذ رَقدوا وَلا تَخافوا لَهم حَرباً وإن كثروا
قصيدة قالَت أَلا لَيتما هَذا الحمام لنا
قالَت أَلا لَيتما هَذا الحمام لنا إِلى حَمامتنا ونصفه فقدِ
يحفّهُ جانباً نيقٍ وتتبعهُ مثل الزجاجةِ لم تكحل من الرمدِ
فَحسبوه فَألفوه كَما حسبت تِسعاً وَتِسعين لم تنقص ولم تزدِ
فَكملت مائةً فيها حَمامتها وأَسرعت حسبةً في ذلك العددِ
أقوال عن زرقاء اليمامة
- قال أبو هلال العسكري" َاسْمهَا الْيَمَامَة وَبهَا سمي بَلَدهَا وَهِي من بَنَات لُقْمَان بن عَاد وَقيل هِيَ من جديس. وقصدهم طسم فِي جَيش حسان بن تبع فَلَمَّا صَارُوا بالجو على مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام أبصرتهم وَقد حمل كل رجل مِنْهُم شَجَرَة يسْتَتر بهَا فَقَالَت: أقسم بِاللَّه لقد دب الشّجر أَو حمير قد أخذت شَيْئا تجر فَلم يصدقها قَومهَا. فَقَالَت: أقسم بِاللَّه أرى رجلا ينهش كَتفًا، أَو يخصف نعلا. فكذبوها وَلم يستعدوا، فصبحهم حسان فاجتاحهم وَأَخذهَا فشق عينيها وَإِذا فِيهَا عروق من الإثمد.
- وصفها الْأَعْشَى فَقَالَ: قَالَت أرى رجلا فِي كَفه كتفاً أَو يخصف النَّعْل، فكذبوها بِمَا قَالَت فصبحهم ذُو آل حسان يزجي الْمَوْت والشرعا.
- قال محمد بن حبيبَ: هي امرأة من جَدِيس، يعني زرقاء، كانت تُبْصِر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام، فلما قَتَلَتْ جَدِيس طَسْماً خرج رجل من طَسْم إلى حَسَّان بن تُبَّع، فاستجاشة ورَغَّبه في الغنائم، فجهَّز إليهم جيشا، فلما صاروا من جَوّ على مسيرة ثلاث ليلٍ صعدت الزرقاء فنظرت إلى الجيش وقد أُمِرُوا أن يحمل كل رجل منهم شجرة يستتر بها ليلبِّسُوا عليها، فقالت: يا قوم قد أتتكم الشَّجَر أو أتتكم حمير، فلم يصدقوها".
- وقال ابن رفاعة "امرأة من جديس كانت ملكة اليمامة، وزعموا أنّها كانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام".
- قال فخر الدين الطريحي "اليمامة: اسم جارية زرقاء".
- قال الجوهري: كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام.
- ويقال: أبصر من زرقاء اليمامة واليمامة بلاد سميت باسمها.