قصة غزوة بدر.. "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"
نتناول معكم قصة غزوة بدر الكبرى كاملة وكيف جاءت في القرآن الكريم وأهم الدروس المستفادة منها
غزوة بدر، هي أول معركة خاضها المسلمون ضد المشركين، وكان لها تأثير كبير على مسيرة الإسلام. وتعتبر درسًا هامًا للمسلمين في أهمية التوكل على الله تعالى، والصبر، والإيمان، والتقوى، والوحدة، والطاعة، والدعاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتعتبر غزوة بدر من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، حيث أثبتت قدرة المسلمين على الصمود والمواجهة، وعززت إيمان المسلمين بنصر الله تعالى، وكانت نقطة تحول في مسيرة الإسلام حيث أدت إلى انتشار الإسلام في الجزيرة العربية.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم قصة غزوة بدر الكبرى كاملة مكتوبة، وكيف جاءت في القرآن الكريم وما هي أهم الدروس المستفادة منها.
قصة غزوة بدر في القرآن
غزوة بدر هي إحدى المعارك القليلة التي ذكرها القرآن صراحة. حتى أن اسم هذه المعركة مذكور في سورة آل عمران صراحة، كجزء من المقارنة مع غزوة أحد، بتأكيد أن الله نصر المسلمين في غزوة بدر رغم أنهم كانوا وقتها قوما ضعفاء.
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 123-126].
وفي هذه الآيات يؤكد الله سبحانه وتعالى كيف أن "الامتنان" يحقق الانضباط والانتصار. ففي بدر، حافظ المسلمون على الانضباط الصارم؛ بينما أثناء وجودهم في أحد، انقسموا لمطاردة المكيين، مما سمح لسلاح الفرسان المكيين بالهجوم من الجانب وتدمير جيش المسلمين.
كما أن غزوة بدر جاءت في أكثر من آية بسورة الأنفال الثامنة التي تناقش مختلف السلوكيات والأنشطة العسكرية. و"الأنفال" تعني "غنائم الحرب"، وفيها يظهر تدخل الله لدعم القوات الإسلامية التي كانت قليلة العدد أمام قوات العدو. فمع أن العدد الفعلي لقوات العدو كان أكثر من ألف جندي مقارنة بالقوات الإسلامية التي كان عددها ثلاثمائة فقطـ إلا أن الله استجاب للمسلمين ومدهم بجنود من الملائكة.
﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) ﴾ [الأنفال من الآية 9 إلى 14]
كما أن الله مد قلوب القوات الإسلامية بالثقة والإيمان بأن النصر حليفهم ولم تكن القوات الإسلامية خائفة من مواجهة المعركة.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) ﴾ [الأنفال من الآية 15 إلى 19]
كذلك تشير سورة الأنفال إلى المناقشات التي جرت بعد المعركة داخل جيش المسلمين بشأن كيفية تقسيم غنائم جيش قريش. وعلى الرغم من أن السورة لم تذكر بدرًا، إلا أنها تصف المعركة، بالإضافة إلى العديد من الآيات التي يُعتقد عمومًا أنها نزلت أثناء المعركة أو بعدها بوقت قصير.
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 129]
قصة غزوة بدر مختصرة
وقعت غزوة بدر في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة. وتسمى هذه المعركة بالكبرى في التاريخ الإسلامي. ويرجع سبب نشوبها إلى عداوة المسلمين لمشركي قريش، خاصة أن كثيرا ما حاولت قريش محاربة الإسلام.
وحدثت معركة بدر عندما منعت قوات المدينة المنورة قافلة قريش التجارية العائدة من الشام إلى مكة، حيث كانت قافلة قريش التجارية تحمل ثروات أهل مكة الوفيرة، والتي تصل إلى 1000 من الإبل، وممتلكات لا تقل قيمتها عن 5000 دينار ذهبي. وكانت هذه فرصة ذهبية لقوات المدينة لتوجيه ضربة ساحقة لكفار قريش.
لم يكن في ذلك الوقت عدد قوات المسلمين والكفار من قريش متوازنا، حيث بلغ عدد جيش المسلمين 313 فردًا، بينما بلغ عدد جيش قريش أكثر من 1000 فرد.
ومع ذلك، اندلعت غزوة بدر بدون خوف، وتوجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقواته إلى المدينة المنورة حيث ساحة المعركة.
وبتكتيكات واستراتيجيات النبي صلى الله عليه وسلم، وصلت القوات الإسلامية إلى ربيع بدر أولاً، ليصبح هذا تكتيكًا وإستراتيجية لقوات المسلمين حتى يكون لديهم احتياطي من الماء في وسط صحراء وادي بدر.
بدأت الحرب أخيرًا. وأول من وقع ضحية هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي، وكان رجلاً فظاً وسيئ الخلق، حيث خرج عن الصف وهدد جيش المسلمين، فجاء للاستيلاء على النبع وأخذ مياه الشرب. لكن وصوله رحب به حمزة بن عبد المطلب على الفور.
بعد أن تقابلا، قام حمزة على الفور بضرب ساق الأسود، ثم هاجمه سريعًا فقتله.
وبعد ذلك اندلعت الحرب وفقدت قريش ثلاثة فرسان كانوا يقودون قواتها. مما أثار غضب قوات قريش وهاجمت قوات المسلمين بشكل غاشم.
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوسل إلى الله بالنصر. وبالفعل استجاب الله له وللمسلمين، حيث حاربوا بمساعدة الملائكة، حتى انتصرت قوات المسلمين في النهاية وانسحبت قريش من المعركة.
كانت غزوة بدر مهمة جدًا لدرجة أن الله سبحانه وتعالى سمى يوم المعركة يوم الفرقان. والمعنى في حد ذاته يوم الاختلاف، ففي ذلك الوقت أراد الله سبحانه وتعالى أن يفرق بين الحق والباطل.
استمرت المعركة الكبرى لمدة ساعتين. ونجحت قوات المسلمين في تدمير خط دفاع جيش قريش مما أدى إلى تراجعهم تباعا.
قصة غزوة بدر الكبرى كاملة
وقعت غزوة بدر في 17 مارس 624 م، الموافق 17 رمضان في السنة الثانية للهجرة. وشارك في الغزوة 313 جنديًا مسلمًا يقاتلون أكثر من 1000 شخص من قريش. وتعتبر غزوة بدر هي أول حرب خاضها المسلمون منذ هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 622 م.
تاريخيًا، كلمة "بدر" مشتقة من اسم عين تقع بين مكة والمدينة. ولذلك سميت الحرب الكبرى في شهر رمضان المبارك بغزوة بدر.
في البداية، انتشرت أخبار في المدينة المنورة عن وجود قافلة كبيرة من قريش قد غادرت الشام عائدة إلى مكة. وكانت القافلة تحمل بضائع تجارية ذات قيمة هائلة على شكل 1000 من الإبل بالإضافة إلى أشياء ثمينة أخرى.
سبب غزوة بدر
قام المسلمون بمنع قافلة أبي سفيان التجارية التي كانت تجلب بضائع قريش من سوريا. وسبب ذلك هو رغبة المسلمين في أخذ حقوقهم التي سلبتها قريش من قبل. إلا أن غزوة بدر حدثت بالفعل لأن المسلمين أرادوا الحفاظ على وجود الدين الإسلامي، في نفس الوقت الذي نمت فيه الغيرة بين قريش بسبب تطور المدينة المنورة تحت قيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يقاتل قريشًا للحصول على السلطة أو الثروة أو المتعة الشخصية أو الجماعية فقط، بل أراد أن يقيم دين الإسلام في الأرض.
كان جيش المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بينما كان جيش قريش بقيادة أبو جهل. وفي هذه الحرب اتخذ المسلمون الموقع الأقرب إلى مصدر المياه. وقد اختار النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا المكان كشكل من أشكال استراتيجية الحرب، ليستفيد المسلمون من الظروف الجغرافية لمنطقة بدر.
على سبيل المثال، قام صديق سعد بن معاذ بعمل كومة من التراب حول موقع المعركة. وذلك حتى يتمكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مراقبة مسار الحرب والتنبؤ بأنماط الهجوم الصحيحة لهزيمة قوات قريش.
كم كان عدد المسلمين في غزوة بدر؟
في حرب بدر، قاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الهجوم مباشرة على قريش، حيث شارك في الحرب 313 مسلمًا، و8 سيوف، و6 دروع، و70 بعيرًا، و2 حصان.
تم تسليم قيادة الجناح الأيمن إلى الزبير بن العوام، والجناح الأيسر إلى المقداد بن عمرو، لأنهما الوحيدان اللذان ركبا الخيل في الفريق. فيما تم تسليم النقطة الدفاعية للخط الخلفي إلى قيس بن شعشاعة. بينما الأمر الأعلى في يد النبي.
عدد المشركين في غزوة بدر
وفي الوقت نفسه، نشر فريق قريش فريقًا مكونًا من 1000 شخص، و600 سلاح كامل، و700 بعير، و300 حصان. وعلى الرغم من الفروق في عدد القوات، نجحت روح الحرب في قتل ثلاثة من قادة الحرب من جيش قريش وهم عتبة وسيبة والوليد بن عتبة.
كذلك، كان من بين قوات قريش التي هاجمت المسلمين، أقارب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبيلة بني هاشم. وهم عم النبي العباس بن عبد المطلب، والحكيم (ابن عم خديجة)، وغيرهم.
نتائج غزوة بدر
عندما رأى العدد الكبير من جنود كفار قريش بأسلحتهم ودروعهم ورماحهم وسيوفهم وغيرها من أدوات القتال، دعا الله أن ينصره، ثم خطط لاستراتيجية الحرب، فقام بوضع جيش المسلمين في تشكيل متقارب. كما أمر بالسيطرة على الآبار على الفور لقطع إمدادات المياه عن كفار قريش.
وعندما شرعت قوات كفار قريش في الهجوم، لم يرد المسلمون على الفور بقتال جسدي مباشر. أطلقوا أولاً السهام من مسافة بعيدة، ثم قاموا بسحب سيوفهم وخاضوا المعركة.
وفي وقت متأخر من بعد الظهر، قُتل ما يصل إلى 50 من قادة قوات قريش الكافرة، ومن بينهم أبو جهل، بينما العديد من الباقين يركضون. وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك سوى 14 ضحية مسلمة.
كذلك، تمكن المسلمون أيضًا من الاستيلاء على 600 سلاح كامل، و700 بعير، و300 حصان، بالإضافة إلى أعمال تجارية تابعة لقافلة أبي سفيان.
وببراعة النبي محمد وانضباط جنوده، تمكن المسلمون من عكس الوضع الذي أدى إلى تزايد عزة الإسلام ومجده في شبه الجزيرة، حيث انتصر المسلمون في معركة بدر بعد ساعتين متواصلتين من الحرب. وأدى الانتصار إلى تعزيز موقف الإسلام في منطقة المدينة المنورة.
سمى الله سبحانه وتعالى غزوة بدر بيوم الفرقان، لأنه في ذلك اليوم كان هناك تمييز بين ما هو حق وما هو باطل. كما أنزل الله سبحانه وتعالى عونا عظيما للمسلمين، ونصرهم على أعدائهم، وهم كفار قريش.
قصة غزوة بدر للأطفال
غزوة بدر حدثت في شهر رمضان، وكانت هذه الحرب أكبر حرب بين المسلمين والمشركين.
وعلى الرغم من أن عدد قوات المسلمين كان أقل بكثير من عدد قوات العدو، إلا أن المسلمين نجحوا بالفعل في كسب هذه الحرب.
كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ تعرف على القصة الكاملة لغزوة بدر في السطور التالية:
بدأت قصة غزوة بدر عندما انتشرت أخبار في المدينة المنورة عن خروج قافلة كبيرة تابعة لقريش من الشام، حيث أرادوا العودة إلى مكة حاملين بضائع تجارية ذات قيمة هائلة، بينها 1000 من الإبل وأشياء أخرى ثمينة.
ولما علم المسلمون بذلك اعترضوا القافلة التي تحمل بضائع قريش القادمة من الشام، حيث أراد المسلمون أن يأخذوا حقوقهم التي صادرتها قريش من قبل.
هناك ثلاثة أسباب أدت إلى غزوة بدر، وهي:
. طرد المسلمين من مكة
. الظلم الذي لحق بالمسلمين من تعذيب ومصادرة بضائعهم
. إعطاء الدروس لكفار قريش
كان المسلمون يقودهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة، حيث شارك 313 مسلمًا، و8 سيوف، و6 دروع، و70 أوندة، وفرسين. وفي الوقت نفسه، كانت قوات قريش بقيادة أبو جهل، بعدد قوات وعتاد أكبر بكثير، حيث نشرت قريش ألف جندي مجهزين بـ 600 سلاح كامل. كما كان هناك 700 من الإبل و300 من الخيول التي تم إعدادها للحرب.
اتخذ المسلمون الموقع الأقرب إلى مصدر المياه كشكل من أشكال استراتيجية الحرب. وقام سعد بن معاذ بعمل كومة من التراب حول موقع المعركة، بهدف تمكين النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مراقبة سير الحرب.
وعلى الرغم من أنهم كانوا أقل عددًا، إلا أن المسلمين لم يخشوا مواصلة القتال في سبيل الله. كما دعا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الله بأن ينصره وينصر المسلمين على الكفار، واستجاب له الله ومد المسلمين بعون وجنود من الملائكة حاربوا معهم.
وبعد حوالي ساعتين من القتال العنيف، دمرت قوات المسلمين خط دفاع قريش الذي انسحب بعد ذلك بهزيمة ساحقة.
في النهاية، يمكن القول إن من أهم الدروس المستفادة من غزوة بدر، أن النصر لا يعتمد على الأسباب المادية فقط، حيث انتصر المسلمون في غزوة بدر على الرغم من قلة عددهم وعدتهم، بينما كان المشركون أكثر عددا وعدة.
كذلك، أهمية التوكل على الله، وأهمية الشورى والصبر، والأهم من ذلك أهمية الإيمان بالله تعالى والدعاء، حيث كان إيمان المسلمون بالله تعالى من أهم أسباب نصرهم في غزوة بدر.
وأخيرًا أهمية الوحدة، إذ كانت وحدة المسلمين من أهم أسباب نصرهم في غزوة بدر.