كيف تتجنب الأمراض الوراثية؟
الآن لا يُخفى على أغلبنا تأثير العوامل الوراثية في زيادة نسبة احتمالية الإصابة ببعض الأمراض، مثلاً إن كان يعاني فرد من عائلتك من أمراض القلب أو السرطان، فأنت تعلم أنه نظراً لأن التاريخ الطبي للأشخاص الذين تشاركهم الجينات يمكن أن يكون مؤشراً قوياً على وجودك في خطر التعرض لمثل هذه المشكلات الصحية، لكن ربما سألت نفسك بعض الأسئلة مثل:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هل هذا يعني أنك محكوم عليك بالإصابة بنفس المرض وكيف تتجنب الأمراض الوراثية؟
ما هي الجينات؟
الجينات هي اللبنات الأساسية للوراثة، يوجد حوالي 25 ألف جين في كل خلية من أكثر من 15 تريليون خلية حية في جسمك وتتكون الجينات من الحمض النووي وتعمل كتعليمات لصنع البروتينات وهذه البروتينات هي المكونات الأساسية للجزيئات التي تشكل أجسامنا.
في عام 2003، تم تسلسل الجينوم البشري بأكمله أو فك تشفيره، الجينوم هو المجموعة الكاملة من التعليمات الجينية من حوالي ثلاثة مليارات زوج كيميائي يشكلون جيناتنا ومنذ ذلك الحين، طورنا وعياً أكبر بأهمية الجينات في مخاطر الإصابة بأمراض معينة، على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير غير معروف.
تستمر الدراسات في ربط ملفاتنا الجينية باحتمالية تعرضنا لمشاكل صحية، يمكن أن ترتبط الوراثة بسرطان الثدي وأمراض القلب والاكتئاب والسمنة ومرض الزهايمر.
تعتبر هذه حالات متعددة العوامل، مما يعني أن هناك عوامل متعددة تشارك في إصابة الشخص بمرض وفي بعض الأحيان في مدى شدة الحالة، حيث تلعب جيناتنا وبيئتنا وعوامل أخرى أدواراً مهمة في هذه العملية وتتفاعل معاً لتؤدي إلى نتائج محتملة.
كان يُعتقد أننا تحت رحمة جيناتنا، لكننا نكتشف الآن أن جيناتنا يمكن أن تتأثر بقراراتنا وعاداتنا الصحية وأسلوب الحياة.
يتعلم العلماء المزيد حول ما يتحكم في التفاعلات الكيميائية في جيناتنا، تحتوي بعض الجينات على مفاتيح يمكن تشغيلها أو إيقاف تشغيلها وهذا ما يعرف بالتعبير الجيني، يمكن أن تؤدي هذه المفاتيح إما إلى تطور المرض أو الحماية منه.
يبدو أن بعض الأشياء نفسها التي يخبرك طبيبك بفعلها للحفاظ على نمط حياة صحي مفيدة أيضاً لتبديل الجينات بالطريقة الصحيحة.
كيف تتجنب الأمراض الوراثية؟
إن اتخاذ خيارات نمط حياة صحي ليس مضموناً لدرء المرض ولكن تشغيل الجينات الصحيحة أو إيقاف تشغيلها بتغييرات سلوكية بسيطة يمكن أن يحدث فرقاً فيما إذا كنت عرضة للإصابة بمرض أم لا، تذكر بينما تولي اهتماماً إضافياً لصحتك، فإن جيناتك تولي اهتماماً أيضاً.
إليك أربعة تغييرات في نمط الحياة الصحي لتقليل خطر الإصابة بأمراض وراثية:
- تناول طعاماً صحياً للحصول على تغذية جيدة وسليمة: يمكن أن يؤدي تناول الطعام بشكل صحي إلى "إيقاف" الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، فكر في تناول المزيد من الفاكهة والخضار النيئ والخضروات الورقية والمكسرات ومنتجات الألبان، يحتوي البروكلي والخضراوات الصليبية الأخرى والثوم والبصل على مواد تسمح للجينات الكابتة للورم بمحاربة السرطان ومكافحته.
- إدارة الإجهاد: التأمل الواعي المستمر هو ممارسة تشجع على تركيز الانتباه على اللحظة الحالية، يمكن أن يحد من تشغيل الجينات المرتبطة ببعض الأمراض، مجرد التركيز على فكرة أو القيام بأسلوب التنفس العميق يمكن أن يؤدي إلى تشغيل أو إيقاف تشغيل هذه المفاتيح.
شاهد أيضاً: ما الذي يهدئ ضربات القلب؟
- التمارين الرياضية: يمكن أن تحدث التغييرات الجينية أيضاً مع ممارسة التمارين الرياضية، تتأثر الجينات بعملية تسمى المثيلة وفي هذه العملية، تلتصق مجموعات الذرات بالجزء الخارجي من الجين وتجعل العناقيد الجين أكثر أو أقل قدرة على استقبال الإشارات من الجسم والاستجابة لها، يمكن للنشاط البدني تغيير المثيلة والتي تساعد الجينات على العمل بطريقة أفضل، لذا اعمل معروفًا لجسدك واركب دراجة أو اذهب للسباحة أو مارس المشي.
- تجنب التدخين والتعرض الآخر للمواد الكيميائية السامة: العديد من المواد الكيميائية معروفة بأنها مواد مسرطنة أو مسببة للسرطان وتؤثر على الجينات، على سبيل المثال عندما تدخن تتسبب المواد المسرطنة في التبغ في تحور الجينات المضادة للسرطان بحيث لا تعمل بشكل فعال، تجنب التدخين وحافظ على نقاء الهواء واشرب الكثير من الماء، قد تساعدك هذه الخطوات على تقليل السموم في جسمك.
إذا كنت قلقاً بشأن أمراض وراثية معينة، فتحدث مع طبيبك حول التغييرات السلوكية المحتملة والأدوية أو العلاجات المتاحة، قد تساعدك الاختبارات الطبية الأخرى في معرفة المزيد عن صحتك الشخصية.
قد يحيلك طبيبك إلى مستشار وراثي لإجراء مناقشة أكثر تفصيلاً لوراثة المرض وخيارات الاختبارات الطبية المحتملة، على الرغم من أننا تعلمنا الكثير عن علم الوراثة والأمراض على مر السنين، لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه، البحث مستمر ويستمر جمع البيانات لتعزيز فهمنا لما هو في سيطرتنا ونستطيع تجنبه. [1]