ماوكلي فتى الأدغال
ماوكلي هو شخصية وهمية، بطلٌ لرواية من قصص "كتاب الأدغال" للكاتب القاص البريطاني روديارد كيبلينغ (Rudyard Kipling)، الذي صدر عام 1894، جسدت القصة شخصية طفل رضيع عاش وترعرع بين الحيوانات، من منطقة بينش (Pench) في الهند، ليصبح الشخصية الأبرز أثراً في كتاب الأدغال.
شخصيات مسلسل كرتون ماوكلي فتى الأدغال
قطيع الذئاب:
- أليكساندر: والد ماوكلي.
- لوري: أمه.
- آكرو وسورا: أخوة ماوكلي.
- أكيلا: زعيم الذئاب.
الحيوانات الأخرى:
- باغيرا: نمر أسود يقوم بتعليم ماوكلي وتدريبه على العيش بالغابة والقتال فيها.
- بالو: دب كبير يعيش في الغابة، يقوم بتعليم ماوكلي قوانين الغاب.
- كا: الثعبان الحكيم الذي ساعد باغيرا عندما وجد ماوكلي لأول مرة في الوقت الذي كان فيه رضيعاً.
- شيريخان: النمر الشرير، حاكم لجيش كبير من الضباع، يسعى دائماً لقتل ماوكلي.
البشر:
- ميشو: بنتٌ من بني البشر، صديقة ماوكلي.
- كيشمي: رجل قرية شرير ينشر الخرافات والأكاذيب على أهل القرية.
الفتى الشجاع يصبح فردا من عائلة الذئاب
كان هناك طفل رضيع يعيش مع والديه بأمان وسلام في إحدى قرى الغابات الهندية، فجأة يقوم نمر كبير شرير يدعى (شريخان) بالهجوم على تلك القرية بسبب كرهه للبشر، وتقوم إحدى الضباع التابعة لشريخان الشرير باختطاف الطفل من والديه، فيتم التصدي له من قبل نمر أسود يدعى (باغيرا)؛ حيث كان مأسوراً عند عائلة من البشر عندما كان شبلاً، وقامت فتاة اسمها ليندا بالاعتناء بالنمر.
بعدما تصدى باغيرا للضبع قام بأخذ الطفل الرضيع منه وقدمه لقطيع الذئاب حتى يقوموا بالاعتناء به، فتتبناه عائلة (ألكساندر ولوري) وتربياه مع جرويهما (آكرو وسورا) ويطلقان اسم (ماوكلي) على ذلك الرضيع.
يعيش ماوكلي في الغابة المحكومة بالعدل والسلام ويترعرع بين حيواناتها ويتعلم لغتهم، إلى أن يكبر ويصبح بالغاً وتبدأ عواطفه البشرية بالتأثير عليه، فتقوم الأم (لوري) بطرد ماوكلي من وكرها حتى يتعلم المسؤولية ويكون شجاعاً غير متكلٍ على الذئاب في حياته اليومية، فيذهب ماوكلي تاركاً وكر والديه باحثاً عن مأوى، مقرراً الاعتماد على نفسه متعلماً الشجاعة.
وأثناء مشي ماوكلي في الغابات البعيدة يقع في فخ كان قد نصبه البشر للحيوانات المفترسة، مما يضعه في أزمة كبيرة فيجده أحد البشر ويحاول مساعدته وإخراجه، لكن ماوكلي يمانع ظناً منه أن البشر جميعهم أشرار، فيما يصر العجوز على مساعدة ماوكلي رغم تصديه له، ويقوم بتضميد جرحه وإطعامه، أما ماوكلي فيقف مندهشاً أمام تلك التصرفات البشرية التي لا يتقنها محاولاً أن يفهم ما يقوله البشر لكن دون جدوى.
ثم يلتقي ماوكلي بحفيدة ذلك العجوز الفتاة (ميشو) التي تقوم بتعليمه بعضاً من اللغة والتصرفات البشرية حتى يصبحا صديقين مقربين جداً، لكن في ذات الوقت كان ماوكلي يعود ليعيش حياته في الغابة بين الذئاب، ويعيش صراعاً مع ذاته في أن يختار بين العيش في الغابة ويبقى فيها، أو أن يذهب إلى القرية البشرية ليعيش حياته الطبيعية كإنسان.
وفي يوم من الأيام وخلال هذا الصراع الذاتي، يقرر ماوكلي مواجهة النمر الشرير (شريخان) والقتال معه بعد أن سئم من تصرفاته المشترّة، وبعد أن أصبح ماوكلي فتى قوي وتعلم بعض فنون القتال من البشر كاستخدام الأدوات الحادة وشعلة النار، يذهب إلى الكهف الذي يعيش به شريخان ويقوم بقتاله والقضاء عليه بواسطة شعلة النار والسكين الحاد، فيصبح بطلاً لا مثيل له في الغابة فينال المدح من جميع الذئاب والحيوانات الأخرى.
وفي النهاية يقوم ماوكلي باتخاذ قرار ترك الغابة والذهاب للعيش بين بني جنسه البشر مع عائلة صديقته (ميشو) ويبقى على تواصل دائم مع أصدقائه الحيوانات.
أبرز القيم التي يجسدها مسلسل ماوكلي
تحمل قصة ماوكلي العديد من القيم والمعاني بين سطورها، حيث:
- تركز على أهمية القوانين في تنظيم الحياة بين البشر والحيوانات.
- تؤكد على الفطرة الخيّرة التي يُخلق الإنسان بها، وأن الشر ما هو إلا شيء مكتسب يتصف به الإنسان من محيطه.
- تبين أن عنصر الخير هو من يربح في النهاية، وأن الشر مهما كان قوياً فهو زائل لا محالة.
- توضح أن في التعاون والصداقة قوة لا يهزمها شيء، وأن المحاولة بذاتها تعتبر شرفاً.
- تؤكد أن الإنسان يجب ألا ينسى فضل أحد عليه، فلولا مساعدة الأخرين له لما نجح في حياته.
تجسيد الرواية في المسلسلات والأفلام
تم تمثيل شخصية ماوكلي في مسلسل أنيمي كان قد صدر عام 1989، ضم 52 حلقة، من كتابة الياباني كيميو كابوكي (Kimio yabuki)، إخراج الياباني فوميو كوروكاوا (Fumio Kurokawa)، نال المسلسل نجاحاً كبيراً نظراً لسلاسة القصة وسهولة محاكاتها للعقول.
في عام 1996 أنتجت ديزني مسلسلاً من الرسوم المتحركة باسم "أشبال الغابة"، لتعرض فيه قصة ماوكلي المذكورة في كتاب الأدغال مع بعض التغيرات البسيطة على أحداث القصة الأصلية.
حاول العديد من الكتاب أن يعيدوا كتابة قصة فتى الأدغال بصورة ونمط مختلفين مثل: الكاتب مكسيم أنتينوري (Maxim Antinori) الذي جسد شخصية ماوكلي في رواية أسماها (صيد ماوكلي) عام 2001، لكن بقيت القصة الأصلية هي الرائدة.
أخيراً.. لا شك أن قصة (ماوكلي فتى الأدغال) بالرغم أنها من نسج الخيال، لكنها كوّنت في أنفسنا منذ الصغر، المعاني والقيم الصادقة والمثالية، فقد تعلمنا جمالية مساعدة الآخرين، وروعة التعاون معهم في محاربة الظلم والسعي وراء تحقيق العدالة في هذه الحياة.