ما هو العصف الذهني (Brainstorming)؟
كثيراً ما نسمع مصطلح العصف الذهني، اعصف ذهنك، لكن يا ترى ما معناه الحقيقي؟ كيف نستطيع أن نعصف أذهاننا؟ هل نستطيع أن نقوم بهذه العملية بمفردنا؟ أم أننا بحاجة إلى أن نكون في مجموعة؟ كل هذا وأكثر نتابعه في هذه المقالة.
من هو صاحب مصطلح العصف الذهني
يوجد عدة تعاريف للعصف الذهني، حيث عرف القاموس البريطاني العصف الذهني بأنه: "استخدام تقنية المؤتمرات (المجموعات) لحل مشاكل محددة، وجمع المعلومات عنها، وتحفيز التفكير الإبداعي، وتطوير أفكار جديدة، وما إلى ذلك، من خلال المشاركة غير المقيدة والعفوية في المناقشة".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كما عرف موقع ماريم وبستر البريطاني (Merriam webster) العصف الذهني بأنه: "مجموعة تقنية لحل المشاكل وذلك من خلال الأفكار التي يقدمها أفراد المجموعة لإيجاد حل لتلك المشكلة"، كما عرف القاموس التربوي الفرنسي العصف الذهني بأنه: "حل المشاكل التقنية الإبداعية تحت إشراف ميسر (شخص يدير النقاش) في المجموعة".
أوسبورن صاحب فكرة العصف الذهني
بدأ المدير التنفيذي لشركة إعلانات أمريكية وهو أليكس ف. أوسبورن (Alex F. Osborn) تطوير أساليب لحل المشاكل الإبداعية في عام 1939، وذلك عندما شعر بالإحباط بسبب عدم قدرة الموظفين على خلق أفكار إبداعية بشكل فردي للحملات الإعلانية.
وبموجب ذلك بدأ بإقامة جلسات التفكير الجماعي واكتشف تحسناً كبيراً في نوعية وكمية الأفكار التي ينتجها الموظفون، فقام أليكس ف. أوسبورن بتوصيف طريقة عمله في كتابه "القوة الإبداعية" "Creative Power" لعام 1948 في الفصل 33 "كيفية تنظيم فرقة لخلق الأفكار"، وبعد ذلك بات يستخدم العصف الذهني في مجالات متعددة للتأكد من جدواه وفاعليته كما سنذكر في فقرة لاحقة.
ما هي مبادئ أوسبورن للعصف الذهني؟
حدد أليكس ف. أوسبورن مبدأين أساسيين يسهمان في "الفعالية الأيديولوجية"، هما:
- تأجيل الحكم، أي عدم الحكم على القضية أو المشكلة مباشرة.
- الوصول للكمية، أي الحصول على عدد كبير من الأفكار.
قواعد أوسبورن العامة للعصف الذهني
حدد أليكس ف. أوسبورن قواعده العامة الأربع لتبادل الأفكار، والتي أنشئت من أجل تحقيق الأهداف التالية:
- الحد من الموانع الاجتماعية بين أعضاء المجموعة، أي خلق مناخ إيجابي بين أفراد المجموعة (مثل: تبادل الحديث حول الأمور المفضلة لدى كل فرد بغية إيجاد ألفة بين أفراد المجموعة).
- تحفيز الفكرة، أي تشجيع أفراد المجموعة على خلق الأفكار، وذلك من خلال النقاش المطول حول الموضوع المراد تطويره أو المشكلة المراد حلها، فكثيراً ما تتولد الأفكار نتيجة نقاش ما، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعاني من مشكلة في إيجاد مكان ملائم للسكن وبأجر مقبول وطرحت هذه المشكلة أمام مجموعة سيقوم كل فرد بطرح فكرة لمساعدتك، وقد تنشأ فكرة من خلال هذا النقاش كأن تستأجر منزلاً في منطقة اقترحها أحد الزملاء أو أن تشتري بيت سعره منخفض لم تكن تعرف به قبل إثارة هذا الموضوع.
- زيادة الإبداع العام للمجموعة، وذلك من خلال تعميق النقاش وتطوير الأفكار المقدمة من أفراد المجموعة، فعلى سبيل المثال إذا كان الموضوع أو المشكلة تتعلق بالبحث عن عمل، فقد يقترح أفراد المجموعة العديد من الأفكار بحسب مؤهلات الباحث عن عمل، لنفترض أنه خريج إعلام، فإضافة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فقد يقترح احد أفراد المجموعة أن يكون العمل في موقع خارج البلد، فيقول الباحث عن عمل لا أستطيع الحصول على فيزا، فيقول آخر بإمكانك العمل من مكانك وإرسال المقالات والمعلومات عن طريق البريد الإلكتروني.
وهذه القواعد هي:
- التركيز على الكم (Go for Quantity)، تهدف هذه القاعدة للحصول على أكبر قدر ممكن من الأفكار ومن كل أفراد المجموعة، وذلك لتسهيل حل المشاكل، وذلك وفق افتراض أن زيادة عدد الأفكار تولد فرصة أكبر لإنتاج حل جذري وفعال، على سبيل المثال: إذا كانت المشكلة كيف نستطيع أن ندرس مادة صعبة في وقت قصير؟ يكون هناك الكثير من الأفكار فمنهم من يقترح تأجيل تقديم المادة، ومنهم من يقترح دراسة أسئلة الدورات، ومنهم من يقترح حفظ الفقرات المهمة، ومنهم من يقترح الاستعانة بأحد الأشخاص لشرح المادة، ومنهم من يقترح حفظ المادة كما هي، هذه الأفكار المتنوعة تساعد في إيجاد حل لمشكلة من خلال طرح كل الاحتمالات وتوسيع دائرة الخيارات أمام الشخص صاحب المشكلة لاختيار أفضل الحلول.
- حجب الانتقادات (Withhold Criticism)، في العصف الذهني؛ يجب التوقف عن انتقاد الأفكار المتولدة، بدلاً من ذلك، ینبغي علی المشارکین الترکیز علی توسیع أو إضافة الأفکار، ويتم الاحتفاظ بالنقد من أجل "مرحلة حاسمة" لاحقة من العملیة (أي مرحلة اتخاذ القرار)، لأنه إذا كان الناس قلقين من أن تكون أفكارهم موضع سخرية من قبل المجموعة؛ فإن العملية ستفشل - وفق ما يقول أليكس ف. أوسبورن الذي يرى أن: "الإبداع حساس جداً، وهو زهرة تنعم بالثناء والمديح الذي يجعل الأفكار تزدهر، في حين أن الإحباط والانتقاد في غير وقته غالباً ما يدفنها في مهدها"، كما يمكن من خلال تعليق الحُكم (تأجيله) منح المشاركين حرية ابتكار أفكار غير مألوفة.
- الترحيب بالأفكار الجريئة (Welcome Wild Ideas)، يتم تشجيع الأفكار الجريئة من أجل الحصول على عدد جيد من الاقتراحات، ويمكن توليد هذه الأفكار من خلال النظر للموضوع من زوايا جديدة وتأجيل الافتراضات، من شأن هذه الطرق الجديدة للتفكير أن تعطيك أفضل الحلول.
- الجمع بين الأفكار وتحسينها (Combine and improve ideas)، كما اقترح شعار "1 + 1 = 3" (المقصود بهذا الشعار بأنه إذا تناقش اثنان يكون لكل واحد منهما رأي، ونتيجة النقاش يظهر رأي ثالث من هذين الرأيين المختلفين)، ويُعتقد أن ذلك يحفز بناء الأفكار من خلال عملية إنشاء مجموعات للعصف الذهني.
ماذا يتطلب العصف الذهني ما هي شروط نجاحه؟
يلاحظ أوزبورن أن العصف الذهني يجب أن يعالج سؤالاً محدداً؛ فالجلسات التي تتناول مسائل متعددة لا تتسم بالكفاءة، (فمثلاً عندما تكون المشكلة محددة بسؤال مثلاً ما هو اسم المنتج؟ يكون النقاش مركزاً عليها ويمكن الوصول على نتيجة.
أما عندما يكون هناك عدة أسئلة مثلاً ما اسم المنتج، كيف سيصنع المنتج، ما هي الآلات التي ستستخدم في صناعة ذلك المنتج؟ هذه التعددية في الأسئلة ستجعل أفراد المجموعة كل منهم يركز على جانب وبالتالي تفقد المجموعة كفاءتها وغايتها ألا وهي تجميع أكبر عدد ممكن من الأفكار لمناقشتها واختيار الأفضل بينها).
العصف الذهني يركز على طرح الأفكار والحلول فقط
علاوة على ذلك، يجب أن تتطلب المشكلة توليد الأفكار بدلاً من إطلاق الأحكام؛ فعلى سبيل المثال: في اختيار اسم لمنتج يمكن استخدام العصف الذهني، في حين لا داعي لاستخدام جلسات العصف الذهني؛ لمعرفة رأي شخص بالزواج. كما لا يمكن النقد خلال طرح الأفكار إذ يتم ذلك في مراحل متقدمة من جلسات العصف الذهني.
مم تتكون مجموعات العصف الذهني عند أوزبورن؟
تتألف مجموعة العصف الذهني عند أوسبورن من حوالي اثني عشر مشاركاً، بما في ذلك الخبراء والمبتدئين، حيث يتم تشجيع المشاركين على تقديم إجابات جريئة وغير متوقعة، وهذه الأفكار - كما ذكرنا في فقرة سابقة - لا تتلقى أي نقد أو مناقشة، ومن ثم تقدم المجموعة الأفكار التي قد تؤدي إلى حل ببساطة.
في حين أن الأحكام على الأفكار تبقى مؤجلة لتاريخ لاحق، بعد ذلك يتم اختيار ميسر (رئيس الجلسة أو مدير الجلسة) ومن ثم تدريب هذا الميسر على هذه العملية على كيفية استنباط الأفكار من المجموعة، ومن ثم ترتيبها، وإعادة طرحها، وكيف يبدأ الجلسة وكيف ينهيها وكيف يتعامل مع أفرادها.
كما يتم تدريب أفراد المجموعة على خلق الأفكار قبل أن تتم معالجة الأفكار الهامة من خلال إعطائهم فكرة عما يحصل داخل مجموعة العصف الذهني وكيفية إنتاج الأفكار من خلال دراسة الموضوع بكل أبعاده وتوسيع أفق التفكير لإنتاج أفكار جديدة، كما يمكن إخضاعهم لتجارب في العصف الذهني كي يعتادوا على ما يجري، بالتالي يتعاملون بسهولة خلال عملهم في هذه المجموعة.
ماذا يحصل داخل المجموعة؟
- التقطير (الفلترة)، بعد تشكيل المجموعة، يطلب الميسر (من يدير المجموعة) من المشاركين كتابة أفكارهم دون الكشف عن هويتهم، ثم يقوم بجمع الأفكار والتصويت على كل فكرة، حيث يمكن أن يكون التصويت بسيطاً كرفع الأيدي لصالح فكرة معينة، تسمى هذه العملية التقطير.
- تقييم الأفكار، بعد التقطير، يتم إرسال الأفكار التي حصلت على أعلى تصويت إلى المجموعة أو إلى مجموعات فرعية لمزيد من العصف الذهني، على سبيل المثال، قد تعمل مجموعة واحدة على اللون المطلوب في المنتج.
ومجموعة أخرى قد تعمل على حجم المنتج.. إلخ، وفي النهاية ستعود كل مجموعة فرعية إلى المجموعة بأكملها لترتيب الأفكار المدرجة، وفي بعض الأحيان قد يتم تقديم الأفكار التي تم استبعادها مرة أخرى عندما قامت المجموعة بإعادة تقييم الأفكار.
على سبيل المثال: خلال مرحلة التصويت قد لا تحظى بعض الأفكار بالتأييد من قبل أفراد المجموعة الفرعية، ولكن قد تعود هذه الأفكار بعد تطويرها لتكون أحد الخيارات في حل المشكلة أمام المجموعة الرئيسية، على سبيل المثال، قد يتم استبعاد اللون الأخضر من قبل المجموعة الفرعية كلون للمنتج ولكن قد يكون إعادة طرح هذا اللون أمام المجموعة الرئيسية ممكناً ويصبح ضمن الخيارات.
طرق تبادل الأفكار بين عناصر مجموعة العصف الذهني
- يقوم كل شخص في مجموعة دائرية بكتابة فكرة واحدة، ثم يمرر قطعة الورق إلى الشخص التالي، الذي يضيف بعض الأفكار، ويستمر ذلك حتى يحصل كل من أفراد المجموعة على ورقته الأصلية مرة أخرى. وبهذه الطريقة تكون كل فكرة قد أخذت حقها من النقاش داخل المجموعة.
- "كتاب فكرة"، تقوم المجموعة بإنشاء "كتاب فكرة" حيث تقوم بكتابة أسماء أفراد المجموعة، وفي الصفحة الأولى من كتاب الفكرة يتم وصف المشكلة، ومن ثم يعطى هذا الكتاب لأحد أفراد المجموعة فيقوم بسرد أفكاره على هذا الكتاب، وعندما ينتهي يعطيه لزميله الذي يستطيع تسجيل أفكار جديدة أو الإضافة إلى أفكار الشخص السابق، ويستمر ذلك حتى يسجل كل أفراد المجموعة آرائهم، ثم يتم عقد اجتماع متابعة لمناقشة الأفكار المسجلة في الكتاب، هذه التقنية تستغرق وقتاً أطول، لكنها تتيح للأفراد الوقت للتفكير بعمق في المشكلة.
طريقة تعيين فكرة الفريق
بعد أن تعرفنا في الفقرة السابقة على طرق تبادل الأفكار سنتعرف في هذه الفقرة على كيفية تعيين فكرة الفريق (قد يكون الفريق مجموعة واحدة، وقد يكون مجموعة واحدة وتتفرع عنها مجموعات أصغر)، فبعد تقييم الأفكار يتم دمجها في فكرة واحدة، حيث يكتشف المشاركون فيها فهماً مشتركاً للقضايا وهم يتقاسمون المعاني الكامنة وراء أفكارهم.
قد تنشأ خلال هذه المشاركة أفكار جديدة من قبل المجموعة تتم إضافتها إلى الخريطة أيضاً، وبمجرد التقاط جميع الأفكار يمكن للمجموعة تحديد الأولويات و / أو اتخاذ إجراءات.
تحديد إطار واضح للعصف الذهني
يجب أن يكون العصف الذهني موجه لغاية محددة، ألا وهي إيجاد حل لمشكلة ما، من أجل ذلك يمكن إنجاز هذا التوجيه يدوياً أو مع أجهزة الكمبيوتر، فيتم إعطاء كل مشارك ورقة واحدة (أو برنامج يكون موضوع على كل الحواسب) ويطرح مسير الفريق أو المجموعة سؤال العصف الذهني ويطلب منهم رد واحد والتوقف.
بعد ذلك يتبادل المشاركون جميع الأوراق (أو ما دونوه على الحاسب) بشكل عشوائي بين بعضهم البعض، ويطلب من كل فرد مشارك النظر في الفكرة التي تلقوها من أفراد آخرين وإنشاء فكرة جديدة تحسن هذه الفكرة استناداً إلى المعايير الأولية، ثم يتم تبديل النماذج مرة أخرى ويطلب من المشاركين تحسين الأفكار مرة أخرى، تكرر هذه العملية ثلاث جولات أو أكثر وذلك لتحسين الأفكار وكي يستطيع كل فرد من أفراد المجموعة التعامل مع كل الأفكار التي طرحها زملاؤه.
العصف الفردي والعصف وإلكتروني
العصف الذهني الفردي
العصف الذهني الفردي هو استخدام العصف الذهني في حالات فردية، فعادةً ما يتضمن تقنيات مثل: الكتابة الحرة، الكلام الحر، رسم خريطة لحل المشكلة، وهي تقنية تدوين الملاحظات البصرية، والعصف الذهني الفردي هو وسيلة مفيدة في الكتابة الإبداعية (مثل ورشات كتابة السيناريو للسينما والمسرح والتلفزيون)، وقد تبين أنها تتفوق على العصف الذهني للمجموعة التقليدية (مجموعات الإعلان أو تحسين المنتجات).
العصف الذهني الإلكتروني (Electronic Brain Storming)
على الرغم من أن العصف الذهني يمكن أن يُنجز عبر الإنترنت من خلال التقنيات المتاحة عادة مثل البريد الإلكتروني أو مواقع الويب التفاعلية (المنتديات)، كانت هناك أيضاً العديد من الجهود لتطوير برامج الكمبيوتر المتخصصة التي يمكن أن تحل محل أو تعزز واحد أو أكثر من العناصر التقليدية لعملية العصف الذهني، ومن الجامعات التي بذلت تلك الجهود، جامعة أريزونا الأمريكية من خلال برنامج "غروبسيستمز"، وكذلك جامعة مينيسوتا من خلال برنامج (سام) وهي برامج إلكترونية تتيح تبادل الأفكار والمعلومات عن بعد.
بماذا يتميز العصف الذهني الإلكتروني عن العصف الذهني الذي يكون وجهاً لوجه؟
يتميز العصف الذهني الإلكتروني عن العصف الذهني المباشر (وجهاً لوجه) بما يلي:
- كسب الوقت، وتوفير السفر أو الانتقال إلى مكان عقد اجتماعات المجموعة (حيث يتم التواصل عبر شبكة الإنترنت مع أفراد المجموعة).
- إزالة الضغوط النفسية التي قد يشعر بها بعض أفراد المجموعة من خلال الحضور وجهاً لوجه، بالتالي يكون التعامل عبر شاشة الانترنت أفضل.
- أرشفة المحادثات إلكترونياً ومن ثم استعادتها في أي وقت وبسرعة عند الحاجة.
- العصف الذهني الإلكتروني قد يسمح بوجود مجموعات ذات عدد أكبر للمشاركة في إيجاد الحلول للمشكلة.
خطوات تطبيق العصف الذهني
1- إعداد المجموعة وإعداد بيئة اجتماع مريحة
كأن تكون الغرفة مضاءة جيداً، أن يكون لديك الأدوات والموارد والمرطبات التي تحتاج إليها، تحديد مقدار المعلومات أو التحضير الذي يحتاجه فريقك من أجل طرح حلول لمشكلتك، ثم تحديد من سيحضر في المجموعة (أي من هم أعضاء المجموعة؟)، فغرفة مليئة بالأشخاص ذوي التفكير المتماثل لن تولد العديد من الأفكار الإبداعية كمجموعة متنوعة؛ لذا حاول تضمين أشخاص من مجموعة واسعة من التخصصات تشمل الأشخاص الذين لديهم مجموعة متنوعة من أساليب التفكير المختلفة.
وعندما يتم جمع الأفراد عيِّن شخصاً واحداً لتسجيل الأفكار التي تتولد، هذا الشخص لا ينبغي بالضرورة أن يكون مدير الفريق إذ قد يكون من الصعب التسجيل والمساهمة في نفس الوقت، يقوم الشخص الذي سجل الأفكار بنشرها حيث يمكن للجميع رؤيتها، على المخططات البيانية أو اللوحات البيضاء؛ أو استخدام جهاز كمبيوتر مع جهاز إسقاط لعرض البيانات.
2- عرض المشكلة
حدد بوضوح المشكلة التي تريد حلها، ضَعْ المعايير التي يجب أن تفي بها، وضِّحْ أن هدف الاجتماع هو توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار، ثم أعطِ أعضاء المجموعة الوقت الكافي لكتابة أفكارهم، اطلب منهم بعدها تبادل أفكارهم مع زملائهم، مع إعطاء الجميع فرصة عادلة للمساهمة.
3- توجيه المناقشة
بمجرد مشاركة الجميع أفكارهم، ابدأ مناقشة المجموعة لتطوير أفكار عناصرها واستخدامها لخلق أفكار جديدة، ثم شجع الجميع على المساهمة وتطوير الأفكار بمن فيهم قليلي المشاركة، وعدم تشجيع أي شخص على انتقاد الأفكار، وفي حال كنت أنت ميسر المجموعة فعليك مشاركة أفكارك في حل المشكلة مع أعضاء المجموعة، التزم بمحادثة واحدة في كل مرة تشارك فكرة.
حافظ على تركيز المجموعة إذا تشتت المشاركون. على الرغم من أنك تسترشد بالمناقشة تذكر أن عليك ألا تدع أعضاء المجموعة يسخرون من الأفكار أو يقيّموها أثناء العصف الذهني، بل عليك الترحيب بالإبداع وتشجيع فريقك على التوصل إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار بغض النظر عما إذا كانت عملية أو غير عملية، لا تتبع مساراً واحداً من الفكر لفترة طويلة جداً، وتأكد من إنشاء عدد جيد من الأفكار المختلفة واستكشاف الأفكار الفردية بالتفصيل.
4- إتخاذ القرار
بعد جلسة العصف الذهني الفردية أو الجماعية، سيكون لديك الكثير من الأفكار، قد يبدو من الصعب فرز هذه الأفكار للعثور على الأفضل منها، تحليل هذه الأفكار هو خطوة هامة أخرى، وبالتأكيد عندما تدار مجموعة العصف الذهني بشكل جيد فهذا سيساعدك على إيجاد حلول جذرية للمشاكل، كما يمكن أن يشجع الناس على الالتزام بالحلول؛ لأنهم قدموا مدخلات ولعبوا دوراً في تطويرها.
ما هي مجالات استخدام العصف الذهني؟
يستخدم العصف الذهني وفق ما أورد الكاتب طارق سويدان (مبادئ الإبداع) في عدة مجالات، منها:
- تطوير المنتجات الجديدة والسلع في المصانع.
- تحسين الخدمات العامة في الشركات أو المؤسسات الحكومية والخاصة.
- استحداث عمليات أو أنظمة أو خدمات جديدة.
- الحملات الإعلامية والدعائية والبحوث المكتوبة والمقالات.
- طرق الإدارة واستراتيجية التسويق.
- في التدريس، وذلك بهدف تنمية التفكير الإبداعي عند الطلاب داخل غرفة الصف.
أهمية التدريس باستخدام مهارة العصف الذهني
حدد الدكتور عبد الله محمد هنانو في كتابه (مهارات العصف الذهني ودورها في تنمية التفكير الإبداعي عند الطلاب) أهمية التدريس بمهارة العصف الذهني بما يلي:
- فتح المجال أمام الجهد لجماعي الخلّاق للطلاب.
- زيادة الحماس لدى الطلبة للتعلم.
- تنمية مهارات الاتصال بين الطلاب.
- تنمية مهارات القيادة بين الطلاب.
- تنمية الوعي بأهمية الوقت لدى الطلاب.
- مساعدة المعلم على إدارة الصف.
- تنمية مهارة التأمل لدى الطلاب.
- تدريب الطلاب على نقد الأفكار وتطويرها والاستفادة منها.
- تنمية مهارة إبداء الرأي والمشاركة في حل المشكلات لدى الطلاب.
العوامل المساعدة في نجاح أسلوب العصف الذهني في التدريس
حدد الكاتب طارق سويدان في كتابه (مبادئ الإبداع) العوامل المساعدة في نجاح أسلوب العصف الذهني في التدريس، وهي:
- أن يسود الصف الهدوء والمتعة.
- قبول الأفكار غير المألوفة وتشجيعها.
- عدم انتقاد الأفكار التي يقدمها الطلاب وتشجيع كل الطلاب على تقديم أي فكرة تخطر ببالهم.
- إيمان المدرس بأن هذه الطريقة تساعد على تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.
- أن تكون الجلسة موضوعية بعيدة عن الأغراض الشخصية.
- تدوين الأفكار على السبورة حتى يراها كل الطلاب.
- ضبط الوقت خلال عملية العصف الذهني كي لا يضيع وقت الحصة كله في العصف الذهني، فالعصف الذهني وسيلة لتنمية التفكير لدى الطلاب وليست غاية.
المعوقات التي قد تعيق أسلوب العصف الذهني في المدارس
حدد الكاتب راشد حسين العبد الكريم في كتابه (استراتيجية العصف الذهني) المعوقات التي قد تعيق أسلوب العصف الذهني في المدارس، وهي:
- نقد الأفكار.
- الخوف من سخرية الآخرين.
- كبر حجم المجموعة.
- وجود تشويش أو إزعاج خارج الصف.
- عدم توفر المواد اللازمة لتوثيق الأفكار.
- الوقت غير الكافي للطلاب.
- الاستشارة عند طرح الفكرة (كأن يقول الطالب ما رأيكم بهذه الفكرة).
إذا كنت معلم.. كيف تقود العصف الذهني لطلابك؟
ربما قررت مع طلابك استخدام تقنية العصف الذهني في إيجاد حلول لمشكلة ما، فقمتهم بتحديد المجموعات واختيار ميسر لكل مجموعة أو أن تقوم أنت بهذا الدور، بالتالي سيمر عصفكم الذهني بالمراحل التالية:
- المرحلة الأولى، يتم فيها تحديد المشكلة وشرحها وتبسيطها كي يتمكن الطلاب من فهمها واستيعابها، ويُفضّل ألا يتجاوز عدد أفراد المجموعة اثني عشر شخصاً، وفي حال قررت أن تراقب عملية العصف الذهني في الصف يجب أن يتم تحديد ميسر للجلسة يستطيع إدارة الحوار داخل المجموعة بنجاح، إضافةً للميسر يجب الاستعانة بشخص آخر لتسجيل الأفكار التي ستُطرح في الجلسة.
- المرحلة الثانية، تخصص هذه المرحلة لطرح الأفكار من قبل طلاب كل المجموعة، حيث يتم عرض الأفكار وتجميعها، ومن ثم إفساح المجال للنقاش حول هذه الأفكار لتطويرها، وهنا لا بد للميسر من تذكير أفراد المجموعة بضرورة عدم نقد الأفكار والالتزام بكل قواعد العصف الذهني التي قمت بتحديدها مسبقاً بحسب موضوع النقاش.
- المرحلة الثالثة، يتم في هذه المرحلة عرض الأفكار والمقترحات بصورتها النهائية، ليصار بعدها لاختيار الأفضل بينها.
فاعلية العصف الذهني في التدريس
في دراسة صينية نشرتها مجلة (BMC Medical Education) في شهر كانون الثاني/ يناير عام 2017 حول دور جلسات العصف الذهني في تعزيز المهارات الفردية - أقيمت الدراسة في عامي 2013 و 2014 وتم تسليم نتائجها في الثامن عشر من شهر آذار/ مارس عام 2016 - على مجموعات من المتطوعين من طلاب الطب البشري، حيث تم تقسيمهم على ثلاث مجموعات؛ الأولى خضعت للعصف الذهني والثانية لدروس خصوصية والثالثة لم تخضع لأية دورات، إذ كانت المجموعة الثالثة بمثابة المجموعة الضابطة، وبعد مرور ثلاثة أشهر تم إجراء فحوص للطلبة المتدربين، فتبين أن النسبة المئوية للطلاب الجدد الذين حضروا طوعياً إما دورات العمل الجماعي التي استغرقت العصف الذهني أو الدروس الخصوصية قد ازدادت في الفصول الدراسية.
كما حصل الطلاب الذين خضعوا للعصف الذهني على تقييم ذاتي أعلى في التشخيص والمهارات السريرية مقارنة إما بالطلاب الذين خضعوا لدروس خصوصية أو بطلاب المجموعة الثالثة التي لم تخضع لأية دورات.
في الختام.. شكل العصف الذهني الطريقة الأفضل لتحفيز التفكير لدى الناس سواء كانوا طلاباً في المدارس أو عمال في المعامل أو موظفين في الشركات والمكاتب والهدف الأساسي الوصول إلى أفضل النتائج والحلول للمشاكل القائمة أو التي قد تظهر في المستقبل.