هل سمعت عن ذبابة البترول؟.. حشرة غريبة تنمو في النفط

  • تاريخ النشر: الأحد، 06 أكتوبر 2024

تمثل لغزًا بيولوجيًا مثيرًا للاهتمام، حيث تتحدى المفاهيم التقليدية حول تحمل الكائنات الحية للمواد السامة

مقالات ذات صلة
اختيار ذبابة Mayfly حشرة عام 2021: متميزة وفريدة من نوعها
صور حيوانات غريبة لم يسبق لك أن رأيتها أو حتى سمعت عنها
هل سمعت من قبل عن تدخين العقارب.. قصص غريبة للغاية!

تعتبر ذبابة النفط، أو ذبابة البترول، هي نوع مذهل من الحشرات التي لا يمكنها البقاء على قيد الحياة في النفط، رغم إنه من المعروف عن النفط إنه مادة سامة للغاية بالنسبة للكائنات الحية الأخرى. على عكس الطبيعي والمنطقي، تستطيع هذه الحشرة أن تزدهر وتنمو في هذه البيئة القاسية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تم اكتشاف هذه الحشرة لأول مرة في حُفر القطران في لا بريا، الواقعة بالقرب من مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا. كانت هذه الحفر بمثابة مصيدة مميتة لملايين الحيوانات، سواء كانت من الأنواع المنقرضة أو الحالية. في مرحلة ما من الزمن، وجدت في هذه الحفر اللزوجة ملايين الحشرات وعشرات الطيور والثدييات وحتى الديناصورات نهاية لها.

مع ذلك، تمكن نوع واحد صغير من الحشرات، وهو ذبابة النفط، من التكيف بنجاح مع هذه البيئة السامة بشكل لا يصدق واستخدامها لصالحه. حير ذلك العلماء لسنوات طويلة، ولا تزال الأبحاث تحاول فهم هذه الحشرة.

ما هي ذبابة البترول؟

تعرف ذبابة النفط علميا باسم دياسيموسيرا، وهي حشرة طائرة بحجم ذبابة الفاكهة تقريبًا. وتعتبر النوع الوحيد المعروف من الحشرات الذي لا يكتفي بالبقاء على قيد الحياة في هذا القطران الطبيعي الموجود في حفر لا بريا، بل يعتبر هذا المكان موطنه الأصلي. تتطور يرقات هذه الحشرة في النفط اللزج، بينما يقضي الذباب البالغ معظم حياته في التجول على سطح حفر القطران بحثًا عن الطعام.

وصف العالم البريطاني البارز ويليام هومان ثورب، يرقات دياسيموسيرا بأنها "من دون شك أحد أعجب الظواهر البيولوجية في العالم". ومنذ اكتشافها لأول مرة في عام 1899، حتى الآن، يحاول العلماء بشكل عام فهم كيف تستطيع هذه اليرقات الصغيرة البقاء على قيد الحياة في حفر لا بريا من القطران السام. بل وتتغذى داخل البترول، دون أن تتأثر.

غذاء ذبابة البترول

تقضي يرقات ذبابة البترول حياتها تزحف داخل البترول بحثًا عن الحشرات واللافقاريات الأخرى التي يمكنها التهامها. نظرًا لأن حفر لا بريا التي تحتوي على القطران لا تزال مصيدة للعديد من الكائنات الحية يوميًا، فإن هذه اليرقات الشرهة لا تفتقر إلى الغذاء. ويساعدها على ذلك أنها تتنفس من خلال أنابيب هوائية صغيرة تقع في الجزء الخلفي من أجسادها الشفافة.

أسرار ذبابة البترول

أظهرت العديد من التجارب العلمية التي أجريت عليها أنها قادرة على البقاء مغمورة في البترول لفترات طويلة دون أن تتأثر. كما أنها لا تعتمد فقط على جثث الحشرات الميتة كغذاء أساسي، بل يمكن أن تستهلك كميات كبيرة من البترول أثناء الحصول على الغذاء، دون أن يضرها ذلك.

وبالرغم من سمية البترول، إلا أنه يمر عبر أجسامها الشفافة، دون أن يسبب أي أذى، وهو أمر يحير العلماء بشكل كبير حتى الآن. حتى عند تعرضها لمواد كيميائية قوية مثل التربنتين والزيلين، أو في درجات حرارة مرتفعة، تظل اليرقات على قيد الحياة وثابتة ومستقرة في بيئتها الغريبة التي تعيش فيها.

بالإضافة إلى ذلك، تختار ذبابة البترول سيقان العشب على حافة البركة البترولية لتتحول إلى عذارى. وتمتلك الذبابات الناضجة أجنحة، لكنها نادراً ما تستخدمها، بل تقضي وقتها في التجول على سطح حفر لا بريا للقطران.

وعلى الرغم من أن أرجلها مجهزة تمامًا للتنقل في السائل السام، فإن أجسادها أو أجنحتها إذا لامست السائل اللزج، فإنها تصبح عرضة للخطر تمامًا مثل أي حشرة أخرى. ويمكن أن تصبح فيما بعد طعامًا ليرقاتها الخاصة.

معلومات عن ذبابة البترول

. نوع من الذباب حير العلماء والباحثين، بعد أن اكتسب شهرة واسعة بفضل قدرته الفريدة على العيش والتطور في برك النفط الخام.

موطنها

. توجد هذه الحشرة الصغيرة بشكل طبيعي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

. تمثل لغزًا بيولوجيًا مثيرًا للاهتمام، حيث تتحدى المفاهيم التقليدية حول تحمل الكائنات الحية للمواد السامة.

. تعيش يرقات هذه الذبابة في البترول الخام، وهي بيئة خالية من الأكسجين، وتحتوي على مواد كيميائية سامة تقتل معظم الكائنات الحية.

التكيف والتكاثر

. تتغذى اليرقات على الحشرات الميتة والمفصليات الأخرى التي تسقط في برك النفط، حيث تقوم بهضم الأجزاء اللينة من أجسامها، وتتجنب المواد النفطية قدر الإمكان.

. تمتلك ذبابة البترول مجموعة من التكيفات التي تمكنها من العيش في هذه البيئة القاسية، مثل جلد سميك يحميها من المواد الكيميائية الموجودة في النفط. وكذلك أجهزة تنفس خاصة تمكنها من البقاء على قيد الحياة في بيئة خالية من الأكسجين.

. تمتلك الذبابة أيضا إنزيمات خاصة تساعدها على هضم المواد الغذائية في بيئة قاسية. ويتحمل جهازها الهضمي بقايا النفط الخام الذي تتغذى عليه ضمن طعامها.

أهميتها العلمية

. تساعد دراسة ذبابة البترول الباحثين والعلماء على فهم كيفية تطور الكائنات الحية، والطرق التي تساعدها على التكيف مع بيئات قاسية.

. تساعد أيضا دراسة الجينات والإنزيمات الخاصة بذبابة البترول في تطوير تقنيات جديدة لتنظيف التلوث النفطي. بالإضافة إلى استخراج المعادن من الصخور.

. تعتبر ذبابة البترول مصدر إلهام للباحثين في مجالات مختلفة، مثل علم الأحياء الدقيقة وعلم البيئة.

. قضى العلماء حتى الآن ما يقرب من قرن ونصف قرن كاملين، منذ اكتشاف هذه الحشرة عام 1899، في محاولة الإجابة على بعض الأسئلة. أبرزها هذه الأسئلة هي: كيف تطورت هذه الحشرة لتعيش في بيئة قاسية كهذه؟ وما هي الآليات الدقيقة التي تمكنها من تحمل المواد السامة؟ وهل يمكن استخدام هذه الحشرة في تطوير تقنيات جديدة لحماية البيئة؟

. رغم الدراسات العديدة التي أجريت على ذبابة البترول، لا تزال هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات.

في النهاية، يمكننا القول إن ذبابة البترول هي مثال حي على الغرائب والعجائب الطبيعية الموجود على سطح كوكب الأرض. تمتلك قدرة فريدة تميزها عن الكائنات الحية الأخرى، سواء على التكيف مع بيئات قاسية، أو تحدي حدود الحياة المنطقية للكائنات بشكل عام. لذلك تساعد دراسة هذه الحشرة الفريدة على فهم أعمق لأسرار الحياة على كوكبنا.