هل لغة الإشارة موحدة في العالم؟.. تعرف على تاريخها وأنواعها
في 23 سبتمبر كل عام يتم الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة والإشادة بالفارق المذهل الذي أحدثته في حياة الصم
تستحق لغة الإشارة يوما عالميا للاحتفال بها، ليس فقط لأنها مكنت ملايين من الصم والبكم الموجودين حول العالم من التواصل مع الآخرين، لكن أيضا لأنها تؤكد على حق الجميع في الحصول على فرصة للتعبير عن أنفسهم، والمشاركة في جميع المجالات وتحقيق الذات. تؤكد على المساواة، وأنه لا يوجد عائق يمنعك من أن تعيش حياة طبيعية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يعتبر اليوم العالمي للغات الإشارة، فرصة ذهبية للتعرف عليها، وتعلمها إذا سنحت لك الفرصة أن تقوم بذلك. تعزيز الوعي العام بأهميتها وضرورة الاعتراف بها كواحدة من اللغات التي تستحق التقدير والاحترام.
تطورت لغة الإشارة عبر السنين. ورغم أنها تختلف بشكل ما عن اللغة المنطوقة، إلا أنها تستحق أن نمنحها نفس القدر من الأهمية والتقدير. خاصة أننا الآن نملك لغة إشارة دولية، يمكن أن يستخدمها الصم عندما يتواصلون عبر الحدود المختلفة، وأثناء السفر. وكذلك عندما يحضرون اجتماعات دولية، للتأكيد على أحقيتهم في ممارسة العمل العام، والمشاركة في مختلف الأحداث.
في التقرير التالي، نستعرض معك كل ما تريد معرفته عن لغة الإشارة، أهميتها وقواعدها وأنواعها. بالإضافة على كيفية تعلمها، وغيرها من المعلومات والحقائق المهمة عنها.
اليوم العالمي للغات الإشارة
يسعى هذا اليوم، الذي يتم الاحتفال به كل عام في 23 سبتمبر، إلى التأكيد على إن لغة إشارة بسيطة، وليست معقدة كما نعتقد. مع ضرورة الإشادة بالفارق المذهل الذي أحدثته في جميع أنحاء العالم بحياة الصم. إلى جانب زيادة الوعي بها.
بدأ الاحتفال لأول مرة باليوم الدولي للغات الإشارة في عام 2018. ويرجع اختيار هذا التاريخ إلى ارتباطه بتاريخ إطلاق الاتحاد العالمي للصم في عام 1951. والآن، يتم اختيار موضوع مختلف كل عام للحديث عنه. على سبيل المثال، كان شعار عام 2018 هو "مع لغة الإشارة، الجميع مشمولون". وفي عام 2019، كان الشعار هو "حقوق لغة الإشارة للجميع".
يساعد شعار كل عام في التعريف بأهمية لغة الإشارة، وكيف يمكن لأولئك الذين يتحدثون لغة الإشارة أن يجدوا طريقا لأنفسهم لزيادة المعرفة والمشاركة المجتمعية في كافة المجالات والقرارات. لا يوجد أبدا ما يمنعك من القيام بذلك.
تاريخ لغة الإشارة
في البداية، كانت كل جماعة من الصم في مختلف الدول حول العالم عبر التاريخ، تستخدم لغة الإشارة الخاصة بها، للتفاعل والتفاهم مع بعضهم البعض، أو مع من حولهم. لذلك، من غير المعروف بالضبط من هم أول من استخدم لغة الإشارة؟ أو متى بدأت لغة الإشارة في الظهور؟
يشير فقط كتاب كراتيلوس لأفلاطون، كواحد من أقدم السجلات المكتوبة، إلى وجود لغة الإشارة. ويعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
في نفس السياق، تأسست عام 1755 أول مدرسة للأطفال الصم على يد القس دي ليبيه، في باريس. ويقال إن أشهر خريجي هذه المدرسة هو لوران كليرك، الذي ذهب إلى الولايات المتحدة، وهناك أنشأ مع توماس هوبكنز جالوديت، مدرسة أمريكية للصم، تحديدا عام 1817. توجد المدرسة في ويست هارتفورد بولاية كونيتيكت، ولا تزال تمارس نشاطها، حيث يبلغ اليوم عدد الطلاب حوالي 174 طالبًا.
هل لغة الإشارة موحدة في العالم؟
تختلف لغة الإشارة من بلد إلى آخر. لذلك، ليس من المؤكد بالضبط أن نحدد عدد هذه اللغات الموجودة في جميع أنحاء العالم. لكن بشكل عام، يمكن التأكيد على إن كل دولة لديها لغة إشارة أصلية خاصة بها. حتى داخل الدولة الواحدة، يمكن أن يكون هناك أكثر من لغة.
على سبيل المثال، يتم استخدام اللغة الإنجليزية في نيوزيلندا وأستراليا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن لغة الإشارة المستخدمة في الولايات المتحدة وكندا الناطقة باللغة الإنجليزية، مشتقة بالأساس من لغة الإشارة الفرنسية. وتختلف بشكل كبير عن لغة الإشارة النيوزيلندية والأسترالية والبريطانية.
وفي خطوة لمحاولة توحيد لغة الإشارة المستخدمة حول العالم، لاستخدامها في المناسبات الدولية، مثل ألعاب الصم الأولمبية واجتماعات الاتحاد العالمي للصم، تم تدشين لغة إشارة دولية، ويتم استخدامها بالفعل الآن. لكن هذا لا يمنع استمرار وجود لغات الإشارة المحلية.
ما هي أنواع لغة الإشارة؟
يتضح من خلال ما سبق وأشرنا إليه، إنه من الصعب جدا تحديد عدد أو أنواع لغة الإشارة. وبالتالي لا يمكن التعرف عليها كلها بشكل دقيق. لكن هذا لا يمنع إمكانية تصنيفها بشكل عام، وهي:
لغات إشارة وطنية
تتمثل هذه اللغات في أنها تستخدم داخل بلد معين، مثل لغة الإشارة الأمريكية أو لغة الإشارة البريطانية.
لغات إشارة إقليمية
يمكن أن تختلف لغة الإشارة داخل البلد الواحدة، حيث تستخدم بعض المناطق الجغرافية داخل بعض البلدان لغة إشارة تختلف عن المناطق الأخرى.
لغات إشارة محلية
هناك أيضا لغات تستخدمها مجتمعات صغيرة من الصم للتواصل مع بعضهم البعض، أو مع المقربين منهم.
تعلم لغة الإشارة
إذا كنت تبحث عن طرق تعلم لغة الإشارة، فهناك مجموعة من الوسائل التي يمكن من خلالها أن تحقق هذا الهدف. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرزها:
الدورات التدريبية
تقام دورات تدريبية في مراكز تعليم لغة الإشارة، يقوم بها معلمون مؤهلون، يمكنهم مساعدتك وتوفير فرصة للتفاعل مع الصم، وتعلم الإشارات بشكل عملي.
التطبيقات والمواقع التعليمية
هناك أيضا مجموعة من التطبيقات الذكية التي يمكن أن تضيفها على هاتفك لتعلم لغة الإشارة. تقدم هذه التطبيقات دروسًا تفاعلية، وقواميس إشارات، وألعاب تعليمية.
التواصل مع مجتمع الصم
يمكن للاندماج في أنشطة مع مجتمع الصم أن يساعدك في التعرف على لغتهم، والتواصل معهم. لذلك، يمكنك المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي ينظمها الصم، سواء فعاليات ثقافية أو رياضية.
التعلم الذاتي
يمكنك الاستعانة أيضا بالكتب التي تتناول لغة الإشارة، وتشرح بشكل مبسط كيف يمكن أن تتعلمها.
أهمية لغة الإشارة
يمكن أن نستنتج بسهولة مما سبق ما هي أهمية لغة الإشارة؟ سواء كوسيلة للتواصل الفعال بين الصم وبعضهم، أو مع الآخرين داخل المجتمع، أو في جميع أنحاء العالم بفضل لغة الإشارة الدولية.
كما تسمح للصم التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم، وتبادل الأفكار والمشاعر مع الآخرين. لذلك، يعتبر الاعتراف بالدور الذي تلعبه لغة الإشارة كوسيلة تواصل، أمرا ضروريا ومهما، يضمن للصم حقهم في المشاركة الكاملة في المجتمع. كما يساهم في تطوير قدراتهم المعرفية، ومنحهم فرص متساوية مع غيرهم داخل المجتمع.