يوم التوعية بعمى الألوان.. كيفية اكتشاف الإصابة وطرق علاجها
يعيش أكثر من 350 مليون شخص في العالم مع عمى الألوان، وهو ما يعادل حوالي 4.5% من السكان
يعد عمى الألوان إحدى السمات البصرية التي تصيب بعض البشر، والتي تحرمهم من رؤية الألوان على حقيقتها. قد يتصور البعض أن المصابين بعمى الألوان لا يرون سوى الأبيض والأسود، لكن هذا غير حقيقي، لأن الأمر مختلف كثيرًا. يرى المصابون ألوانًا، لكن ليست كما تبدو للأشخاص الطبيعية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يحدث هذا نادرا، لكن ربما لا يستطيع البعض اكتشاف ذلك أو فهم أسبابه وأعراضه مبكرا. لذلك، يسعى اليوم العالمي للتوعية بعمى الألوان إلى زيادة الوعي بهذه السمة، لأن الأشخاص المصابين بعمى الألوان يرون عادة الألوان بنطاق أقل.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم تاريخ اليوم العالمي لعمى الألوان وأهدافه. بالإضافة إلى معلومات وحقائق عن هذه السمة البصرية، أسبابها وأعراضها وطرق التعامل معها.
اليوم العالمي لعمى الألوان
يتم الاحتفال بهذا اليوم في 6 سبتمبر كل عام. ويوافق هذا التاريخ ذكرى ميلاد العالم جون دالتون عام 1766. يعتبر دالتون أول من استطاع تشخيص حالة الأشخاص الذين يستطيعون رؤية الألوان، لكن بطريقة مختلفة، وفهم من هنا اختلاف السمات البصرية لديهم.
بدأت حكاية العالم جون دالتون، عندما أدرك إنه وشقيقه يروون الألوان بطريقة مختلفة. كانت المعاناة سببا رئيسيا في اكتشاف الحالة ومحاولة فهمها. ويسعى دالتون من وقتها إلى محاولة فهم هذه السمة والإشارة إليها، لأنه اكتشف إن هناك أشخاصًا آخرين يمكن أن يعانوا من نفس الحالة.
أطلق دالتون على هذه الحالة اسم "الدالتونية". واعتقد في البداية أن سببها هو وجود مياه زرقاء على أعين المصابين بها، وهو منطق غير صحيح، لكنه لم يتوقف عن البحث، حتى قبل وفاته، قرر أن يترك عينيه للعلماء والباحثين لدراسة هذه الحالة بشكل أوسع بعد وفاته. لذلك، يرى الباحثون أن ربط اليوم العالمي للتوعية بعمى الألوان مع ذكرى ميلاده إجراء يستحقه.
بعد مرور 150 عامًا من الأبحاث، توصل العلماء إلى إن هذه الحالة التي تصيب البعض مرتبطة في الأساس بعوامل وراثية. لذلك، عانى منها دالتون وشقيقه. توصل الباحثون إلى ذلك بعد أن أثبت الحمض النووي حقيقته.
بدأ الاحتفال بيوم للتوعية بعمى الألوان لأول مرة في عام 2015، بدعوة من قبل منظمة Color Blind Awareness، وهي مجموعة غير ربحية تهدف إلى زيادة الوعي باحتياجات الأشخاص المصابين بعمى الألوان في المجتمعات. تأسست هذه المجموعة منذ عام 2010.
الآن، يتم الاحتفال بهذا اليوم على نطاق واسع حول العالم، ويزداد الاهتمام به كل عام في أغلب الأنحاء، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الطرق، في سبيل زيادة الوعي بهذه السمة البصرية.
معلومات عن عمى الألوان
يمنحنا اليوم العالمي للتوعية بعمى الألوان فرصة مميزة للتعرف على هذه السمة، من خلال نشر مجموعة من المعلومات المثيرة للاهتمام المتعلقة بالموضوع. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرزها:
. الشكل الأكثر شيوعا لعمى الألوان، والذي تصاب به 99% من الحالات، يتمثل في صعوبة التمييز تحديدًا بين الأحمر والأخضر.
. يعيش أكثر من 350 مليون شخص في العالم مع عمى الألوان، وهو ما يعادل حوالي 4.5% من السكان.
. يأتي الرجال في المقدمة قبل النساء في معدلات الإصابة بعمى الألوان. يعتبر 1 من كل 12 رجلاً لديه هذا الجين، لكن 1 فقط من كل 200 امرأة لديها هذا الجين.
. يشير الباحثون إلى إن عمى الألوان هو نتيجة لعدم عمل واحدة أو أكثر من الخلايا المخروطية في العين بشكل صحيح.
أنواع عمى الألوان
كما سبق وأشرنا، فإن النوع الأكثر شيوعا من عمى الألوان هو صعوبة التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر. لكن هل هناك أنواع أخرى من عمى الأوان؟ هذا ما نجيب عليه في السطور التالية:
عمى الألوان الأزرق والأصفر
هذا النوع أقل شيوعًا، ويصعب فيه التمييز بين اللونين الأزرق والأصفر.
عمى الألوان الكلي
تعرف هذه السمة البصرية أيضا باسم أحادية اللون. وهو أندر أنواع عمى الألوان. وفيه يرى الشخص العالم بألوان محدودة جدًا. في بعض الأحيان يرى الألوان جميعها بدرجات من الرمادي أو الأبيض والأسود.
أعراض عمى الألوان
بناء على الأنواع السابقة، يمكن بسهولة تمييز الأعراض التي يمكن من خلالها للمصاب أو المحيطين به اكتشاف الإصابة بسهولة، وفي وقت مبكر. إذ يعاني الشخص من صعوبة في التمييز بين ألوان معينة. كما يمكن أن يرى الألوان باهتة أو شاحبة.
كذلك، تعاني بعض الحالات من خلط الألوان مع بعضها، وصعوبة في قراءة الخرائط أو الرسوم البيانية الملونة، وغيرها من الأشياء مثل الصور أو اللوحات أو التلفاز وهكذا.
علاج عمى الألوان
في البداية، من المهم تشخيص حالة الشخص بأنه مصاب بعمى الألوان. وعادة ما يتم التشخيص بناء على اختبارات بسيطة يقوم بها طبيب العيون، مثل اختبار إيشيهارا، وهو عبارة عن مجموعة من الألواح، تحتوي على نقاط ملونة، ويطلب من خلالها أن يحدد الشخص الأرقام المخفية فيها.
كذلك، يوجد اختبار فارنسورث. ويتمثل في وضع مجموعة من درجات الألوان المختلفة، وعلى الشخص أن يقوم بترتيبها حسب درجة اللون، من الأغمق إلى الأفتح والعكس.
أما عن طرق علاج عمى الألوان، للأسف لا يوجد علاج نهائي لهذه السمة البصرية. ولكن هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد المصابين على التعامل معها، مثل:
النظارات الخاصة
ساهمت التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، في ابتكار بعض النظارات التي تحتوي على مرشحات ألوان. وبدورها، تساعد على تحسين الرؤية للأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان.
التطبيقات الذكية
هناك أيضا مجموعة من تطبيقات للهواتف الذكية التي يمكن أن تساعد الشخص المصاب في التعرف على الألوان وتسميتها.
التدريب والتكيف
يمكن للمصابين بعمى الألوان تعلم بعض الأساليب والتقنيات التي تساعدهم على التعايش مع الإصابة والتمييز بين الألوان والتكيف مع حياتهم اليومية.
في النهاية، علينا التأكيد على إن عمى الألوان ليس عائقًا أمام عيش حياة سعيدة وناجحة. هذه رسالة مهمة لكل المصابين بهذه السمة، وبالتالي عليك أن تستمر في محاولات التكيف والإبداع، بتعلم كيفية التعامل مع الحالة، واستغلال القدرات والمواهب الأخرى.