159 ألف طن تبريد. كيف يستنشق الحجاج هواء باردا نقيا بالحرمين؟
مع دخول موسم الحج، تجتهد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تجهيز كافة اللوجيستيات اللازمة لاستقبال وراحة ضيوف الرحمن.
وفي هذا الإطار، سلط تقرير نشرته الرئاسة عبر "تويتر"، الضوء على مجهودات وكالة الشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق، التابعة للرئاسة، في تشغيل وصيانة المنظومات الإلكتروميكانيكية بالمسجد الحرام، وتمد المنظومة المسجد الحرام بالهواء البارد مع تنقية الهواء من الجراثيم بنسبة 100%، لاسيما مع اشتداد حرارة الجو في هذه الأيام.
وتستهلك منظومة التبريد طاقة تصل إلى (159) ألف طن تبريد، وتصنف ضمن أكبر منظومات التبريد في العالم، وتضخ طاقتها عبر محطتين رئيسيتين هما الأكبر عالمياً وهي: محطة كدي، ومحطة الشامية، وتقدر الطاقة التي تنتجها محطة الشامية بـ(120) ألف طن تبريد، وتبعد عن المسجد الحرام مسافة (900) متر، أما محطة أجياد فتصل قدرتها الإنتاجية إلى (39) ألف طن تبريد، وتبعد (500) متر.
وتقوم مبردات المحطتين بتبريد المياه ما بين (4) إلى (5) درجات مئوية، وتضخها عبر الأنابيب للمسجد الحرام، ثم إلى وحدات مناولة الهواء بالغرف الميكانيكية؛ ليتم فيها عملية التبادل الحراري، ثم يدفع الهواء النقي المبرد لكافة أرجاء المسجد الحرام.
وقد قامت الوكالة بتجديد وتطوير وحدات مناولة الهواء، واستبدال جميع المبادلات الحرارية بمبادلات جديدة، بالإضافة إلى تغيير جميع الفلاتر الخاصة بتنقية الهواء بشكل دوري.
ويُنقى الهواء عبر وحدات مناولة الهواء بعد سحب الهواء الطبيعي من سطح المسجد الحرام، ويتم ذلك على عدة مراحل، عن طريق فلاتر تعمل بكفاءة وتقنية ترشيح عالية، تمنع مرور جزيئات الغبار والجسيمات الصغيرة إلى بيئة التكييف، ثم يتم تعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم، ليصل الهواء إلى المصليات بالمسجد الحرام خاليًا من الجراثيم والفيروسات.
وتشرف الرئاسة العامة على تشغيل وصيانة هذه الأنظمة، حيث يقوم عدد كبير من المهندسين والفنيين السعوديين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية في الإدارة العامة للتشغيل والصيانة بالتحكم بدرجات الحرارة، والحفاظ على نسب الرطوبة المطلوبة، ومتابعة الحالة التشغيلية على مدار الساعة.
ويعمل الفنيون على موازنة الهواء في المساحات المختلفة من الحرم المكي، وذلك اعتماداً على أعداد وكثافة الزوار؛ وهو ما يسهم في الحفاظ على مستوى الراحة الحرارية بكفاءة استهلاك مثالية للطاقة، والإشراف على أوامر الصيانة حسب المرجعيات والإرشادات الفنية الصحيحة، وفق منظومة عمل متكاملة مع مراعاة إرشادات الأمن والسلامة.
أما في موسم الحج فيزداد عدد العاملين بنسبة 25%، لسرعة التعامل مع الحالات الطارئة، لضمان تقديم أفضل الخدمات بناءً على توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ ولتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة بتهيئة كافة سبل الراحة والطمأنينة، لضيوف بيت الله الحرام، والرقي بمستوى الخدمات المقدمة لهم.
وقبل أيام، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في وكالة التفويج وإدارة الحشود، تجهيز كامل الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام وساحاته، لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام 1443هـ لتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، بالإضافة إلى تمكينهم من الاستفادة من كامل أدوار مبنى المطاف.
كما قامت "الرئاسة" بتهيئة المسارات المخصصة للحجاج والمصلين وجاهزية المصليات، في توسعة الملك فهد والتوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية.