4 حيوانات منقرضة في طريقها للعودة إلى الحياة.. منها الماموث

  • تاريخ النشر: الأحد، 08 سبتمبر 2024

كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ وما مدى احتمالية نجاح التجارب؟ هذا ما نحاول أن نستكشفه معكم في التقرير التالي

مقالات ذات صلة
معلومات مثيرة عن الماموث الصوفي أشهر الحيوانات المنقرضة
توقع عودة هذه الحيوانات المنقرضة من جديد
أبرز الحيوانات المنقرضة والمهددة بالانقراض 2022

يسعى العديد من الباحثين والعلماء في الوقت الحالي إلى محاولة إحداث نقلة نوعية في العلم بتجارب إعادة بعض الأنواع المنقرضة إلى الحياة مرة أخرى. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ وما مدى احتمالية نجاح التجارب التي يقومون بها؟ هذا ما نحاول أن نستكشفه معكم في التقرير التالي.

تشير التجارب التي بدأ العلماء في خوضها بالفعل إلى محاولات لإعادة أنواع مثل الماموث الصوفي والذئب التاسماني والدودو وغيرها من الحيوانات الأخرى، إلى الحياة كجزء من حملة تعرف باسم "إعادة الحياة للحيوانات المنقرضة".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تشمل التجارب أيضا محاولة إعادة قارض يعرف باسم فأر جزيرة عيد الميلاد. وهو حيوان يحمل هذا اللقب؛ لأنه يحمل اسم المكان الذي نشأ فيه، وهي قطعة أرض قبالة ساحل أستراليا، حيث طور أسنانًا قوية لتناول السرطانات.

اختفى هذا القارض تمامًا منذ أكثر من قرن. ويرجع السبب في ذلك إلى دخول الأوروبيين إلى جزيرة عيد الميلاد، حيث دخلت معهم العديد من الأمراض الجديدة إليها.

هل يتمكن العلماء من تحقيق هذا الإنجاز؟

يتبادر إلى أذهان الجميع سؤال كهذا، نظرا لعدم تخيل إمكانية عودة كائنات بعد انقراضها. ووفقا للباحثين، يعتبر الأمر معقدا بكل تأكيد. يعتمد نجاح تجارب استعادة حيوانات على الوصول إلى تسلسلات الحمض النووي الكاملة وغير التالفة، وهو أمر صعب، خاصة في ظل أن البقايا الموجودة من هذه الكائنات ليس لديها دائمًا أفضل المواد الجينية الأولية.

على سبيل المثال، بقايا جثث الماموث الموجودة، كلها كانت محاصرة في الجليد. ونتيجة للبرودة الشديدة، يمكن أن يشهد الحمض النووي أضرارا لا يمكن إصلاحها.

في التقرير التالي، نستعرض معكم أبرز الكائنات التي يسعى العلماء في الوقت الحالي لاستعادتها.

فأر جزيرة عيد الميلاد

على عكس الماموث، يعتبر الحصول على الحمض النووي لهذا القارض المنقرض في عام 1903، أفضل بكثير، حيث وجد العلماء كنزا، بعد أن نجح فريق في النرويج في الحصول على معظم جينوم الفأر، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "Current Biology" في عام 2022.

تشير الدراسة إلى إن فأر جزيرة عيد الميلاد يتشارك حوالي 95% من جينومه مع الفأر البني الشائع. ساهم هذا في تسهيل مهمة الوصول إلى نسبة كبيرة من تسلسلات الحمض النووي، لكن هناك استحالة لاستعادة باقي الجينات، مثل الجين المسؤول عن حاسة الشم. وبالتالي، لن يتمكن العلماء من إنشاء نسخة طبق الأصل كاملة.

من هنا، يسعى العلماء للوصول إلى تسلسل الحمض النووي المتبقي، وتعديل الحمض النووي للأنواع الحية لتتوافق مع الحمض النووي للأنواع المنقرضة.

الماموث الصوفي

لم يتمكن العلماء حتى الآن من إعادة إنشاء جينوم كامل للماموث الصوفي. وتقوم الآن شركة تحمل اسم Colossal Biosciences، وهي شركة التكنولوجيا الحيوية ومقرها تكساس، بتطوير طريقة لإعادة هذا الحيوان العشبي الضخم.

حتى الآن، تمكنت الشركة من الحصول على أكثر من 60 جينوم جزئي للماموث الصوفي، ومن المقرر أن تستخدمها لتعديل جينومات الفيلة الحية الأخرى الموجودة في المختبر. وبمجرد أن يصل العلماء إلى تسلسل الحمض النووي، سيقومون بزرع جنين فيل-ماموث هجين في فيل آسيوي أو أفريقي.

ووفقا للشركة، فإنه من المقرر -حسب خطتها- إنتاج أول فيل ماموث بحلول عام 2028، حيث ستكون ستكون أفضل النتائج عبارة عن مزيج بين الأنواع الحية والمنقرضة ذات درجة عالية من التشابه الجيني.

الدودو

يعتبر طائر الدودو أيضًا أحد الكائنات التي تسعى شركة "كولوسال" لإحيائها. وهو عبارة عن طائر غريب كان يعيش في جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي، فقد قدرته على الطيران. وبسبب عزلة الجزيرة، لم يواجه هذا الطائر أي تهديدات طبيعية، حتى وصل المستوطنون إلى هناك، وبدأت حياته في الانهيار.

بدأ هذا الطائر في مواجهة تهديدات كبيرة بالصيد الجائر الذي تعرض له، حيث يستمتع المستوطنون بلحمه. ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بإدخال حيوانات أخرى إلى بيئته، الأمر الذي أثر بشكل كبير على موارده الغذائية، كما أدى إلى أكل بيضه. ونظرا لعدم قدرة هذه الطيور على الطيران وبطء تكاثرها، لم تتمكن من الهجرة أو البحث عن أماكن أخرى تحميها من الخطر، حتى انقرضت.

وتسعى شركة "كولوسال" الآن إلى إعادة هذا النوع مرة أخرى إلى الحياة. وبالفعل في العام الماضي، استطاعت الشركة تحقيق إنجاز مهم في الوصول إلى تسلسل جينوم الدودو بالكامل، عن طريق بقايا موجودة في الدنمارك.

ومن المنتظر الآن أن تتم الخطوة التالية المتمثلة في مقارنة المعلومات الجينية للدودو مع أقرب أقاربه في عائلة الحمام. يستهدف العلماء تحديدا حمامة نيكوبار، وهي نوع يعيش في الجزر، ويتميز بريشه الرائع.

بعد نجاح هذه المقارنة، سيقوم العلماء بحقن بيضة في نفس مرحلة التطور، على أمل ظهور ذرية هجينة إذا سارت العملية بشكل جيد.

الذئب التسماني

تستهدف شركة كولوسال أيضًا إعادة إحياء الذئب التسماني أو النمر التسماني أو حيوان الثايلسين، الذي كان يعيش في أستراليا وجزيرتين قريبتين، هما تسمانيا وغينيا الجديدة. ويتميز بعدة سمات مميزة، أبرزها ذيله الرقيق وظهره المخطط وأنفه الضيق.

مثل العديد من الكائنات، انقرض هذا الكائن بسبب البشر، حيث توفي آخر عينة أسيرة في سبتمبر 1936، بسبب الإهمال، بعد أن تم وضعها خارج ملجأ نومها، مما أسفر عن تعرضها لدرجات حرارة منخفضة ومتجمدة.

في عام 2022، أعلنت شركة كولوسال عن شراكة مع مختبر أسترالي، لإعادة الثايلسين وإدخاله إلى البرية. وحتى الآن، يسير المشروع بخطوات ثابتة أكثر حتى من إحياء الماموث الصوفي.

ما هي نتائج إعادة إدخال حيوان بعد انقراضه؟

يعتقد بعض العلماء أن إعادة بعض الكائنات المنقرضة لن يساهم فقط في تحقيق إنجاز علمي، وإنما في التخفيف من التغير المناخي والمساهمة في عودة النظام البيئي لعدد من المناطق. على سبيل المثال، لعب الماموث الصوفي دورًا في النظام البيئي القطبي.

على الجانب الآخر، يعتقد بعض العلماء أيضا أن بعض الكائنات مثل الماموث لن تتمكن من التكيف مع التغيرات الجديدة. منذ انقراض الماموث أصبحت أرض القطب الشمالي مغطاة بالطحالب ومليئة بالمياه. وبالتالي، من غير الواضح ما إذا كان لها مكان في هذه البيئة الجديدة أم لا.

كذلك، يشير البعض إلى احتمال مساهمة الماموث في الاحتباس الحراري من خلال تآكل طبقة التربة الصقيعية خلال الموسم الدافئ وإطلاق غاز الميثان.

مع ذلك، تزعم الشركة المسؤولة عن المشروع، إن هذا سيساهم في شفاء كوكبنا. و"يمكننا البدء في إعادة عقارب الساعة إلى زمن كانت فيه الأرض تعيش وتتنفس بشكل أكثر نظافة وطبيعية"، وفقا لرأيها.