6 أجسام غريبة في الفضاء تحير العلماء.. كوكب غامض ومجرة خفية
تمكن الإنسان عبر السنين من استكشاف بعض أسرار الكون، لكن مهما حاول أن يصل إلى أبعد مدى ممكن، لن يستطيع أن يعرف عنه كل شيء. هذا العالم باتساعه غير المحدود يصعب بشكل كبير أن نعرف كل ما يدور فيه، بين الأجرام السماوية الغامضة والأحداث الكونية وغيرها.
حتى مع التقدم التكنولوجي، وامتلاكنا مزيد من الأدوات، لا تزال بعض الألغاز دون حل. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم مجموعة من الأسرار والظواهر في الفضاء، والتي يبحث العلماء عن تفسيرها هذه الأيام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كوكب تاسع
كشف الباحثون عن أدلة على وجود كوكب ضخم يسير في مدار غريب عبر النظام الشمسي الخارجي. يطلق على هذا الجسم اسم "الكوكب التاسع" أو "الكوكب إكس"، وهو أكبر من الأرض بحوالي 10 مرات، ويدور على مسافة 20 مرة أبعد من الشمس من نبتون.
في طبعة المجلة الفلكية عام 2016، نشر أول اقتراح حول احتمال وجود هذا الكوكب. لكن وقتها لم يتم رصد الجسم البعيد بشكل مباشر. الآن، تم تحديد وجود الكوكب التاسع من خلال النمذجة الرياضية. ويشير العلماء إلى إنه يستغرق بين 10 آلاف و20 ألف سنة لإكمال دورة كاملة حول الشمس.
ويؤكد باحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن وجود هذا الكوكب يفسر الكثير من سلوك الأجسام الصغيرة خارج نبتون. ففي عام 2003، اكتشف العلماء جسما أطلقوا عليه اسم سدنا، لا يقترب من نبتون على عكس الأجسام الأخرى الموجود في نفس المحيط. وهنا يشير العلماء إلى وجود كوكب تاسع يسحب مثل هذه الأجسام إلى مدار أقل ارتباطا بنبتون.
حتى الآن، لم يتم اكتشاف الكوكب التاسع بشكل مباشر، ويعتبر وجوده لغزا. حتى العلماء معترضون على اعتبار استنتاجاتهم اكتشافًا في ظل عدم التأكد من وجوده فعليا.
سلوك جسم غامض
في عام 2017، تم ملاحظة جسم غامض يمر عبر نظامنا الشمسي، أطلقوا عليه اسم "أومواموا". وقتها حاول العلماء فهم طبيعة هذا الجسم، وما زالوا حتى يومنا هذا يحاولون تفسيره.
تم رصد هذا الجسم لأول مرة على بعد حوالي 21 مليون ميل من الأرض. واقترحت ورقة بحثية عام 2018 أن هذا الجسم يتكون من بخارات متجمدة، مثل مذنب، حيث يرى البعض إنه وصل إلى نظامنا الشمسي نتيجة عملية تعرف باسم "التفريغ الغازي".
وفي نفس السياق، لاحظ تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا انعكاس ضوء الشمس عن سطح أومواموا. وأشارت التغيرات الملحوظة في سطوعه إلى أن الجسم ذو الشكل السيجاري كان ممدودًا، ومن المحتمل أن يكون أقل من نصف ميل في أطول بعد له.
كذلك، يعتقد الباحثون أن هذا الجسم الغامض كان يسافر عبر الفضاء بين النجوم لملايين السنين قبل مروره بالقرب من الشمس. ومع ذلك، فإن معظم ما نعرفه عنه هو نظري، ومن المحتمل أن يظل كذلك. يرجع ذلك إلى إن هذا الزائر الغامض يغادر نظامنا الشمسي بسرعة ويتجاوز نطاق مراقبة أي تلسكوب.
سديم المستطيل الأحمر
في مجرتنا، يمكن للسحب الغازية أن تأخذ أشكالاً غير تقليدية، لكنها نادرًا ما تأخذ أشكالا هندسية. مع ذلك، التقط تلسكوب هابل التابع لناسا في عام 2016، صورًا مذهلة لسحابة حمراء مستطيلة الشكل. لذلك، أطلق عليها اسم "سديم المستطيل الأحمر".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد هذا الهيكل، ففي السبعينيات لاحظه العلماء. والآن، تشير الأبحاث إلى أن هذا النجم في السابق كان يشبه شمسنا، لكنه منذ أكثر من 14 ألف عام بدأ في فقد طبقاته الخارجية، مما أدى إلى إنشاء شكله الحالي. لكن علماء الفلك حتى الآن لا يزالون غير متأكدين من أنواع الجزيئات التي تنتج اللون الأحمر المميز للسديم.
مجرة خفية
كان أول رصد من العلماء لهذه المجرة الغامضة، عام 2015، عندما لاحظوا وجود أدلة تشير إلى مجرة تدور حول مجرتنا، درب التبانة. لكن حتى الآن، لم يتم رصد هذه المجرة بشكل مباشر، مما يعني أنها ليست اكتشافا بمعنى الكلمة، لكنه استنتاج.
يشير وجود أربعة نجوم متغيرة من نوع قيفاوي، يتغير سطوعها بشكل ملحوظ بمرور الوقت، إلى وجود هذه المجرة. كذلك، يشير علماء الفلك إلى إن إذا كانت هذه المجرة موجودة بالفعل، فإن هذا قد يعني أنها تفاعلت مع مجرتنا منذ حوالي 600 مليون عام، والآن تبتعد عنا.
نجم خافت
في عام 2015، أظهرت دراسة انخفاض سطوع نجم بشكل غريب ومتسارع، بنسبة تصل إلى 22%. بدا أن السطوع الإجمالي للنجم يتلاشى على مدار عقود، وهو أمر جعل العلماء في حيرة شديدة حول أسباب انخفاض السطوع بهذه الطريقة.
اقترح بعضهم في البداية احتمال مرور كواكب أمام النجم، مما يؤدي إلى حجب فدرته. لكنهم استبعدوا هذا الاقتراح، لأن حتى مرور أي كوكب سيؤدي إلى انخفاضات دورية متوقعة.
تشير نظرية أخرى إلى أن مسارات المذنبات من حوله تثير الغبار، وبالتالي قد يحجب بعض ضوء النجم. لكنها أيضا نظرية غير مكتملة المعايير، حيث يتبدد غبار المذنبات على مدى أشهر فقط، بينما هذا النجم يواجه تعتيما طويل الأمد.
حتى الآن، لم تتأكد أي نظرة من النظريات المطروحة. وما زال العلماء يحاولون تفسير هذه الظاهرة الغريبة والاستثنائية.
مجرة داخل مجرة
تتنوع أشكال المجرات، لكن هناك واحدة فريدة من نوعها. ففي عام 1950، تم اكتشاف جسم صغير غريب داخل "جسم هواغ" الذي يقع على مسافة 600 مليون سنة ضوئية باتجاه كوكبة الحية. هذا الجسم هو نسخة مصغرة من "جسم هواغ" نفسه.
وقتها، لم يكن العلماء متأكدين مما إذا كانوا ينظرون إلى مجرة واحدة أم اثنتين. وعلى الرغم من تطور فهمنا، لا يمكن للعلماء حتى اليوم التأكد من سبب وجود هذا الشكل غير العادي.
ترجح ناسا إن هذا الجسم هو نسخة مصغرة على الأرجح لمجرة أخرى تقع في مكان بعيد. واستندت في نظريتها على إن بعض المجرات تتشكل من خلال الاصطدام بمجرة أخرى. وبالتالي، قد يكون هذا الجسم بقايا مجرة مرت بالقرب من "جسم هواغ" منذ حوالي 2 إلى 3 مليارات سنة.
لم يتم حتى الآن تأكيد هذه النظرية، لتتركنا بذلك هذه الظاهرة مع المزيد من الأسئلة.