7 أشياء غريبة تحدث في الفضاء حيرت العلماء.. تعرف عليها
يمثل الفضاء مساحة شاسعة مليئة بالأحداث والغموض والظواهر التي تتحدى فهمنا
يمثل الفضاء مساحة شاسعة مليئة بالأحداث والغموض والظواهر التي تتحدى فهمنا، لأننا مهما حاولنا أن نستكشف هذا العالم الواسع، لن نعرف عنه الكثير؛ لأنه غير محدود. كما إن ما يمكننا رؤيته أو ملاحظته منه مهما بلغت درجة التقدم التكنولوجي، سيكون ضئيلاً للغاية بالنسبة لحجم هذا الكون الواسع غير المحدود بالنسبة لنا.
لكن، حتى الآن، تمكن علماء الفلك والفضاء من متابعة ومراقبة عدد من الأحداث الكونية الغريبة والسلوكيات الفيزيائية المختلفة التي أثارت فضولهم، وعكفوا على دراستها لسنوات عديدة، في محاولة لفهم بعض الوقائع والظواهر الغريبة في الفضاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم سبعة من أغرب الأشياء أو الظواهر التي تحدث في الفضاء.
تمدد الزمن بالقرب من الثقوب السوداء
تعتبر الثقوب السوداء مناطق غامضة في الفضاء تكون فيها الجاذبية قوية جدًا، لدرجة أنه لا يمكن لأي شيء، حتى الضوء، الهروب منها. ووفقا للعلماء، فإن أحد أكثر التأثيرات المرتبطة بتلك الثقوب السوداء غرابة هي فكرة تمدد الزمن. وفقًا لنظرية آينشتاين للنسبية العامة، يتباطأ الزمن بشكل كبير كلما اقتربت من أفق أي ثقب أسود.
ولمزيد من التوضيح، على سبيل المثال، إذا كان رائد فضاء يدور بالقرب من ثقب أسود، سيلاحظ أن الزمن أبطأ بكثير من أي شخص بعيد عن هذا الثقب. وهذا يعني أنه بينما تمضي بضع ساعات بالنسبة لرائد الفضاء قريب من أي ثقب أسود، يمكن أن تمر سنوات بالنسبة للمراقبين الموجودين على سطح الأرض. وقد تم تصوير هذه الظاهرة بشكل شهير في فيلم "Interstellar".
غليان الماء في الفضاء
في الفضاء، يوجد ما يعرف باسم الجاذبية الصغرى، والذي يجعل الأحداث اليومية العادية هناك تختلف بشكل كبير إذا تم تطبيقها في الفضاء. على سبيل المثال: غليان الماء، حيث يحدث بشكل مختلف للغاية.
على الأرض، يتشكل غليان الماء من فقاعات ترتفع إلى السطح ثم تنفجر. ولكن الأمر مختلف في الفضاء، حيث لا توجد جاذبية، وبالتالي الفقاعات لا ترتفع. بدلاً من ذلك، تتشكل وتبقى معلقة في السائل، مما ينتج عنه في النهاية مزيجًا فوضويًا ورغويًا.
لوحظ ذلك خلال التجارب التي أجريت على محطة الفضاء الدولية. لاحظ رواد الفضاء أن غليان الماء في الفضاء ينتج عنه مظهر غريب، وكأنه رغوي، وهو ما يمثل اختلافا كبيرا في العملية التي اعتدنا عليها على الأرض.
البلازما في الفضاء
تعتبر البلازما هي الحالة الرابعة للمادة، وتتكون من غاز محمى للغاية يحتوي على إلكترونات حرة. ومن المثير للدهشة، أنها شائعة جدًا في الفضاء، حيث تشكل 99.9٪ من الكون المرئي، على عكس المواد الصلبة والسائلة والغازية. حتى النجوم، بما في ذلك شمسنا، تتكون في الغالب من البلازما.
وتتشكل هذه الحالة من المادة تحت درجات حرارة قصوى أو تيارات كهربائية قوية. كما تتصرف بشكل مختلف عن الغازات، حيث إنها توصل الكهرباء، وتتأثر بالمجالات المغناطيسية. بالإضافة إلى إنها مسؤولة عن التوهجات الشمسية والرياح الشمسية، التي يمكن أن تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض، وتسبب ظواهر مثل الشفق القطبي.
الكواكب المارقة
من المعروف عن الكواكب أنها تدور حول نجم، مثل مجموعتنا الشمسية التي تدور كلها حول الشمس. لكن الكواكب المارقة لا تدور حول نجم، بل تنتقل عبر الفضاء، حيث يعتقد أنها تم طردها من أنظمتها الشمسية الأصلية بسبب تفاعلات الجاذبية.
على سبيل المثال، تحتوي مجرة درب التبانة وحدها على مليارات من الكواكب المارقة. ورغم صعوبة اكتشاف هذه العوالم المتجولة؛ لأنها لا تنبعث منها ضوء مثل النجوم، تمكن الفلكيون في عام 2012 من اكتشاف كوكب مارق يُسمى CFBDSIR 2149-0403، والذي يقع على بعد حوالي 100 سنة ضوئية من الأرض.
الجاذب العظيم
يقع هذا الجاذب العظيم، والذي يعرف علميا بأنه شذوذ جاذبي، على بعد حوالي 150 مليون سنة ضوئية في اتجاه كوكبة قنطورس. إنه يسحب مجرتنا درب التبانة نحوه بسرعة 600 كيلومتر في الثانية، إلى جانب مئات الآلاف من المجرات الأخرى. وعلى الرغم من جاذبيته الهائلة، تظل طبيعة وهوية الجاذب العظيم الدقيقة لغزًا، لأنه يقع في منطقة محجوبة.
يعتقد بعض العلماء أنه قد يكون مجموعة ضخمة من المجرات أو مجموعة عظمى، ولكن هويته الحقيقية لا تزال مجهولة. كذلك، على الرغم من التقدم الكبير في مجال علم الفلك، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال دون إجابة حول الجاذب العظيم، مثل: ما هي طبيعة المادة التي تشكل الجاذب العظيم؟ هل هناك جاذبات عظمى أخرى في الكون؟ وما هي العواقب التي ستترتب على اصطدام مجرتنا بالجاذب العظيم؟
إشعاع الخلفية الكونية الميكروي
يعرف هذا الإشعاع منذ اكتشافه في عام 1965 بواسطة أرنو بنزياس وروبرت ويلسون، بأنه بقايا الانفجار العظيم، وينتشر في جميع أنحاء الكون. وهو إشعاع خافت يوفر صورة ثابتة للكون المبكر، بعد 380 ألف سنة فقط من الانفجار العظيم. لذلك، يستعين به العلماء للمساعدة في فهم بنية الكون وتطوره، باعتباره من أهم الأدلة الداعمة لنظرية الانفجار العظيم.
البقعة الباردة
البقعة الباردة هي منطقة كبيرة غير عادية في إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، تقع في كوكبة إريدانوس. تم اكتشافها في عام 2004 بواسطة مسبار ويلكينسون التابع لناسا، والذي يستهدف قياس التباين في الخلفية الكونية الميكروي.
تبلغ مساحة البقعة الباردة حوالي 1.8 مليار سنة ضوئية وعرضها 70 ميكرو كلفن. وهي أقل برودة من محيطها، ووجودها يتحدى النماذج الكونية الحالية. وتسبب ذلك في اقتراح العلماء تفسيرات مختلفة لها، من بينها احتمال وجود فراغ فائق أو حتى كون مواز. وحتى الآن، تظل البقعة الباردة واحدة من أكثر الشذوذات غموضًا في دراسة تاريخ الكون المبكر.
في النهاية، يظل الكون والفضاء الواسع لغزًا كونيًا يثير فضول العلماء والمهتمين بالفضاء. ومع تطور التكنولوجيا وظهور أدوات رصد جديدة، نتوقع أن نحصل على إجابات أكثر دقة وشاملة في المستقبل القريب.