أبيات شعرية عن الشيب مكتوبة
This browser does not support the video element.
قدم الكثير من الشعراء العرب أبيات عن الشيب، الذي يجده الكثير من الأشخاص أجمل أيام العمر والراحة بعد عناء سنوات عده، خلال السطور القادمة أبيات شعرية عن الشيب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر عن الشيب ابوالعتاهية
رَأَيتُ الشَيبَ يَعدوكا
بِأَنَّ المَوتَ يَنحوكا
فَخُذ حِذرَكَ يا هَذا
فَإِنّي لَستُ آلوكا
وَلا تَزدَد مِنَ الدُنيا
فَتَزدادَن بِها نوكا
فَتَقوى اللَهِ تُغنيكا
وَإِن سُمّيتَ صُعلوكا
تَناوَمتَ عَنِ المَوتِ
وَداعي المَوتِ يَدعوكا
وَحاديهِ وَإِن نِمتَ
حَثيثُ السَيرِ يَحدوكا
فَلا يَومُكَ يَنساكَ
وَلا رِزقُكَ يَعدوكا
مَتى تَرغَب إِلى الناسِ
تَكُن لِلناسِ مَملوكا
إِذا ما أَنتَ خَفَّفتَ
عَنِ الناسِ أَحَبّوكا
وَإِن ثَقُلتَ مَلّوكا
وَعابوكَ وَسَبّوكا
إِذا ما شِئتَ أَن تُعصى
فَمُر مَن لَيسَ يَرجوكا
وَمُر مَن لَيسَ يَخشاكا
فَيَدمى عِندَها فوكا
أبيات شعرية عن الشيب
هذا الصباحُ صباحُ الشيب قد وَضَحا
سَرعان ما كان ليلاً فاستنار ضُحى
للدهر لونان من نور ومن غسق
هذا يعاقب هذا كلما بَرحا
وتلك صبغته أعدى بنيه بها
إذا تراخى مجال العمر وانفسَحَا
ما ينكر المرءُ من نورِ جلا غسقاً
ما لم يكن لأماني النفس مُطَّرِحا
إذا رأيت بروق الشيب قد بسمت
بمفرقٍ فمُحيَّا العيش قد كَلَحَا
يلقى المشيبَ بإجلال وتكرِمةٍ
من قد أعدّ من الأعمال ما صَلَحَا
أمّا ومثليَ لم يبرحْ يُعلِّلُهُ
من النسيم عليلٌ كلمّا نَفَحا
والبرقُ ما لاح في الظلماء مبتسما
من جانب السفح إلا دمعَه سَفَحا
فما له برقيب الشيب من قِبَلٍ
من بعد ما لامَ في شأنِ الهوى ولَحَا
يأبَى وفائيَ أن أصغي للائمةٍ
وأن أطيع عذولي غَشَّ أو نَصَحا
يا أهل نجد سقى الوسميُّ ربعَكُمُ
غيثاً يُنيلُ غليلَ التُّربِ ما اقترحا
ما للفؤاد إذا هبَت يمانيةٌ
تُهديه أنفاسُها الأشجانَ والبُرَحا
يا حَبَذا نسمةٌ من أرضكم نَفَحت
وحَبَّذا ربربٌ من جَوُكُمُ سَنَحَا
يا جيرةً تعرفُ الأحياءُ جودَهُمُ
ما ضَرَّ من ضنَّ بالإحسان لو سمحا
ما شِمتُ بارقةً من جوٌ كاظمةٍ
إلاَّ وبتُّ لزند الشوق مُقتدحا
في ذمَّةِ الله قلبي ما أعلُلُهُ
بالقرب إلا وعادَ القربُ مُنْتَزَحا
كم ليلةٍ والدجى راعت جوانبُها
قلبَ الجبان فما ينفكُ مُطَّرَحا
سريتُها ونجومُ الأفق فيه طفَتْ
جواهراً وعبابُ الليل قد طفحا
بسابحٍ أهتدي ليلاً بغرّتِهِ
والبدر في لجة الظلماء قد سبحا
والسحبُ تنثر دُرَّ الدمع من فَرَقٍ
والجوُّ يخلعُ من برق الدّجى وُشُحا
ما طالبتُ همّتي دهري بمَعُلُوَةٍ
إلاّ بلغتُ من الأيّام مُقْتَرحا
ولا أدرتُ كؤوس العزم مُغتبقاً
إلا أدرتُ كؤوس العزِّ مُصطبحا
هذا وكل الذي قد نلت من أمل
مثلَ الخيال تراءى ثُمَّتَ انْتَزَحا
كم يكدحُ المرءُ لا يدري مَنِيَتَهُ
أليسَ كلُّ امرئ يُجزى بما كَدَحا
وا رحمتا لشبابي ضاع أطيبُهُ
فما فرحتُ به قد عاد لي تَرَحا
أليس أيّامنا اللائي سلفن لنا
منازلاً أعلمت فيها الخطا مرحا
إنّا إلى الله ما أَوْلى المتابَ بنا
لو أَنْ قلباً إلى التوفيق قد جَنَحا
الحقُّ أبلَجُ والمنجاة عن كثبِ
والأمر للهِ والعُقبى لمن صَلَحا
يا ويحَ نفس توانَت عن مراشدِها
وطرفها في عنان الغَيِّ قد جَمَحَا
ترجو الخلاص ولم تنهجُ مسالِكها
من باعَ رشداً بِغَيَّ قلّما ربحا
يا رَبِّ صفحَك يرجو كلُّ مُقترفٍ
فأنت أكرمُ من يعفو ومن صَفَحا
يا ربِّ لا سببٌ أرجو الخلاصَ به
إلا الرسولَ ولطفاً منك إن نفحا
فما لجأتُ له في دفع مُعْضِلَةٍ
إلاّ وجدتُ جَناب اللّطف مُنفسحا
ولا تضايق أمرٌ فاستجرتُ به
إلا تفرْجَ بابُ الضّيقِ وانفتحا
يا هَلْ تبلّغني مثواهُ ناجيةٌ
تطوي بيَ القفر مهما امتدّ وانْفَسَحا
حيثُ الربوعُ بنور الوحي آهلةٌ
من حلَّها احتسب الآمال مُقْتَرَحا
حيثُ الرسالةُ تجلو من عجائبها
من الجمال تنور الله مُتَّضَحا
حيثُ النبوةُ تتلو من غرائبها
ذكراً يُغادر صدر الدين مُنْشَرِحَا
حيثُ الضريحُ بما قد ضَمَّ مِن كرمٍ
قد بَذَّ في الفخر من ساد ومن نجحا
يا حَبَّذا بلدةٌ كانَ النَّبِيُّ بها
يلقى الملائك فيه أيّةً سَرَحَا
يا دارَ هجرته يا أُفْقَ مطلعهِ
لي فيك بدرٌ بغير الفكر ما لُمِحَا
من هاشم في سماء العزْ مطلعُهُ
أكرمْ بِهِ نسباً بالعزْ مُتَّشِحا
من آل عدنانَ في الأشراف من مُضَرٍ
من محتدِ تطمح العلياءُ إن طَمَحَا
من عهد آدمَ ما زالت أوامره
تُسام بالمجد من آبائه الصُّرَحَا
عناية سبقت قبل الوجود له
واللهِ لو وُزنَتْ بالكون ما رَجَحَا
يا مصطفى وكمامُ الكون ما فتقت
يا مجتبى وزناد النور ما قُدِحا
لولاكَ ما أشرقت شَمْسٌ ولا قَمَرٌ
لولاك ما راقت الأفلاكُ مُلْتَمِحا
صدعتَ بالنّور تجلو كلَّ داجيةٍ
حتى تبيَّن نهجُ الحقِّ واتضحا
يا فاتِحَ الرسل أو يا ختمها شَرفاً
بوركتَ مُخْتَتِماً قُدْسْتَ مُفْتَتِحا
دنوت للخلق بالألطاف تمنحُها
والقلبُ في العالم العُلْويِّ ما بَرحَا
كالشمس في الأُفُقِ الأعلى مَجَرَّتُها
والنُّور منها إلى الأبصار قد وَضَحَا
كم آيةٍ لرسولِ الله مُعجزةٍ
تكلُّ عن منتهاها ألْسُنُ الفُصَحَا
إن رُدَّت الشمس من بعد الغروب له
قد ظلَّلَتُهُ غمامُ الجوِّ حيث نَحا
يا نعمةً عظُمَتْ في الخلق مِنَّتُها
ورحمةً تشمُلُ الغادينَ والرَّوحَا
اللهُ أعطاكَ ما لم يُؤُتِهِ أحداً
واللهُ أكرمُ من أَعطى وَمَن منحا
حبيبُهُ مصطفاهُ مُجْتَباهُ وفي
هذا بلاغٌ لمن حلاَّك مُمْتَدَحا
أثُنى عليك كتابُ اللهِ مُمُتَدِحاً
فأَين يبلغ في علياك من مَدَحا
قد أبعدتني ذنوبي عنك يا أملي
فجهديَ اليومَ أن أُهدي لك المِدَحَا
لعلَّ رُحماك والأقدار سابقةٌ
تُدْني محبّاً بأقصى الغرب مُنْتَزحا
نفسٌ شعاعٌ وقلبٌ خان أضلُعْهُ
ممَّا يُعاني من الأشواق قد بَرَحا
إذا البروقُ أضاءتْ والغمام هَمَتْ
فزفرتي أذْكيت أو مدمعي سَفَحا
لِمْ لا أحنُّ وهذا الجِذْعُ حَنَّ لَهُ
لما تباعد عن لُقياه وانْتَزَحَا
كم ذا التعلُّلُ والأيّام تمطلُني
كأنَّها لم تجِدُ عن ذاك مُنْتَذَحا
ما أقدرَ اللهَ أن يدني على شحطٍ
وأن يُقرْبَ بعد البين من نزحا
يا سيْدَ الرسلِ يا نعمَ الشّفيعُ إذا
طالَ الوقوفُ وحرُّ الشَّمس قد لفَحَا
أنت المُشَفَّعُ والأبصارُ شاخصةٌ
أنت الغِياث وهولُ الخطب قد فَدَحا
حاشَ العُلا وجميلُ الظَّنِّ يشفعُ لي
أن يُخْفِقَ السعي مني بعدما نجحا
عساك يا خيرَ من تُرجى وسائله
تُنجي غريقاً ببحر الذَّنب قد سبحا
ما زال معترفاً بالذنب معتذراً
لعلَّ حبَّك يمحو كلَّ ما اجْتَرَحَا
عسى البشير غداة الروع يُسْمِعُني
بُشرى تعود ليَ البؤسى بها فرحا
لا تيأسَنَّ فإِنّ الله ذو كرم
وحُبُّكَ العاقِبَ الماحي الذُّنُوبَ مَحَا
صَلّى الإلهُ على المختار صفوته
ما العارض انهلَّ أو ما البارقُ التَمَحَا
وأيَّدَ اللهُ مولانا بعصمته
بأيِّ باب إلى العلياء قد فُتِحا
وهُنِّئ الدينُ والدنيا على ملك
بسعده الطائرُ الميمونُ قد سَنَحا
أنا الضمينُ لمكحولٍ بغُرته
ألاَّ ترى عينهُ بؤساً ولا تَرَحَا
مولايَ خذها كما شاءت بلاغَتُها
غَرَّاءَ لم تعدَمِ الأحْجالَ والقُزَحَا
كأنَّ سِرْبَ قوافيها إذا سَنَحَتْ
طَيْرٌ على فَنَنِ الإِحسان قد صَدَحا
أجمل ما قيل عن الشيب
أُراعي بُلوغَ الشَيبِ وَالشَيبُ دائِيا
وَأُفني اللَيالي وَاللَيالي فَنائِيا
وَما أَدَّعي أَنّي بَريءٌ مِنَ الهَوى
وَلَكِنَّني لا يَعلَمُ القَومُ ما بِيا
تَلَوَّنَ رَأسي وَالرَجاءُ بِحالِهِ
وَفي كُلِّ حالٍ لا تَغُبُّ الأَمانِيا
خَليلَيَّ هَل تَثنى مِنَ الوَجدِ عَبرَةٌ
وَهَل تُرجِعُ الأَيّامُ ما كانَ ماضِيا
إِذا شِئتَ أَن تَسلى الحَبيبَ فَخَلَّهِ
وَراءَكَ أَيّاماً وَجُرَّ اللَيالِيا
أَعِفُّ وَفي قَلبي مِنَ الحُبِّ لَوعَةٌ
وَليسَ عَفيفاً تارِكُ الحُبِّ سالِيا
إِذا عَطَفَتني لِلحَبيبِ عَواطِفٌ
أَبَيتُ وَفاتَ الذُلُّ مَن كانَ آبِيا
وَغَيرِيَ يَستَنشي الرِياحَ صَبابَةً
وَيُنشي عَلى طولِ الغَرامِ القَوافِيا
وَأَلقى مِنَ الأَحبابِ ما لَو لَقيتُهُ
مِنَ الناسِ سَلَّطتُ الظُبى وَالعَوالِيا
فَلا تَحسَبوا أَنّي رَضيتُ بِذِلَّةٍ
وَلَكِنَّ حُبّاً غادَرَ القَلبَ راضِيا
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعَتهُ يَومَ دابِقٍ
وَوَلَّيتُ أَنهى الدَمعَ ماكانَ جارِيا
وَأَكتُمُ أَنفاسي إِذا ما ذَكَرتُهُ
وَما كُلُ ما تُخفيهِ يا قَلبُ خافِيا
فَعِندي زَفيرٌ ما تَرَقّى مِنَ الحَشى
وَعِندي دُموعٌ ما طَلَعنَ المَآقِيا
مَضى ما مَضى مِمَّن كَرِهتُ فِراقَه
وَقَد قَلَّ عِندي الدَمعُ إِن كُنتُ باكِيا
وَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا كُنتُ حاضِراً
وَكانَ الَّذي يَغرى بِهِ القَلبُ نائِيا
إِذا اللَيلُ واراني خَفيتُ عَنِ الكَرى
وَأَيدي المَطايا جِنحَ لَيلي إِزائِيا
وَما طالَ لَيلي غَيرَ أَنَّ عَلاقَةً
بِقَلبِيَ تَستَقري بِعَيني الدَرارِيا
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَرى غَيرَ موجَعٍ
وَهَل أَلقَيَن قَلباً مِنَ الوَجدِ خالِيا
بِأَيِّ جَنانٍ قارِحٍ أَطلُبُ العُلى
وَأُطمِعُ سَيفي أَن يُبيدَ الأَعادِيا
إِذا كُنتُ أُعطي النَفسَ في الحُبِّ حُكمَها
وَأُودِعُ قَلبي وَالفُؤادَ الغَوانِيا
وَلَم أَدنُ مِن وُدٍّ وَقَد غاضَ وِدُّهُ
وَلَكِنَّني داوَيتُهُ بِبِعادِيا
تَعَمَّدَني بِالضَيمِ حَتّى شَكوتُهُ
وَمَن يَشكُ لا يَعدَم مِنَ الناسِ شاكِيا
وَإِنّي إِذا أَبدى العَدُوُّ سَفاهَةً
حَبَستُ عَنِ العَوراءِ فَضلَ لِسانِيا
وَكُنتُ إِذا اِلتاثَ الصَديقُ قَطَعتُهُ
وَإِن كانَ يَوماً رائِحاً كُنتُ غادِيا
سَجِيَّةُ مَضّاءٍ عَلى ما يُريدُهُ
مُقِضٍّ عَلى الأَيّامِ ما كانَ قاضِيا
أَرى الماءَ أَحلى مِن رُضابٍ أُذوقُهُ
وَأَحسَنَ مِن بيضِ الثُغورِ الأَقاحِيا
وَأَطيَبُ مِن داري بِلاداً أَجوبُها
إِلى العِزِّ جَوبي بِالبَنانِ رِدائِيا
وَرَبُّ مُنىً سَدَّدتُ فيهِ مَطالِبي
وَأَيُّ سِهامٍ لَو بَلَغنَ المَرامِيا
وَهَمٌّ سَقَيتُ القَلبَ مِنهُ وَحاجَةٌ
رَكِبتُ إِلَيها غارِبَ اللَيلِ عارِيا
وَعارِيَةُ الأَيّامِ عِندي سَيِّئَةٌ
أَسَأتُ لَها قَبلَ الأَوانِ التَقاضِيا
أَرى الدَهرَ غَصّاباً لِما لَيسَ حَقَّهُ
فَلا عَجَبٌ أَن يَستَرِدَّ العَوارِيا
وَما شِبتُ مِن طولِ السِنينَ وَإِنَّما
غُبارُ حُروبِ الدَهرِ غَطّى سَوادِيا
وَما اِنحَطَّ أولى الشَعرِ حَتّى نَعَيتُهُ
فَبَيَّضَ هَمُّ القَلبِ باقي عِذارِيا
أَرى المَوتَ داءً لا يُبَلُّ عَليلُهُ
وَما اِعتَلَّ مَن لاقى مِنَ الدَهرِ شافِيا
فَما لِيَ وَقِرناً لا يُغالَبُ كُلَّما
مَنَعتُ أَمامي جاءَني مِن وَرَآئِيا
يُحَرِّكُني مَن ماتَ لي بِسُكونِهِ
وَتَجديدُ دَهري أَن أُرى الدَهرَ باكِيا
وَأَبعَدُ شَيءٍ مِنكَ ما فاتَ عَصرُهُ
وَأَقرَبُ شَيءٍ مِنكَ ما كانَ جائِيا
وَلَستُ بِخَزّانٍ لِمالٍ وَإِنَّما
تُراثُ العُلى وَالفَضلِ وَالمَجدِ مالِيا
وَإِتلافُ ما لي عَن حَياتي أَلَذُّ لي
وَلا خَيرَ أَن يَبقى وَأُصبِحَ فانِيا
وَإِنّي لَأَلقى راحَتي في تَقَنُّعي
وَفي طَلَبِ الإِثراءِ طولَ عَنائِيا
وَإِنِّيَ إِن أَلقى صَديقاً مُوافِقاً
وَذَلِكَ شَيءٌ عازِبٌ عَن رَجائِيا
وَإِنَّ غَريبَ القَومِ مَن عاشَ فيهِمُ
وَليسَ يَرى إِلّا عَدُوّاً مُداجِيا
وَأَكثَرُ مَن تَلقاهُ كَالسَيفِ مُرهَفاً
عَلَيكَ وَإِن جَرَّبتَهُ كانَ نابِيا
وَما أَنا إِلّا غِمدُ قَلبي فَإِن مَضى
مَضَيتُ وَما لي مِنَّةٌ في مَضائِيا
وَما حَمَلَتني العيسُ إِلّا مُشَمِّراً
لِأَخرُقَ لَيلاً أَو لِأَقطَعَ وادِيا
طَوارِحَ أَيدٍ في اللَيالي كَأَنَّها
تُجاري إِلى الصُبحِ النُجومَ الجَوارِيا
إِذا ما رَحَلناها مِنَ الصَيفِ لَيلَةً
فَلا حَلَّ حَتّى يَنظُرَ النَجمَ رائِيا
طَواهُنَّ طَيَّ السَيرِ في كُلِّ مُهمَهٍ
وَرُحنَ خِماصاً قَد طَوَينَ المَوامِيا
مَرَرنَ بِمَيّاسِ الثُمامِ وَحَزنِهِ
خِفافاً كَأَطرافِ العَوالي نَواجِيا
وَكَم جاوَزَت مِن رَملَةٍ ثُمَّ عاقِرٍ
وَأُخرى يَضُفُّ الرَوضُ فيها الغَوادِيا
وَمِن نَفَرٍ لا يَعرِفُ الضَيفَ كَلبُهُم
وَيَسغَبُ حَتّى يَقطَعَ اللَيلَ عاوِيا
تَهابُ النَدى أَيديهِمُ فَكَأَنَّما
تُلاطِمُ مِن بَذلِ النَوالِ الأَثافِيا
وَأَعلى الوَرى مَن وافَقَ الرُمحُ باعَهُ
وَكانَ لَهُ في كِبَّةِ الخَيلِ ساقِيا
وَأَشرَفُهُم مَن يُطلِقُ الكَفَّ بِالنَدى
سَخِيّاً بِبَذلِ المالِ أَو مُتَساخِيا
وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَحابِسٌ
رِكابِيَ أَن أَرمي بِها ما أَمامِيا
مُعيني عَلى الأَيّامِ إِن غالَبَت يَدي
وَإِن كُنتُ مَعدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا
إِذا شِئتُ عَنهُ رِحلَةً حَطَّ جودُهُ
حَقائِبَ أَذوادي وَرَدَّ المَثانِيا
وَلَولاهُ ما اِنصانَت لِوَجهي طَلاوَةٌ
وَلا كُنتُ إِلّا شاحِبَ اللَونِ طاوِيا
جَريئاً أَروعُ الوَحشَ في كُلِّ ظُلمَةٍ
وَأَخلِطُ بِالنَقعِ المَثارِ الدَياجِيا
هُوَ السَيفُ إِن أَغمَدتَهُ كانَ حازِماً
وَقوراً وَإِن جَرَّدتَهُ كانَ عادِيا
لَهُ كُلَّ يَومٍ مَعرَكٌ إِن شَهِدتَهُ
تَرى قُضُباً عوناً وَهاماً عَذارِيا
يَضُمُّ عَليها جانِبَ النَقعِ بِالقَنا
يُبادِرنَ قُدّامَ السُيوفِ التَراقِيا
وَيُرسِلُ في الأَقرانِ كُلَّ خَفِيَّةٍ
تَخالُ بِها طَيراً مِنَ الريحِ هافِيا
وَيَثني جَواداً مِن دَمِ الطَعنِ ناعِلاً
وَيُزجي نَجيباً مِن وَجى السَيرِ حافِيا
تَسافَهُ في الغاراتِ أَشداقُ خَيلِها
عَلى اللُجمِ حَتّى تَكرَعَ الماءَ دامِيا
عَظيمٌ عَلى غَيظِ الرِجالِ مُحَسَّدٌ
غَلوبٌ إِذا ما جاذَبوهُ المَعالِيا
تُغاديهِ إِلّا في حَرامٍ مُغامِراً
وَتَلقاهُ إِلّا عَن نَوالٍ مُحامِيا
وَما قَضَباتُ السَبقِ إِلّا لِماجِدٍ
سَعى فَاِحتَوى دونَ الرِجالِ المَساعِيا
أَيا عَلَمَ الإِسلامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
رَضيناكَ مَهدِيّاً لِدينٍ وَهادِيا
وَما حَمَلَتكَ الخَيلُ إِلّا رَدَدتَها
عَنِ الرَوعِ حُمراً بِالدِماءِ قَوانِيا
وَشُعثَ النَواصي يَتَّخِذنَ دَمَ الطُلى
دِهاناً وَأَطرافَ العَوالي مَدارِيا
وَغَيرُكَ يَقتادُ الجِيادَ لِغارَةٍ
وَيُرجِعُها مُلسَ الجُلودِ كَما هِيا
وَما الخَيلُ إِلّا أَن تَكونَ سَوابِقاً
وَما الأُسدُ إِلّا أَن تَكونَ ضَوارِيا
وتَترُكُ صُبحَ الجَهلِ يَغبَرُّ ضَوؤُهُ
وَنَقعُكَ أَخّاذٌ عَلَيهِ الضَواحِيا
بِيَومِ طِرادٍ يَصطَلي القَومُ تَحتَهُ
بِنارِ الحَنايا وَالقَنا وَالمَواضِيا
وَجُردٍ يُناقِلنَ الرِماحَ عَوابِساً
وَيَرمينَ بِالعَدوِ القَطا وَالحَوامِيا
خَوارِجَ مِن ذَيلِ الغُبارِ كَأَنَّها
أَنامِلُ مَقرورٍ دَنا النارَ صالِيا
بِكُلِّ سِنانٍ لا يَرى الدُرعَ جُنَّةً
وَكُلِّ حُسامٍ لا يَرى البَيضَ واقِيا
وَلا سِلمَ حَتّى يَخضِبَ الحَربُ أَرضَها
وَيَغدو فَمُ البَيداءِ بِالنَقعِ راغِيا
إِذا ما لَقيتَ الجَيشَ أَفنَيتَ جُلَّهُ
رَدىً وَرَدَدتَ القافِلينَ نَواعِيا
وَما كُلُّ مَن أَومى إِلى العِزِّ نالَهُ
وَدونَ العُلى ضَربٌ يُدَمّي النَواصِيا
إِلى كَم أُمَنّي النَفسَ يَوماً وَليلَةً
وَتُعلِمُني الأَيّامُ أَن لا تَلاقِيا
وَكَم أَنا مَوقوفٌ عَلى كُلِّ زَفرَةٍ
عَليلُ جَوىً لَو أَنَّ ناساً دَوائِيا
أَيَسنَحُ لي رَوضاً وَأُصبِحُ عازِباً
وَيَعرِضُ لي ماءً وَأُصبِحُ صادِيا
وَما أَنا إِلّا أَن أَراكَ بِقانِعٍ
وَإِن كُنتَ جَرّاراً إِلَيَّ الأَعادِيا
تَرَكتُ إِلَيكَ الناسَ طُرّاً وَكُلُّهُم
يَتوقُ إِلى قُربي وَيَهوى مَقامِيا
وَفارَقتُ أَقواماً كِراماً أَكُفُّهُم
وَما ضِقتُ عَنهُم في البِلادِ مَلاقِيا
وَيَمنَعُني مِن عادَةِ الشِعرِ أَنَّني
رَأَيتُ لِباسَ الذُلِّ بِالمالِ غالِيا
إِذا لَم أَجِد بُدّاً مِنَ السَيفِ شِمتُهُ
وَفَقدِ ذَلولٍ أَركَبُ الصَعبَ ماشِيا
فَإِن كُنتُ لا أَعلو عَلى عودِ مِنبَرٍ
فَلَستُ أُلاقي غَيرَ مَجدِيَ عالِيا
عَليكَ سَلامُ اللَهِ إِنّي لَنازِعٌ
إِلَيكَ وَإِن لَم أُعطَ مِنكَ مُرادِيا
وَدُمتَ دَوامَ الشَمسِ وَالبَدرِ في الدُنا
تُجَدِّدُ أَيّاماً وَتَنضو لَيالِيا
شعر عن الشيب قصير
رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي
فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ
وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني
سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ
فَإِن جَمَحَت عَنّي نَواظِرُ أَعيُنٍ
رَمينَ بَأَحداقِ المَها وَالجَآذِرِ
فَإِنِّيَ مِن قَومٍ كَريمٍ نِجارُهُم
لِأَقدامِهِم صيغَت رُؤوسُ المَنابِرِ