أجمل قصائد أبو نواس مكتوبة كاملة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 26 مارس 2024
مقالات ذات صلة
أجمل قصائد كامل الشناوي مكتوبة كاملة
أجمل قصائد البحتري مكتوبة كاملة
أجمل قصائد أبو العتاهية مكتوبة كاملة

أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكميّ بالولاء والمعروف باسم "أبو نواس"، هو أحد أشهر شعراء العصر العباسي وأحد كبار شعراء شعر الثورة التجديدية. أبو نواس هو شاعر العراق في عصره، وقال عنه الجاحظ: ما رأيت رجلا أعلم باللغة ولا أفصح لهجة من أبي نواس.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي هذا المقال، نستعرض أجمل أشعار وقصائد أبو نواس مكتوبة كاملة.

قصيدة يا من جداه قليل

يا مَن جَداهُ قَليلُ وَمَن بَلاهُ طَويلُ وَمَن دَعاني إِلَيهِ، طَرفٌ أَحَمُّ كَحيلُ وَواضِحُ النَبتِ يَحكي، مِزاجُهُ الزَنجَبيلُ
أَو عَينُ تَسنيمٍ وَشابَ طَعمَهُ السَلسَبيلُ وَوَجنَةٍ جائِلٌ ماؤها وَخَدٌّ أَسيلُ وَغُصنُ بانٍ تَثَنّى، ليناً وَرِدفٌ ثَقيلُ
يُجَمِّعُ الحُسنَ فيهِ، وَجهٌ وَسيمٌ جَميلُ، ذاكَ الَّذي فيهِ مِن صَنعَةِ الإِلَهِ قُبولُ، فَكُلُّ ما فيهِ مِنهُ، قَلبي إِلَيهِ يَميلُ
وَيلي فَلَيسَ يَرى لي، حَقّاً وَلَيسَ يُنيلُ وَيلي وَما هَكَذا يا وَيلي يَكونُ الخَليلُ، لَم يَختَرِق كَرَماً بَينَنا بِوِدٍّ رَسولُ
حَتّى بَدا مِنكَ ما لَم يُطِقهُ قَطُّ مَلولُ وَلا اِهتَدى بِاِحتِيالٍ، إِلَيهِ قَطُّ بَخيلُ وَلا تَرى أَنَّ ما قَد يَخفى عَلَيَّ يُخيلُ
وَالطَرفُ مِنكَ عَلى غائبِ الضَميرِ دَليلُ، فَاللَهُ يَرعاكَ يا مَن مَعَ الرِياحِ يَميلُ، لَكَ الوَثيقَةُ مِنّي بِأَنَّني لا أَحولُ
عَمّا عَهِدتَ وَرَبّي، راعٍ عَلَيَّ كَفيلُ، جَفاكِ يا نَفسُ شَيءٌ، ما إِن إِلَيهِ سَبيلُ، لِأَنَّ حُبَّكِ حُبٌّ، في القَلبِ مِنّي دَخيلُ
ضَمَّت إِلَيَّ وِثاقي، أَغلالُهُ وَالكُبولُ، فَالحُبُّ فَوقي سَحابٌ وَالحُبُّ تَحتي سُيولُ، فَذا يَسيخُ بِرِجلي وَذا عَلَيَّ هَطولُ
وَلِلصَبابَةِ حَولي، مَدينَةٌ وَقَبيلُ وَلِلحَنينِ بِقَلبي، مَحَلَّةٌ وَمَقيلُ وَلَيسَ حَولِيَ إِلّا رِياحُ حُبٍّ تَجولُ وَالقَلبُ قَلبُ مُعَنّىً
وَالجِسمُ جِسمٌ عَليلُ، شِعارُهُ الهَمُّ وَالحُزنُ وَالضَنا وَالعَويلُ، يا أَهلَ وُدّي عَلاما، صَرَمتُموني فَقولوا، إِن كانَ ذاكَ لِذَنبٍ
فَإِنَّني مُستَقيلُ، ما في يَدي مِنكَ إِلّا مُنى الغُرورِ تُنيلُ، بَلى هُمومي ثِقالٌ، دَقيقُهُنَّ جَليلُ وَلَستُ إِلّا بِوَصلٍ
عَلى الصُدودِ أَصولُ، كانَ الكَثيرُ رَجائي، فَفاتَ مِنّي القَليلُ، فَلا نَوالٌ زَهيدٌ وَلا عَطاءٌ جَزيلُ وَاللَهُ في كُلِّ هَذا، حَسبي وَنِعمَ الوَكيلُ

قصيدة هل عرفت الربع أجلي

هَل عَرَفتَ الرَبعَ أَجلى أَهلُهُ عَنهُ فَزالا، بِشَرَورى قَد عَفا أَو صارَ آلاً أَو خَيالا، جَرَتِ الريحُ عَلَيهِن جَنوباً وَشِمالا
رُبَّ ريمٍ كانَ فيها، يَملَءُ العَينَ جَمالا، وَلَقَد تَقنِصُكَ الحورُ بِها العينُ الغَزالا، في ظِباءٍ يَتَزاوَرنَ فَيَمشينَ ثِقالا
قَد تَبَدَّلنَ فُروعاً، بِصَياصيها طِوالا، كَم شَفَينَ العَينَ مِنهُنَ رَميقاً وَاِكتِحالا وَفَلاةٍ أَلبَسَتها، ظُلمَةُ اللَيلِ جِلالا
قَد تَبَطَّنتُ بِحَرفٍ، تَقدُمُ العيسَ العِجالا، تُفعِمُ الغُبطَ بِأُخراها وَتَستَوفي الحِبالا، ذاتُ لَوثٍ شِدقِمِيٍّ
يَسبِقُ الطِرفَ نِقالا، وَهيَ في ذاكَ مِنِ إِبراهيمَ تَستَشفِئُ خالا، خَيرُ مَن حَطَّ بِهِ الرَكبُ المُخَبّونَ الرِحالا
مالَ إِبراهيمُ بِالمالِ يَميناً وَشِمالا، فَإِذا عُدَّ جَوادٌ، مَعَهُ كانَ مُحالا، لَيتَ أَعدائِيَ كانوا، لِأَبي إِسحاقَ مالا
جادَ حَتّى حَصَدَ الفاقَةَ وَاِجتَثَّ السُؤالا، لَم يَقُل أَفعَلُ إِلّا أَتبَعَ القَولَ الفِعالا، أَجوَدُ الناسِ وَلَو أَصبَحَ أَسوأ الناسِ حالا
يا أَبا إِسحاقَ لَو أَن، صَفتَ مِنكَ المالَ قالا، ما لِرِجلِ المالِ أَمسَت، تَشتَكي مِنكَ الكَلالا، ما لِأَموالِكَ مَم شاءَ اِجتَنى مِنها وَكالا
أَتَرى لاءً حَراماً، وَتَرى هاءً حَلالا، يا فَتىً يُرغِمُ بِالجودِ رِجالاً وَرِجالا، كُلَّما قيسَ بِكَ الأَقوامُ لَم يَسوُوا قِبالا

قصيدة إذا خطرت فيك الهموم فداوها

إِذا خَطَرَت فيكَ الهُمومُ فَداوِها، بِكَأسِكَ حَتّى لا تَكونَ هُمومُ، أَدِرها وَخُذها قَهوَةً بابِلِيَّةً، لَها بَينَ بُصرى وَالعِراقِ كُرومُ
وَما عَرَفَت ناراً وَلا قِدرَ طابِخٍ، سِوى حَرَّ شَمسٍ إِذ تَهيجُ سَمومُ، لَها مِن ذَكيِّ المِسكِ ريحٌ ذَكِيَّةٌ وَمِن طيبِ ريحِ الزَعفَرانِ نَسيمُ
فَشَمَّرتُ أَثوابي وَهَروَلتُ مُسرِعاً وَقَلبِيَ مِن شَوقٍ يَكادُ يَهيمُ وَقُلتُ لِمَلّاحي إلا هَيِّ زَورَقي وَبِتُّ يُغَنّيني أَخٌ وَنَديمُ
إِلى بَيتِ خَمّارٍ أَفادَ زِحامُهُ، لَهُ ثَروَةً وَالوَجهُ مِنهُ بَهيمُ وَفي بَيتِهِ زِقٌّ وَدَنٌّ وَدَورَقٌ وَباطِيَةٌ تُروي الفَتى وَتُنيمُ
فَأَزقاقُهُ سودٌ وَحُمرٌ دِنانُهُ، فَفي البَيتِ حُبشانٌ لَدَيهِ وَرومُ وَدَهقانَةٍ ميزانُها نُصبَ عَينِها وَميزانُها لِلمُشتَرينَ غَشومُ
فَأَعطَيتُها صُفراً وَقَبَّلتُ رَأسَها، عَلى أَنَّني فيما أَتَيتُ مُليمُ وَقُلتُ لَها هُزّي الدَنانَ قَديمَةً، فَقالَت نَعَم إِنّي بِذاكَ زَعيمُ
أَلَستَ تَراها قَد تَعَفَّت رُسومُها، كَما قَد تَعَفَّت لِلدِيارِ رُسومُ، يَحومُ عَلَيها العَنكَبوتُ بِنَسجِها وَلَيسَ عَلى أَمثالِ تِلكَ يَحومُ
ذَخيرَةُ دَهقانٍ حَواها لِنَفسِهِ، إِذا مَلِكٌ أَوفى عَلَيهِ وَسيمُ وَما باعَها إِلّا لِعُظمِ خَراجِهِ، لِأَنَّ الَّذي يَجبي الخَراجَ ظَلومُ
فَقُلتُ بِكَم رِطلٌ فَقالَت بِأَصفَرٍ، فَحُزتُ زِقاقاً وِزرُهُنَّ عَظيمُ وَرُحتُ بِها في زَورَقٍ قَد كَتَمتُها وَمِن أَينَ لِلمِسكِ الذَكِيِّ كُتومُ
إِلى فِتيَةٍ نادَمتُهُم فَحَمِدتُهُم، وَما في النَدامى ما عَلِمتُ لَئيمُ، فَمَتَّعتُ نَفسي وَالنَدامى بِشُربِها، فَهَذا شَقاءٌ مَرَّ بي وَنَعيمُ
لَعَمري لَئِن لَم يَغفِرِ اللَهُ ذَنبَها، فَإِنَّ عَذابي في الحِسابِ أَليمُ

قصيدة كتمت الحب يا حكم

كَتَمتُ الحُبَّ يا حَكَمُ وَلا وَاللَهِ يَنكَتِمُ وَلَم أَرَ مِثلَ هَذي الناسُ لَم أَعلَمهُمُ عَلِموا، وَلَيسَ سِوى مُلاحَظَتي
إِذا ما جِئتُ أَتَّهِمُ، هَجَرتُ مَعاشِراً لَكِ فيهِمُ اِبنُ العَمِّ وَالرَحِمِ وَحُبُّ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ حُبٌّ لَيسَ يَنصَرِمُ
أَمَ أنت بِجارِهِ رَهَنٌ، سَقى جيرانَهُ الدِيَمُ، أَلا يا أَيُّها القَسُّ الَذي قَد صادَهُ صَنَمُ وَلَولا حُبُّهُم لَم تَخطُ بي لِلِقائِهِم قَدَمُ
يَغُمُّكَ قَولُ أَقوامٍ، لَحَوكَ لِأَنَّهُم عَلِموا، فَلَيسَ لَهُم هَوىً صَقِبٌ وَلَيسَ لَهُم هَوىً أَمَمُ، فَصَحَّوا وَاِزدَهَوا مَرَحاً
وانحل جِسمَكَ السَقَمُ وَقالَ أَخوكَ مِن أَسَدٍ، أَخٌ مِن سوسِهِ الكَرَمُ، لَقَد أَيقَنتُ أَنَّكَ لا مَحالَةَ سَوفَ تَرتَطِمُ
وَبَدرٌ مِن بَني حَوّاءَ تَعشو دونَهُ الظُلَمُ، يَلومُكَ فيهِ أَقوامٌ، بِبَلوى اللَومِ ما أَلَموا وَعابوهُ فَكانَ أَشَددَ ما عابوهُ أَن زَعَموا
بِأَنَّ أَميرَتي غَرّاءُ في عِرنَينِها شَمَمُ وَفي أَردافِها ثِقَلٌ وَفي أَترابِها هَضَمُ وَفي أَنيابِها فَلَجٌ، فَأَطرَوها وَما عَلِموا
فَلا عَدِمَ الهَوى قَلبي، لِغَيظِهِمُ وَلا عَدِموا، خُلُوّاً مِن هَوى البيضِ الَذي بِشِفاهِها حَمَمُ، إِذا ما الحُبُّ لَم يَجعَل
أَيادي مِنكَ تُقتَسَمُ وَكانَ لِواحِدٍ حَتّى يَضُمُّكَ في الهَوى رَحِمُ، فَلامَكَ فيهِ أَقوامٌ، فَقَد جاروا وَقَد ظَلَموا

قصيدة لله ما تصنع الأجياد والمقل

لِلَّهِ ما تَصنَعُ الأَجيادُ وَالمُقَلُ وَالأُقحُوانُ الشَتيتُ الواضِحُ الرِتلُ، تَرَنَّحَ الشَربُ وَاِغتالَت حُلومَهُمُ، شَمسٌ تَرَجَّلُ فيهِم ثُمَّ تَرتَحِلُ
لا تَستَريحُ إِلى المِلوى تُمارِسُهُ، وَلا تَبيتُ عَلى الأَوتارِ تَتَّكِلُ فيها فَراغٌ مِنَ السُلوانِ يَشغَلُها عَنّي وَفِيَّ بِها عَن غَيرِها شُغُلُ
إِذا تَلَبَّثتُ عَنها ساقَ بي كَلَفٌ، بَرحٌ وَأَوجَفَني وَجدٌ بِها عَجِلُ، يا عَلوَ إِنَّ اِعتِلالَ القَلبِ لَيسَ لَهُ، آسٍ يُداويهِ إِلّا خُلَّةً تَصِلُ
هَل أَنتِ إِلّا قَضيبُ البانِ تَعطِفُهُ، مَرضى الرِياحِ وَتَعدوهُ فَيَعتَدِلُ أَوِ الغَزالَةُ في دَجنٍ يُغازِلُها أَو ظَبيَةُ البانِ في أَجفانِها كَحَلُ
كَيفَ التَصَرُّعُ في أَرضِ العِراقِ وَقَد خَلَّفتُ بِالشامِ مَن قَلبي بِهِ خَبِلُ، بَل كَيفَ يَحسُنُ بي التَقريظُ وَالعَزَلُ
وَشَيبُ رَأسي عَلى الفَودَينِ مُشتَعِلُ، لَم يَبقَ إِلّا حَنينُ الزيرِ أَسمَعُهُ وَالكَأسُ يُصبِحُنيها الشارِبُ الثَمِلُ
عاجِل بِنا الرَحَ وَالرَيحانَ مُبتَكِراً، فَلَيسَ يَحسُنُ إِلّا فيهِما العَجَلُ وَاِشرَب عَلى دَولَةِ المُعتَزِّ إِنَّ لَها
حَظّاً مِنَ الحُسنِ لَم تَسعَد بِهِ الدُوَلُ، خَليفَةٌ يَخلُفُ الأَنواءَ نائِلُهُ، إِذا تَهَلَّلَ قُلتَ العارِضُ الهَطِلُ، إِذا بَدا وَجَلالُ المُلكِ يَغمُرُهُ
حَسِبتَهُ البَدرَ وَفّى حُسنَهُ الكَمَلُ، رِباعُهُ في جِوارِ اللَهِ واسِطَةٌ وَحَبلُهُ بِرَسولِ اللَهِ مُتَّصِلُ، خَلَّت قُرَيشٌ لَهُ البَطحاءَ وَاِنصَرَفَت
لَهُ عَنِ السَهلِ حَتّى حازَها الجَبَلُ، وَفَضَّلوهُ وَلا تَزكو فَضائِلُهُم، إِلّا بِتَفضيلِ أَقوامٍ بِهِم فَضَلوا، يا مَن لَهُ أَوَّلُ العَليا وَآخِرُها
وَمَن بِجودِ يَدَيهِ يُضرَبُ المَثَلُ، أَنقَذتَنا مِن خَبالِ المُستَعارِ وَقَد أَوبا البِلادَ عَلَينا رَأيُهُ الخَطِلُ، هُوَ المَشومُ الَّذي كانَت وِلايَتُهُ
بَلوى تَهالَكَ فيها الناسُ إِذ خُذِلوا، عَزَلتَهُ وَهوَ مَذمومٌ عَلى صُغُرٍ، وَلَم يَكَد لِلَجاجِ الغِيِّ يَنعَزِلُ وَكانَ كَالعِجلِ غُرَّ الجاهِلونَ بِهِ
وَكُنتَ موسى هَدى القَومَ الأُلى جَهِلوا وَكانَ كَالجَسَدِ المُلقى فَجِئتَ كَما جاءَ سُلَيمانَ يَتلو قَولَكَ العَمَلُ فَالدينُ في كُلِّ أُفقٍ ضاحِكٌ بَهِجٌ
وَالكُفرُ في كُلِّ أَرضٍ خائِفٌ وَجِلُ، أَمّا المَوالي فَجُندُ اللَهِ حَمَّلَهُم، أَن يَنصُروكَ فَقَد قاموا بِما اِحتَمَلوا، بَقاؤُهُم عِصمَةُ الدُنيا وَعِزُّهُمُ
سِترٌ عَلى بيده الإِسلامِ مُنسَدِلُ، رَدّوا المُعارَ وَتابوا مِن خَطيئَتِهِم، فيهِ إِلى اللَهِ وَالإِثمِ الَّذي فَعَلوا، خطياه لَم تَكُن بِدعاً وَلا عَجَباً
قَد أَخطَأَت أَنبِياءُ اللَهِ وَالرُسُلُ، مَن يَركَبُ الخَطَرَ الصَعبَ الَّذي رَكِبوا، بِالأَمسِ أَو يَبذُلُ النَصرَ الَّذي بَذَلوا قَد جاهَدوا عَنكَ بِالأَموالِ وافِرَةً
وَبِالنُفوسِ وَنارُ الحَربِ تَشتَعِلُ، تَوَرَّدوا النَقعَ لا حَيدٌ وَلا كَشَفٌ وَباشَروا المَوتَ لا مَيلٌ وَلا عُزُلُ، يُواتِرونَ تِباعَ الكَرِّ إِن رَكِبوا
وَيَصدُقونَ دِراكَ الطَعنِ إِن نَزِلوا، ما مِثلُ شَيخِهِمِ حَزماً وَتَجرِبَةً وَلا كَبَأسِ فَتاهُم حينَ يَعتَمِلُ، ثَلاثَةٌ جِلَّةٌ إِن شُوِّروا نَصَحوا
أَوِ اِستُعينوا كَفَوا أَو سُلِّطوا عَدَلوا، فَاِسلَم لَهُم ما دَعَت صُبحاً مُطَوَّقَةٌ، وَليَسلَموا لَكَ ما حَنَّت ضُحىً إِبِلُ

قصيدة وفتية ساعة قد اجتمعوا

وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا، مثل الدنانير حين تُنتقدُ، فساقني الحينُ نحو جميعهمُ، إذا يقولون قد دنا الأحَدُ
فباكروا الشربَ واقطعوه بهِ، فملتُ للموضع الذي وعدوا، عليّ كرزيّةٌ ومِشمَلةٌ، وكَرزَنٌ في حبلهِ مسَدُ
فكنتُ أدناهم مسابقةً، إلى المكان الذي به اتّعَدوا، حتى إذا ما اشتروا حوائجهم والحرصُ يرجيهم لما صمدوا
قمتُ إليهم فقلتُ أحملها، أنا فعندي لمثلها عددُ، حبلٌ وثيقٌ وكَرزنٌ وأنا، بحملهِ ناهضٌ ومتّئدُ، قالوا فخذهُ فأنتَ أنتَ لهُ
سوف نكافيكَ بالذي نجدُ، سرتُ وساروا إليّ أجمعهم وقيل لي اصعد صعدتُ ما صعدوا،إذ الأباريق تُجتلى لهمُ
وفي شجاةٍ ومطِربٌ غرِدُ، بادرتُ نحو الزجاج أغسلهُ، حتى تنقّى كأنّه البَرَدُ، فأعجبَ المردَ خفّتي لهمُ
وليس في خفّتي لهم رشدُ، ما زلتُ أسقيهمُ مشعشعةً، كأنها النارُ حين تتّقدُ، حتى رأيتُ الرؤوس مائلةً
كأنّ من سُكرٍ بها أوَدُ، واعتقلتِ الألسنُ واستوثقت، فنائمٌ صحبُنا ومستنِدُ، قمتُ وبي رعدةٌ لنيكِهمُ
وكلّ مَن دبَّ فهو يرتعدُ، فبطّأت بي عن لذّتي تككٌ، ثم لطَفنا بحل ما عقدوا، عن ردفِ كلِّ تهتزُّ قامتهُ
كالغصُنِ النضرِ زانهُ الميَدُ، يا ليلةٌ بتّها أخا طرب، قد دام فيها تمتّعٌ ودَدُ، من ذا إلى ذي قد قصدتُ لأن
أعفِجُ في البيت كلّ من أجدُ، حتى إذا ما أفاقَ أوّلهُم، قامَ وفخذاهُ فيهما خَضَدُ، فقمتُ من خيفةٍ أنبّههُم
أقولُ هل نالكم كما أجدُ، أو ذا الذي قد أرى بنا عرَقٌ، قالوا نراهُ كأنّه زبَدُ، فحين أبصرتُهم قد انتبهوا
ذهبتُ أعدو لحاجةٍ أرِدُ، حتى إذا المجلس استجدّ بهم، غامضتُهم والكؤوس تُطردُ، على أدقّ الثيابِ مسبَلةٍ
برّاقةِ اللونِ كلّها جددُ، فقيلَ من أنتَ قلتُ خادمكم، لا عقلٌ يُخشى له ولا قودُ
ثمّ تعشّقتُ وامقاً طرباً، يا ليتَ سلمى تفي بما تعدُ

قصيدة قولوا لمن قد تنفر

قولوا لمِن قد تنفّر مِن كلمتي وتثوّر، إنّي أتوبُ إلى اللَهِ، من مزاحِكَ فاغفر، ما كان من كلماتي، أكلّ ذا منه يحضر
فدع وعيدي بقتلٍ، فالوعدُ بالقتل مُنكَر، فليسَ خُلقُكَ من بعد ذا خُلقَ مَن يتشطّر ولو كذا كنتَ أيضاً ما خفتُ من ذاك فأقعر
ولو حملتَ لقتلي، عَضب الشفار مذكّر وبعض ما لسليمان كان داودُ يدخر، تُحدُّ في كلّ شهر، جفونهُ وتُغيّر، يَبيَضُّ طوراً وطوراً
تُراهُ في العين أخضر، يكاد في الكفّ من رونق الصفاوةِ يقطر، يبادر الأجلَ الوقعُ، منه من قبل يقدر وكان قاتلَ كسرى
به فتى الرومِ قيصر، سبعين عاماً إذا طاح، عسكرٌ ثابَ عسكر، يعدُّ كلّ صباح، لهم خميساً وميسَر، حتى إذا صار كسرى
بعد العديدِ المجهّر، في الفَلِّ يملأ رُعباً وواحد منه أكثر، فقيلَ هاكَ اقتلن ذا، به وسمِّ ستُنصر، وأنتَ في بأس ليثٍ
فضافضِ الناب قشوَر، من اللواتي حكاها، أبو زبيدٍ فأكثر وكنتَ عمرو بن معدي أو ابن شدّاد عنتر أو كنتَ من قوم عادٍ
في البأسِ أو بُخَتَنصَر، وشدّني بكتافٍ، لما تريد ميسّر ولو دنوتَ فمكّنتَ ضارباً لم يؤثر، فكيف أخشاكَ يا مَن يصدُّ عمداً ويهجر
وكيف يا فاترَ اللحظِ، ساحرَ العين أحور، تمرّ مثل كميٍّ، مهدد لي بخنجر، يا ناعماً لو برفق لمستهُ لي بخنجر
نسبي المردُ حتى، غلابُ فاللَهُ أكبر، تسبّي سبَّ ما شئت، سامع غير منكر، فإنّ خلفكَ شيئاً بهِ ذنوبُكَ تُغفر، كأنه شحمُ نحلٍ
أو جامُ ثلجٍ مقعّر، قد كنتُ أصبرُ شيئاً، على الملاح وأجسَر، فصرتُ من حبِّ غلبون، لا أطيقُ التصبّر، يا ربّ ما لي أمشي، على الرخام فأعثر

قصيدة لا تبكين على الطلل

لا تبكينَّ على الطَلَل وعلى الحبيبِ إذا رحَل، من غابَ عنكَ فلا تقل، يا ليتَ شعري ما فعَل
إن تلتمس بدلاَ بهِ، يوماً تجد ألفي بدَل وأباكَ فاعصِ ولا تطع وأخاكَ فاجفُ ولا تصل والجارَ خلّ سبيلَهُ
وأقذفهُ من أعلى جبَل والجارَ إن تحفظ لهُ، حقاً فجهلُكَ قد كمل وأقطع من الرحم الذي بكَ في المناسبةِ اتّصَل
وإذا أخ يوماً بهِ، عثرَ الزمان فلا تقل واجعل يديكَ على التي ملكت يداه بالحيل وإذا أباك غششتَهُ فعَن الغريبِ فلا تسَل
وليضربِ الثقلانِ في نقضِ العهودِ بك المثل، دع عنكَ قولَ الناسِ هذا لا يجوز ولا يحل وأطع هواكَ وغادِها
صهباءَ ترمي بالشعَل، ونكِ الغلامَ إذا نشأ وإذا التحى وإذا اكتهل وحريمَ جارِكَ فانتهك والمالَ منهُ فاستحل
وإذا دُعيتَ إلى التقى، والصالحاتِ من العمَل، فأجب بأن لا ناقةٌ، لي في الصلاح ولا جمل، لا تحفلنَّ بمَن لحاكَ على هواك ولا تبَل
لا تضمرنّ إلى الذي، صاحبتَهُ إلّا الدخَل وأجب إذا عطسَ النديمُ بذبحةٍ وإذا سعَل، سيّان عندكَ فليكن، مَن لمي صلكَ ومَن وصَل
واشهر بسفيِكَ مصلتاً، واقطع على الناس السُبل واسلك سبيلاً واحداً، بذوي التفرّقِ في المِلَل وأضمر لهم سُمّاً وهَب لهمُ من القولِ العَسَل
حتى إذا أمنوكَ مِن جهلٍ ومثلهمُ جهَل، فاقتلهمُ وأصلبهم جمعاً على أعلى دَقَل وإذا أتى شهرُ الصيامِ ففيه بالمَرض اعتلل
وإذا سُئِلتَ أجائزٌ، منعَ النفوسَ من التي تهوى العظيمُ من الزلَل، لا تقربِ البيتَ الحرام وخلّه حتى يحَل وإذا رأيت ركائباً
نحو الحجيج حدَت فقُل، ما لي يُطوّفُ بي وما أنا بالأسير على جَمَل، فإذا كبرتَ ولم تطق حملَ الصوارمِ والأسَل
فخذِ الزجاجَ ورضّهُ، واطرحهُ في طرُقِ السفَل، فبذاكَ أنتَ مجاهدٌ ولكَ الغنيمةُ والمَثَل وإلى إلهكَ في التجاوزِ عن خاياك ابتهِل
فهو المجيبُ لمَن دعا، وهو الجوادُ إذا سُئِل، هذي وصاةُ أبي نواس مُذ نشا لذوي الجدَل، أوصى بها من بعدما، لاقى من الدهر الدوَل

قصيدة وملحة بالعذل تحسب أنني

ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني للعذلِ أتركُ صُحبَةَ الشطّار، بكَرت تبصّرني الرشادَ كأنني لا أهتدي لمذاهبِ الأبرارِ
وتقول ويحكَ قد كبرتَ عن الصبا ورمى الزمانُ إليكَ بالأقدارِ، فإلى متى تصبو وأنت متيّمٌ، متقلّب في ساحةِ الأقذار
أوّما ترى العصرين عن قوسِ الردى، يتناضلان تقضّيَ الأعمارِ، فأجبتها إن قد عرفتِ مذاهبي، فصرفتِ معرفتي إلى الإنكار
فدعي الملامَ فقد أطعتُ غوايتي، ونبذتُ موعظتي وراء جدارِ ورأيتُ إيثارَ اللذاذةِ والصبا وتمتّعي من طيب هذي الدارِ
أجرى وأحرم من تنظّر حارمٍ، ظنّي به رجمٌ من الأخبارِ، إني بعاجلِ ما ترين لمؤكل وسواهُ إرجاف من الآثار
ما جاءني أحدٌ يخبّر أنّهُ في جنّة مُذ ماتَ أو في نارِ، فدعي معاتبتي على تركِ التُقى وتعتّبي فيه على الأقدارِ
أما العفافُ فليس ذا بأوانهِ، حتى يُلفّعُ بالمشيبِ عذاري، لو عنّ لي قدرٌ يساعدُ صرفهُ، لرأيتِ كيف تعفّفي ووقاري
لكنني أهوى المجونَ وأشتهي فيما أحبُّ تهتّك الأستارِ، كيف التعففّ عن غزالٍ أحورِ، قسمَ الحتوفَ بطرفِهِ السحّار
بتماجنٍ غنّت محاسنُ وجههِ، فثنت إليه أعنّةَ الأبصار، بزهى بوجهٍ مشرقٍ ذي رونقٍ، كالبدرِ حين أنار للسفّار
ديباجَتي خدّيهِ ينتضلان عن قوس الردى في أعين النظار، ومعقربِ الأصداغ يهتكُ لحظة
عن كلّ مكنونٍ من الأسرار، أحوى أغنّ مزنّرٍ ذي رونق، حَسِنِ التشكّلِ من بنّي عمّار، نازعتُهُ من قهوةٍ مشمولةٍ
ما افتضّها بالماءِ غير نزار، كانت وآدمَ طينة محجوبةً، في دنّ شمطاءَ ذات خمار، حتى إذا ذهب الزمانُ بذاتها
وتخلّصت روحاً من العطّار، عادت إلى لونٍ كأنّ بكأسها، منهُ جميعَ طوالعِ الأقمار

قصيدة وبلدة فيها زور

وَبَلدَةٍ فيها زَوَر، صَعراءَ تَخطى في صَعَر، مَرتٍ إِذا الذِئبُ اِقتَفَر بِها مِنَ القَومِ الأَثَر، كانَ لَهُ مِنَ الجُزُر
كُلَّ جَنينٍ ما اِشتَكَر، وَلا تَعَلّاهُ شَعَر، مَيتُ النَسا حَيُّ الشَفَر، عَسَفتُها عَلى خَطَر وَغَرَرٍ مِنَ الغُرَر
بِبازِلٍ حينَ فَطَر، يَهُزُّهُ جِنُّ الأَشَر، لا مُتَشَكٍّ مِن سَدَر، وَلا قَريبٌ مِن خَوَر، كَأَنَّهُ بَعدَ الضُمُر
وَبَعدَما جالَ الضُفُر وَراحَ فَيءٌ فَحَسَر، جَأتَ رُباعِ المُثَّغَر، يَحدو بِحُقبٍ كَالأُكَر، تَرى بِأَثباجِ القُصُر
شَهرَي رَبيعٍ وَصَفَر، حَتّى إِذا الفَحلُ جَفَر وَأَشبَهَ السَفى الإِبَر وَنَشَّ إِذخارُ النُقَر، قُلنَ لَهُ ما تَأتَمِر
وَهُنَّ إِذ قُلنَ أَشِر، غَيرَ عَواصٍ ما أَمَر، كَأَنَّها لَمَن نَظَر، رَكبٌ يَشيمونَ مَطَر، حَتّى إِذا الظِلُّ قَصُر
يَمَّمنَ مِن جَنبَي هَجَر، أَخضَرَ طَمّامَ العَكَر وَمَينَ إِخفاقِ القَتَر، سارٍ وَلَيسَ لِلسَمَر وَلا تِلاواتِ السُوَر
يَمسَحُ مِرناناً يُسُر، زُمَّت بِمَشزورِ المِرَر، لامٍ كَحُلقومِ النَغَر، حَتّى إِذا اِصطَفَّ السَطَر، أَهدى لَها لَو لَم يَجُر
دَهياءَ يَحدوها القَدَر، فَتِلكَ عَيني لَم تَذَر، شِبهاً إِذا الآلُ مَهَر، إِلَيكَ كَلَّفنا السَفَر، خوصاً يُجاذِبنَ النُخَر
قَدِ اِنطَوَت مِنها السُرَر، طَيَّ القَرارِيَّ الحِبَر، لَم تَتَقَعَّدها الطِيَر وَلا السَنيحُ المُزدَجَر، يا فَضلُ لِلقَومِ البُطُر
إِذ لَيسَ في الناسِ عَصَر وَلا مِنَ الخَوفِ وَزَر، وَنَزَّلَت إِحدى الكُبَر وَقيلَ صَمّاءُ الغِيَر، فَالناسُ أَبناءُ الحَذَر
فَرَّجتَ هاتيكَ الغُمَر، عَنّا وَقَد صابَت بِقُر، كَالشَمسِ في شَخصِ البَصَر، أَعلى مَجاريكَ الخَطَر
أَبوكَ جَلّى عَن مُضَر، يَومَ الرَواقِ المُحتَضِر وَالخَوفُ يَقري وَيَذَر، لَمّا رَأى الأَمرَ اِقمَطَر
قامَ كَريماً فَاِنتَصَر، كَهِزَّةِ العَضبِ الذَكَر، ما حَسَّ مِن شَيءٍ هَبَر وَأَنتَ تَقتافُ الأَثَر،مِن ذي حُجولٍ وَغُرَر
مُعيدُ وَردٍ وَصَدَر، وَإِن عَلا الأَمرُ اِقتَدَر، فَأَينَ أَصحابُ الغُمَر، إِذ شَرِبوا كَأسَ المِقَر، أَصحَرتَ إِذ دَبّوا الخَمَر
شُكراً وَحَرٌّ مِن شُكُر، فَاللَهُ يُعطيكَ الشَبَر وَفي أَعاديكَ الظَفَر وَاللَهُ مَن شاءَ نَصَر وَأَنتَ إِن خِفنا الحَصَر
وَهَرَّ دَهرٌ وَكَشَر، عَن ناجِذَيهِ وَبَسَر، أَغنَيتَ ما أَغنى المَطَر وَفيكَ أَخلاقُ اليَسَر، حَتّى تَرى تِلكَ الزُمَر
تَهوي لِأَذقانِ الثُغَر، مِن جَذبِ أَلوى لَو نَتَر، إِلَيهِ طوداً لَأَنأَطَر، صَعباً إِذا لقي أَبَر وَإِن هَفا القَومُ وَقَر
أَو رَهِبوا الأَمرَ جَسَر، ثُمَّ تَسامى فَفَغَر، عَن شَقشَقٍ ثُمَّ هَدَر، ثُمَّ تَجافى فَخَطَر، بِذي سَبيبٍ وَعُذَر
يَمصَعُ أَطرافَ الإِبَر، هَل لَكَ والله خِيَر، فيمَن إِذا غِبتَ حَضَر أَو نالَكَ القَومُ أَثَر وَإِن رَأى خَيراً نَشَر
أَو كانَ تَقصيرٌ عَذَر، أَو كانَ تَقصيرٌ عَذَر