أجمل قصائد ابن حزم الأندلسي مكتوبة كاملة
قصيدة مسهد القلب في عينيه أدمعه
قصيدة أخ لي مشكور المساعي وسيد
قصيدة أجل هو ريع قد عفته الروامس
قصيدة أعارتك دنيا مسترد معارها
ابن حزم الأندلسي هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف الأندلسي القرطبي، وهو أحد أكبر علماء الأندلس وعلماء الإسلام من حيث التصنيف أو المؤلفات بعد الطبري، وله العديد من دواوين الشعر الرائعة. وفي هذا المقال نأخذك في جولة مع أجمل قصائد ابن حزم الأندلسي مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة مسهد القلب في خديه أدمعه
مسهد القلب في خديه أدمعه
قد طالما شرقت بالوجد أضلعه
داني الهموم بعيد الدار نازحها
رجع الأنين سكيب الدمع مفزعه
يأوي إلى زفرات لو يباشرها
قاسي الحديد فواقاً ذات أجمعه
إذا تخلل في أرجائها فرحا
ظللت قواصفها باليأس تقرعه
وإن ونت لوعة عن كنه صولتها
هبت له لوعة رقشاء تلسعه
تاهت به في بحار الحزن فكرته
حتى رمته سحيقاً ضل مرجعه
كم فكرة داهمته في مسارحها
تسقيه سماً نقيعاً بات يجرعه
ذكرى أفراخه في كل ناحية
توحي إلى القلب أسراراً تقطعه
كم قد تحمل من أعباء نأيهم
نضوا نبا بلذيذ النوم مضجعه
قد عاند الحزن حتى عاد يرحمه
وساور الدمع حتى جف مدمعه
وصار يرحمه من كان يعذله
لما اصطفاه من الأعواز أشنعه
تجول حلته في ذاته فترى
آثار ما الدهر بالأحرار يصنعه
جسم تخونت الأيام جثته
فعاد كالشن مرآه ومسمعه
تناهبت نوب الدنيا محاسنه
فالضيم ملبسه والسجن موضعه
يشكو إلى القيد ما يلقاه من ألم
فبالأنين لدى شكواه يرجعه
يا هاجعا والرزايا لا تؤرقه
قل كيف نهجع من في الكبل مهجعه
أم كيف حاله حي ساكن حدثا
يرنو بعين أسير عز مطمعه
قد طال في هاويات السجن محبسه
وأنشت من شغله ما كان يجمعه
فكم زنر بقد الصخر أيسره
وكم أنين بنار الوجد يشفعه
ما رجعت سجعها حينا مطوقة
إلا ومن فضل شحوي ما ترجعه
ولا تجزع كاس الوجد من أحد
إلا ومن فضل وجدي ما تجرعه
يا راحلا عند حي عنده رمقي
أقر السلام على من لم أودعه
وسله بالله عن عهدي الحفظة
فعهده بمكان لا أضيعه
وكيف عني وعن أنسي تصبره
أم كيف بعد بعادي عنه أربعه
تجهمت نوب الدنيا لعامرها
فلا يد عن يد الضرار تمنعه
وأطول شوقاه ما جد البعاد بهم
إليهم مذ سعوا للبين أفظعه
لئن تباعد جثماني فلم أرهم
فعندها وأبيك القلب أجمعه
أقول والدهر قد غالت غوائله
وحظ مني مكاناً كان يرفعه
عسى لطائف من لا شيء يعجزه
تحنو على شملنا يوماً فتجمعه
بمبتني المجد مذ خلت تمائمه
بحيث لا نوب الدنيا تضعضعه
بحيث يشتجر الخطي في صفد
ويفطم السيف ذا بأس ويرضعه
بالحاجب المرتجى السامي أرو منه
إلى هلال الذي بالمعد مطلعه
سما إلى غاية في المجد سامية
قتال غاية ما قد كان يرميه
فأصبحت قلل السامين خاضعة
لعزه وسماء المجد موضعه
وارتاح للعرف والحاجات يسألها
فغص بالوفد والآمال مصنعه
نعم الشفيع لمن ضاقت مذاهبه
لدى الخليفة أسمى من يشفعه
وكل زارع خير عند مضطهد
فسوف يحصد ما قد كان يزرعه
فعش عزيزاً على الأيام محتكماً
ما هز ذيل الصبا غصناً يزعزعه
قصيدة أخ لي مشكور المساعي وسيد
يقول ابن حزم الأندلسي في قصيدة أخ لي مشكور المساعي وسيد:
أخٌ لِيَ مَشكُورُ المَسَاعِي وَسَيِّدٌ
تَسُرُّ بَوَادِيهِ إذَا سَاءَكَ الصَّحبُ
ألَمَّ يُجَالِينِي جَلاَءَ مُجَرّبٍ
عَلَى أنَّهُ حَقَّا بِيَ العَالِمُ الطَّبُّ
يُطَالِعُ فِي سُبلِ البَلاَغَةِ مَذهَبِي
وَهَل يَستَوِي مَنهَا لِيَ الحَزنُ وَالسُّهبُ
وَكَيفَ أنَا فِيهَأ إذَا مَا تَشَعَّبَت
وَضَاقَ عَلَى طُلاَّبِهَا المَنهَجُ الرَّحبُ
فَلُحتُ لَهُ خربت غفل وَمَجهَلٍ
يَضَلَّ لَدَيهِ النَّجمُ وَالقَشَمُ النَّكبُ
فَيَا أيُّهَا القاضي المُبَجَّلُ وَالَّذِي
مَوَارِدُهُ من سري البَاردِ العَذبُ
وَمَن دَان أربَابُ العُلُومِ بأسرِهِم
لَهُ بِصَرِيحِ الرق وهو لَهُم رَبُّ
أعِيذُكَ أن تَرتَابَ أنَّنِيَ الذِي
أتَى سَابِقاً وَالكُلُّ يَنجُرُ أو يحبُو
وَمِثلَي إذَا جَدَّ الرّجَالُ وَاتعَبُوا
نُفُوسَهُم سَعياً وَكَدَّهُمُ الخطبُ
تَقَدَّمَ سَبقاً ثَانِياً مِن عِنَانِهِ
وَغَادَرَ مَن جَارَاهُ فِي رَهجِهِ يَكبُو
أمِثلُكَ يَعشُو عَن مَكَانِي وَيَمتَرِي
بِأنِّيَ مِن أفلاَكِ ذَا الأدَبِ القُطبِ
أيَخفَى عَلَيكَ البَدرُ لَيلَةَ تَمِّهِ
وَلَم يَستَتِر عَنكَ البَيَازِكُ وَالشُّهبُ
وَأنتَ الذِي يَلقَى الخَفِيَّاتِ ظَاهِراً
بِعَينش نُهًى لَم تُرجَ مِن دُونِهَا الحُجبُ
فَكَيفَ بَمَا وَازَى الجَهُولَ تَمَكُّناً
ذُوُو العِلمِ فِيهِ وَاستَوَى السّودُ وَالصُّهبُ
وَحَاشَايَ أن يَمتَدَّ زَهوٌ بِمَنطِقِي
وَأن يَستَفِزَّ الحِلمَ فِي قَولِيَ العُجبُ
وَلَكِنَّ لِي فِي يُوسُفَ خَيرَ أسوَةٍ
وَلَيسَ عَلَى مَن بَالنَّبِيّ ائتَسَى ذَنبُ
يَقُولُ وَقَالَ الحَقُّ وَالصّدقُ أنني
حَفِيظٌ عَلِيمٌ مَا عَلَى صَادِقٍ عَتبُ
فَلَو كُسِيَ الفُولاَذُ حِدَّةَ خاطري
تَسَاوَى لَدَيهِ اللَّحمُ وَالحَجَرُ الصُّلبُ
وَلَو كَانَ لِلنِّيرَانِ بَعضُ ذَكَائِهِ
وَفَاضَت عَلَيهِ لُجَّة البَحرِ لَم يَخبُ
وَمَا اختَصَّ عِلمٌ دُونَ عِلمٍ بِوِجهَتِي
بَلَى مَسرَحِي فِي كُلِّهَا الوَاسِعُ الخَصب
تَظَلُّ فُنُونُ العِلمِ تَجلَى إذَا غَدَت
بِأيدِي رِجالٍ وَهيَ مَنجُولَةٌ غَصبُ
وَمَا عَزَّنِي وَالحَمدُ لِلَّهِ مَطلَبٌ
مِنَ العِلمِ مِمَّا أبقَتِ العُجمُ وَالعُربُ
حَلِيفِي وَمُحيِي هِمَّتِي وَمُنِيرُهَا
وَرَافِعُ ذِكرِي حَيثُمَا اتَّصَلَ الرَّكبُ
وَأنسِيَ مُذ خَمسٍ وَعِشرِينَ حِجَّةً
أرُوحُ وَأغدُو وَهوَ صَارِمِيَ الغَصبُ
وَخِطَّتِيَ العُليَا الَّتِي لَستُ أتَّقِي
حَيَاتِيَ منها العَزلُ مَا رَتَعَ الضَّبُ
وَمَالٌ عَمِيمٌ لَستُ أخشَى نَفَادَهُ
بِإنفَاقِهِ لاَ بَل يَزيدُ وَيَنصَبُّ
سَمَوتُ بِنَفسِي لاَ بِمَجد هَوَت بِه
مِنَ الزَّمَنِ العَدَّاءِ آلاَتُهُ الحُدبُ
عَلَى أنَّنِي لَو شِئتُ قُلتُ مُصَدَّقاً
وَأقبَحُ قَولٍ مَا ألَمَّ بِهِ الكَذبُ
وَلَكِنَّهُ مَن لَم يُشِد مَا حَلاَ لَهُ
رَغَا فِي مَبَانِيهِ وَضعضَعَهَا السَّقبُ
فَإن شِئتَ فِي عِلمِ الدّيَانَةِ تَلقَنِي
نِقَاباً لَهُ لَم يَخفَ عَنِّي لَهُ نَقبُ
وَأمَّا أفَانِينُ الحَدِيثِ فَإنَّنِي
أنَا بَحرُهَا الطَّامِي وَيُنبُوعُهَا السَّكبُ
وَقَيَّدت مِن فُتيَا ذَوي الفِقهِ ضَابِطاً
بِحِفظِيَ مَا طَالَت بِهِ قَبلَهَا الحِقبُ
وَإن لاَذَ طُلاَّبُ الكَلاَمِ بِجَانِبِي
فَإنَّيَ سَاقِيهِم وَكُلُّهُمُ شَربُ
وَعِلمِي بِمَا فِي سِرّ خَصمِي كَعِلمِه
فَمَا غاب عَنِّي مِنهُ سَهلٌ وَلاَ صَعبُ
وَإن تُذكَرِ الأشعار لَم يَكُ خَارِجاً
أمَامِي جَريرٌ فِي الرّهَانِ وَلاَ كَعبُ
وَمَا ضَرَّ شِعرِي ان منو شهر والذي
وَلَم يَحظَ بِي عِلماً تَمِيمٌ وَلاَ كَلبُ
وأمّا تُسَائِل بِاللُّغَات وَنَحوهَا
فَمَا غَابَ عَنِّي مِنهُ سَهلٌ وَلاَ صَعبُ
وَمَا إنَّ شَأنِي عِندَ ذَلِكَ سَابِقٌ
عَلَى أنَّنِي لَم يُغرنِي التَّعبُ وَالوَطبُ
وَحَسبُكَ بِي فِي ذي الأعَارِيضِ مَمنَعاً
إذَا عُدَّتِ الأوتَادُ وَالشَّطرُ وَالضَّربُ
وَإن شِئتَ أخبَارَ الدهُورِ فَإِنَّنِي
أنَا جَامِعُ التَّارِيخ مُذ نَبَتَ الهُضبُ
فَمَا غَابَ عَنِّي أمرُ مَلكٍ مسونه
وَلاَ شَدَّ دُونِي أمرُ سِلمٍ وَلاَ حَربُ
سَوَاءٌ عَلَى ذِكرِي قَرِيبٌ وَنَازِحٌ
وَمَن حَمَلَت أرضٌ وَمَن ضَمَّهُ التُّربُ
وَإن تُذكَرِ الأنسَابُ كُنتُ نَقِيبَهَا
وَلم يَخفَ عَن ذِكرَايَ حَيٌّ وَلاَ شِعبُ
وَلَو أنَّ رُسطَالِيسَ حَي بَدَدتُّهُ
وَمَا عَاشَ إلاَّ وَهوَ لِي بِالحَرَى تِربُ
يُسَافِرُ عِلمِي حَيثُ سافرت ظَاعِناً
وَيَصحَبُنِي حَيثُ استَقَلَّت بِيَ الرَّكبُ
مَحَلَّتُهُ صَدرِي وَمَسكَنُ عُمرِهِ
بِحَيثُ التَقَى مِنِّي التَّرَائِبُ وَالتِّربُ
إذَا مَا الجَنوبُ استَوطَأت فِي ضِجَاعِهَا
فَعَنهُ نَبَا عَن مَضجَعِي مِنِّيَ الجَنبُ
أنَا الشَّمسُ فِي جَوّ العُلُومِ مُنِيرَةٌ
وَلَكِنَّ عَيبِي أنَّ مَطلَعِيَ الغَربُ
وَلَو أنَّهُ مِن جَانِبِ الشَّرقِ طَالِعٌ
لَجَدَّ عَلَى مَا ضَاعَ من ذِكرِيَ النَّهبُ
وَلِي نَحوَ أكنَافِ العِرَاقِ صَبَابَةٌ
وَلاَ غَروَ أن يَستَوحِشَ الكَلِفُ الصَّبُّ
فَإن يُنزِلِ الرحمن رَحلِيَ دُونَهُم
فَحِينَئِذٍ يَمضِي التَّأسُّفُ وَالكَربُ
فَكَم قَائِلٍ أغفَلتُهُ وَهوَ حَاضِرٌ
وَأطلُبُ مَا عَنهُ تَجِيءُ بِهِ الكُتبُ
هُنَالِكَ يُدرَى أنَّ لِلبُعدِ قِصَّةً
وَأنَّ فَسَادَ العِلمِ آفَتُهُ القُربُ
فَيَا عَجَباً مَن غَابَ عَنهُم تَشَوَّقُوا
لَهُ وَدَنَوا لِمُزمِنِ دَرَاهِم ذَنبُ
وَإنَّ مَكَاناً ضَاقَ عَنِّي لَضَيِّقٌ
عَلَى أنَّهُ فَيحٌ مَذَاهِبُهُ سُهبُ
وَإنَّ رِجَالاً ضَيَّعُونِي لَضُيَّعٌ
وَإنَّ زَمَاناً لَم أنَل خِصبَهُ جَدبُ
وَلَو أنني خاطبت فَي النَّاسِ جَاهِلاً
لَقِيلَ دع أو لاَ يَقُوم لَهَا طُنبُ
وَلَكِنَّنِي خَاطَبتُ أعلَمَ مَن مَشَى
وَمَن كُلُّ عِلمٍ فَهوَ فِيهِ لَنَا حَسبُ
يُصَدّقُنِي فِي وَصفِهِ كُلُّ سَامِعٍ
يَقِيناً وَلاَ يَأبَى لِسَانٌ وَلاَ قَلبُ
قصيدة أجل هو ريع قد عفته الروامس
أجل هو ريع قد عفته الروامس فهل أنت فيه ويب غيرك حابس
لقل له أن تحبس العيس ساعةً عليك فتبكيك الرسوم الطوامس
على أربع قد كان دهراً بطوله للهوك فيه مريع ومجالس
عسى يستجيب الربع إذ أنا سائل وهل ترجع اللفظ الطلول الدوارس
فعجت عليه ناقتي وهو سبسب سقته وجادته الغمام الرواجس
وقتل ودمعي ساكب متحدر وإنسان عيني في هواميه غامس
لقد كان عيشي فيك لو دام منقاً ولكن أبت ذاك الحظوظ الأباخس
ليالي من أهواه يمسي كأنه من العفر ظبي بالصريمة كانس
وإذ مشلنا باقٍ جميع محسد ولم تقتطع ذاك الدهور الدهارس
فكان جواب الربع إذ أنا سائل وهل تفهم القول الربوع الأخارس
كذلك حكم الدهر آب وذاهب وفي الدهر أصناف مدوس ودابس
فعرجت عنه موجع القلب ثاكلاً وبين الحشا لذع من الحون ناخس
وفي طي مثني الصفيح على الثرى للشكل والحسن لابس
غريب صفات الحسن أن تبغ حسنه فأمنع معدوم هناك المجانس
إذا حد لم تحو الحدود جهاته وإن قيس يوماً ضل فيه المقايبس
فديناه من ظبي يلوح ضياؤه على مثله حقاً أصاب المنافس
عجبت لدهر لا يني وهو طالبي بثأرٍ ولا ينفك دأباً يمارس
إذا ما اصطرعنا فالتداول بيننا عراك فمن هوس هناك وناهس
فتسع وعشرون أتيحت سهامها لرأسي فغضت منه فالرأس هارس
كأن بياض الرأس ينفي سواده صباح تعرى عنه ليل عكامس
فأهلاً بوفد الشيب إذ جاء وافداً وكنت وقلبي قبل ذا منه واجس
ولما أتى ردت نفوس بغيظها ولم تنبسط نحوي اللحاظ النواعس
ولم أر مثل الشيب أوفى وفيةً ليذعره بازي النهار المؤانس
وكنا نجوماً طالعاتٍ مضيئةً تنير بأدناها الخطوب الخنادس
لقد كان لي في بعض ذلك واعظ وما اختلستنيه الصروف الخوالس
تناءين عني كالغصون وأعرضت ضواحك أقمارٍ وهن عوابس
وقد طالما ارتاحت وهزت غصونها بقربي أحقاف الرمال الأواعس
ظباء إذا قيس الظباء بحسنها فإن يعافير الظباء خنافس
زمان يسود المرء فيه محقد ولا كزمانٍ ساد فيه الفلافس
زعيمون أن يقضي لنا دون غيرنا إذا ازدحمت عند الملوك القلانس
سمونا فما في دهرنا غير حاسد وطلنا فلم ندرك فما ثم نابس
إذا ما تراميني مفاخر معشر فأيسر فخري للمفاخر هارس
وإني بعرضي دون ديني متقٍ وإني بعرضي دون روحي متارس
سما بي ساسان ودارا وبعدهم قريش العلى أعياصها والعنابس
فما أخرت حرب مراتب سؤددي ولا قعدت بي عن ذرى المجد فارس
هنالك مجد الدهر طالت فروعه فهن مواضٍ صعد لا نواكس
ملكنا ملوك الأرض في كل جانب فحد مناوينا الحدود الأواكس
إذا شبت الحرب العوان فبأسنا لكل منيع النيل في الناس فراس
أباحوا بيوت النار كل ذخيرةٍ حمتها شياطين الردى والأبالس
فلما أتى الإسلام بالحق والهدى أقروا لنورٍ خولته الأحامس
فشدت عرى الإسلام فيهم وعطلت بأسيافهم للمشاركين مدارس
وأعلن دين اللَه في الأرض بأسهم وذلت بهم للمسلمين الكنائس
فسائل بسلمانٍ وبالحسن الرضى وزارا وفيروز هداة أشاوس
قصيدة أعارتك دنيا مسترد معارها
أعارتك دنيا مسترد معارها غضارة عيشٍ سوف يذوي اخضرارها
وهل يتمنى المحكم الرأي عيشةً وقد حان من دهم المنايا مزارها
وكيف تلذ العين هجعة ساعةٍ وقد طال فيما عانته اعتبارها
وكيف تقر النفس في دار نقلةٍ قد استيقنت أن ليس فيها قرارها
وإني لها في الأرض خاطر فكرةٍ ولم تدر بعد الموت أين محارها
أليس لها في السعي للفوز شاغل أما في توقيها العذاب ازدجارها
فخابت نفوس قادها لهو ساعةٍ إلى حر نارٍ ليس يطفي أوارها
لها سائق حادٍ حثيث مبادر إلى غير ما أحضى إليك مدارها
تراد لأمر وهي تطلب غيره وتقصد وجهاً في سواه سفارها
أمسرعنة فيما يسوء قيامها وقد أيقنت أن العذاب قصارها
تعطل مفروضاً وتغني بفضله لقد شفها طغيانها واغترارها
إلى ما لها منه البلاء سكونها وعما لها منه النجاح نفارها
وتعرض عن رب دعاها لرشدها وتتبع دنيا جد عنها فرارها
فيا أيها المغرور بادر برجعةٍ فللَه دار ليس تخمد نارها
ولا تتخير فانياً دون خالدٍ دليل على محض العقول اختيارها
أتعلم أن الحق فيما تركته وتسلك سبلاً ليس يخفى عوارها
وتترك بيضاء المناهج ضلةً لبهماء يؤذي الرجل فيها عتارها
تسر بلهو معقبٍ بندامةٍ إذا ما انقضى لا ينقضي مستثارها
وتفنى الليالي والمسرات كلها وتبقى تباعات الذنوب وعارها
فهل أنت يا مغبون مستيقظ فقد تبين من سر الخطوب استتارها
فعجل إلى رضوان ربك واجتنب نواهيه إذ قد تجلى منارها
يجد مرور الدهر عنك بلاعب وتغري بدنيا ساء فيك سرارها
فكم أمةٍ قد غرها الدهر قبلنا وهاتيك منها مقفرات ديارها
تذكر على ما قد مضى واعتبر به فإن المذكي للعقول اعتبارها
تحامى ذراها كل باغٍ وطالبٍ وكان ضماناً في الأعادي انتصارها
توافت ببطر الأرض وأنشت شملها وعاد إلى ذي ملكةٍ استعارها
وكم راقدٍ في غفلةٍ عن منيةٍ مشمرةٍ في القصد وهو سعارها
ومظلمةٍ قد نالها متسلط مدل بأيدٍ عند ذي العرش ثارها
أراك إذا حاولت دنياك ساعياً على أنها بادٍ إليك ازورارها
وفي طاعة الرحمن يقعدك الونى وتبدي أناةً لا يصح اعتذارها
تحاذر إخواناً ستفنى وتنقضي وتنسى التي فرض عليك حذارها
كأني أرى منك التبرم ظاهراً مبيناً إذا الأقدار جل اضطرارها
هناك يقول المرء من لي بأعصر مضت كان ملكا في يدي خيارها
تنبه ليوم قد أظلك ورده عصيبٍ يوافي النفس فيها احتضارها
تبرأ فيه منك كل مخالطٍ وأن من الآمال فيه انهيارها
فأودعت في ظلماء ضنكٍ مقرها يلوح عليها للعيون اغبرارها
تنادي فلا تدري المنادي مفرداً وقد حط عن وجه الحياة خمارها
تنادي إلى يومٍ شديدٍ مفزع وساعة حشر ليس يخفى اشتهارها
إذا حشرت فيه الوحوش وجمعت صحائفنا وانثال فينا انتشارها
وزينت الجنات فيه وأزلفت وأذكي من نار الجحيم استعارها
وكورت الشمس المنيرة بالضحى وأسرع من زهر النجوم انكدارها
لقد جل أمر كان منه انتظامها وقد حل أمر كان منه انتشارها
وسيرت الأجبال والأرض بدلت وقد عطلت عن مالكيها عشارها
فإما لدارٍ ليس يفنى نعيمها وأما لدارٍ لا يفك أسارها
بحضرة جبار رفيقٍ معاقب فتحصى المعاصي كبرها وصغارها
ويندم يوم البعث جاني صغارها وتهلك أهليها هناك كبارها
ستغبط أجساد وتحيا نفوسها إذا ما استوى أسرارها وجهارها
إذا حفهم عفو الإله وفضله وأسكنهم داراً حلالاً عقارها
سيلحقهم أهل الفسوق إذا استوى بحلية سبقٍ طرفها وحمارها
يفر بنو الدنيا بدنياهم التي يظن على أهل الحظوظ اقتصارها
هي الأم خير البر فيها عقوقها وليس بغير البذل يحمى ذمارها
فما نال منها الحظ إلا مهينها وما الهلك إلا قربها واعتمارها
تهافت فيها طامع بعد طامعٍ وقد بان للب الذكي اختبارها
تطامن لغمر الحادثات ولا تكن لها ذا اعتمارٍ يجتنيك غمارها
وإياك أن تغتر منها بما ترى فقد صح في العقل الجلي عيارها
رأيت ملوك الأرض يبغون عدةً ولذة نفسٍ يستطاب اجترارها
وخلوا طريق القصد في مبتغاهم لمتبعه الصفار جم صغارها
وأن التي يبغون نهج بقيةٍ مكين لطلاب الخلاص اختصارها
هل العز إلا همة صح صونها إذا صان همات الرجال انكسارها
وهل رابح إلا امرؤ متوكل قنوع غنى النفس بادٍ وقارها
ويلقى ولاة الملك خوفاً وفكرة تضيق بها ذرعاً ويغني اصطبارها
عياناً نرى هذا ولكن سكرةً أحاطت بنا ما أن يفيق خمارها
تدبر من الباني على الأرض سقفها وفي علمها معمورها وقفارها
ومن يمسك الإجرام والأرض أمره بلا عمدٍ يبنى عليه قرارها
ومن قدر التدبير فيها بحكمةٍ فصح لديها ليلها ونهارها
ومن فثق الأمواه في صفح وجهها فمنها يغذي حبها وثمارها
ومن صير الألوان في نور نبتها فأشرق فيها وردها وبهارها
فمنهن مخضر يروق بصيصه ومنهن ما يغشى اللحاظ احمرارها
ومن حفر الأنهار دون تكلفٍ فثار من الصم الصلاب انفجارها
ومق رتب الشمس المينر ابيضاضها غدواً ويبدو بالعشي اصفرارها
ومن خلق الأفلاك فامتد جريها وأحكمها حتى استقام مدارها
ومن إن ألمت بالعقول رزية فليس إلى حي سواه افتقارها
أبان لنا الآيات في أنبيائه فأمكن بعد العجز فيها اقتدارها
فأنطق أفواها بألفاظ حكمةٍ وما حلها إثغارها واتغارها
وأبرز من صم الحجارة ناقةً وأسمعهم في الحين منها خوارها
ليوقن أقوام وتكفر عصبةً أتاها بأسباب الهلاك قدارها
وشق لموسى البحر دون تكلفٍ وبان من الأمواج فيه انحسارها
وسلم من نار الأنو خليله فلم يؤذه أحراقها واعترارها
ونجى من الطوفان نوحاً وقد هدت به أمة أبدى الفسوق شرارها
ومكن داوداً بأيدٍ وابنه فتعسيرها ملقىً له وبدارها
وذلل جبار البلاد لأمره وعلم من طير السماء حوارها
وفضل بالقرآن أمة أحمدٍ ومكن في أقصر البلاد مغارها
وشق له بدر السماء وخصه بآيات حقٍ لا يخل معارها
وأنقذنا من كفر أربابنا به وكان على قطب الهلاك منارها
فما بالنا لا نترك الجهل ويحنا لنسلم من نار ترامى شرارها
قصيدة أقصر عن لهوه وعن ضربه
أقصر عن لهوه وعن ضربه وعف في حبه وفي عربه
فليس شرب المدام همته ولا اقتناص الظباء من أربه
قد آن للقلب أن ينيق وأن يزيل ما قد علاه من حجبه
ألهاه عما عهدت يعجبه خيفة يومٍ تبلى السرائر به
يا نفس جدي وشمري ودعي عنك ابتاع الهوى على لغبه
وسارعي في النجاة واجتهدي ساعية في الخلاص من كربه
علي أحظى بالفوز فيه وإن أنجو من ضيقه ومن لهبه
يا أيها اللاعب المجد به الدهر أما تتقي شبا نكبه
كفاك من كل ما وعذت به ما قد أراك الزمان من عجبه
دع عنك داراً تفنى غضارتها ومكسباً لاعباً بمكتسبه
لم يضطرب في محلها أحدٌ إلا نبأ حدها بمضطربه
من عرف اللَه حق مرعفةٍ لوى وحل الفؤاد في رهبة
ما منقضي الملك مثل خالدة ولا صحيحُ التقى كمؤتثبه
ولا تقي الورى كفاسقهم وليس صدق الكلام من كذبه
فلو أمنا من العقاب ولم تخش من اللَه متقي غضبه
ولم نخف ناره التي خلقت لكل جانبي الكلام محتقبه
لكان فرضاً لزم طاعته ورد وفد الهوى على عقبه
وصحة الزهد في البقاء وإن يلحق تفنيدنا بمرتقبه
فقد رأينا فعل الزمان بأه ليه كفعل الشواظ في حطبه
كم متعبٍ في الإله مهجته راحته في الكريه من تعبه
وطالبٍ باجتهاده زهرة الدنيا عداه المنون عن طلبه
ومدركٍ ما ابتغاه ذي جذلٍ حل به ما يخاف من سببه
وباحثٍ جاهدٍ لبغيته فإنما بحثه على عطبه
بينا ترى المرء سامياً ملكاً صار إلى السفل من ذرى ربته
كالزرع للرجل فوقه عملٌ إن ينم حسن النمو في قضبه
كم قاطعٍ نفسه أسىً وشجاً في أثر جد يجد في هربه
أليس في ذاك زاجرٌ عجبٌ يزيده ذا اللب في حلى أدبه
فكيف والنار للمسيء إذا عاج عن المستقيم من عقبه
ويوم عرض الحساب يفضحه الله ويبدي الخفي من ريبه
من قد حباه الإله رحمته موصولةً بالمزيد من نشبه
فصار من جهله يضرفها فيا نهى اللَه عنه في كتبه
أليس هذا أحرى العباد غداً بالوقع في ويله وفي حربه
شكراً لربٍ لطيف قدرته فينا كحبل الوريد في كثبه
رازق أهل الزمان أجمعهم من كان من عجمه ومن عربه
والحمد للَه في تفضله وقمعه للزمان في نوبه
أخدمنا الأرض والسماء ومن في الجو من مائه ومن شهبه
فاسمع ودع من عصاه ناحيةً لا يحمل الحمل غير محتطبه
قصيدة وسراء أحشائي لمن أنا مؤتمر
يقول ابن حزم الأندلسي في قصيدة وسراء أحشائي لمن أنا مؤتمر:
وسراء أحشائي لمن أنا مؤتمر وسرّاء أنبائي لمن أتحبب
فقد يُشرب الصاب الكريه لعلَّةٍ ويُترك صفو الشُهد وهو مُحببُ
وأعدل في أجهاد نفسي في الذي أريد وراني فيه أشقى وأتعب
هل اللؤلؤ المكنون وأندر كله رأيت بغير الفوص في بحر يطلبُ
وأصرف نفسي عن وجود طباعها إذا في سواحا ضح ما أنا أرغب
كما نسخ اللَه الشرائع قبلنا بما هو أدنى للصلاح وأترب
وألقى سجايا كل خلق بمثلها ونعت سجاياي الصحيح المهذب
كما صار لون الماء لون إنائه وفي الأصل لون الماء أبيض مفجب
أقمت ذوي وذي مقام طبائمي حياتي بها والموت منهن يردب
وما أنا ممن تطبيه بشاشة ولا يقتضي ما في ذميري التجنب
أريدُ نفاراً عند ذلك باطناً وفي ظاهري أهلٌ وسهلٌ ومرحب
فإني رأيت الحزب يعلو اشتعالها ومبدأها في أول الأمر ملعب
وللحية الرقشاء وشي ولولنها عجيب وتحت الوشي سم مركب
وإن فرند السيف أعجب منظراً وفيه إذا هز الجمام المذرب
وأجعل ذل النفس عزةً أهلها إذا هي نالت ما بها فيه مذهب
فقد يضع الإنسان في الترب وجهه ليأتي غداً وهو العصون العقرب
فذل يسوق العز أجود للفتى من العز يتلوه من الذل مركب
وكم مأكلٍ أدرت عواقب غيه ورب طوى بالخصب آتٍ ومعقب
وما ذاق عز النفس من لا ينلها ولا التذ طعم الروح من ليس ينصب
ورودك نهل الماء من بمد ظمأةٍ الذ من العسل المكين وأعذب
وفي كل مخلوقٍ تراه تفاضلُ فرد طيباً إن لم يتح لك أطيب
ولا ترض ورد الرتق إلا ضرورة إذا لم يكن في الأرض حاشاه مشرب
ولا تترين ملح المياه نانها شجى والصدى بالحر أولى وأوجب
فخذ من جداها ما تيسر واقتنع ولا تك مشغولاً بمن هو يغلب
فما لك شرط عندها لا ولا يد أن حصلت أم ولا أب
ولا تيأسن مما ينال بحيله وإن بعدت فالأمر ينأى ويصعب
ولا تأمن الإظلام فالنجر طالع ولا تلتبس بالضوء فالشمس تغرب
ألح فإن النساء يكدح في الصفا إذا طال مأتي عليه ويذهب
وكثر ولا تفشل وتلل كثير ما فعلت فسماء المزن جم وينضب
فلو يتفذى المرء بالسم قاته وقام منه غذاء مجرب
قصيدة لم أشك صدا ولم أذعر بهجران
لَم أشكُ صَدَّا وَلَم أذعَر بِهُجرَان وَلاَ شَعُرتُ مَدَى دَهري بِسُلوَانِ
أسمَاءُ لَم أدر مَعنَاهَا وَلا خَطَرَت يَوماً عَلَيَّ وَلاَ جَالَت بِمَيدانِي
لَكِنَّمَا دَائِيَ الأدوَى الذي غَضبَت عَلَىَّ أروَاحُهُ قِدماً فَأعيَانِي
تَفَرَّقَ لَم تَزَل تَسري طَوَارقُهُ إلَيَّ بِجَامِع أحبَابِي وَخِلاَّنِي
كَأنَّمَا البَينُ بِي يَأتَمُّ حَيثُ رَأى لِي مَذهَباً فَهوَ يَبلُونِي وَيَغشَانِي
قَد كُنتُ أحسِبُ عِندَيَ النَّوَى جَلِداً إذَا عَنَى فِي بَوَادي شَجوهَا العَانِي
فَقَابَلَتنِي بِألوَانٍ غَدَوتُ بِهَا مُقَابَلاً مِن صَبَابَاتِي بِألوَانِ
بِالله أنسَى أخاً لِي قَد لَهِجتُ بِه نَفسِي تُحَدّثُنِي أن لَيسَ يَنسَانِي
فَإن يَكُن فِيه ظَنِّي صَادقاً فَلَقَد عَهِدتُّ ظَنِّي قَديماً غَيرَ خَوَّانِ
هَذَا عَلَى قِسمَة الأيَّام لَيسَ عَلَى أنِّي أخَافُ عَلَيه طَبعَ نِسيَانِ
قَد كُنتُ ألقَى زَمَانِي مِنهُ مُدَرّعاً عَلَى تَغَوُّل أيَّامِي وَأزمَانِي
درعاً يَقُولُ الرَّدَى مِن أجلِهَا حَذَراً ما شأنُكَ اليَومَ يا هَذَا وَمَا شأني
فَالآنَ أظلَمَت الدُّنيَا لِغَيبَتِه فالليل عِندي وَغَيرُ اللَّيل سِيَانِ
وَحُقَّ لِي ذَاكَ إذ فِي كُلّ شَارقَةٍ كَانَت تَلُوحُ لِعَينِي مِنهُ شَمسَانِ
فَالآنَ أعدَمَنِي أضوَاهُمَا قَدَرٌ تَجرِي بِأحكَامِهِ فِينَا الجَدِيدَانِ
لَكِنَّني قَائِلٌ قَولاً يُحَقِّقُهُ كُلُّ البَرِيَّةِ عَن نُورٍ وَبُرهَانِ
عَجِبتُ مِنِّي إذَا أشكُو تَوَحُّشَهُ وَأَسفَحَ الدَّمعُ سَحَّا غَيرَ ضِنَانِ
وَوَجَهُهُ نُصبَ عَينِي مَا يُفَارِقُنِي وَطَيفُهُ مُؤنِسِي فِي نِصفِهِ الثَّانِي
وَمُهجَتِي عِندَهُ وَالقَلبُ مَسكَنُهُ هَذَا وَجَدّكَ عَينُ الحَاضِر الدَّانِي
وَشَخصُهُ مَاثِلٌ فِي نَاظِرِي أبَداً وَفِي ضَمِيرِي إذَا مَا نِمنَ أجفَانِي
أدعُوهُ دَعوَةَ مُرتَاحٍ لِرُؤيَتِهِ حَسبَ ارتِيَاحِي لَهُ إذ كَانَ يَلقَانِي
يَا عُذرَ دَهرِيَ مِن مَاضِي إسَاءَتِهِ وَمِن تَسَاوِي وَلِيِّي فِيهِ وَالشَّانِي
كِلاَهُمَا حَاسِدٌ لِي مِن أخُوَّتِهِ عَلَى غَلاَ الدَّهرِ مَوصُولاً بِرُضوَانِ
قَد كَانَ مِنكَ فُؤَادِي حَاسِداً بَصَرِي وَالآنَ يَحسُدُ فِيكَ القَلبَ عَينَانِ
حَتَّى لَقَد صَارَ دَهرِي فِيكَ يَحسُدُنِي فَبَانَ عَنِّيَ مَغلُوباً وَأنآنِيِ
عَذِرتُ فِيكَ لَعَمرِي كُلَّ ذِي حَسَدٍ مَن لَيسَ يُحسَدُ فِي دُنيَا سُلَيمانِ
وَحُقَّ لي عُذرُهُم إذ صِرتُ أعرِفُ مِقدَارَ الذِي مِنكَ كَانَ اللهُ أولاَنِي
لَقَد حَبَانِيَ حَظَّا مِن إخَائِكَ لاَ يُجزَى بِسِترٍ وَلاَ يُلقَى بِكُفرَانِ
لَو كانت الأرضُ لِي حاشَاهُ مَا غَنِيَت رُوحِي وَإنِّي بِهِ عَن غَيرِهِ غانِي
شَخصٌ نَفِيسٌ خَطِيرٌ لَو بَدَلتُ بِهِ نَفسِي أخَذتُ الذِي يَبقَى علَى الفَانِي
ذَاكَ الذِي لَستُ أدرِي مَا أقَابِلُهُ بِهِ مِنَ الشَكّ فِي سِرّي وَإعلاَنِي
وَاسلَم وَدُم لِيَ فِي عِزّ وَفِي دَعَةٍ مَا لاَحَ فِي اللُّجَّةِ الخَضرَاءِ نَجمَانِ