أجمل قصائد البردوني في الحب مكتوبة كاملة
أجمل قصائد البردوني في الحب هي مجموعة من قصائد رومانسية وغزل في الحبيب أو الوطن للشاعر اليمني عبد الله صالح حسن الشحف البردوني والذي غلب على قصائده الكتابة الرومانسية القومية والميل إلى السخرية والرثاء. وفي هذا المقال نستعرض أجمل قصائد البردوني في الحب مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة نهاية حسناء ريفية
قصيدة نهاية حساء ريفية من أجمل قصائد البردوني في الحب وتقول:
كما تذبل الداليات الصبايا، ذوت في سخاء المُنى والعطايا
وكالثلج فوق احتضار الطيور، تراخت على مُقلتيها العشايا
وكابن سبيل جثت وحدها، تهدج خلف الضياع الشكايا
وتسعل في صدرها أمسيات، من الطين تبصق ذوب الحنايا
ويوماً أشار أخوها القتيل: تعالي تشهت يديك يدايا
فناحت كبنت مليك غدت، بأيدي (التتار) أذل السبايا
أهذي أنا؟ وتعيد السؤال، وتبحث عن وجهها في المرايا
أما كان ملء قميصي الربيع؟ فأين أن؟ في قميصي سوايا
وفر سؤال خجول تلاه، سؤال، على شفتيها تعايا
وأين الفراش الذي امتصني، أيرثي هشيم الغصون العرايا
وذات مساء تمطى السكون، كباغ يهم بأدهى القضايا
وأقعى يهز إزاء الجدار، أكفاً من الشوك خرس النوايا
وفي الصبح أهدت لها جارتان، غبياً رضي الرقى والسجايا
يفض الكتاب ويشوي البخور، ويستل ما في قرار الخفايا
فتشتم أمس المسجى يعود، وتجتره من رماد المنايا
وتنتظر الزائرين كأم، تراقب عود بنيها الضحايا
فلا طيف حب يشق إليها، سعال الكوى أو فحيح الزوايا
وكان يمد المساء النجوم، إليها معبأة بالهدايا
وتتئد الشمس قبل الغروب،توشي رؤاها بأزهى الخبايا
ويجثو الصباح ملياً يرش، شبابيكها بأرق التحايا
وتحمل عن وهج أسمارها، رياح الدجى هودجاً من حكايا
وكانت كما يخبر الذاكرون، أبض الغواني وأطرى مزايا
وانظر من صاحبات (السمو)، ولكنها بنت أشقى الرعايا
تهادت من الريف عام الجراد، تعاطي المقاصير أحلى الخطايا
وفي بدء (نسيان) حث الخريف، إليها من الريح أمضى المطايا
فشظى كؤوس الهوى في يديها، وخبأ في رئتيها الشظايا
وخلف منها بقايا الأنين، وعاد، فأنهى بقايا البقايا
قصيدة امرأة وشاعر
أيضاً قصيدة امرأة وشاعر من أجمل قصائد البردوني في الحب وتقول:
أتسألين: من التي آثرتُ؟ أو أينَ اشتياقي؟
وترددين: ألستَ من أبدعت صحوي وائتلاقي؟
شطآن عيني، اخضرارُ مواسمي دِفئي مذاقي
بستان وجهي، أمسياتُ جدائلي ضحواتُ ساقي؟
سميتني وهجَ الضُحى، قمراً يَجِل على المحاقِ
بوحَ الزنابقِ والورودِ إلى النسيماتِ الرقاقِ
أنسيتني بشريتي ونسيت بالأرض التصاقي
وذهبت يا أغلى مرايا الحُسن، أو أحلى نِفاق
أتعود لي… تبكي غروبي أو تُغني لانبثاقي؟
لن تعدمي غيري ولن تلقي كصدقي واختلاقي
قد كنت موثوقاً إليكِ مَن التي قطعت وثاقي
لما وجدت القرب منكِ أمرّ من سهر الفراقِ
آثرت حزن البعد عنكِ على مرارات التلاقي
وبدون توديع ذهبتُ كما أتيتُ بلا اتفاقِ
ونسيت بيتك والطريقَ نسيتُ رائحةَ الزقاقِ
لم أدرِ من أين انطلقتُ ومن لقيتُ لدى انطلاقي
انسقت لا أدري الطريقَ ولا الطريقُ يعي انسياقي
حتى المصابيحُ التي حولي تعاني كاختناقي
كان اللقاءُ بلا وجوه والفراقُ بلا مآقي
فلتتركيني للنوى، أظمأ وأمتص احتراقي
وبرغم هذا الجدبِ لن أسى على الخَل المراقِ
لكن لماذا تسألينَ بمن أهيمُ ومن ألاقي؟
فلتستريحي إنني وحدي، وأحزاني رِفاقي
كالسندباد بلا بحارٍ كالغديرِ بلا سواقي
ورجايَ ألا تسألي هل متَ أو ما زلتَ باقي؟
قصيدة لعيني أم بلقيس
لها أغلى حبيباتي بداياتي وغاياتي، لها غزوي وإرهاقي، لها أزهى فتوحاتي
وأسفاري إلى الماضي وإبحاري إلى الآتي، لعيني (أم بلقيس)
فتوحاتي وراياتي وأنقاضي وأجنحي وأقماري وغيماتي
لها تلويحُ توديعي، لها أشواقُ أوباتي، أشرقُ وهي قدامي
أغربُ وهي مرآتي، إليها ينتهي روحي ومنها تبتدي ذاتي
أُغني وهي أنفاسي، وأسكتُ وهي إنصاتي وأظمأ وهي إحراقي
وأحسُو وهي كاساتي، أموت وحُبها موتي وأحيا وهي مأساتي
ترويني لظىّ وهوى، وأشدُو ظامئاً هاتي، فتقصيني كعادتها
وأتبعها كعاداتي، وأغزلُ من روايحها، مجاديفي ومرساتي
هنا وهناك مولاتي، وأسأل: أين مولاتي؟ أنا فيها وأحملها
على أكتاف آهاتي، على أشواق أشواقي، على ذرات ذراتي
وأذوي وهي تحملني، فتنمو في جراحاتي وأسألُ: أين ألقاها؟
فتغلي في صباباتي، وترنو من أسى همسي ومن أحزان أوقاتي
ومن صمتي كتمثال، أشكل وجه نحاتي وتبدو من شذا غزلي
ومن ضحكات حلواتي، ومن نظرات جيراني ومن لفتاتِ جاراتي
ومن أسمارِ أجدادي ومن هذيانِ جداتي ومن أحلامِ أطفالي
ومن أطيافِ أمواتي، هنا ميلاد غاليتي، هنا تاريخُها العاتي
هنا تمتدُّ عاريةً، وراء الغيهبِ الشاتي، تحن إلى الغدِ الأهنى
فيمضي قبل أن يأتي
قصيدة لها
قصيدة لها واحدة أيضاً من أجمل قصائد البردوني في الحب وتقول:
لتلك التي تَفنى وأخلقُ وجهَهَا وأرفعُ نَهديها وأُبدعُ فاها
أذوبُ وأقسو كي أذوبَ لعلني، أؤجج من تحتِ الثلوجِ صِباها
وأنسجُ للحرف الذي يستفزُّها، دمي أعيناً جمريَّةٌ وشِفاها
أذُكرُها مرآتها، عرقَ مأربِ، وأنَّ لها فوقَ الجيوبِ جِباها
وأنَّ اسمها بنتُ المُلوك وأنّها تبيعُ بأسواقِ الرقيقِ أباها
وإنَّ لها طيشَ الفتاةِ وأنَّها عجوزٌ لعنينِ تبيعُ هواها
أُغني لِمنْ؟ للحلوةِ المُرَّةِ التي أُبرعمُ من حُزنِ الرَّمادِ شذاها
لِصنعَا التي تُردي جميعَ ملوكِها، وتهوى وتَستجدي ملوكَ سِواها
لِصنعَا التي تأتي وتَغربُ فجأةً، لتأتي ويجتازُ الغروبَ ضُحاها
قصيدة لقيتها
أين اختفت في أي أفق سامي؟ أين اختفت عني وعن هيامي؟
عبثاً أناديها وهل ضيعتها في الليل أم في زحمة الأيام؟
أم في رحاب الجو ضاعت؟ لا: فكم بثيت أنسام الأصيل غرامي
ووقفت أسأله وقلبي في يدي يرنو إلى شفق الغروب الدامي
وأجابني صمت الأصيل وكلما أقنعت وجدي، زاد حر ضرامي
وإذا ذكرت لقاءها ورحيقها لا قيت في الذكرى خيال الجام
وظمئت حتى كدت أجرع غلتي وأضج في الآلام أين حمامي
وغرقت في الأوهام أنشد سلوةً ونسجت فردوساً من الأوهام
وأفقت من وهمي أهيم وراءها، عبثاً وأحلم أنها قدامي
وأظنها خلفي فأرجع خطوةً خلفي، فتنشرها الظنون أمامي
وأكاد ألمسها فيبعد ظلها، عني وتدني ظلها أحلامي
وأعود أنصت للسكينة والربى وحكاية الأشجار والأنسام
وأحسها في كل شيءٍ صائتٍ وأحسها في كل حي… نامي
في رقة الأزهار في همس الشذى، في تمتمات الجدول… المترامي
فتشت عنها الليل وهو متيمٌ الكأس في شفتيه وهو الظامي
والغيم يخطر كالجنائز والدجى فوق الربى كمشانق الإعدام
وسألت عنها الصمت وهو قصيدةٌ منثورة تومي إلى النظام
ووقفت والأشواق ترهف مسمعاً بين الظنون كمسمع النمام
والنجم كأس عسجديٌ… ملؤه خمرٌ تحن إلى فم "الخيام"
وهمست أين كؤوس إلهامي وفي شفتي أكواب من الإلهام
والريح تخبط في السهول كأنها حيرى تلوذ بهدأة الآكام
وكأن موكبها… قطيعٌ ضائعٌ بين الذئاب يصيح: أين الحامي؟
وتلاحقت قطع الظلام كأنها في الجو قافلةٌ من الإجرام
وتلفت الساري إلى الساري كما يتلفت الأعمى إلى المتعامي
وأنا أهيم وراءها يجتاحني شوقٌ وتقتاد الظنون زمامي
وسألت ما حولي وفتشت الرؤى وغمست في جيب الظلام هيامي
فتشت عنها لم أجدها في الدنا ورجعت والحمى تلوك عظامي
وأهجت آلامي وحبي فالتظت ولقيتها في الحب والآلام
وتهيأت لي في التلاقي مثلما تتهيأ الحسناء للرسام
وتبرجت لي كالطفولة غضةً كفم الصباح المترف البسام
وجميلةٌ فوق الجمال ووصفه وعظيمةٌ أسمى من الإعظام
تسمو كأجنحة الشعاع كأنها في الأفق أرواحٌ بلا أجسام
لا، لا تقل لي: سمها فجمالها، فوق الكناية فوق كل أسامي
إني أعيش لها وفيها إنها حبي وسر بدايتي وختامي
وأحبها روحاً نقياً كالسنى وأحبها جسماً من الآثام
وأحبها نوراً وحيرة ملحدٍ وأحبها صحواً وكأس مدام
وأريدها غضبى وإنسانيةً وشذوذ طفلٍ واتزان عصامي
دعني أغرد باسمها ما دام في قدحي ثمالاتٌ من الأنغام
فتشت عنها وهي أدنى من منى قلبي: ومن شوقي وحر أوامي
ولقيتها يا شوق أين لقيتها؟ عندي هنا في الحب والآلام
قصيدة بعد الحب
لا تسل كيف ابتدينا، لا، ولا كيف انتهينا
لا تقل كيف انطوى الحب ولا كيف انطوينا
ملعب دار بعمرينا فولّى من لدينا
وانقضى الدور فعدنا عنه من حيث أتينا
لا تسل كيف تنائينا ولا كيف التقينا
لا تقل كنّا وكان الشوق منّا وإلينا
هل شربنا خمرة الحب وهل نحن ارتوينا
آه لا خمر ولا حبّ متى كان واين
لاحت الكأس لثغرينا وجفّت في يدينا
عندما لاح بريق الكأس ولّت بالبريق
وارتشفنا من رحيق الحبّ أطياف الرحيق
وتلاشي حلم الصّفو كأنفاس الغريق
هكذا كان تلاقينا على الدور الأنيق
وانتهى الدور وها نحن انتهينا من صبانا
حيث طاف الحبّ كالوهم وكالوهم تفانى
وانطوى عنّا كما تطوى الدياجير الدخان
وتركنا في الرمال الحبّ آثار خطانا
غير أنا قد نسينا أو تناسينا لقانا
وسألنا الوهم بعد الحبّ هل كنّا وكانا
أين منّا الملعب الطفل تناغيه منانا
ملعب درنا به حينا فأصابانا وملّا
ملعب ما كان أصفاه وما أشهى وأحلى
غاب في الأمس فولّينا عن الأمس وولّى
وتسلّينا ومن لم يلق ما يهوى تسلّى
قصيدة الحب القتيل
وآخر أجمل قصائد البردوني في الحب هي قصيدة الحب القتيل وتقول:
يا حيرتي أين حبّي أين ماضية وأين أين صباه أو تصابيه
قتلت حبّي ولكنّي قتلت به قلبي ومزّقت في صدري أمانيه
وكيف أحيا بلا حبّ ولي نفس، في الصدر أنشره حيّا وأطويه
قتلت حبّي ولكن! كيف مقتله؟ بكيت حتّى جرى في الدمع جارية
أفرغت من حدق الأجفان أكثره، دمعا وألقيت في النسيان باقية
ما كنت أدري بأنّي سوف أقتله أو أنّني بالبكا الدامي سأفنيه
وكم بكيت من الحبّ العميق إلى أن ذاب دمعا فصرت اليوم أبكيه
وكم شدوت بواديه الوريف وكم أفعمت كأس القوافي من معانيه
وكم أهاب بأوتاري وألهمني وكم شربت الأغاني البيض من فيه
واليوم واريت حبّي والتفتّ إلى ضريحة أسأل الذكرى وأنعيه
قد حطّم اليأس مزمار الهوى بفمي وقيّد الصمت في صوتي أغانيه
إنّ الغرام الذي قد كنت أنشده أغاني الروح قد أصبحت أرثيه
ويلي وويلي على الحبّ القتيل ويا لهفي على عهده الماضي وآتيه
ما ضرّني لو حملت الحبّ ملتهبا يميت قلبي كما يهوى ويحييه