أجمل قصائد المكزون السنجاري مكتوبة كاملة
قصيدة بدت لعيني بالستور والكلل
قصيدة لما دعاني الهوى من ربة الكلل
الأمير أبو محمد الحسن بن يوسف المكزون السنجاري، والمعروف باسم المكزون السنجاري، هو شاعر أيوبي وشخصية عسكرية ودينية وأدبية بارزة في التاريخ، كان المكزون السنجاري معروفاً بثقافته الملفتة وله باع كبير في الشعر العربي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المقال، نأخذك في جولة شعرية مع أجمل قصائد المكزون السنجاري مكتوبة كاملة.
قصيدة طليق دموع لا يفك له أسر
طَليقُ دَموعٍ لا يَفَكُّ لَهُ أَسرُ، فَلي عَنهُ مِن كُرهٍ في الوَغى الفَرُّ وَكالمَيتِ حَيٌّ دامَ في الذُلِّ راغِباً
عَنِ العِزِّ بِالعَيشِ الَّذي حُلوُهُ مُرُّ وَأَيُّ حَياةٍ يُنعِمُ البالُ طولُها وَدونَ المِنى لِلمَرءِ الَّذي مَدَّها قَصرُ
وَشَيبُ الفَتى فيهِ اِنتِهاءَ شِبابِهِ، وَسَترُ عُوارُ الشائِبِ الهَرِمِ القَبرُ، فَرُح مُنفِقاً عَصرَ الشَبيبَةِ في العُلا
وَقُل لِكَبيرِ المَجدِ عُمرُ الفَتى مَهرُ، فَأَوَّلُ عُمرِ المَرءِ مِضمارُ سَبقِهِ وَما فيهِ لِلواني ظَهيرٌ وَلا ظَهرُ
فَجُدَّ فَما في الجَدِّ لِلمَجدِ يافِعٌ، وَعَن قَصدِ بَيضِ المَجدِ لا تَثنِكَ السُمرُ، لا تَحذَرِ الأَمرَ الَّذي هُوَ صائِرٌ
إِلَيكَ فَمِنهُ عَنكَ لَن يُغنِيَ الحَذرُ، وَمَن في اِبتِداءِ العُمرِ لَم يَغدُ فاتِحاً، ثُغورَ المَعالي لا يُرامُ لَهُ نَصرُ
فَإِن هِبتَ أَمراً لا غِناً عَن لِقائِهِ، فَلَجَهُ بِقَلبٍ دونَهُ يُصدَعُ الصَخرُ وَخُض غَمَراتِ المَوتِ لا باخِلاً بِما
عَلَيكَ بِنَزرٍ مِنهُ قَد أَنعَمَ الدَهرُ، فَلا خَيرَ في عِزٍّ إِذا كانَ مُختَبىً، بِذُلٍّ وَأَيُّ العِزِّ يَجلِبُهُ السِرُّ
وَكُن عالَماً أَن لا فِرارَ مِنَ القَضا وَأَينَ يَفِرُّ المَرءُ مِمَّن لَهُ الأَمرُ وَلا بُدَّ مِن وَردِ الرَدى فَاِغدُ سامِياً
بِعَزمِكَ نَحوَ المَوتِ يَسمُ لَكَ الذِكرُ، فَكَم مِن فَتىً صادَ الكُهولَ بِجِدِّهِ وَما الصَدرُ إِلّا مَن لَهُ اِتِّسَعَ الصَدرُ
وَأَولى الوَرى بِالمَدحِ مَن عَمَّ فَضلُهُ الأَنامَ وَمِنهُم عَمَّ إِنعامَهُ الشُكرُ وَإِنَّ أَشَرَّ الناسِ ذَمّاً لِنَفسِهِ
إِذا اِفتَخَروا مَن بِالرُفاةِ لَهُ الفَخرُ، وَكُلُّ غَنِيٍّ بِالكُنوزِ فَظاهِرٌ، إِلى ما بِهِ اِستَغنى عَلَيهِ بَدا الفَقرُ
وَلَم يَسعَ في الدُنيا لَبيبٌ لِغَيرِ ما مَنَّ اللَهُ في الأُخرى يُجازى لَهُ الأَجرُ
وَأَغبى الوَرى مَن آزَرَ الخَلفَ بِالَّذي يُخَلِّفُهُ عَفواً وَيَصحُبُهُ الوِزرُ
قصيدة أقبل صبحي وسفر
أَقبلَ صُبحي وَسَفَر وَحانَ لَيلى وَدَبَر وَطَلَعَت شَمسُ الضُحى عَلَيَّ مِن وَجهِ القَمَر
وَاِنشَقَّتِ السِماءُ في عَيني وَما فيها اِنكَدَر وَصاحَ بي مِمَّن طَوى الأَرضَ وَلِلموَتى نَشَر
فَقُمتُ مِن لَحدي مُجيباً شاخِصاً لِيَ النَظَر وَالناسُ سَكرى مِن مَهولِ الخَطبِ مِن غَيرِ سَكَر
وَجاءَت الأَملاكُ وَالمَلِكُ العَزيزُ المُقتَدِر، فَكُنتُ إِذا قيلَ اِقصُدِ القُدسَ سَحاباً في المَمَر
وَنُصِبَ الميزانُ بِالقِسطِ وَقامَتِ النُذُر وَجُزتُ مِن فَوقِ الصِراطِ سابِقاً لَمحَ البَصَر
وَصِرتُ في الميزانِ كَالطَودِ العَظيمِ المُشمَخِرِّ، ثُمَّ نَهَضتُ وَوَرَدتُ الحَوضَ ذا الماءِ الخَضِر
فَزالَ عَنّي كُلُّ ما لاقيت مِن بُؤسِ السَفَر، فَلَم يَكُن إِلّا إِلى الفِدَوسِ لي عَنهُ صَدَر
وَغائِبٍ عَن مَشهَدي، يَظُنُّ دَعوايَ هَذَر وَيَطلُبُ الشاهِدَ وَالشاهِدُ عِندي مِن حَضَر
وَمُنكَرٍ قَولي بِما أُريهِ مِن فِعلِيَ النُكرُ، يَقولُ لي قَد طرحت في دَعاويكَ الخَفَر
فَقُلتُ يا أَعوَرُ قَد غَيَّبَني عَنكَ العَوَر وَهَل يَرى الخارِجُ ما في داخِلِ الدارِ اِستَتَر
مَعرِفَتي إِنكارُها، عِندَ جَحودٍ ما أَقَر وَرَغبَتي في سَترِ ما عَنهُ لَهُ اللَهُ سَتَر
وَغايَةِ الطاعَةِ في إِسرارِ ما اللَهُ أَسَر وَلَيسَ في الباطِنِ مَن في الظاهِرِّيينَ ظَهَر
وَما أَرى بَرّي سِوى، قَولُ الفُجورِ قَد فَجَر، لِأَنَّ كَهفي يوجِبُ الرَقدَةَ عَن أَهلِ السَهر
بِالمَتِ أَنعَشتُ فَعِشتُ خالِداً مَدى الدَهَر وَصِرتُ أُبري الصُمَّ وَالبُكمَ وَأَربابَ السَدَر
وَأَنشُرُ الأَمواتَ بِالدَعوَةِ مِن طَيِّ الحُفَر وَصَدَّقَ الخَبيرُ أَخباري، بِغَيبِ المُدَّخَر
فَكَم إِلى الجَنّاتِ سَقتُ مِن بَني النورِ زُمَر وَمِن بَني النارِ فَكَم أَلقَيتُ في قَعرِ سَقَر
لِذا وَقَفتُ في الطَريقِ داعِياً مَن بِهِ مَر إِلى دُخولِ البابِ وَالبابُ فيهِ خَمسُ نَقَر
بِدونِ فَهمِ رَقمِهِم، ما فيهِ مَخلوقٌ عَبَر وَالنَقباءُ لَهُم، بِلا مَراءِ اِثنا عَشَر
وَالنَجباءُ عَدُّ أَحرُفِ الكِتابِ المُستَطَر وَالهاءُ في الغَينِ لَهُم وَأَهلُهُم عَدّاً حُصِر
وَالغَينُ في القافِ وَفي الياءِ وَفي الطاءِ عَبَر هُمُ السَماتِ لِأَرضينٍ بِهِ المَيتُ نُشِر
وَراحَ بِالجَنانِ مِن جِنانِها يُجني الثَمَر، مِمَّن إِلى الخَلقِ أَتى بِدواً وَلِلأَمرِ اِئتَمَر
هَذا هُوَ السِرُّ الَّذي سارَت بِهِ عَنّي السِيَر، هَذا هُوَ البِئرُ الَّتي عَطَّلَها الباغي الأَشِر
هَذا هُوَ القَصرُ المُشادُ في العَلاءِ بِالزُبُر، هَذا هُوَ البَحرُ الَّذي لَهُ الإِلهُ قَد سَجَر
هَذا هُوَ البَيتُ الَّذي لِسَقفِهِ اللَهُ عَمَر، هَذا هُوَ الرُكنُ الَّذي مَدى الزَمانُ ما اِندَثَر
هَذا اليَقينُ لَيسَ بِالظَنِّ وَحَذَرِ مَن حَذَر وَقائِلٍ أَكثَرتَ فيهِ القَولَ قُلتُ المُختَصَر
إِذا لَستُ بِالبالِغِ في عُمرِ الزَمانِ المُتَمِر، عَشيرُ عَشرٍ صِفَةَ المَفطورِ كَيفَ مَن فَطَر
فَقالَ مَن أَنتِ بِهِ، قُلتُ الشَهيدُ المُنتَظِر، قالَ وَهَل رَأَيتَهُ، قُلتُ وَهَل عَنّي اِستَتَر
وَإِنَّما غَيَّبَني، عَنهُ صَفاهُ بِالكَدَر، فَقالَ فَسِّرهُ لَنا، فَنَجمُهُ فيكَ زَهَر، فَقُلتُ لَو رُمتُ المَقال
فَضَحُ القَولِ الحَصَر، وَما الَّذي يُبدي لِذي العَينِ مَعَ العَينِ الأَثَر، قالَ فَهَل دارَ هَواه
لِسِواكَ في الفِكر، قُلتُ أَنا أَصغَرُ مَن بَينِ الوَرى فيهِ اِشتُهِر، قالَ مَتى هَمَّت بِهِ
قُلتُ وَالأَكوانُ ذَر، قَالَ اِختَفى قُلتُ بَدا، قالَ بَدا قُلتُ اِختَمَر، قالَ فَلِمَ قُلتُ لِيُبدي مِنهُ في القَدَر
هَذا وَمِنهُ الفَضلُ لِلعَدلِ عَلى الكُلِّ غَمَر، قالَ شَهيدٌ عامِرُ الفَضلِ لَهُ قُلتُ عَمَر
قالَ بِما تَعرِفُهُ، في لَيلِهِ إِذا اِعتَكَر، قُلتُ بِمَحوِ الخَطِّ عَنهُ وَبِإِثباتِ القُدَر
قالَ عَدا الرُشدُ سِواكَ وَمُعاديكَ عَثَر، لَقَد رَأَيتُ العَينَ مِن رُشدِكَ ما فاتَ الفِكَر
وَلَم يَكُن لَو لَم تَكُن، يَخطُرُ في البالِ خَطَر، فَلَيسَ بِالشاكِرِ مَن لَم يَكُ مَسعاكَ شَكَر
وَما رَأى الحَقَّ عَمِيٌّ، عَنكَ وَالوِزرُ اِتَّزَر، قالَ وَمِن أَيِّ البِلادِ أَنتَ قُلتُ مِن هَجَر
وَجَدُّ جَدّي فَهوَ عَبدُ الهاشِمِيِّ مِن مُضَر وَكانَ سابورُ لَهُ مِن قَبلُ ذاكَ قَد سَبَر
وَهوَ مِنَ الجَنِّ الأولى، لَهُم سُلَيمانُ أَسَر وَكانَ مِمَّن حَضَر النفخ وَعِندَ الأَمرِ خَر
لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَن، أَطاعَ لَمّا أَن أُمِر وَهوَ إِذا فَحَّصتَ عَنهُ ماجِدٌ لَهُ خَطَر
وَكَونُهُ مِن نورِ مَن عَنِ الذاتِ اِنفَطَر، قالَ فَهَل غَيرُكَ مَن يُعزى إِلَيهِ في البَشَر
قُلتُ نَعَم في الهِندِ أَجيالٌ وَفي التَركِ نَفَر وَفي نَواحي السَنَد وَالنُوَبِ وَفي أَرضِ الخَذَر
وَمِن بَني اليونانِ بِالرومِ الأَساطينُ الكُبَر وَفي بِلادِ الفُرسِ مِن أَولادِهِ من شَهَر
وَخَلَّفَ صينَ الصِينِ مِن بَنيهِ أَصنافٌ اُخَر وَمِنهُ في الشَرقِ وَفي الغَربِ مَيامينٌ غُرَر
وَالصابِئونَ مِنهُ كَهفُ الحُنَفا لَهُم وَزَر وَمِنهُمُ القَومُ الأولى، لَم يَنحَلوا يَزدانَ شَر
وَكُلُّ مَن هادَ وَمَعَ طالوتِهِ خاضَ النَهَر وَقَومُ موسى وَالأولى لَهُم سُلَيمانُ حَشَر
وَمِنهُمُ مَن لِلمَسيحِ، الحَيِّ في اللَهِ نَصَر وَمِنهُمُ الجَيشُ الَّذي بِالفَتحِ لِلشِركِ كَسَر
قالَ أَرى الأَشتاتَ في دارِكَ جَمعاً مُختَصَر، قُلتُ وَفي الطَيرِ أَبي مِنهُ وَعَمّي في الشَجَر
وَفي الدَوابِ مِنهُ أَخوالي وَأُمّي في البَقَر وَالديكُ خالي زَوجَ خالاتي الدَجاجاتُ العَشَر
وَكُلُّ آلٍ فيهِ رَببُ حِجرِهِم مِنهُ الحَجَر وَالحَيَّةُ البَيضاءُ بَلّاعَةُ سِحرِ مَن سَحَر
وَأُختُها النَملَةُ في الوادي لَها وَصفٌ شَهَر، قالَ فَهَل تُعلِمُ مِن هَذا الحَديثُ ما اِستَتَر
قُلتُ لِمَن أَضحى خَبيراً، بِمَقامِ المُختَبَر، فَقالَ أَنّي لي بِهِ، قُلتُ بِداعٍ مُعتَبَر
لا يَحذَرُ الفَقرُ مَدى الأَيّامِ في بَذلِ الفِقَر، يَرجو بِكَ الأَجرَ مِنَ اللَهِ وَلا يَبغي الأَجُر
عَساكَ بِالبَيضاءِ مِن بَعدِ العَشِيِّ تَبتَكِر وَتَنثَني حِلّاً بِأَحلى بَلَدٍ راقَ النَظَر
قصيدة بدت لعيني بالستور والكلل
بَدَت لِعَيني بِالسُتورِ وَالكِلَل، ثَمَّ اِختَفَت بِرَفعِها عَنِ المُقَل، غَزالَةٌ بَينَ الصَريمِ وَاللَوى
عَلَّمني الوَجدُ بِها نَظمَ الغَزَل، بَذَلتُ فيها مُهجَتي وَلَيتَها، تَقَبَّلَت مِنَ المَحِبِّ ما بَذَل
تِلكَ الَّتي ما حَدُثَت صَبابَتي، بِحُبِّها لَكِنَّها مِنَ الأَزَل، واحِدَةُ الحُسنِ الَّتي عَن حُسنِها
سارَت تَفاصيلُ الجَمالِ وَالجُمَل، مَحجوبَةٌ يُظهِرُها حِجابُها، كَالشَمسِ يَجلوها عَلى الطَرفِ الطَفَل
لَيسَ لَها بِالحُسنِ مِثلٌ إِنَّما تَمَثَّلَت عِندَ الظُهورِ بِالمَثَل، مَوصوفَةٌ بَينَ الوَرى وَحُسنُها
تَحتَ النُعوتِ وَالصِفاتُ ما دَخَل، مَلحوظَةُ الذاتِ بِعَينِ ذاتِها وَباطِنُ المَلحوظِ مِنها قَد جُهِل
وَظاهِرُ الحُسنِ الَّذي باطِنُهُ، ظاهِرُهُ باطِنُ حُسنٍ قَد كَمَل وَهيَ وَإِن بانَ لَنا جَمالُها
عَنِ الكَيانِ بِالعَيانِ لَم تَزُل، بَدَت بِخَمسٍ وَاِختَفَت بِخَمسَةٍ وَأَظهَرَت خَمساً بِها المُرتابُ ضَل
هامَ بِها بَنيَ الظَلامِ وَالضِيا وَصَدَّ عَنها إِذا دَعَتهُ في الظُلَل وَما دَرى بِأَنَّ عَينَ حُسنِها
بِالضالِ عَينُ حُسنِها بِذي الأَثَل، خَلَّفَها مَن خَلفِهِ سافِرَةً وَأُمَّ مَعنىً مِن مَعانيها عَطِل
وَفَرَّ عَنها إِذ دَعَتهُ وَاِنثَنى، بِجَهلِهِ يَطلُبُها عِندَ الطَلَل، فَاِعجَب بِهِ مِن عاشِقٍ مُغَفَّلٍ
يَجهَلُ مِن ذاتِ الخِمارِ ما عَقَل، فَاِبعُد بِهِ وانِحُ سَبيلي وَاِطَّرِح، عَنكَ المَراءَ في الشُكوكِ وَالجَدَل
وَاِسلَم كَإِسلامي لَها تَسلَم بِها، في قَصدِها مِنَ العَناءِ وَالكَلَل، وَإِن عَراكَ خَبَلٌ في قَصدِها
فَاِتلُ أَساميها يَزُل عَنكَ الخَبَل، وَعُذ بِها مِن غَفلَةٍ عَن أَمرِها، في سَترِها تُعقِبُ في الكَشفِ الخَجَل
وَاِعمَل بِمَسنونِ الهَوى في مِلَّتي وَاِرفُض فُروضَ غَيرِها مِنَ المِلَل وَاِسلُك سَبيلي في هَواها نَحوَها
وَلا تَمَل دونَ الحِمى إِلى الطَلَل، وَاِتَّخِذِ القَبيلَةَ شَطرَ وَجهِها، فَهيَ لِأَهلِ العِشقِ مِن أَسنى القِبَل
وَقُل إِذا قُمتَ إِلى صَلاتِها، حَيَّ عَلى خَيرِ الصَلاةِ وَالعَمَل، حَيَّ عَلى مَعرِفَةِ الحُسنِ الَّذي
قَد وَهَبَ الحُسنَ لِرَبّاتِ الكِلَل، وَجَهتُ وَجهي لِلَّتي جَمالُها، عَن جِهَةِ الأَوصافِ بِالتَحديدِ جَل
مُستَسلِماً مُسَلِّماً لِأَمرِها، مُعتَصِماً بِحَبلِها مِنَ الزَلَل وَاِتلُ ثَناها راكِعاً وَساجِداً
عَساكَ تَحظى بِالقُبولِ وَلَعَل وَدُم عَلى فِعلِ الصَلاةِ تَتَّصِل، بِمَن إِلَيها بِالصَلاةِ قَد وَصَل
لِأَنَّها مَعرِفَةُ السِرِّ الَّذي باطِنُهُ اِسمٌ عَلى مَعناهُ دَل وَصُم لَها بِالصَونِ لِلسِرِّ الَّذي
حُمِّلتَ مِنها عَن جَهولٍ ما حَمَل، تَحَظَ بِسِرِّ الصَونِ في سَبيلِها وَما عَلَيهِ مِن مَعانيها اِشتَمَل
وَقَنِّعِ النَفسَ وَكُن مُذكِياً، عَلى مَواليها بِما عَنكَ فَضَل، تَزَكّو بِإِخراجِ الزَكاةِ فَتَجِد
مَعنى الزَكاةِ سينَ ميمٍ ما اِنفَصَل، وَزُر حِمىً حَلَّ بِهِ جَمالُها، تَستَغنِ عَن حَثِّ السَرى إِلى الجَبَل
وَلا تَزُر مَعهَدَ رَبعٍ قَد خَلا، وَزُر حِمىً عَنهُ سَناها مَاِ انتَقَل، فَذَلِكَ الحَجُّ الَّذي إِن نِلتَهُ
نِلتَ حَجّاً لَم تَنَلهُ بِالإِبِل، وَاِجهَد عَلى مَرضاتِها النَفسَ وَكُن مُجاهِداً بِالسَيفِ فيها مِن عَدَل
وَلا يُخيفَنَّكَ في طِلابِها، بيضُ ظُبى الهِندِ وَلا سُمرُ الأَسَل وَلا يَصُدُّنَّكَ عَن مَورِدِها العذب
النَميرَ مَصَّةٌ مِنَ الوَشَل، وَكُن لِما شَرَعتَهُ في حُبِّها، مُتَّبِعاً مَطرَحاً عَنكَ الكَسَل
تَرقَ إِلى الباطِنِ مِن ظاهِرِ ما شَرَعتُهُ فَعِندَما اِصمَت وَاِعتَزِل وَاِقطَع أَخا الجَهلِ وَصِل كُلَّ فَتى
شَبَّ عَلى دينِ الغَرامِ وَاِكتَهَل، مِن آلِ حَمدانَ الَّذينَ في الهَوى، بِصِدقِهِم يُضرَبُ في الناسِ المَثَل
خَزّانِ أَسرارِ الغَرامِ مَلجَأَ العُشّاقِ مِن أَهلِ الشِقاقِ وَالجَدَل، قَومٌ أَقاموا سُنَنَ الحُبِّ الَّذي
جاءَت بِهِ مِن عِندِ لَمياءَ الرُسُل، تَلوا زُبورَ حُكمِها كَما أَتى وَرَتَّلوا فَرَقانَها كَما نَزَل
أولَئِكَ القَومُ الَّذينَ صَدَّقوا الحُبَّ فَفازوا بِالوِصالِ المُتَّصِل، أَووا إِلى كَهفِ سُلَيمى فَجَنّوا
مِن نَحلِها الزاكي بِها أَزكى العَسَل، وَعَن سَبيلِ قَصدِها ما عَدَلوا وَلا أَجابوا دَعوَةً لِمَن عَذَل
أَهلُ الوَفا وَالصِدقِ إِخوانُ الصَفا، كَواكِبُ الرُكبانِ أَقمارُ الحِلَل، دارُهُم لِلعاكِفينَ قِبلَةٌ
وَتُربُ مَغناها مَحَلٌّ لِلقُبَل، وَقَد حَوَت عِلماً وَحِلماً وَتُقى في طِيِّ أَمنٍ وَاِنخِلاعٍ وَجَذَل
فَاِنزِل بِها إِن جِئتَ زَوّارَ الحِمى، يا سائِقَ العيسِ فَدَع حَثَّ الإِبِل وَالثَم ثَرى مَن لي بِأَن أَلثُمَهُ
نِيابَةً عَنِ الشِفاهِ بِالمُقَل، وَطُف بِها سَبعاً وَقِف مُستَكنِفاً، لَهيبَةَ العِزِّ بِها وَاِخضَع وَذُل
وَاِستَجلِ بَدراً في حِماها لَم يَزَل، عَن اِكتِمالِ حُسنِهِ مُنذُ اِكتَمَل وَاِجلُ قَذى عَينَيكَ مِن تُرابِها
فَهوَ لِأَبصارِ القُلوبِ قَد صَقَل، وَاِرغَب إِلى مُوافِقٍ في حُبِّها، تَظفَر في التَوبَةِ مَعَ حُسنِ العَمَل
فَهيَ لَنا ذاتُ العِمادِ فَإِلى عِمادِها الجَأ آمِناً مِنَ الوَجَل وَقُل سِلامُ اللَهِ في كُلِّ ضُحىً
عَلَيكُم يا ساكِني هَذا المَحَل، لَبَيكُمُ مِن مُغرَمٍ، أَضَلَّهُ البُعدُ وَغَرَّتهُ السُبُل
عَلَّلَهُ القَلبُ بِأَن يَصحَبَهُ، بَعدَكُم حَتّى رَحَلتُم فَرَحَل وَحالَت وَالعَساءُ بَينَ قَلبِهِ
وَبَينَهُ وَاِنقَطَعَت مِنهُ الحِيَل، فَما اِرتَوى مِن بَعدِ غُدرانِكُم، فُؤادي الصادي وَلَم يَلقَ البَلَل
وَقَلَّ ما أَبقى الضَنا مِن جِسمِهِ وَإِن تَمادى هَجرُكُم يَفنى الأَقَل، يُعَلِّلُ النَفسَ بِآمالِ اللِقا
وَلَيسَ تَشفى بِالتَعاليلِ العِلَل، ساقَ بِهِ إِلى السُياقِ قَلبُهُ وَعادَ عَنهُ نادِماً لَمّا فَعَل
فَكانَ في أَفعالِهِ كَقاتِلٍ، أَصبَحَ يَبكي رَحمَةً لِمَن قَتَل وَهَكَذا اِشرَح يا رَسولي قِصَّتي
لِكُلِّ مَن عَن حالَتي مِنهُم سَأَل، وَنادِ في ناديهِمُ مُبَلِّغاً، رِسالَةَ المُشتاقِ بَلَغتَ الأَمَل
وَقُل لَهُم عَبدَكُمُ الصَبُّ الَّذي ما حالَ عَن عَهدِكُم وَلَم يَحُل، يَسِأَل وَصلاً وَصَلاةً مِنكُم
تُقضى لَهُ مِن قَبلِ أَن يَقضى الأَجَل، تُهدى لِكُلِّ مَلكٍ مُمَجَّدٍ، مِن أَهلِها حاوي عِلمٍ وَعَمَل
قصيدة لما دعاني الهوى من ربة الكلل
لَمّا دَعاني الهَوى مِن رَبَّةِ الكِلَلِ، صَرفتُ عَمَّن سِواها نَحوَها أَمَلي وَجِئتُ أَقصِدَها في أَوضِحِ السُبُلِ
حَتّى إِذا شارَفَت بي قادَةُ الإِبِلِ، نَجداً بَدَت نارُها عَن يُمنَةِ الجَبَلِ، فَظَنَّ صَحبي أَن دونَ الضِرامِ رَدى
فَهَوَّموا وَقَصَدتُ النارَ مُنفَرِدا وَقَد تَيَقَنتُ في تَأميمِها رَشَداً وَفي اِقتِرابي لَها مِنها سَمِعتُ نِدا
عَن جانِبِيَّ وَمِن خَلفي وَمِن قُبَلي، فَأَكثَرُ الصَحبَ مِن دونِ الحِمى وَقَفوا وَأَنكَروا بِاللِوى ما البَنقا عَرَفوا
وَموهوا بِهَوى لَيماءَ وَاِنحَرَفوا، عَنِ الطَريقِ وَلَم يَدروا بِمَن كَلِفوا، فَعَوَّضوا بَعدَ طولِ الكَدِّ بِالقَفلِ
وَأَصبَحوا في مَدارٍ كُلَّما اِحتَمَلوا، داروا وَفي دارِهِم دونَ الصَفا نَزَلوا، دارٌ بِها الهَونُ والآلام وَالخَبَلُ
لِأَنَّهُم عَن مَصاعي عَدلِها عَدَلوا، مِن حَيثُ ضلوا عَن الإِتيانِ في الظُلَلِ، راموا الوِصالَ وَعَن أَبوبِها اِنقَطَعوا
وَجاحَدوا ما رأوا مِنها وَما سَمِعوا، فَغودِروا فِرَقاً مِن بَعدِ ما اِجتَمَعوا وَبِالدَعاوي عَلَيها ضَلَّةً رَجِعوا
يُغوونَ عَن نَهجِها السُلّاكَ بِالحِيَلِ، فَاِبعِد بِهِم وَبِنَهجي في هَواكَ لُذِ وَبِاِسمِ وَجدي مِن شَرِّ الغُواةِ عُذِ
وَاِصحَب لِمَن بِلَبّانِ الواجِدينَ غُذي، وَخُذ أَوامِرَها في الحُبِّ مُتَّخِذي، تُشهِدكَ شَمسُ ضُحاها الظُهرُ بِالطَفَلِ
فَتَغتَدي بِنَهارٍ لَيسَ يَغشاهُ، لَيلٌ بِظِلٍّ لِلَيلى طابَ مَأواهُ، لَم يَضحَ عَبدٌ بِهِ أَضحى وَمَولاهُ، بِاللُطفِ مِنهُ تَوَلّاهُ وَوَلّاهُ
وِلايَةً لَم يَكُن عَنها بِمُنعَزِلُ، سَرَت بِرحي إِلَيها بَعدَ ما أَسرَت وَسَرَّتِ الهَمَّ عَن قَلبي غَداةَ سَرَت
وَمِن طَوِيِّ الثَرى لي في العُلى نَشَرَت، وَأَظهَرَتني بِها لي عِندَما ظَهَرَت وَبِالمُنى آمَنتُ نَفسي مِن الوَجَلِ
في بَرقِ مَبسِمِها لَمّا أَضاءَ مَشَوا، وَحينَ أَظلَمَ عَن نَهجِ السَبيلِ عَشوا وَاِستَغشَأوا مِن دُعاها ما عَلَيهِ نَشوا
مِن رَفضِها وَبِمُستَنِّ الغَرامِ وَشوا، إِلى عَداها بِزَورِ القَولِ وَالخَطَلِ، قالوا بِأَرخَصِ قَولي في هَواهُ غَلا
جَهلاً بِمَن عَن مَقالِ الواصِفينَ عَلا، وَلَو رَأَوا بَعضَ ما مِنهُ عَلَيَّ جَلا، في لا، وَلا ما رَأَوا إِلّا، وَلّاهُ، وَلّا
وَبِالبَرا بانَتِ العُذّالُ عَن عَذَلي، إِن غابَ بِيَ الطَرفَ عَنهُ في تَحَجُّبِهِ، فَالقَلبُ مِنّي لَهُ أَضحى الشَهيدَ بِهِ
وَلا وَبَردٍ حَمى صَدري بِمَشرَبِهِ، ما زاغَ قَلبي عَنهُ في تَقَلُّبِهِ، لِناظِري في خِيامِ الحَيِّ بِالحِلَلَ
حَديثُ وَجدي قَديمٌ في مَحَبَّتِهِ وَسامِراً لي غَدا في لَيلِ غَيبَتِهِ وَلَم يَزَل ذاكِراً لي عَهدَ صُحبَتِهِ
مُنَعِّماً في الكَرى طَرفي بِرُؤيَتِهِ، فَلَيتَهُ يَقظَةً لي جادَ بِالأَمَلِ، لَم يَستَزِر طَيفَهُ لَيلاً سِوى سَهَري
وَلا جِلاهُ عَلى عَيني سِوى فِكَري وَغَيبُ قَلبي الَّذي أَهواهُ بِالخَبَرِ، هُوَ حاضِرٌ بِعِياني وَهوَ مُنتَظِري
لِرَدِّ بالي بِإِبلالي مِنَ العِلَلِ، دَعِ الجِدالَ وَخَلِّ الفِسقَ وَالرَفَثا، إِذا حَجَجتَ إِلَيهِ وَاِغسُلِ الحدَثا
وَاِحرِم بِرَفضِ غَوِيٍّ بِالفَسادِ عَثا وَاِجدُد إِلى الجَدِّ وَاِترُك دونَهُ العَبَثا، تَفُز بِحَلٍّ وَوَصلٍ غَيرِ مُنبَتِلِ
طَريقَتي في غَرامي لَيسَ يَعرِفُها، عَلى الحَقيقَةِ إِلّا مَن تَعَرَّفَها، مِمَّن لَهُ رَبُّها في البَدو عَرَّفَها
وَلَم يُذِعها إِلى غَمرٍ يُحَرِّفَها، عَن عَينِها ثُمَّ يُلقيها إِلى السُفَلِ، طاروا إِلَيها فَلَمّا أَن عَلَوا هَبَطوا
وَفي الصَوابِ بِظَنٍّ مِنهُمُ غَلِظوا، وَعِندَما عَدَّلوا عَن نَهجِها قَسَطوا
فَأَصبَحوا تَحتَ قَبضٍ بِعدَما اِنبَسَطوا، في الجاهِ وَالمالِ وَالأَخدانِ وَالخُوَلِ
قصيدة ما أومض البرق بين الضلع والبان
ما أَومَضَ البَرقُ بَينَ الطَلعِ وَالبانِ، إِلّا وَنابَ الغَوادي دَمعي القاني
وَلا شَدَّت ساجِعاتُ الوُرقِ في وَرَقِ الأَغصانِ إِلّا شَجَّتني فَوقَ أَشجاني
وَذَكَّرَتني بِنُعمانِ الأَراكِ هَوى، شَبيبَةٍ سَلَفَت في ظِلِّ نُعمانِ، أَيّامَ أَركُضُ أَفارسَ المَسَرَّةٍ في
رَوضِ الأَماني وَرَوضُ اللَهوِ مَيداني، وَساكَنو الغَورَ مِن وادي الغَضا سَكَني
وَجيزَةُ العَلَمِ النَجدِيِّ جيراني وَالدَهرُ قَد رَقَدَت عَنّا نَوائِبُهُ وَنَبَّهَت لِلتَصابي كُلَّ وَسِنانِ
أَغَنَّ تُغني عَنِ الصَهباءِ ريقَتُهُ، وَزَهرُ خَدَّيهِ عَن أَزهارِ بُستانِ، يُديرُ من طَرفِهِ سِحراً مِن يَدِهِ
خَمراً فَسَكَرُ النَدامى مِنهُ سَكرانِ، أَطَعتُ في حُبِّهِ أَمرَ الهَوى وَعَصا، قَلبي عَلَيهِ نَهى مَن عَنهُ يَنهاني
بَدرٌ لِشَمسِ الضُحى مِن تَحتِ طِرَّتِهِ، لَيلٌ بَدا في الدَياجي مُشرِقاً ثاني، لَم أُلفَ غَيرَ حَليفٍ لِلغَرامِ بِهِ
وَلَم أَبِت مِن هَواهُ غَيرَ سَكرانِ، ما زالَ في غَفَلاتِ اللَيلِ يُتحِفُني، بِلُطفِهِ نازِحاً مَعَ وَصلِهِ الداني
حَتّى اِفتَرَقنا فيا لِلَّهِ ما سَفَحَت، بِجَفوَةِ البَينِ يَومَ السَفحِ أَجفاني، فَأَيُّ نارٍ بِها أَذكى الهَوى كَبِدي
وَأَيُّ سُقمٍ لِحيني قَد تَواخاني، وَهَبتُهُ ساعَةَ التَوديعِ ما مَلَكَت، بِالوَهمِ نَفسِيَ مِن صَبرٍ وَسُلوانِ
فَاِستَخلَفَ السَقمَ في جِسمي وَغادَرَني، بِغَدرِهِ مِن دُموعي بَينَ غُدرانِ، فَبَلَّ وابِلُ دَمعي ما عَدا كَبِدي
وَمَزَّقَ السُقمُ إِلّا ثَوبَ أَحزاني، وَسارَ وَالحَيُّ يَتلوهُ عَلى مَهَلٍ وَأَقفَرَ الرَبعُ إِلّا مِن جوعان
وَقَفتُ بِالمَعهَدِ الباقي أُناشِدُهُ، عَنهُم وَأَندُبُ فيهِ عَهدَنا الفاني وَأَشتَكيهِ صَباباتٍ لَبُعدِهِم
وَشَأنُ أَطلالِهِ مَن بُعدِهِم شأني، وَلَم أَزَل بِوِشاحِ السُقمِ مُتَّشِحاً، أَغشى فُنونَ الأَسى طَوراً وَتَغَشّاني
حَتّى اِنتَهَيتُ بِأَصحابي إِلى حَرَمٍ، حُماتُهُ سادَةٌ مِن آلِ حَمدانِ، قَومٌ أَقاموا حُدودَ اللَهِ وَاِعتَصَموا
بِحَبلِهِ مِن طُغاةِ الإِنسِ وَالجانِ، وَاِستَأنَسوا بِالدُجى النارَ الَّتي ظَهَرَت، بِطَورِ سيناءَ مِن أَجبالِ فارانِ
لَم يُنسِهِم عَهدَها تَبديلُ مَعهَدِها، كَلّا وَلَم يَثنِهِم عَن حُبِّها ثانِ، وَفّوا لِعُلُوَةِ الميثاقِ وَاِتَّحَدوا
عَلى الحِفاظِ وَجافوا كُلَّ خَوّانِ، هُمُ الجِبالِ الرَواسي في عُلُوِّهِم وَأَنجُمُ اللَيلِ تَهدي كُلَّ حَيرانِ
سَمّوا فَلَوا تَرَهُم عَينُ الجَهولِ بِهِم، إِلّا كَما نَظَرَت مِن شَخصِ كيوانِ، هُم عِياذي إِذا ما مَسَنّي وَصَبٌ
وَذِكرُهُم في صَلاةِ اللَيلِ قُرآني، وَقَصدُ بابِهِمُ حَجّي وَقُربُهُم، مَنّي أَراهُ إِلى الرَحمَنِ قُرباني
صَلّى الإِلَهُ عَلى أَرواحِهِم وَكَسا، أَشباحَهُم حُلَلاً مِن رَوضِ رَضوانِ
قصيدة شاغل القلب هوى عذب اللمي
يقول المكزون السنجاري في قصيدة شاغل القلب هوى عذب اللمي:
شاغِلِ القَلبَ هَوى عَذبِ اللُمَي، عَن هَوى لَيلى وَعَن حُبِّ لُمَي، بَدرُ تَمٍّ طَلَعَةِ الشَمسُ لَمّا
لاحَ من غُرَّتِهِ في الحُسنِ فَي وَإِذا ما عَمَّها مِنهُ سَنى، تَغتَدي كَالخالِ في وَجهِ السُمَي
ساحِرُ الأَجفانِ يَحكي أَسَداً وَغَزالاً وَمَهاةَ وَظُبَي وَهِلالاً ثُمَّ يَبدو قَمَراً
ثُمَّ بَدراً وَظَلاماً وَضُوَي، وَصَفاهُ واصِفٌ في ناظِرِ الكَهلِ كَهلاً وَفُتَيّاً لِلفَتَي
وَعَنِ الحالِ الَّتي كانَ بِها، لَم يَحُلهُ كَونُهُ في حِليَتَي، ذو وَعيدٍ بِالقِلى يُخلِفُهُ
مِنهُ وَعدٌ بِاللِقا ما فيهِ لَي قُلتُ لِلائِمِ فيهِ بِالرُشى، لَستُ أَسلو عَن هَوى هَذا الرُشَي
وَإِلى أَيِّ هَوىً أَبغي تُرى، حِوَلاً ما عِشتُ عَن هَذا الهُوَي وَهوَ لي فَوقٌ وَتَحتٌ وَوَراً
وَأَمامٌ وَجَليسٌ عَن يَدَي وَلِما فيهِ لِقَلبي شَفَّني، مَن لَمى فيهِ شِفاءٌ وَدُوَي
وَلَهُ مِنّي وَلاءٌ وَبَرا في إِباءٍ حُبُّهُ مِن أَبَوَي، أَعحَمِيُّ الأَصلِ إِلّا أَنَّهُ
بِلِواءِ العَرَبِ وافى بِلُؤَي، وَانثَنى في بَيتِ كَعبٍ كَعبَةً، أُمَّها طَوعاً لَهُ آلُ عُصَي
وَإِلى أُمِّ القُرى أُمَّ القُرى، مِن أَقاصي الأَرضِ في دارِ قُصَي وَرِجاً وَعَلى ضُمَّرِهِم
جاءَهُ مِن كُلِّ حَيٍّ كُلُّ حَي، فَبِمَغناهُ تَوَخَّتني المِنى، بَعدَ فَقري بِالغِنى عَن رَحلَتَي
مُذهِبُ الخَوفِ عَن الخَيفِ وَمَن فَلَّ جَيشُ الفيلِ صَرعى في الوُدَي
مُرسِلُ النورِ إِلى أَبياتِهِ، داعِياً يُرشِدُهُم مِن بَعدِ غَي حَلَّ بِالجَزعِ فَحَلّى دَوحَهُ
وَسَقى مِنهُ النَدا ذاكَ النُدَي، فَمُحَيّاهُ حَبا الضَوءَ الأَضى وَحَيّاهُ أَلبَسَ الوَشيَ الأَشِي
وَبِطيبِ النَشرِ مِنهُ أَصبَحَت، طيبَةٌ تُطو إِلَيها الأَرضُ طَي وَثَناياهُ الَّتي أَبدَت لَنا
مِنهُ ما أَخفَت ثَنِيّاتُ اللُوَي، وَإِلَيهِ يُرشِدُ الرَكبَ إِذا شَذَّ عَنهُ النورُ مِنهُ والشذى
وَمُحَيّاهُ حَمِيّايَ بِهِ وَعَلى الأَقسامِ أَعلى قِسمَي، ما ثَنى عَطفي عَلى أَعطافِهِ
في قُباهُ بِقُبا رَدُّ الرُدَي وَهَواهُ تَركُ الأَتراكِ بِالنوقِ تَهوي نَحوَ جيرانِ النُقَي
وَاِستَرامَ الرومَ عَن مَورِدِها، تَستَميحُ الرَيَّ مِن غَدرانِ طَي وَإِلى سَلعٍ وَنَجدٍ عَطَفَ
الفُرسَ عَن قَمِّ وَبَلخٍ وَخُوَي، وَإِلَيهِ الهِندُ عَن قُبَّتِها، نَهَدَت تَطلُبُهُ عِندَ الخُبَي
وَاِستَهامَ الصينُ عَن أَنهارِها، بِسَرابٍ ظَنَّهُ الظامي مُوَي، فَسَعى جَداً فَلَمّا جاءَهُ
وَجَدَ النارَ بِهِ لَم تُبقِ شَيء، وَرَأى المَوتَ لَدَيهِ فَاِنثَنى مَيِّتاً في مَهمَهٍ ما فيهِ حَي
فَقَضى حَقَّ هَواهُ إِذا قَضى، فَعَلَيهِ نادِ في الأَحياءِ حَي، هَكَذا إِن شِئتَ أَن تَحيا فَمُت
أَو فَعِش مِيتاً شَقِيّاً يا غُبَي، قُبلَةٌ مِن تُربِ أَرضٍ مَسُّها، شِفاءٌ وَهيَ أَرضى قِبلَتي
وَبِهِ قَيدي ثَناني مُطلَقاً، وَسَراةُ الناسِ أَسرى في يَدَي وَبَوَجدي فيهِ إِذ ضَيَّعَني
عَن وُجودي دَلَّني مِنّي عَلَي، وَالَّذي مِنهُ بِهِ هامَ الوَرى، أَثَراً عَيشاً بَدا في بُقلَتَي
فَجَلا عَن ناظِري الكَوكَبِ وَالبَدرِ وَالشَمسُ بِهِ كَشفُ الغُطَي وَنَفى مُحدَثَ ما شاهَدتُهُ
قِدَمٌ ثَبَّتَ فيهِ قَدَمَي، فَلِذا أَصبَحَ إِثباتي لَهُ، بِعَياني نَفيُ ما في ناظِرَي وَالَّذي شاهَدتُ مِنهُ ظاهِراً
باطِناً أَصبَحَ بي في مَظهَرَي، شَرقُهُ الغَربِيُّ أَهداني إِلى غَربِهِ في شَرقِهِ في مَشهَدَي
وَتُرَوّي فِكري في مَشهَدِ الغَيبِ مِنهُ عَنهُ أَقصى رُؤيَتَي وَأَراني أَنَّ ما شاهَدتَهُ
عَلَمٌ ظِلٌّ لِما في عَلَمَي، وَلَقَد باسَطَني في خِلوَةٍ، أَصبَحَ البُسطُ بِها في قَبضَتَي
فَشِهِدتُ النَشأَةَ الأَولى بِها فَاِنتَفى عَنّي المِرا في نَشأَتي وَتَفاوَضنا حَديثاً حَسَدَت
كُلُّ أَعضائي عَلَيهِ أُذُنَي، وَبَدا لِيَ الغَيبُ مِنهُ بِالغَضا، بِالرِضى بَعدَ الثُرَيّا بالثرى
وَأَجَدَّ الوَجدُ لِاِدِّكارِهِ، لِيَ مَنسِيَّ الأَماني بِمُنَي، قُلتُ هَل عوداً لِأَعيادِ الصَفا
قالَ كَي تَقضي وَتَقضي أَجَلَي، قُلتُ كَي تَشتَفي الآلامَ مِن جَسَدي يُشفى فُؤادي قالَ كَي
قُلتُ بَعدَ القُربِ ما أَبعَدَني، عَنكَ قالَ الشَكُّ وَالرَدُّ عَلَي، قُلتُ فَالتَوبَةُ تَمحو زِلَّتي
قالَ لِلأَوبَةِ في الرَجعى تَهَي وَسَأُبدي حِجَّتي بالِغَةً، بِنِداءٍ ظاهِرٍ مِن حُجَّتَي
وَتَرى غَيبِيَ في مَشهَدِهِ، بَضُحىً يَرفَعُ أَستارَ الدجى، يَومَ لا نَفَعُ إيمانُ اِمرِئ
بِيَ لَم يَستَجلِني في جَلوَتَي، قُلتُ غَيباً لَكَ كُلٌّ شَهِدوا، قالَ باغٍ شاهِدُ الغَيبِ لِدَي
قُلتُ ما أَغناكَ عَن عِرفانِهِم، قالَ ما أَفقَرَهُم فيهِ إِلَي، قُلتُ فَالتَكليفُ ما أَوجَبَه
قالَ تَكليفي أَعلى نِعمَتَي، إِذا بِهِ الجاهِلُ يُضحي عالِماً وَبِزاكي أَجرُهُ يُمسي زَكَي
قُلتُ ما الحِكمَةُ في تَعذيبِهِم، قالَ عَدلاً حَقُّهُ ما فيهِ لَي، قُلتُ فَالرَحمَةَ يا مَن وَسِعَت
سِعَةُ الرَحمَةِ مِنهُ كُلَّ شَيء، قالَ لَولا نَشرُها ما اِنبَسَطَت، بَعدَ بَسطِ الظُلمِ فيها نَفسُ حَي
قُلتُ مَولايَ مِنَ العَدلِ اِعفِني، وَاِرضي بِالفَضلِ مُمتَنّاً عَلَي، قالَ أَسلِم لي وَمِن ناري اِقتَبِس
وَاِنصُرِ الصابِئِ وَالهودَ إِلَي، وَعَنِ الإِشراكِ بِالتَوحيدِ لي بِن وَبِالإِحسانِ عامِل والِدَي
وَبِأَيتامي اِحتَفِظ وَاِرغَب إِلى، صَفوَةٍ حَلّوا بِأَكنافِ الصُفَي وَاِحجُجِ البَيتَ وَطُف سَبعاً بِهِ
وَاِقضَ فَرضي فيهِ وَاِقصِد عَلَمَي، وَعَنِ اللاتِ إِلى الذاتِ اِقتَرِب، ساجِداً لي فَهيَ أَقصى مَسجِدَي
وَإِلى العِزَّةِ لا العِزّى أَنِب، قانِتاً لي فِهيَ أَبهى صِفَتَي وَمُناةَ الرَجسِ عَن داري اِقصِها
وَمِنَ الأَوثانِ طَهِّر كَعبَتَي، وَصَلاةَ اللَيلِ لا تَسهُ عَنِ الفَرضِ فيها فَهيَ القُربى إِلَي
وَبِصَونِ السِرِّ صُم عَمرُكَ لي، وَاِخفِني قَبلَ الدُعا عَن داعِيَي وَاِقصِ مالاً ما تَزَكّى دَهرَهُ
بِالغِنى بي عَنهُ كَي تَدنو زَكِي، وَإِذا هاجَرتُ مَن هاجَرَني، بِالَّذي أَظهَرتَ لي زِيّاً بِزِي
وَاِجفُ مَن لي وُدَّ نَدّاً نَصَبوا، وَتَداعوا هُبُلاً أُعلي عَلَي وَرَأَوا تَحريمَ ما حَلَلتُهُ
وَاِستَباحوا حُرَمي في حَرَمي، وَعُيونَ السوءِ لا تَقرَ بِها، فيها ما يَشوِيَ الأَكبادِ شَي
وَحَرامَ المالِ لا تَسعَ لَهُ، فَبِهِ الكانِزُ يُكوى أَيَّ كَي وَاِرفُضِ البِدعَةَ وَالسُنَّةَ لا
تَعدُها عَدواً تَلَظّى بِلُظى، وَاِغدُ مُؤتَمّاً بِصِدّيقِ بَني، تيمَ وَاِبغِ الحَجِرَ تَلَظّى بِلُظى
وَبِعُثمانَ إِلى وَجهي اِتَّجِه، يَتَسَنّى لَكَ مِن وَجهي السُنَي، وَعَلِيٌّ بابُ جَنّاتِ العُلى
فَأتِ مِنهُ بِجَنِ داني جَنَّتَي، فَعَلى جَمعِهِمُ في جامِعي، كُلَّما صَلَّيتَ لي صَلَّ وَحَي
وَمَتى فَرَّقتَهُم فارَقتَهُم، بِالتَعامي مائِلاً عَن مِلَّتَي وَشُهودي آلُ مِقدادٍ وَمِن
مِنهُم زَيدٌ وَمَن مِنهُم أُبَي، وَشُموسُ الملأ الأَعلى وَأَقمارَهُ أَسما وَأَروى وَرَقَي
وَأُمُّ إِسحاقَ وَسُؤلي زَينَبٌ، وَالمُنى ذاتُ الحَيا بِنتُ حُيَي، مَن فُؤادي عَن هَواهُم ما صَبا
وَبِهِم ما زال مُذ كُنتُ صَبَي، وَلِعَمري مَن تَواخاهُ الهَوى، كَتَواخِيَّ لَهُم كانَ أُخَي