أجمل قصائد طاهر أبو فاشا مكتوبة كاملة
طاهر أبو فاشا، هو شاعر مصري، من مواليد دمياط لعام 1908، كان أول دواوينه "صدق الشباب" والذي صدر عام 1932، ثم صدر له العديد من الدواوين، ومنها "القيثارة السارية" و"الأشواك" و"راهب الليل" و"الليالي" و"دموع لا تجف". حصل طاهر أبو فاشا على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1988، وتوفي في عام 1989.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المقال، نستعرض أجمل قصائد طاهر أبو فاشا، مكتوبة كاملة.
قصيدة حانة الأقدار
حانةُ الأقدارْ، عربدَتْ فيها.. لياليها.. ودار النورْ.. والهوى صاحِ هذه الأزهارْ
كيف تسقيها وساقيها بها مخمورْ، كيف يا صاحِ؟ سألتُ عن الحبِّ أهَلَ الهوى سُقاةَ
الدموعِ نَدامى الجَوى فقالوا حَنانَكِ مِن شَجْوِهِ، ومن جِدِّهِ بِكِ أو لَهْوِهِ ومن كَدَرِ الليلِ
أو صَفْوِهِ سلي الطيرَ إن شئتِ عن شَدْوِهِ ففي شدوِهِ لمساتُ الهوى وبرحُ الحنينِ وشرحُ الجَوى
أيكةُ الأطيارْ.. في أغانيها.. لشاديها.. على الأغصانْ.. ثورةُ الراحِ يا غريبَ الدارْ مِلْ بنا فيها
نناجيها.. مع الندمانْ.. واتركِ اللاحي ورحتُ إلى الطيرِ أشكو الهَوى وأسألهُ سرَّ ذاكَ الجَوى
فقالَ: حنانَكِ من جَمرِهِ ومن نَهيِهِ فيكِ أو أمرِهِ ومن صحوِ ساقيهِ أو سُكْرِهِ سلي الليلَ إن شئتِ
عن سِرِّهِ ففي الليلِ يُبْعَثُ أهلُ الهوى وفي الليلِ يكمُنُ سرُّ الجَوى، دوحةُ الأسرارْ.. يا ليالها
بواديها.. هنا يلقاكْ.. صبحُ أفراحِ دائرٌ دوّارْ.. في بياديها.. يُساقيها.. على ذكراكْ، بينَ أقداحَ
ولما طواني الدُجى والجَوى لقيتُ الهوى وعرفتُ الهوى ففي حانةِ الليلِ خمّارُهُ وتلكَ النُجيماتُ
سُمّارُهُ وهمسُ النسائمِ أسرارُهُ وتحتَ خِيامِ الدُجى نارُهُ وفي كُلِّ شيءٍ يلوحُ الهَوى ولكنْ لمن ذاقَ طعمَ الهَوى
قصيدة أتى العيد
أتى العيد نازلي ولم نلتق وغامت سمائي فلم تشرق
أتى العيد يطرق بابي فما أجاب سوى دمعي المهرق
أعيد وأنت بعيد هناك تقيمين تحت الثرى المطبق
لقد كنت ظلا أفيء إليه وأهرب من يومي المرهق
وقد كنت قلبا كبير المنى لغير المحبة لم يخلق
وكنت قصيدا جديد الرؤى شجيا، معانيه لم تطرق
مضى كل هذا ولم يبق لي سوى ذكريات الأسى الموبق
فيا لهف نفسي ماذا مضى ويا لهف نفسي ماذا بقى
قصيدة لي باب الرجاء
غريبٌ على بابِ الرجاءِ طريحُ يُناديك موصل الجَوَى وينوحُ
يَهونُ عذاب الجسمِ والروحُ سَالِمٌ فكيف وروحُ المُستَهامِ جروحُ
وأهواك لكني أخافُ وأستحي إذا قلتُ قلبي في هواك جرِيحُ
وليس الذي يَشكو الصبابة عاشقاً وما كل باكٍ في الغرامِ قريحُ
يقولون لي غَنّى وبالقلبِ لوعةً أغنى بها في خلوتي وأنوحُ
ولي في طريق الشوق والليلُ هائمٌ معالم تخفى تارةً وتلوحُ
ولي في مقام الوجَّدِ حالٌ ولوعةٌ ودمعٌ إداري في الهوى وَيَبوحُ
وأنتَّ وجودي في شهودي وغيبتي وسِرُّك نور النُّور أو هو روحُ
وما رحلت إلاَّ إليك مواجدِي وداعي الهوى بالوالهينَ يصيحُ
بسرَّ الهوى يَغدو وفيه يَروح غريبُ على بابِ الرجاءِ طرِيحُ
قصيدة أوقدوا الشموس
اوقودوا الشموس انقروا الدفوف موكب العروس في السما يطوف
والمنى قطوف انقروا الدفوف الرضا والنور والصبايا الحور
والهوى يدور ان للغريب أن يرى حماه يومه القريب شاطئ
الحياة والمنى والقطوف في السما تطوف انقروا الدفوف طاف
بالسلام طائف السلام يوقظ النيام عهده الوثيق واحة النجاة
أول الطريق هو منتهاه والمنى
والقطوف في السما تطوف انقروا الدفوف
قصيدة غريب على باب الرجاء
غريب على باب الرجاء طريح يناديك موصول الجوى وينوح
يهون عذاب الجسم والروح سالم فكيف وروح المستهام جروح
وأهواك ولكني أخاف واستحي إذا ما قلت قلبي في هواك جريح
طريقي إليك الوجد والسهد والضنى ودمع أداري في الهوى ويبوح
يقولون لي غني وبالقلب لوعة أغني بها في خلوتي وأنوح
ولي في طريق الشوق والليل نائم معالم تخفى تارة وتلوح
ولي في مقام الوجد حال نشوة بسر الهوى تغدو وفيه تروح
بكيت من اللي جرى لي من عذابه ولكن الهوى بالوالهين يصيح
غريب على باب الرجاء طريح يناديك موصول الجوى وينوح
يهون عذاب الجسم والروح سالم فكيف وروح المستهام جروح
قصيدة أعيدوني لأيامي
يقولون لي (في مغرب العُمرِ) لا تهِنْ فأنتَ أخو علمٍ بلوتَ اللياليا
وإلاَّ فما معنى الليالي التي خلتْ وكيف تعودُ اليومَ منهنَّ خاليا
فقلتُ: خُذُوا علمي وكلَّ تجاربي بيوم أرى فيه زمانَ شبابِيا
هل العيشُ إلا أنْ تعيشَ مع الصِّبا فتيّاً، وأنْ تحيا حياتكَ خاليا
وأنَّ رفيق العمر تَسبيكَ روحُهُ ولم أرَ مثلَ الروحِ كأساً وساقيا
فما هذه الدنيا، وقد جنحتْ بنا سفائنُها، والدهرُ يصْخبُ عاليا؟
وما قيمةُ الأيامِ إنْ جفَّ ماؤُها! وصوَّح غُصْنٌ كان ريَّانَ ناديا؟
تُغنّي عليه ساجعاتٌ هواتفٌ فيُوقظْنَ فَرْخاً كان بالأمس غافيا
مضى كلُّ هذا واستباحتْ يدُ البِلى صَباحةَ أيامي فعُدْن لياليا
وشابتْ مواجيدي وقلبيَ لم يزلْ به خفقاتُ الواجِدين كما هي
عزيزٌ على نفْسي حُطامُ مباهجي ثقيلٌ عليها أنْ تجِفَّ حياتيا
وأنْ تُقْفرَ الأيامُ حول خواطري فأحيا زماناً ليس فيه زمانيا
جديباً ولم تقحط من الوجد عَيْبتي غريباً، ولم أبرح بأرضي
مكانيا ألا إنّما العيشُ الشبابُ فليتني إذا ما مضى عهدُ الشبابِ
مضى بيا! أعيدوني لأيـامـــي ورُدُّوا بـعـض أحلامي فحَسْبي
أنْ أعيش اليومَ في أطلال أوهامي وأنْ يتمَثَّل الماضي أمامي
مرةً أخرى يطالعُني بأيامي فتسْخنُ عينيَ العَبْرى وأرسلُ
دمعَ أنغامي على نبضات آلامي
فيلْمسُ جُرْحيَ الدَّامي أعيدُوني لأَيَّامي
قصيدة عرفت الهوى مذ عرفت هواك
عرفت الهوى مذ عرفت هواك وأغلقت قلبي عن من عاداك
وقمت أناجيك يا من ترى خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى وحباً لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتى أراك
فلا الحمد في ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك
أشتاق شوقين شوق النوى وشوقاً لقرب الخلي من حماك
فأما الذي هو شوق النوى فمسيرى الدموع لطول نواك
وأما اشتياقي لقرب الحمى فنار حياة خبت في ضياك
ولست على الشجو أشكو الهوى رضيت بما شئت لي في هداك