أجمل قصائد عائشة التيمورية مكتوبة كاملة
قصيدة سفينة العين قد فازت من الغرق
قصيدة إن سال من غرب العيون بحور
قصيدة روحي بقربك قد نالت من الأرب
قصيدة أسأل مسلسل السحب العوالي
قصيدة بيد العفاف أصون عز حجابي
عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، والمعروفة باسم عائشة التيمورية هي شاعرة مصرية ولدت في أحد قصور حي "درب سعادة" وهو أحد أحياء الدرب الأحمر والتي كانت وقتها مقرًا للطبقة الأرستقراطية. في هذا المقال نأخذك في جولة شعرية مع واحدة من أشهر الشاعرات المصريات وننقل أجمل قصائد عائشة التيمورية مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة سفينة العين قد فازت من الغرق
سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق وَأَشرَقَت تَزدَهي مِن ساحِل الحَدق، مرت مَشيدَة ما مَسَّها لغب
شَفاف منظرها في أَحسن النَسق وَنورُها ضاحِك تَبدو نَواجِذه، لِما تَنفس صُبح الصَحو عَن شَفَق
قَد ضم بِالشَوق مَحبوا يعوّذه، من الوُشاة برب النور والفَلَق، فَيا وُلاة الهَوى في صِدقِكُم شَغفي
اِذ أَنَّني مِن ذُهول الوجد لَم أَفِق، بكَعبَة الحُسن إنسانا أَرى فَلَوا، عَيني الَّتي طالَما ضَلَّت من الغَسق
وَخبروني أَاِنساني صفا وَدَنا، لِمُستَهام رَماه البَين بِالأَرق، نعم ببشر اللقا تَهديك أَنفُسَنا
وَقَد دَنا وَصَل مَن تَهواهُ فَاِستَفِق، أَهلا بِنورِ عُيون راق لي وَصفا، من بعد يَأسي وَطول الخَوف وَالفرق
فَيا تَحيات برء شهدها بِفَمي، حلى مَرارَة تَسهيدي مِنَ القَلَق، بأي قَول أَحييه وَعِزَّتُه
عَزت مَنالا فَلَم تُدرِك لِمُستَبِق، لكن ضَمير التَهاني غَير مُستَتِر وَنور أُنسي بَدا لِلنّاسِ كَالفَلق
وَذا الرَشا مُذ نَشافى حُسن طَلعَتِهِ، كانَت مَنازلُه شَفاقَة الحَدق، إنسان عَيني المُفَدّى أَنتَ لحت بِها
لا أَوحش اللَهُ من إحسانك الغَدق، آليت لِما سَقيت السم في سقمي وَأَحوَجَتني لَياليهِ لكُل شقي
لا أَشتَكي لَوعَتي إلا لِمَن هُوَ لي في كُل ضيم بِالعُيونِ بَقى وَقَد مُنِحتَ بِنور مِنكَ مُقتَبَس
بَرت يَميني وَكانَ الصدق من خلفي، ملت لَيالي مصابي من جَوى وَأَما وَحملتني أَثقالا عَلى عُنُقي
قادَت زَمامي لِكَهف السَقم وَاِستَنَدَت، بِبابِهِ أَشهَرا طالَت فَلَم أَطق، كَأَنَّها ضُرَّة قَد ضَرَّها رَفهي
بِالقُربِ مِنكَ فَجابَت أسوأ الطُرُق، فَهَل نَوَت طهر أَحقادِ تَواريها، بِسُبُل دَمع مِن الآماق مندَفِق
لِما اِستَغَثت بِفَضل اللَهِ يسر لي، اِكحال صَبر أَقالَتني مِن القَلَق، وَرَدك اللَهُ نور المُقلَتَين عَلى
صَب بِغَيرِكَ هاد قَط لَم يَثِق، كَم دق عَظمي بأسقام تُغادِرُني، كاثمد لِعُيون العَينِ منسحق
كَم قُلت في مِحنَتي يا رَب خُذ بِيَدي، وَاِكشِف سَقامي وَجد بِالنَومِ للأرق
فَبِالصَغيرَين أَهدى الشُكر مُعتَرِفا، لِخالِقي ما صَفا البَدران بالأفق
قصيدة الدهر أبدل راحتي بعناء
تقول عائشة التيمورية في قصيدة الدهر أبدل راحتي بعناء:
الدَهرُ أَبدل راحَتي بِعَناء وَاِعتاضَ صَفو تَنعمي بِشَقاء وَبَدا الزَمانُ إلى العُيونِ بِمَظهَر
يَقضي بِمَزج دُموعِها بِدِماء، آلي لِيَختَطِفَن أَفئِدَة الوَرى، يَومَ المُصاب وَبر في الإيلاء
مِرآتُهُ طَمَسَت وَأَصدَأَ وَجهَها، مِن بَعدِ سعدت بِطول جَلاء وَلَطالَما اِكتَحَلَت عُيونُ أَولى النُهى
مِن غَدرِهِ بِمَصائِبِ وَبَلاء، وَلَكَم يَفوقُ لِلقُلوبِ نباله وَلَكَم يشق مَرائِرَ النُبَلاء
حَجُبت بَوارِق غيث أَنواءِ الهُدى، عَن عَين كل مؤمل أَورائى، كَذبت لَوامع كل صبح صادِق
مُذ غابَ شَمس العِلم في الضَيراء، فَتَحزن العُلماء وَلتَأسف عَلى يَنبوعِ فَضل العِلمِ وَالعُلَماء
وَليَفرَح الجَهلُ المُبيد وَأَهلَه، وَليَجعَلوا مَسراه لَيل هَناء وَليَسعد المَغرور مِن أَعوانِهِم
فَاليَومَ راقَ الحَي لِلجُهَلاء، تَبت يَدا زَمَن دَهانا صَرفُهُ، بِفُراقِهِ في لَيلَة لَيلاء
لِما تَغَيَّب نير الدين الَّذي أنواره يَنبوع كُل ضِياء، صدقت إن الشّافي قَضى وَما
صَدقت قَبل تَغيب السقاء، بَحر التفقه كَنز إرشاد الوَرى، رَب الفَخار وَواحِد البَلغاء
شَجن عَرى الإسلام بِالظَمَأ الَّذي حَل العَرى بِضَمائِرَ العُلَماء وَشَعائِرَ الدينِ القَويمِ بَدا بِها
أَثر الهُلوعِ فَمن لَها بِعَزاء، أَروى أَفانين العُلوم بغيثه وَلَكم سَقى مِن رَوضَةِ غَنّاء
وَلَطالَما قَد أبرأت أَفكارَه، أَمراض قَلب بِالضَلالَة ناء، أَضحَت حَصيداً أَرض أَزهرنا الَّتي
كانَت بِهِ كَالدَوحَةِ الخَضراء، تَشكو الأوام وَما لَها من مطفي، مُذ غابَ سَقاء العلي بِالماء
ما حال آماق العُيون وَقَد رَأَت، شيخ المَشايِخ غابَ في الغَبراء، لَم لا تَفيض عَزيز مَدمَعِها الَّذي
يُزرى بسح المزنة الوَطفاء، حق عَلى الآماق يَوم فُراقِهِ، أَن لا تَضن بِذِئب الأحشاء
عَينُ العُلومِ بَكَت دَما لما رَأَت، إنسانها مُتهرا لخيفاء، لَو إن كَتب العِلم تَقدر فقده
لَتَبَددت مِن لَوعَةِ وَعناء، وَأَرى عطارد بات يَكتب جاهِرا، آثار فِرقَتِهِ عَلى الجَوزاء
دَهَشَت عُيون أَولى النهى مُذ أَبصَرَت، شَمسُ العُلومِ تَغيب في الدماء، كَم قَلَبته يَدُ السِقام وَلم يَقل
أَو لما يُلقى مِنَ الضَرّاء، وَلَطالَما لاقى الصُروف وَلَم بل مِن مَعشَرِ الحُكَماء كَيف دَوائي
أَدى فَريضَة عِلمِهِ بِحَقيقَة، حَتّى قَضى مُتَوَحِّشاً يَثناهُ، نادى بِشير القُرب طب نَفسا فَقَد
طابَ الرَحيل إلى ديار بَقاء، سَمع النِداء دجى فسلم نَفسه، عَن طيبِها لِمُبشِر بَلقاء
أَرواح عُشّاق العُلوم تَهَيَّأَت، لِقُدومِهِ ببرازخ السُعَداء وَتَعَطَّرَت غُرف الجِنان وَغَرَّدَت
فيها بَلابِلُها بِحُسنِ غِناء ورقي إلى أعلى مَنازِلَ حَظِّهِ، لِما اِستَوى بِمَراتِبَ الشُهَداء
هُوَ في نَعيمٍ دائِم لكِنَّنا، لِبِعادِهِ في شِدَّةِ البُأَساء، قَلبي عابَهُ غَدا كَجَمراتِ الغَضى
ولوعتي من حره وَشَقائي، فَلأَذرقن أَسى عَلَيهِ مَدامِعي، ما دمت عائِشَة بخدر فنائي
قصيدة إن سال من غرب العيون بحور
إن سالَ مِن غَرب العُيونِ بُحور، فَالدَهرُ باغ وَالزَمان غَدور، فَلِكُلِّ عَين حَق مدرار الدِما
وَلكل قَلب لَوعَة وَثُبور، سَتر السنا وَتحجبت شَمسُ الضُحى وَتَغيبت بَعد الشُروق بدور
وَمَضى الَّذي أَهوى وَجرعني الاِسا وَغَدَت بِقَلبي جذوة وَسَعير، يا لَيتَهُ لِما نَوى عهد النَوى
وافى العُيون مِنَ الظَلام نَذير، ناهيكَ ما فَعَلت بِماء حَشاشَتي، نار لها بَينَ الضُلوعِ زَفير
لَوبث حزني في الوَرى لَم يَلتَفِت، لِمُصاب قيس وَالمُصاب كَثير، طافَت بِشَهر الصَومِ كاساتِ الرَدى
سِحرا وَأَكوابُ الدُموعِ تَدور، فَتَناوَلَت مِنها اِبنَتي فَتَغَيَّرَت وَجناتُ خد شانِها التَغيير
فَذَوَت أَزاهيرُ الحَياةِ بِرَوضِها، وَاِنقَدَّ مِنها مائِس وَنَضير، لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد
ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير، جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا، إن الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم أنه، بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير، فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ
عَجِّل بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير، وَاِحمِ شَبابي إن والِدَتي غَدَت، ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى، تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور، لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ
قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير، أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني، مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ يَبتَغي، برئى لِرد الطَرف وَهُوَ حَسير، يا رَوعَ روحي حلها نَزع الضَنا
عَمّا قَليل وَرقها سَتَطير، أَماه قَد عَز اللُقا وَفي غَد، سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير
وَسَيَنتَهي المَسعى إلى اللَحدِ الَّذي هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير، قولي لِرب اللَحد رفقا بِاِبنَتي
جاءَت عَروسا ساقَها التَقدير، وَتجلدي بإزاء لحدي بُرهة، فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
أَماه قَد سَلَفت لَنا أُمنِيَة، يا حُسنِها لَو ساقَها التَيسير، كانَت كَأَحلامٌ مَضَت وَتَخلفت
مُذ بانَ يَومُ البينِ وَهو عَسير، عودي إلى رُبعِ خَلا وَمَآثِر، قَد خَلَفَت عَنّي لَها تَأثير
صوني جِهازَ العُرسِ تِذكارا قَلى، قَد كانَ مِنهُ إلى الزَفافِ سُرور، جَرَت مَصائِبُ فرقتي لَكَ بعد ذا
لَبس السَواد وَنفذ المَسطور، وَالقَبرُ صارَ لِغُصن قدي رَوضَة، ريحانُها عِند المزار زُهور
أَماهُ لا تَنسى بِحق بنوتي، قَبري لَئِلّا يَحزن المَقبور، فَأَحيَيتُها وَالدَمعُ يَحبِسُ منطقي
هُو راحم بربِّنا وَغَفور، بِنتاه يا كَبدي وَلَوعَة مُهجَتي، قَد زالَ صَفو شانِه التَكدير
لا نوصي ثَكلى قَد أَذابَ وَتينُها، حُزن عَلَيكَ وَحَسرَة وَزَفير، قَسما بِغض نَواظِر وَتَلهفى
مُذ غابَ نسان وَفارِق نور، وَبِقُبلَتي ثَغرا تقضي نَحبه، فَحَرَمت طيب شَذاهُ وَهُوَ عَطير
وَاللَهُ لا أَسلو التِلاوَةِ وَالدَعا، ما غَرَّدَت فَوقَ الغُصونُ طُيور، كَلا وَلا أَنسى زَفير توجعي
وَالقَد مِنكَ لَدى الثَرى مَدثور، إني أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني، لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
قَد كُنتُ لا أَرضى التَباعُد بُرهَة، كَيفَ التَصَبُّر وَالبِعادُ دُهور، أَبكيكَ حَتّى نَلتَقي في جنة
بِرِياض خُلد زينَتُها الحور، إن قيلَ عائِشَة أَقولُ لَقَد فَنى، عيشي وَصَبري والإله خَبير
وَلَهى عَلى تَوحيدِهِ الحُسنِ الَّتي قَد غابَ بَدر جَمالِها المَستور، قَلبي وَجِفني وَاللِسانُ وَخالِقي
راض وَباكَ شاكِر وَغَفور، مَتعت بِالرِضوان في خُلد الرِضا، ما اِزينت لَكَ غُرفَة وَقُصور
وَسَمِعتُ قَولَ الحَقِّ لِلقَومِ اِدخُلوا، دارَ السَلامِ فَسَعيُكُم مَشكور، هذا النَعيمُ بِهِ الأحبة تَلتَقي
لا عَيشَ إلا عيشه المَبرور، وَلَكَ الهَناءُ فَصدق تاريخي بَدا، تَوحيدُهُ زَفت وَمَعَها الحور
قصيدة روحي بقربك قد نالت من الأرب
روحي بِقُربِكَ قَد نالَت مِنَ الأرب، ما تَرضيهِ فَمرها في الهَوى تجب فَضَع يَمينُكَ فَضلا فَوقَ مهجَتِها
تكف بِالكَف ما عانَتهُ مِن وَصب، لا تُنكِرَن مَزايا الحُب إن لَهُ، في الراحَتَينِ لَراحات من التَعَب
وَاِنظُر تَر الصَب مَلقى لا حِراك بِهِ، باك تَردد بَين الماءِ وَاللَهب، من روح رَبِّكَ روح قَد خَصَّصَت بِها
فَاِمنَح بِها مُهجَة أن تَلتَفِت تجب، لا تَبخَلَن عَلى نَفس فديت بِها وَأَنعِشن بِها قَلبي مِنَ النَصب
وَقُل لإنسانك الجاني عَلى تلفي، بِأَي ذَنبٍ لِقَتلي زدت في الطَلب، نَصبت لَحظا لِقَلب مؤمن كلف
فَصارَ في الحُبِّ مُهديا إلى النَصبِ، بِمَوسِم الإنس سَيف اللَحظِ جرده وَهَزَّ نَحوي قَواما في الدَلالِ رَبّي
أَلزَمتُهُ وَهُوُ وسنان الهَوى ديتي، فَأَسدَل الهَدب لي عَجبا وَلَم يجب، جَدواكَ بِالعَفوُ مُذ جَلَت مَآثِرها
تَسمو عَلى كُل ما يَسمو مِن الرتب، نَحنُ الخُلود مِن العُشّاق إن رَشَفت، تِلكَ الثَنايا وَما في ذاكَ من عَجَب
شَفا شَفاهِك مِنهُ الصَب يا أَملي، في غنية عَن طَبيب حاذِق وَغبي، أَعزك اللَه بلغ ما أَتيت بِهِ
بِعادِل لوثثني قيل أَنتَ نبي، فَأمة العِشق لاقَت في الغَرامِ لَظى، كَأَنَّما قَد تَبناهُم أَبو لَهب
أَتَت لحيك الأَبصارِ شاخِصَة، يَستَشفعون بِذاك العادل الرطب، فَاِدرَأ بِعَفوِكَ ما لاقوهُ مِن سعر
وَاِحكُم كَما ترتضي في الحُب وَاِنتَخِب، صفت موازين زفرات بِهِم لَعِبت
في مَحشَرِ الحُب ما مالَت إلى الرَيب، بِعِزة الحُب قُل لي هَل رَأَيت بِهِم
ما قَد رَأَيت مِنَ المَحسوبِ في النَسَب، حب وَصبر وَحِرمان وَحر جوى
وَمَدمَع وَسهاد دائِم الوَصب، لا تَلقني بِسَعير إنني دنف، فيما شَكَوت الهَوى وَالوَجد لَم أَعب
أَعيذ لطفك من ظُلم تَكون بِهِ، بَينَ الأَنامِ شَهير الاِسم وَاللَقب، أَعاذَكَ اللَهُ مِن يَوم أَراكَ بِهِ
مِثلي وَحوشيت من أَني أَقيسك بي، حَيث النُفوسَ أَقرت بِالَّتي صَنَعت وَهم سُكارى لِما يَخشون مِن عَطب
وَحق حُبك لَو في البَعثِ يُمكُنُني، كَتم الشَهادَة لَم أَخرج عَن الأدب، لكنَّني بِاِعتِذار مِنكَ في خَجَل
اِذ قالَ لا تَكتُموا لِلعَجمِ وَالعَرب، فَقالَ لي بِرُموز مِن لَواحِظِهِ، بعد اِبتِسام وَما أَبداهُ مِن طَرَب
أَراكَ قَد جِئتَ عَمّا قُلتَ مُعتَذِرا، وأن عُذرُكَ للإحسان لَم يُصِب، يَمحو الجَليلَ عَظيم الاِعتِداء إذا
ما سامَحَ الخَصم بالإخلاص فَاِتئب، أَبَحت يا مَعشَرَ العُشّاقِ فَاِستَمِعوا، دمى لِهذا الرَشا طَوعا وَحق أَبي
قصيدة بألفي مرحبا حيا لساني
تقول عائشة التيمورية في قصيدة بألفي مرحبا حيا لساني:
بِأَلفيْ مَرحبا حَيا لِساني وَأَهلا قالَ في صَدري جَناني، فعودي يا أَويقاني وهنا
لَقَد عادَ الهَنا بَعد التَواني، وَيا حلو السَلام لعهد سلمى، صفت لِلعَينِ مِرآة العَيان
فَمن هنا يَهنيني بِعَيني، فَنور العَينِ عاد مَعَ الأماني وَها إنسانها يا آلُ ودي
لطلعتكم بِنور الشَوق رَآني، يَحييكم بِشَهد الإنس عَنّي، فَهَنّوا بِالسَلامَةِ والأمان
لَوامع نيرات كان قَلبي، لِشَوق ضِيائِها وَلَها يُعاني، حياتي في تحياتي لنور
بِماء حَياته صبحا سَقاني، نَعيمي نِعمَتي عَزى عَزيزي، دَليلي مُرشِدي سُبل التَهاني
ببعدك وَالَّذي كابدت فيهِ، وَما لاقيت من ضيم دَهاني وَغييتك الَّتي أَفنت وُجودي
وَأَلقَت في غِيابَتِها عَياني، سُروري بِاللُقا وَنَعيم قُربي، أعاد بِعودِكَ الميلاد ثاني
لَقَد أرغمت كل طبيب سوء، أَضاع بهزَلِهِ طول الزَمانِ وَقالوا مات قُل موتوا بِغيظ
فَجل القَصد حَيا قَد أَتاني، وَجدد بِالوِصالِ حَياة روحي، أَعوذُهُ بِآيات لِثاني
فَدَعني يا خلي وَالخل تخلو، وَنكحل بِالثَنا جِفن الأماني، لِمِرآة الجَمالِ وَوَجه بَدر
دَعاني يوسُف الثاني دَعاني، وَقَد أعددت ما في الكُف طرا
لِمَن بِقَميص برئي قَد حَباني، حَبيبي بِالَّذي أعطاك نورا، تَقودُ بِهِ كَما تَرضى عَنائي
وَذاكَ النورُ مِن مشكاة فَضل، بِهِ لِسَبيل مَقصودي هَداني، لِقَلبي إن سَلاكَ صَلى بِنار
بِها تكوي حَشاشاتي بِناني، وَلَولا الصَبر جِدت بِبَذل روحي، لِمَن حَيا بِقُربِكَ وَالتَداني
وَلَم أَبخَل بِها حبا لِعَيش، وَعَيش المَرءِ مَهما طالَ فاني وَقَد مَرَّت عَلى المَضنى شُهور
يُعاني مِن فُراقِكَ ما يُعاني، وَلكِنّي وددت العَيش كيما، أَراكَ كَما تَرى غيري تَراني
فَيا مَن قَد بلوت بعار خل، وَيا مَن قَد شقي شَوقا سَلاني، أبعد الحب تَرى أَم يُواري
فَقول الصِدق يَهديكُم بَياني، أَموتُ وَمُقلَتي تَرآى عَزيزي وَيَغفِرُ زِلَّتي مَن قَد يَراني
بَسطت بِالاِبتِهال أَكف حَمدي، لِمَن بِاللُطفِ عَن كَف وِقائي، إذا يَئِسَ الطَبيبُ وَكل عَنّي
بِقُدرَتِهِ بِما أَرجو حَباني، وَلَستُ بِبالِغ مِقدار شُكري، لَوان جَوارِحي سَبَقتُ لِساني
سَأَضرَعُ بِالشَقاءِ لكل خل، لِمَن ما دُمتُ عائِشَة شَفاني
قصيدة أسأل مسلسل السحب العوالي
أسأل مسلسل السَحب العَوالي، فَرَوى شَعب مكة وَالعَوالي، أَم الآفاق قَد مَلَئَت عُيونا
فَأَغرَقَ نَبعُها شَم الجِبال، أَم العَباس في قَوم عطاش، قَد اِستَسقوا بِذل وَاِبتِهال
عَهَدت الغَيثَ يُنعِش كُل روح، وَيَحي النَفس بِالماء الزَلال، طغى ماءَ الجُفون وَما دنت بي
سَفين الشَوق من جودي الوِصال وَقَد أَصبَحت في بَحر عَميق، مِنَ الظُلَماء مَجهود المَلال
ضَللت بِلَيل اِسقامى طريقي، إليكم ساداتي فَاِنعوا ضَلالي، قَضيت بِكُم لَيالي مُقمِرات
فَلَم قَد أَظلَمت هذي اللَيالي، وَكانَ الدَهرُ مُلتَفتا إلينا وَها هُوَ مُغمِض الأجفان قالي
فَلَوا أسفي عَلى إنسان عيني، غَدا في سِجن سَقم وَاِعتِقال، حَجبت بِسِجنِهِ عَن كُل خل
وَصِرت مُخاطِبا صور الخَيال، إنسان العُيون فَدتك روحي، يَهون لِعود نورِكَ كل غالي
أَتَرضى البُعد عَن عَيني أَليف، أَضر بِعَزمِهِ ضيق المَجال، أَذَبتَ حَشاشَتي فَزعا وَرَوعا
شَغلت بأسوأ البلبال بالي، بِمَن جَعَل العُيونَ أَجل مَأوى، لِحِفظِكَ أَيُّها الباهي الجَمال
حَياتي بَعد بعدك لا أَراها، سِوى سَكرات نَزعات ثِقال وَكَيفَ أَعد لي روحا ترجى
وَشَمس الروح مالَت لِلزَّوال، غَدَوت بِفُرقَة الفُرقانِ صَبا، أَسايل في التِلاوَةِ كل تال
وَلَولا أَن حفظ النصف مِنه، شَفى قَلبي لَذُبت مِن اِشتِعالي، لَعُمري لِلحَديثِ حَياة روحي
وَراحَة مُهجَتي وَنَفيس مالي، وَكَم في الفِقه مِن دُرَر تحلت، بِها فِكري وَمن درر غَوالي
أَمس الكتب من شغفي عَلَيها، وَاِبلى حَسرَة من سوء حالي وَأَندُب مُهجَتي حَيا لِأَنّي
حُرِمت بَدائِع السِحر الحَلال، تمس المُصحَف الاِسمي يَميني وَقَد وَضَعتُ عَلى قَلبي شَمالي
وَأَنشِدُهُ لآيك طال شَوقي، وَمالي غَيرُها عَز وَمالي، كَلامَكَ في الحَياةِ وَبَعد مَوتي
وَفي يَوم التَغابُن وَالجِدال، غِذائي راحَتي نوري أَنيس، دَليلي بِهجتي أَملي كَمالي
فُراقُكَ صدني عَن كُل قَصد، وَقَد مَرَّ المَذاق لِكل حالي، فَكَيفَ أَرومُ بَعدَ اليَومَ ربحا
وَأَيّامي ذَهَبنَ بِرَأس مالي، وَلكِنّي أَرى في الصَبرِ طبي وَمُكحلة الجَلا حُسن اِمتِثالي
فَيا إنسان عَين غابَ عَنها، وَبدلني بِه طول المَلال، عَسى أَلقاكَ مُبتَهِجا مُعافى
وَأَصبِح مُنشَدا أملي صَفا لي، لِتَهنَأ مُقلَتي بسنا حَبيب، بَديع الحُسن مَحمود الوِصال
وَاِنظُم أَحرفي كَالدر عَقدا، بِهِ جيد الصَحائِفِ عاد حالي
فَربي قادِرٍ برّ رَحيم، يُجيب بِفَضلِهِ السامي سُؤالي
قصيدة بيد العفاف أصون عز حجابي
تقول عائشة التيمورية في قصيدة بيد العفاف أصون عز حجابي:
بيد العفاف أَصون عز حجابي وِبِعِصمَتي أَسمو عَلى أَترابي وَبِفِكرَة وَقادَة وَقَريحة
نَقادَة قَد كَمَلَت آدابي، وَلَقَد نَظَمت الشِعرَ شيمَة مَعشَر، قبلي ذَوات الخُدور والأحساب
ما قُلتُه الفكاهة ناطِق، يَهوى بَلاغَة مَنطِق وَكِتاب، فَبِنِيَّة المهدي وَلَيلى قُدوَتي
وَبِفِطنَتي أَعطي فَصل خطابي، لِلَّهِ در كَواعِب منوالها، نَسج العُلا لِعَوانِس وَكِعاب
وَخَصَّصَت بِالدُر الثَمين وَحامَت الخَنساء في صَخر وجوب صِعاب
فَجَعَلَت مِرآنى جَبين دَفاتِري، وَجَعَلَت من نقش المداد خضابي
كم زَخرَفَت وَجنات طرسى أَنملى، بعذار خط أَواهاب شَباب
وَلَكُم زها شَمع الذكا وَتَضوعَت، بِعَبيرِ قولي رَوضَة الأحباب
منطقت ربات إليها بِمَناطِق، يَغبطها في حضرتي وَغِيابي
وَحَلَّلَت في نادي الشُعور ذَوائِبا، عَرَفت شَعائِر ما ذو الاِنساب
عوذت مِن فِكري فُنون بَلاغَتي، بِتَميمَة غَرا وَحرز حِجاب
ما ضَرَّني أَدبي وَحُسنُ تَعَلُّمي، إلا يكون زَهرَة الألباب
ما ساءَني خدري وَعَقد عِصابَتي، وَطَرازُ ثَوبي وَاِعتِزاز رَحابي
ما عاقَني خَجلي عَن العليا وَلا سَدل الخِمار بِلِمَّتي وَنِقابي
عَن طي مِضمار الرَهان إذا اِشتَكَت، صَعب السِياق مطامح الرِكاب
بَل صَولَتي في راحَتي وَنفرسى، في حُسنِ ما أَسعى لِخَير مَآب
ناهيكَ من سر مَصون كنهَه، شاعَت غَرابَتِه لَدى الإغراب
كَالمِسكِ مَختوم بِدُرج خَزائِن، وَيَضوع طيبُ طيبِهِ بِمَلاب
أَو كَالبِحار حوت جَواهِر لُؤلُؤ، عَن مَسِّها شَلت يَد الطلاب
در لِشَوق نَوالِها وَمَنالُها، كَم كابِد الغَواس فَصل عَذاب
وَالعَنبَر المَشهود وافَق صونَها، وشؤونه تَتلى بِكُل كِتاب
فَأَنَرتَ مِصباح البَراعَةِ وَهيَ لي، مَنح إلا لَهُ مَواهِب الوَهاب
قصيدة أعن وميض سري في حندس الظلم
أَعَن وَميضِ سَرى في حُندُس الظُلم، أَم نِسمَة هاجَت الأشواق من أضم
فَجَدَّدَت لي عَهدا بِالغَرامِ مَضى، وَشاقَني نَحو أحبابي بِذي سِلم
دَعا فُؤادي مِن بَعد السَلو إلى ما كُنتُ أَعهد في قَلبي مِن القدم
وَهاجَني لِحَبيب عِشق مَنظَرَه، يَمحو وَيُثبت ما يَهواه مِن عدمي
يَمحو سَلوى كَما يَمحو إساءته، حَسبي لَهُ فَعَذابي فيهِ كَالنَعيم
رامَ الوُشاةَ سَلوى عَن مَحَبَّتِهِ، وَلَم أَوف لَهُم عَذلا وَلَم أَرُم
كَيفَ اِستَنار الجَوى يا مَن تَمَلَّكَني، وَشاهد العِشق في العُشّاقِ كَالعِلم
فَيا لَهُ مُعرِضا عني وَمُعتَرِضا، بَينَ الفَراغِ وَقَلبي وَهُو متهمي
حَسبي مِنَ الحُبِّ ما أَفضى إلى تلفي، وَما لَقيتُ مِنَ الآلامِ وَالسَقمِ
إني رَدَدت عناني عَن غِوايَتِه، وَقُلتُ يا نَفس خلى باعِث النَدم
وَلَذَّت بِالمُصطَفى رَب الشَفاعَة إذ يَدعو المُنادي فَتحي الناس من رحم
طه الَّذي قَد كَسا إشراق بِعثَتِه، وَجه الوُجودِ سَناء الرُشدِ وَالكَرَم
طه الَّذي كللت أنوا سنته، تيجان أُمَّتِه فَضلا عَلى الأمَم
نِعم الحَبيب الَّذي من الرقيب بِهِ، وَهُوَ القَريبُ لراجي المَجدِ وَالنِعَم
روحي الفِداء وَمن لي أن كون لَهُ، هذا الفِداء وموجودا كَمُنعَدِم
وَما هِيَ الروحُ حَتّى أَفتَديهِ بِها، وَهي البغاث يَغارُ الظُلمُ وَالظلم
وَالعُمرُ أَفنَت ثِقال الوُزر لمحته، وَبَدَّدَتهُ صُروفُ الدَهرِ بِالتُّهَم
أَينَ الرَشادُ الَّذي أَعدَدتُهُ لِغَد، غَويت عَنهُ فَزلت بِالهَوى قدمي
من لي بترب رحاب لَو أَفوزُ بِها، كَحلت عينا أَفاضَت دَمعُها بِدَم
من لي بإطلال بان عز مَنظَرِها، تَسقى بَطَل من الآماق مُنسَجِم
تحط أَثقال وُزر لا تَقومُ بِها، شَم الرَواسي من رأس وَمُنهَدِم
فَكَم يَتبَع زَلال فاض من يَدِه، أَروي الأوام وَأَسقى مِنهُ كُل ظمئ
وَالجذع أَن لَهُ من بَعدِهِ جزعا، لما رَأى عَنهُ مَولى العرب وَالعُجم
لانَت لَهُ الصَخرَة الصَمّاءِ طالِعَة، مُذ مَسَّها سَيِّدُ الكَونَينِ بِالقَدَم
فَيا لَها مُعجِزات ما لَها عَدَد، أَفلِها منا يَدا نار عَلى عَلم
وَلا يُحيطُ بِهِ مدحي وَلَو جَعَلت، جَوارِحي أَلَسنا يَنطُقنَ بِالحُكمِ
وإنما أرتجي مِن مَدحِهِ قبسا، يَهدي الصِراطُ وَيَشفى الروحُ من أَلَم
وَكَيفَ لي بِاِتِّعاظِ النَفسَ آمِرَتي، بِالسوءِ ناهيتي عَن مَورِدِ النِعَم
فَما اِلتِماسي عَن خَيرِ يَقرُبُني، زُلفى السَعيم وَلا تَسقى بِمُنتَظِم
لكِن لي أُسوَة أشفي بِها وَصَبي، حُسن اِرتِباطي بِحَبلِ غَير مُنفَصِم
ومنه اللَهِ دين وَصفِهِ قيم، بِحُجَّتي إن أَخَف يَومَ اللُقا يقم
وَما سِوى فوزكوني بَعضُ أُمَّتِه، ذُخرا أَفوزُ بِهِ مِنَ زلة الوَصم
إلا اِلتِماسي عَفوا بِالشَفاعَةِ لي، مِن خاتِمِ الرُسُلِ خَيرُ الخَلقِ كُلُّهُم
مَددت كَف الرَجا أَرجو مراحمه، وَقَد حَلَّلت بِهِ في بَهرَة الحرم
أَقولُ حينَ أَوافى الحَشر في خَجل، إن الكَبائِرَ أَنسَت ذِكرَهُ اللِمَم
يا خَيرُ من اِرتَجى إن لَم تَكُن مددي، وَاِزلَتي يَومَ وَضع القِسطِ وَالدِمى
فَاِشفَع بِحُبِّ الَّذي أَنتَ الحَبيبُ لَهُ، لَولاكَ ما أَبرَزَ الدُنيا مِنَ العَدَم
عَلَيكَ أَزكى صَلاةُ اللَهِ ما اِفتُتِحَت، أَدوارُ دَهر وَما وَلَّت بِمُختَتَمِ
قصيدة مرارة الصبر خصت بالحلاوات
مَرارة الصَبر خَصَت بِالحَلاوات وَجَدت في مرها حُلو السَلامات، صِيانَتي في كُهوف الصَبرِ أَمنَع لي
مِن حِصن كسرى وَمِن أَعماق أغمات، كَما باتَ دَهري يُريني نَهج ترببتي، فَيَنثَني بِقَبولي وَاِمتِثالاتي
وَما اِحتِجابي عَن عَيب أَتَيتُ بِهِ وإنما الصون من شأني وَغاياتي وَكُلَّما شَب دَهري في مُعانَدَتي
لَم يَلقَ مِني لَه إلا اِطاعاتي، كَم قابَلَتني لَيال ريحُها سعر، بَطيئَة السَير تَرمي بِالشَرارات
لاقيتُها بِجَميل الصَبرِ مِن جَلدي، وَبت أسفي الثَرى مِن غَيث عبراتي، كَم أَقعَدَتني أَيّامُ بصدمتها
وَقُمت بِالعَزمِ مَشهور العنايات، وَكَم حَليفَة سعد إذ تَعنفني، تَقولُ سَعيك مَذموم النِهايات
فَأَخفِض الطرف من حُزن أكابِده، وأهمل الدَمع من تِلكَ المَقالات وَكَم لَصقت بِأَرض الظُلم ناصِيَتي
فَقُمتُ من سجدَتي أَتلو تَحِيّاتي، وَكَم شَكَرت بِفَضل العَدلِ عاذلتي، إن أَحسَنتَ أَو أطالت في أساتي
وَما مَنَحت بِيَوم قَد أتى غلطا، بِالانسِ إلا وَقامَت فيهِ غاراتي، وَمُذ أَتَت عذلي تَبغي مُصادَرَتي
ظُلماً مَنحتهمو أَسنى الكَرامات، وَكُلَّما عددوا ذَنبا رَميت بِهِ، بَسَطت لِلعَفو راحات اِعتِرافاتي
وَكُلَّما حَرَّروا مَنشور مظلَمتي، وأثبتوا في الوَرى ظُلما جِناياتي، أظهرت شكري لَهُم بِالرَغمِ عَن أسفي
وَكانَ ما كانَ مِن فَرط التِهاباتي، وَلَم أَفه لذوي رد لِمَعرِفَتي، إن الحَبيب، حَبيب في المَسَرّات
أَقوم وَالضيم تَطوينني تَوائِبه، طَيّ السجل وَلَم أسمعه أَناتي، أَخفى الأَسى إن حَسود جاءَ يَسأَلني
لِأَين تَسعى وأومئ لاِبنِها جاتي، إن ضَل سَعي فَهادى الصَبر يُرشِدُني، إلى طَريقِ رَشادي وَاِستِقاماتي
وَلَم أزل اِشتَكي بثي وَمَظلَمَتي، لِعالم الجَهر مِني وَالخفيات، علت ولاة الصفا أشهى نَجائِبها
لتقنص الفوز مِن وادي المودات، وَبت بِاليَأسِ في بَطحاء متربتي وَكان شغلي لضيمي دق راحاتي
أَقول لِلصَّبرِ لا عتب عَلى زَمَن، أَعطى لِأَبنائِه أَسمى العطيات، فَقال مَهلا وَلا تَغررك شَوكَتِهِم
فَالصَحو يَعقُبه سود الغَمامات، فَلَيسَ كُل ملوم دام مُكتَئِباً وَما السَعيدُ سَعيد لِلمُلاقاة
فَدَهرِهِم غرهم جَهلا وَما عَلِموا، إن الزَمانَ قَريب الاِلتِفاتات، فَما تَوارَت بغاة الغَم من أسفي
حَتّى أَناخوا بِاِجبال النكايات، تَذكر الدَهر عادات لَه سَلَفَت وَقَد نَسوها بِحانات الخَلاعات
وَرد دهري سِهام الحِقد صائِبَة، اليَهمو فَغَدوا في شَرَّ حالات، فَما اِستَطابوا أَمانيهِم وَلا قَنَصوا
حَتّى اِستَوينا بِكَهف الاِعتِكافات، قالَ الدهاة سِهام الدَهر قَد وَقَعَت، مِن ذلِكَ الجمع في كَشح وَلبات
فَقُلت أَنعم بِهِ مِن حاذِق فَطن، وإنه لَحقيق بِالعدالات، ظَنّوا الزَمانَ أباح السَعد طالعهم
وإنه اِختَصَّ تحمى بِالنحوسات، وَالصَبر أَشهَدَني ما كنت أغبطهم، عَلَيهِ عاد اِعتِبارا في العبارات
فَلا يَهولنك حرمان بليت بِهِ، وَلا يغرنك إقبال غَدا آتي، كِلاهُما وَالَّذي اِنشاكَ من علق
يَفنى وَبعدم في بَعض اللَميحات، أين المُلوكِ الأولى كانَت أوامرهم، مَحدودَة كَسُيوفِ مُشرفيات
تَمحى وَتثبت ما رامَت وَما رَفَضَت، بَينَ الأنام بأقوال سميات، قَد أحكم الدَهر مرماهُم فَما لَبِثوا
حَتّى اِنطَووا في الثَرى طي السجلات، فَكَم مَضى عَزمُهُم في عِز سَطوَتِهِم، قَولا وَفِعلا بِتَسديد الرِياسات
وَكَم سَرى في الوَرى مَنشور سلطتهم، شَرقا وَغَربا بأنواع السِياسات، يَؤوب بِالعَجزِ أقواهم إذا ألم
بِهِ أَلَم ويبدي شَر حَسرات، يَلوذ ضَعفا بِأَذيالِ الطَبيب وَما يغني الطَبيب لَدى فَتكِ المنيات
وَكَم لِفَقد عَزيز مَنهمو سكبت، مَدامِعَ كُن بِالنعما مَصونات، وَطالَما أَحرَقت حَسراتِهِم كَبدا
تَضعضعت مِنهُ أَركان بِالنُعما مَصونات، فَلا تَقُل لي مَتاع وَهو عارِيَة وَاليَأس عِندي راحات اِستِراحاتي
وَقَد بَسَطت أَكف الذل ضارِعَة، لِخالِق الخَلق جبار السموات، وَبت أَدعو عَليم السر قائِلَة
يا غافِرَ الذَنب جدلي بِاستِجابات، يا كاشِف الضُر عَن أَيوب مرحمة، حينَ اِستغاثَك من مس المَضَرّات
وَصاحِب الحوت قَد أحببته كرما، لِما دَعا بِاِبتِهال في الصراعات، أَنقذته يا إله العَرش مِن ظُلم
لِظُلمَة النَفس لاقته بِاِعنات، وَاِبيضت العَين من يَعقوب وَاِنسَكَبَت، حُزنا عَلى سُيوف في فَيض عِبرات
وَمُذ شَكا البث لِلرحمن عادَ لَهُ، نور العُيونِ قَرينا بِالمَسَرّات وَيوسف السَيد الصَديق حينَ دَعا
في ظُلمَة السِجن من بَعد الغِيابات، أَوليته الحُكم وَالمُلك العَظيم كَما أتيته العِلم مِن إسنى العِنايات
وَمُذ عَلِمت بِإخلاص الخَليل غَدا وَالنار من حَولِهِ في رَوض جنات، عادَت سَلاما وَبَردا بَعد ما اِشتَعَلَت
وَلَم يَفه من يَقين بِالشِكايات وَقَد رَفَعَت يَمينَ الذُل داعِيَة، إليك يا رَب أَرجو غَفر زلاتي
رَبّي اإلهي مَعبودي وَمُلتَجىء، إلَيكَ أَرفَعُ بثي وَاِبتِهالاتي، قَد ضَرَّني طَعن حسادي وَأَنتَ تَرى
ظُلمي وَعِلمُكَ يغني عَن سُؤالاتي، فَاِمنُن عَلى بآلاف لِتُخرِجُني، مِنَ الضَلالِ إلى سبل الهِدايات
أَنت الخَبير بِحالي وَالبَصيرُ بِهِ، فَاِفتَج لِهذا الدعا بابَ الإجابات، فَكَيفَ أَشكو لِمَخلوق وَقَد لَجَأت
لَكَ الخَلائِق في يسر وَشدات، فَيا لَها من جراح كُلَّما اِتسعت، أَعيت طبيب رُغما عَن مُداواتي
أَنتَ الشَهيد عَلى قَول أَفوه بِهِ، ما دُمت عائِشة فَالحَمدُ غاياتي