أجمل قصائد مالك بن الريب مكتوبة كاملة
أبو عُقبة مالك بن الريب بن حوط بن قرط المازني التميمي والمعروف باسم مالك بن الريب، هو شاعر وفارس من بني مازن بن مالك من بني تميم ويُعد من واحد من أشهر فرسان العرب في الإسلام، ووُصف بأنه كان شجاعاً فاتكاً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المقال نستعرض أجمل أشعار وقصائد مالك بن الريب مكتوبة كاملة.
قصيدة تألى حلفة في غير جرم
قصيدة تألى حلفة من غير جرم واحدة من أجمل قصائد مالك بن الريب ويقول فيها:
تَأَلّى حلفَةً في غَيرِ جُرمٍ، أَميري حارِثٌ شبهَ الصرارِ، عَلَيَّ لأجلَدَن في غَيرِ جُرمٍ
وَلا أُدني فَيَنفَعُني اِعتِذاري وَقُلتُ وَقَد ضَمَمتُ إِلَيَّ جَأشي، تَحَلَّل لا تأَلَّ عَلَيَّ حارِ
فَإِنّي سَوفَ يَكفينيكَ عَزمي وَنَصي العيسَ بِالبَلَدِ القِفارِ وَعَنسٌ ذاتُ مُعجَمَةٍ أَمونٌ
عَلَنداةٌ مُوَثَّقَةُ الفِقارِ، تَزيفُ إِذا تَواهَقَتِ المَطايا، كَما زافَ المُشَرِّفُ لِلخِطارِ
وَإِن ضَرَبَت بِلَحيَيها وَعامَت، تَفَصَّمَ عَنهما حَلقُ السِّفارِ، مِراحاً غَيرَ ما ضِغنٍ وَلَكِن
لجاجاً حينَ تَشتَبِهُ الصَحاري، إِذا ما اِستَقبَلَت جَوناً بَهيجاً، تَفَرَّجَ عَن مُخَيَّسهِ حصَاري
إِذا ما حال رَوضُ رباب دوني، وَتَثليثٌ فَشَأنُكَ بِالبَكاري وَأَنيابٌ سَيُخلِفهُنَّ سَيفي
وَشَدّاتُ الكَمِيِّ عَلى التِجارِ، فَإِن أَسطَع أرح مِنهُ أناسي، بِضَربَةِ فاتِكٍ غَيرِ اِعتِذارِ
وَإِن يُفلِت فَإِنّي سَوفَ ألقى، بَنيه بِالمَدينَةِ أَو صِرارِ، أَلا مَن مُبلِغٌ مَروانَ عَنّي
فَإِنّي لَيسَ دَهري بِالفِرارِ، وَلا جَزعٌ مِنَ الحدثانِ يَوماً وَلَكِنّي أَرودُ لَكُم وبارِ
بِهزمارٍ تُرادُ العيسُ فيها، إِذا أَشفَقن مِن قَلقِ الصِّفارِ وَهن يَحُشنَ بِالأَعناقِ حَوشاً
كَأَنَّ عِظامَهُنَّ قِداحُ بارِ، كَأَنَّ الرَحلَ أَسأَرَ مِن قَرها، هِلالَ عَشِيَّةٍ بَعدَ السرارِ
رَأَيتُ وَقَد أَتى بُحرانُ دوني، لِلَيلى بِالغُمَيِّمِ ضَوءَ نارِ، إِذا ما قُلتُ قَد خَمَدَت زُهاها
عَصِيُّ الزَّندِ وَالعَصفُ السَّواري، يُشَبُّ وَقودُها وَيَلوحُ وَهناً، كَما لاحَ الشَبوبُ مِنَ الصُّوارِ
كَأَنَّ النارَ إِذا شُبَّت لِلَيلى، أَضاءَت جيدَ مغزِلَةٍ نَوارِ، وَتَصطادُ القُلوبَ عَلى مَطاها
بِلا جَعدِ القُرونِ وَلا قِصارِ وَتبسمُ عَن نَقِيِّ اللَّونِ عَذبٍ، كَما شيفَ الأقاحي بِالقطارِ
أَتجزَعُ أَن عَرَفتَ بِبَطنِ قَوٍّ وَصَحراءِ الأُدَيهم رَسمَ دارِ وَأَن حَلَّ الخَليطُ وَلَست فيهِم
مَرابِعَ بَينَ ذِحل إِلى سَرارِ، إِذا حَلّوا بِناعِجَةٍ خَلاءً، يُقَطِّفُ نورَ حَنوتِها العَذاري
قصيدة أذئب الغضا قد صرت للناس ضحكة
قصيدة أذئب الغضا قد صرت للناس ضحكة، من أجمل قصائد مالك بن الريب ويقول فيها:
أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلناسِ ضِحكَة، تغادى بِها الرُكبانُ شَرقاً إِلى غَربِ
فَأَنتَ وَإِن كُنتَ الجَريءَ جَنانُهُ، مُنيتَ بِضِرغامٍ مِن الأسدِ الغُلبِ
بِمَن لا يَنامُ الليلَ إِلا وَسَيفُهُ، رَهينَةُ أَقوامٍ سِراعٍ إِلى الشَّغبِ
أَلَم تَرَني يا ذِئبُ إِذ جِئتَ طارِقاً، تُخاتِلُني أَنّي اِمرؤٌ وافِرُ اللُّبِّ
زَجَرتُكَ مَرّاتٍ فَلَمّا غَلَبتَني، وَلَم تَنزَجِر نَهنَهتُ غَربَكَ بِالضَربِ
فَصِرتَ لُقىً لما عَلاكَ اِبنُ حُرَّةٍ، بِأَبيَضَ قَطّاعٍ يُنَجّي مِنَ الكَربِ
أَلا رُبَّ يَوم ريبَ لَو كُنتَ شاهِداً، لَهالَكَ ذِكري عِندَ مَعمَعَةِ الحَربِ
وَلَستَ تَرى إِلا كَمِيّاً مُجَدَّلاً، يَداهُ جَميعاً تَثبُتانِ مِنَ التُّربِ
وَآخَرَ يَهوي طائِرَ القَلبِ هارِباً، وَكُنتُ اِمرأً في الهَيجِ مُجتَمعَ القَلبِ
أصولُ بِذي الزرَّينِ أَمشي عِرضنَةً، إِلى المَوتِ وَالأَقرانُ كَالإِبِلِ الجُربِ
أَرى المَوتَ لا أَنحاشُ عَنهُ تَكَرُّماً وَلَو شِئتُ لَم أَركَب عَلى المَركَبِ الصَعبِ
وَلَكِن أَبَت نَفسي وَكانَت أَبِيَّةً، تَقاعَسُ أَو يَنصاعُ قَومٌ مِنَ الرُعبِ
قصيدة ولقد قلت لابنتي وهي تكوي
وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي، بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا وَهيَ تَذري مِنَ الدُموعِ عَلى الخَدْ
دَينِ مِن لَوعَةِ الفِراقِ غُروبا، عَبراتٍ يَكدنَ يَجرَحنَ ما جُزنَ بِهِ أَو يَدَعنَ فيهِ نُدوبا
حَذَرَ الحَتفِ أَن يصيبَ أَباها، وَيُلاقي في غَيرِ أَهلٍ شَعوبا، أُسكُتي قَد حَزَزتِ بِالدَمعِ قَلبي
طالَما حَزَّ دَمعُكُنَّ القُلوبا، فَعَسى اللَّهُ أَن يُدافِعَ عَنّي، رَيبَ ما تَحذرينَ حَتّى أَؤوبا
لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي، بعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا وَدَعي أَن تُقَطّعي الآنَ قَلبي
أَو تريني في رِحلَتي تَعذيبا، أَنا في قَبضَةِ الإِلَهِ إِذا كُنتُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا
كَم رَأَينا اِمرأً أَتى مِن بَعيدٍ، وَمُقيماً على الفِراشِ أُصيبا وَدَعيني مِن اِنتِحابِكِ إِنّي
لا أُبالي إِذا اِعتَزَمتُ النَحيبا، حَسبِيَ اللَّهُ ثُمَّ قَرَّبتُ لِلسَيرِ عَلاةً أَنجِب بِها مَركوبا
قصيدة ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
قصيدة ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، من أجمل قصائد مالك بن الريب ويقول فيها:
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً، بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا، فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه
وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت، بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا، مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا، أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى
وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا، وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما، أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي، بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا، أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ
تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا، أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا، جَزى اللَّهُ عَمراً خَيرَ ما كانَ جازِيا
إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن، وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا، تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي
سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا، لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي، لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
فَإِن أَنجُ مِن بابَي خُراسانَ لا أَعُد، إِلَيها وَإِن مَنَّيتُموني الأَمانِيا، فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً
بَنِيَّ بِأَعلى الرَقمَتَينِ وَمالِيا، وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً، يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ مِن وَرائِيا
وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَذين كِلاهُما، عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لَو نَهانِيا، وَدَرُّ الرِّجالِ الشاهِدينَ تَفتكي
بِأَمرِيَ أَلا يقصِروا مِن وَثاقِيا، وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صَحابَتي وَدَرُّ لُجاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيا
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد، سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ
إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا، يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ، يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ، عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا، صَريعٌ عَلى أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ
يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا، وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي وَخَلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ، يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا، فَيا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا
بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا، أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ وَلا تُعجلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا
وَقوما إِذا ما اِستُلَّ روحي فَهَيِّئا، لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي
وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا، وَلا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما، مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
خُذاني فَجُرّاني بِثَوبي إِلَيكُما، فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت
سَريعاً لَدى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا، وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى، ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى، وَعَن شَتمِيَ اِبنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا، فَطَوراً تَراني في ظلالٍ وَنِعمَةٍ
وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا، وَيَوماً تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ، تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِماحِ ثِيابِيا
وَقوما عَلى بِئرِ السَّمينَةِ أسمعا، بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا، بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ
تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا، وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ بَعدَما، تَقطعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
وَلَن يَعدَمَ الوالونَ بَثّاً يُصيبُهُم، وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا، يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني
وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا، غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ، إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ، لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا، فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا
رحا المُثلِ أَو أَمسَت بِفَلجٍ كَما هِيا، إِذا الحَيُّ حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا، بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
رَعَينَ وَقَد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّها، يَسفنَ الخُزامى مَرَّةً وَالأَقاحِيا وَهَل أَترُك العيسَ العَوالي بِالضُحى
بِرُكبانِها تَعلو المِتانَ الفَيافِيا، إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ وَبولانَ عاجُوا المُبقِياتِ النَواجِيا
فَيا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ، كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا، إِذا متُّ فَاِعتادي القُبورَ وَسَلِّمي
عَلى الرَمسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا، عَلى جَدَثٍ قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ، تُراباً كَسَحقِ المَرنُبانِيِّ هابِيا
رَهينَةُ أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت، قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا، فَيا صاحِبا إِمّا عَرضتَ فَبلغن
بَني مازِنٍ وَالرَّيبَ أَن لا تَلاقِيا، وَعَرِّ قَلوصي في الرِّكابِ فَإِنَّها، سَتَفلِقُ أَكباداً وَتبكي بَواكِيا
وَأَبصَرتُ نار المازِنِيَّاتِ موهِناً، بِعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرفُ رانِيا، بِعودِ النّجوج أَضاءَ وَقودُها
مَهاً في ظِلالِ السِّدرِ حوراً جَوازِيا، غَريبٌ بَعيدُ الدارِ ثاوٍ بِقَفرَةٍ، يَدَ الدَّهرِ مَعروفاً بِأَن لا تَدانِيا
تَحَمَّلَ أَصحابي عَشاءً وَغادَروا، أَخا ثِقَةٍ في عَرصَةِ الدارِ ثاوِيا، أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى
بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا، وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني، بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ عِندي وَأَهلِهِ، ذَميماً وَلا وَدَّعتُ بِالرَّملِ قالِيا
فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتايَ وَخالتي وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
قصيدة أدلجت في مهمة ما إن أرى أحداً
أَدلَجتُ في مَهمَةٍ ما إِن أَرى أَحَداً، حَتّى إِذا حانَ تَعريسٌ لِمَن نَزَلا، وَضَعتُ جَنبي وَقُلتُ اللَّهُ يَكلؤُني
مَهما تَنَم عَنكَ مِن عَينٍ فَما غَفَلا وَالسَيفُ بَيني وَبَينَ الثَوبِ مَشعَرُهُ، أَخشى الحَوادِثَ إِنّي لَم أَكُن وَكَلا
ما نِمتُ إِلا قَليلاً نِمتُهُ شَئِزاً، حَتّى وَجدتُ عَلى جُثماني الثِقَلا، داهِيَةٌ مِن دَواهي اللَيلِ بَيَّتَني
مُجاهِراً يَبتَغي نَفسي وَما خَتَلا، أَهَوَيتُ نَفحاً لَهُ وَاللَّيلُ ساتِرُهُ، إِلا تَوحيتُهُ وَالجَرس فَاِنخَذَلا
أَوقَدتُ ناري وَما أَدري إِذا لَبدٍ، يَغشى المُهَجهَجَ عضَّ السَّيف أَو رجلا، لَمّا ثَنى اللَّهُ عَنّي شَرَّ عَدوَتِهِ
رَقَدتُ لا مُثبِتاً ذُعراً وَلا بَعِلا، أَما تَرى الدارَ قَفراً لا أَنيسَ بِها، إِلا الوُحوشَ وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلا
بَينَ المُنيفَةِ حَيثُ اِستَنَّ مدفَعُها وَبَينَ فَردَةَ مِن وَحشِيِّها قيلا، مَن يَشهَد الحَربَ يَصلاها وَيسعرُها
تَراهُ مِمّا كَسَتهُ شاحِباً وَجَلا، خُذها فَإِنَّ الضراب إِذا اِختَلَفَت، أَيدي الرِجالِ بِضَربٍ يَختَلي البَصَلا
قصيدة يا عاملا تحت الظلام مطيه
قصيدة يا عاملا تحت الظلام مطيه، من أجمل قصائد مالك بن الريب ويقول فيها:
يا عامِلاً تَحتَ الظَلامِ مَطِيَّهُ، مُتخايلاً لا بَل وَغَيرَ مُخايِلِ، أَنَّى أَتَحتَ لِشابك أَنيابَهُ
مُستَأنِسٍ بِدُجى الظَلامِ منازِلِ، لا يَستَريعُ عَظيمَةً يُرمى بِها، حَصّاءَ تحسرُ عَن عِظامِ الكاهِلِ
حَرباً تَنَصَّبَهُ بِبِنتِ هَواجِرٍ، عادي الأَشاجِعِ كَالحُسامِ الناصِلِ، لَم يَدرِ ما غرف القُصورِ وَفَيؤُها
طاوٍ بِنَخل سَوادها المُتَمايلِ، يَقِظ الفُؤاد إِذا القُلوبُ تَآنَسَت، جَزَعاً وَنُبِّهَ كُلُّ أَروَعَ باسِلِ
حَيثُ الدُجى متَطَلِّعاً لِغَفولِهِ، كَالذِّئبِ في غَلَسِ الظَلامِ الخاتِلِ، فَوَجَدتَهُ ثَبتَ الجَنانِ مُشَيّعاً
رُكّابَ مَنسِجِ كُلِّ أَمرٍ هائِلِ، فَقَراكَ أَبيَضَ كَالعَقيقَةِ صارِماً، ذا رَونَقٍ يَغشى الضَريبَةَ فاصِلِ
فَرَكِبتَ رَدعَكَ بَينَ ثَنيي فائِرٍ، يَعلو بِهِ أَثَرُ الدِماءِ وَشائِلِ