أجمل قصائد مانع سعيد العتيبة مكتوبة
مانع سعيد العتيبة هو شاعر إماراتي، حاصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد وشهادة الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة. وإلى جانب كونه واحد من أهم الشعراء في الإمارات والوطن العربي، شغل الدكتور مانع سعيد العتيبة عدة مناصب مهمة في الدولة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المقال نستعرض أجمل قصائد مانع سعيد العتيبة مكتوبة كاملة.
قصيدة الليل والذكرى
حرك الليل فؤاده، نافضاً عنه رماده، مشعلا نيران ذكرى، سابت منه رقاده
نثرت أشواك جرح غائر فوق الوسادة، فانثنى يمسح دمعاً، هو للحب شهادة
ما الذي أبكي عيوناً، ضحكت فيها السعادة، ما الذي أرجع الليل الشتائي سواده
ما الذي أسرج في الظلمة، للحزن جواده، إنه الحب وجرح نزعوا عنه ضمادة
آه من ليل شقي، لجوى الحب أعاده، بعد أن سار بعيد، هاجر حتى بلاده
قال صمت الليل: كل ليس في الحب إيراده، قدر هذا عليه، مثل موت وولادة
أيها الليل ترفق، بالذي يخفى سهاده، إن في عيني جمر، لا تزد فيه اتقاده
حبه الأول ما زالت، له كل السيادة وهو محكوم بقلبه، عرف الحب عبادة
ليس للماضي رجوع، أيها الراجي مهاده، ضمد الجرح فما في نزفه اليوم إفادة
وابتسم من غير دمع واجعل البسمة عادة، إن دمع الأمس يكفي، ليس يحتاج زيادة
قصيدة لأن الصدود وفعل التصدي
قصيدة لأن الصدود وفعل التصدي من أجمل قصائد مانع سعيد العتيبة، وتقول:
لأن الصدود وفعل التصدي لعودة عهد الصراع يؤدي فإني أعد لأيام حرب أراها بلا أي حصر وعد
ولست حزينا لموت السلام، وخوض غمار المعارك وحدي، لأن السلام الذي عشت فيه تبدد في الزمن المستبد
فصار حبيبي الوديع عدو، وخان عهود ودادي وودي، صرخت :لماذا ؟ وظل سؤالي، يجلجل مثل الصدى دون رد
وأصبح للحب طبع البحار، فمن شح جزر إلى فيض مد، فهل في صراعي مع الحب جدوى، محال ، ولا الحب في الحرب يجدي
سأمنح كفي مخالب صقر، وابني أمام العواصف سدي، ولن أتردد في ذبح قلبي، إذا ما عصاني وهيج وجدي
ففي الحرب أغلق باب الحنان، وأقرع بالسيف أبواب مجدي وأدفن ذكرى الهوى في جراحي
بصمت وأعلن في الحب زهدي، لأن الحبيب بضعفي عليم ويعرف ماذا أسر وأبدي
فلا بسمة الوجه تخفي شجوني، ولا دمعة العين تشرح قصدي ولا في المكان رحيلي لأني
تساوت جميع الأماكن عندي، فلا فرق ما بين بعد وقرب، بغير الهوى صار قربي كبعدي
ولكنني راحل في الزمان، على صهوة الأمل المستجد، أفتش عن قاتل لا يزال
يعيش طليقا بلا أي قيد، لأن القتيل أنا ، جاوزت نداءات ثأري حدود التحدي
وأعجب كيف أظل محباً وبالحب أطفئ نيران حقدي
قصيدة نقطة ضعفي
لأن التسامح نقطة ضعفي، فما زلت تحظى بودي ولطفي وما زلت تطعنني كل يوم
فلا يتصدى لطعنك سيفي، أداوي جراحي بصبري الجميل، فلا القلب يساو ولا الصبر يشفى
وأسأل ما سر هذا الثبات، على عهد حبي فيشرح نزفي، لو أكن يا شقائي الضيف
رحيماً غفوراً لأشقاك عنفي، فلا تتخيل بأنك أقوى وأني صبور على رغم أنفي
أنا هو بأس العواصف فافهم، لماذا أصونك من هوى عنفي، لأنك لا تستطيع الصمود
إذا غاب عنك حناني وعطفي، أحبك ما زلت رغم الخطاي وتشهد بالحب دمعة حرفي
بكيت طويلاً بصمت انتظاري، فأنت انتصاري الأخير وحتفي، أحبك واليأس لا يتناهى
أمام خطاي ونظرة طرفي وأرض فؤادي إلى الغيث ظمأى وما أنت إلا سحابة صيف
بخيل علي كريم على من يماريك في قول زور وزيف، حبيباً تظل برغم دمائي
يلون كفيك يا جرح كفي ومهما يكن لن أصيح احتجاجاً ولا لن أقول لسيفك: يكفي
لن الوفاء له عين أعمى، وأذن أصم إذا صح وصفي، فإن شئت قتلي فوجهاً لوجه
وإياك من سل سيفك خلفي، فحين أموت سيكشف موتي، جميع الذي كنت توري وتخفي
وحين تذيع دمائي الحكاي، فكيف ستنكر صدقي وتنفي، عشقتك موتاً وبعثاً فهل تفهمت مال وحالي وظرفي
قصيدة إلى اللقاء
قصيدة إلى اللقاء من أجمل قصائد مانع سعيد العتيبة، وتقول:
أأنكِرُ دمعَ عيني إن تداعا؟ وأصطنِعُ ابتساماتي اصطناعا؟
نَعَم إنّي حزينٌ يا حبيبي، فأيامُ اللقاء مضت سراعا، وها هي ساعةُ التوديع حلت
ورُبّانُ النّوى نَشَرَ الشراعا، لجأتُ إلى التجلّدِ غير أنّي وجدتُ الصبرَ قد ولّى وضاعا
رَفَعتُ بيأسِ مهزوم ذراعي، وأثقلَ حُزنُ أعماقي الذراعا وتمتمتِ الشفاهُ ولستُ أدري
أقلتُ إلى اللقاء ! أم الوداعا؟ نَظَرتُ إليكَ نظرةَ مستجير ولم ألقَ الحمايةَ والدفاعا
ففي عينيكَ كان الحزنُ سيفا، يُهَدِدُني ويملؤني ارتياعا وكان الدمعُ يَصقُلهُ فألقى
لهُ في بحرِ عينيكَ التماعا ولم أنطق ففوقَ فمي جبالٌ، من الآهاتِ تُسكتُهُ التياعا
أكُلُّ موَدّع ٍ خِلاً يعاني؟ ويجترع الأسى مثلي اجتراعا، على جسرِ الفراقِ وَقَفتُ أرجو
فؤادي أن يعودَ فما أطاعا، ولمّا غبت عنّي يا حبيبي وغادَرتَ المنازل والبقاعا
رأيتُ الليلَ يَملؤُني ظلاما، فَلَم يَترُك لتعزيتي شُعاعا وصبّت مقلتاي الدّمع حتّى
غَدا كالسيلِ دَفقا ً واندفاعا، وقُلتُ بحُرقَةٍ لا جف دمعي ولا شَهِدَ انحباساً وانقطاعا
إلى أن يجمع الرحمنُ شملا، لنا فنُعيدُ وصلا ً واجتماعا ولستُ بمنكر يا خِلُّ دمعي
وفوقَ الوجهِ لن أضعَ القناعا ولستُ بأول العشاقِ حتى أحاوِلُ كتمَ آهاتي خِداعا
عرفتُ الحبَّ دربا للمعالي، ولم أقبلهُ ذُلا ً واختضاعا وما كنتُ الذي يخشى الليالي
وما قَبِلَ الشجاعُ لها انصياعا ولي قلبٌ بحتفي لا يبالي وما هَزَمَ الرَّدَى قَلباً شجاعا
ولم أقنع بغيرِ الحُبِّ تاجا، فلمّا جاءَ زِدتُ بكَ اقتناعا، لأنّك يا حبيبي تاجُ حُبّي
وتاجُ الحُبِّ فرضٌ أن يراعي، وما عرف الهوى إلاّ كَريمٌ، فَزَادَ بهِ عُلُواً وارتفاعا
ولم يَكُ مٌنذُ بدءِ الخَلقِ إل كَزادٍ من تعالى عنه جاعا، فيا ربّاهُ هل ستطيلُ عمري
لألقى الحُبَّ بين الناسِ شاعا، حبيبي أمسِ كانَ الوجدُ سِرّاً ويَومَ فِراقِنا دمعي أذاعا
رَحيلكَ أشعلَ النيرانَ فين، وإن أشعلتَ عُودَ الهندِ ضاعا وأَرسلَ طيبَهُ في كلِّ قلبٍ
لينتزعَ الأسى مِنهُ انتزاعا، عزائي أن صوتك سوف يأتي فأمنحُهُ من القلبِ استماعا
وأطربُ كلَّ يَومٍ لاتصال، إذا لم يَكُ وَصلكَ مستطاعا
قصيدة مستقيل وبدمع العين أمضي
مستقيل وبدمع العين أمضي، هذه الصفحة من عمري وأمضي، لم يعد صدر الحبيب موطني
لا ولا أرض الهوى مهد لأرضي، لم يعد يمكن أن أبقى هنا، فهنا يبكي على بعضي، بعضي
سعاد أخبري من عن هوانا سائل، إن هذا القلب محتاج لنبضي، إلا إن غادرت دنيا حبنا
فالهوى عهد سيبقى دون نقض، وإذا حانت صلاة فاجمعي بعض دمعي
وتوضي طهر الدمع ذنوبي كلها، وسقا أرض المحبين وأرضي، لم يعد صدر الحبيب موطني
لا ولا أرض الهوى مهد لأرضي، لم يعد يمكن أن أبقى هنا، فهنا يبكي على بعضي، بعضي
انثري شعرك حولي انثريه واحضنيني فمعا آخر ليل العمر نقضي، هكذا يصبح موتي مدهش
عانقيني قبلي عيني وامضي واعذريني يا حياتي لم أعد قادر، إلا على الصمت لترضي
ووداعا يا أحبائي وداع، أنا متعب والعين تحتاج لغمضي
قصيدة وداعاً بشائر
بَشائرُ ناداك قلبي أجيبي ولا تتركيني لِصمتٍ رهيب، أنا جئتُ حتى أراكِ فقولي
كما اعْتَدْتِ بابا حبيبي، حبيبي، فصَوتُكِ كان يُريحُ عنائي ويَلْمَسُ دائي بكف الطبيبِ
فكيفَ يغيبُ بِلا عودةٍ، غِناء الحساسينِ والعندليب، بشائرُ رُدِّي ولو مرةً
وقولي : أحبكَ بابا وغيبي، فما لي احتجاجٌ على ما أرادَ، إلهي وهذا الغيابُ نصيبي
لك الحمدُ يا ربُّ في كل أمرٍ، وإنك تعلمُ ما في القلوبِ، وأنتَ الرحيمُ وأنت الكريمُ
وأنتَ المُفَرِّجُ لَيْلَ الكُروب، وهبتَ وأجزلتَ فينا العطاءَ وإن تَسْتَرِدَّ فما منْ هروبِ
لكل ابتداءِ خِتامٌ وشمسي، قبيل الشروق مَضتْ للغروبِ، بشائرُ كانت كَزَهْرةِ فُلٍ
شذاها يَضُوعُ بأجملِ طيبِ، وكنتُ إليها أحجُّ بشوقٍ، لأرتاح من طاحنات الحروبِ
وأنسى لديها جراح فؤادي، وكيدَ الأعادي وشوكَ الدُّروبِ، بشائرُ كانت ضِياءَ الأماني
ونبضَ الأغاني فيا عينُ ذُوبي، وهَاتي دُموعَ العَزاءِ فإني أرى الحُزنَ يُنشِبُ أنياب ذِيبِ
وأشعرُ أنّ سمائي غزاها، مع الصبحِ جيشُ لليلٍ كئيبِ ولولا يقيني بِعَدْلِكَ ربي
لزَلْزَلَ شُمَّ الجبال نَحيبي، دخلتُ إلى الدار بعد الغياب، فما غابَ عني شعورُ الغريبِ
وقالتْ لي الدارُ في لوعةٍ، عَهِدتُكَ صلباً أمام الخطوبِ، فما لي أرى الحزن في مقلتيك
يَصُبُّ على الوجهِ لوْنَ الشحوبِ، تجلدْ فإنَّ ( بشائرَ ) رُوحٌ، إلى الله تمضي بغيرِ ذنوبِ
جنانُ الخلودِ بها استبشرتْ، فما منْ خطايا وما منْ عيوبِ وما قالتِ الدارُ إلا الذي
أُحسُّ بهِ كاندفاع اللهيبِ، نعمْ لسْتُ أنكِرُ حُزني العميقَ ولا نبضَ قلبي يُداري وجيبي
بشائرُ كانت غزالي الصغيرَ، وهذا الغزالُ كثيرُ الوثوبِ، وفي جُبِّ حَوضِ السباحة غاصتْ
على غفلةٍ من عيون الرقيبِ، وضاعتْ بشائرُ في لحظةٍ وما الموتُ غيرَ البعيدِ القريبِ
إرادةُ ربي ومالي احتجاجٌ، فيا قلبُ صَلِّ ويا نفسُ تُوبي وداعاً بشائرُ يا مهجتي
فأنتِ إلى دارنا لنْ تؤوبي، ولكِنني سوف ألقاكِ حَتْماً، لقاءِ الخلودِ بيومٍ مَهيبِ
تَحمَلْتُكِ آخِرَ يَوْمٍ وقلبي، يَدُقُّ على الصدر كالمستريبِ وحينَ تواريتِ تحتَ الترابِ
تّذكرتُ ضِيقَ الوجودِ الرحيبِ، وقفتُ أمام القبور بصمتٍ، كأني المُسَمَّرُ فوق الصليبِ
حبستُ دُموعي لِكي لا تفيض، فأعجزُ عنْ صَدِّ دفقِ الصّبيبِ
رباعيات الصمت
فِكْري النَّارُ وَقلْبي الحَطَبُ فَلِمَنْ تُلْقَى تِلْكَ الخُطَبُ تُبْعِدُني الكِلْمَةُ عَنْ أَمْني وَلأَمْني صَمْتي يَقْتَرِبُ
وَنَشيدُ الأَمْنِ ترَدِّدُهُ في كُلِّ محَافِلهَا العَرَبُ أَغْلِقْ أُذُناً أَغْمِضْ عَيْناً حَتَّى لا يَحْتَرِقَ العَصَبُ
أَتْرُكُ قَلْبي بَيْنَ يَدَيْكِ أَفَهلْ يَلْقَى الأَمْنَ لَدَيْكِ؟ يَا بِنْتَ حُرُوفي كَمْ أَخْشى مِنْ بَوْحي بالحُبِّ عَْلَيْكِ
وَلِذا قَرِّرْتُ بإِصْرَارٍ أَنْ لا أَشْتَاقَ لِعَيْنَيْكِ فَالشَّوْقُ لِعَيْنَيْكِ خَطِيرٌ لا يَحْمِلُ أَمْنَ الصَّمْتِ إِلَيْكِ
لا يَصْمِتُ إلاَّ مُقْتَدِرُ إِنْ حَلَّ بِسَاحَتِهِ القَدَرُ وَيهَدْهِدُ بِالبَسْمَةِ دَمْعاً مِنْ عَيْنيْ قَلْبٍ يَنْحَدِرُ يَحْمِدُ
خَالِقَهُ في ثِقَةٍ مَا زَحْزَحَهُ عَنْهَا الكَدَرُ والصَّمْتُ رَفيقٌ لَمْ يَغْدُرْ لَمَّا كُلُّ رِفَاقي غَدَرُوا
قصيدة الوداع
قصيدة الوداع من أجمل قصائد مانع سعيد العتيبة، وتقول:
لا ينفع عذل أو نصح، مجروحا أو جعه الجرح، من بعد نزيفي لا يجدي يا صاح حديث أو شرح
الصبر جميل أعرفه، من قال الصبر به قبح؟ لكن لا لوم إذا ضجت، روحي تعالى النوح
يا من لصبر تنادي، نيران الجرح لها لفح، والبعد دروب مظلمة، من أين لسالكها صبح؟
ذهب الأحباب فلا صوت، يطربني منهم أو صدح، ساروا وفؤادي يتبعهم، لا جبل عاق ولا سفح
الشوق تحول مركبة، للقلب فطار به جنح، لكن الواقع أذهله، كالفارس جند له الرمح، لا هو بالحي ولا ميت
يفتح عينيه ولا يصحو، يا خل الحب لنا قدر، لا يرجى منه لنا ربح، لكن مشيئة خالقاً، كتبته علي فمن يمحو؟
صبري ما غير واقعه، وبيعني بأن له لمح، الحب عرفت مجاهله وغزوت وتم لي الفتح، لم تثن العزم مصاعبه
وبه قد شيد لي صرح، بعدك يا خلي يذبحني، فعلام يسليك الذبح؟ بيديك خلاصي ونجاتي، فلماذا يا خل تشح؟
اسمعني رجع أناشيدي، يدعوك لتغريد دوح، والحب الصادق محتاج، للبوح فهل عز البوح، سأظل أغني مشتاق
أدعو للقائك وألح، فلننس مرارة ماضين، العاشق شيمته الصفح
قصيدة فرض الحبيب
فَرَضَ الحبيب ُ دَلالَهُ وتَمَنَّعَ وَأَبَى بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا، ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى، ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا
وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا، فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا
والظلمُ في شَرْعِ الحبيبِ عدالةٌ، مهما جَفَا كنتَ المُحِبَّ المُُولَعَا ولقد طربتُ لصوتِه ودلالِهِ واحتلّتْ اللفتاتُ فيّ الأضلُعَا
البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضياؤه، والعطرُ من وردِ الخدودِ تضوَّعَا والفجرُ يبزغُ من بهاءِ جَبينِهِ والشمسُ ذابَتْ في العيونِ لتسطعَا
يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ، وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا وجعلته ملكاً لقلبي سيّد، لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا
سارتْ سفينةُ حبِّنَا في بحرِهِ، والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا، لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا
يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالةً، فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا، بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا
ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى، بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا
قصيدة حديث الشجون
قالت: أحبك والهوى أشقاني وعلى طريق شائك القاني، قلت:المحبة هكذا لم يختلف في شرح خافي أمرها اثنان
قالت: فهل أشقاك حبي، قلت: لا، قالت: إذن هل نحن مختلفان، قلت: اسمعي يا بسمتي وشقاوتي
إنا بأحضان الهوى طفلان، نبكي ونضحك في زمان واحد، شاء الهوى فتجمع الضدان
فإذا بكينا قال دمع عيوننا، سأظل منسكبا مدى الأزمان، لكن قلب الطفل بين ضلوعنا
لا يستطيع تحمل الأحزان، يرتد عن أشجانه في لحظة والدمع لا ينسب غير ثواني
ينسى وما من نعمة لقلوبنا، لو تعلمين كنعمة النسيان، لي في الحنايا شابَ طفلٌ خافقٌ
من هول ما لاقى من الطغيان، علمته ألا يبوح بسره، لكنه لما رآك عصاني
أعطاك تاريخي بكل فصوله، فعرفت قدري في الغرام وشأني، أغراك ثلجي فاحترقت بناره
ولمست برد الثلج في نيراني، أحرقت بين يديك لهو طفولتي، بإرادتي وكبرت قبل أواني
واخترت سجن الانتظار لأنه، ما كان قهر الحب في إمكاني، أهواك يا قدري الجميل وليس لي
إلا الرضى حتى بمر هواني، إني أحبك دائما سأقوله، بلسان قلبي لا بلفظ لساني
قصيدة الحبيب الشرود
قصيدة الحبيب من أجمل قصائد مانع سعيد العتيبة، وتقول:
اّه من خل شرود، في عذابي أسرفا، مخلف كل وعودي وهو ينبوع الوفا
يبتليني بالصدود، إن رأى عيشي صفا وهو لي شمس وجودي وهو للداء شفا
أنا راض بالقيود، كن ظلوما مجحفا، لن ترى ألا صمودي، لست من قال كفى
إنما أحفظ عهودي، لا تبالغ بالجفا، وأرو بالوصل ورودي، كن لقلبي مسعفا
فالهوى فاق حدودي، وتجلي ما اختفى وأبت رغم جهودي، دمعتي أن تنشفا
لك سيرت وفودي، أملا أن ترأفا، لا تشمت بي حسودي، عد لدربي منصفا
يا فتاتي فلتجودي، لعيوني بالغفا، فسهادي كاد يودي وردنا لن يقطفا