أجمل قصائد وديع سعادة مكتوبة
الشاعر اللبناني وديع سعادة يعد واحد من أبرز شعراء قصيدة النثر في العالم العربي وهو من مواليد قرية شبطين شمال لبنان. وتُرجمت بعض أعماله إلى عدد من اللغات ومنها الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والإيطالية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي هذا المقال نأخذك في جولة شعرية مع كلمات أشهر وأجمل قصائد وديع سعادة مكتوبة.
قصيدة بينكم
قصيدة بينكم واحدة من أشهر قصائد وديع سعادة، وتقول:
في هذه الأيام أحاول أن أجدَ لصّاً يأخذ كلَّ شيء دون أن يوقظني
ابحث عن ضمانٍ أكيد للآخرةِ، كأتونٍ جديد مثلاً يبدّد فحمَ ماضيَّ
أو امرأة أرشو بها من يعاند تدلّي جسدي، في هذه الأيام الخاليةِ من مشنقةٍ
عشيقة أريد أن أعرف فقط كيف ألوك ألسنةَ الساعات كلَّها لحظةٌ لحظة
ومع ذلك تفتح فمي في الصباح كلمةٌ لطيفة ورمح يدأب في تشطيب هوائي
لصّ، أليس بينكم لصُّ محترم يا سادة؟
قصيدة الإقامة
قصيدة الإقامة أيضاً، واحدة من أشهر قصائد وديع سعادة، وتقول:
في الغرفة الوحيدة التي لا تتكلَّم اليونانية في أثينا أمام بحر
يأتي زبدهُ من لهاثِ غريق، أنتظرُ باخرة كْريتْ، المحمَّلة بِفتى
يتحوَّل إلى برميل راكي أو نملةً، ذهبتْ بتذكرةٍ مجانيّة
إلى سان فرانسيسكو في رأس صديقي
في الرقم 75 من شارع إيبيرو اليوناني
المؤجَّر مع ابتسامة شهرية
من المرأة المسمّاة آريتي تسيتزاس
المولودة خصيصاً لنصب الكمائن على باب جيبي
أكملتُ تدريبات الانتظار
كحصانٍ يقف حائراً بعد معركةٍ مات فيها جميع الجنود
يتأمل حبرَ معاهدة السلام ولا يفهم
أقف كسائق صهريج ضخم، يرى فرساً تحت الدواليب
تحاول أن تتذكَّر، بَعْد، سطرين من أشعار الفروسية
هل هي الإقامة إذا؟ إذا كانت الإقامة
حسناً تكون: الإقامة، في الاسم الموسيقيّ لإيبيرو
المحشوّ كمصرانٍ بالمهاجرين والذي تعبره مع الفلاسفة
شاحنات البطيخ
قصيدة مهما شرحوا
من قصائد وديع سعادة الرائعة أيضاً، هي قصيدة مها شرحوا:
مهما شرحوا لي، هناك مجموعة أخيرة من الأصدقاء تتدلَّى فوق السور
شحَّاذٌ يمشي، تحت شمسٍ بارزةِ العظام، يدٌ نحيلة
في يومٍ معزول، الفضاء ملقىً تحت سطحٍ خشبيَ
وعشرُ بطَّاتٍ تنام منذ الأمس في ضوءٍ ضعيف
وقطَّة سوداء تتأمَّل الأجساد المربوطةَ بالشجر
قصيدة الطريق إلى الحيوان
أعرف على الأقلّ من حذائي أنًّ المطاردة لا تزال طويلة
لكني لن أكفَّ عن رشق هذا الحيوان بالماء والحجارة
وربما سأبحث عن سلاحٍ آخر كالتظاهر بالموت أو التلويح بجثَّة
ثورٍ برّي يرعى في عظامي أو أية حيلة أخرى كمعاودة الهبوط إلى الغابة
والتغلغل في النمور والشرايين أو النوم قرب أحمال القصب وافتراس الوقت بالغناء
قصيدة التحدث إلى الخيول
كان عبثاً أن أُفهم الأحصنة أنَّ السباق مخجل في هذه المنحدرات
وإني أفلست تماماً من القمح اليوميّ والماء للذكرى
وعبثاً أرمي علفَ الصداقة وأدعُ رأسي خفيفاً كنسمة تذهب إلى الشاطئ
فيما الطرقاتُ سنونواتٌ مهاجرة ويجب أن ألقّم البنادق لاصطياد المهاجرين
ولم يكن عليَّ أن أنام أو أنهض لأعرف أنَّ الشمس لا تتعثر بالدلافين
قصيدة وصل الحديد
اطمأننتُ أخيراً، حياتي تأخذ اتجاهها الصحيح
قبولي في معمل الصلْب شهادة على حسن سلوكي
رافعةُ السيكسويلات تُثبت لي هذا بإصبعها
ومطارقها تؤكّد عدمَ خيانتي
افعل شيئاً أرجوك وَصَلَ الحديد
حديدٌ يُصهَر ثانيةٌ لتحويله إلى سكاكين
فالشوارع ستُفرَم كخسٍ طازج
قصيدة صداع بسيط
بعد الخطوات الخفيفة والابتسامة التي أرسلتُها على كلّ حال
في هواءٍ مستعمَل يومٌ آخر، القميص على يدي طوال الوقت
وعظامُ النهار هذه، إنه يومٌ عاديٌّ زجاجةٌ مكسورة في حديقةٍ عامَّة
فقط يومٌ مهمَل كصداعٍ بسيط
قصيدة الليلة
الليلة ثيابٌ نظيفة تأخذ وجهةٌ مخطئة وبحرٌ يتوارى كسبَّاح
هذه الليلة الشبيهة بجبلٍ يفرُّ من الأرض
كم من الحيوانات كانت ستنتسب إلى رائحتي
وكم كنتُ سأعضُّ الفجر
قصيدة تحية لقدمي
جالس أتأمَّل قدميّ: أدغالٌ خرَّبتها قميصٌ مستعجلة أظافُر ملساء في منتجعٍ روحيّ
تستقبل ذئاباً تخرج تباعاً من أفواه الماشية: إنها خدعة للتودُّد ليتحمَّل اثنان
أنهما شبيهان يتَّجهان معاً وفي الوقت نفسه إلى طريدة الغد
إلى الحافة التي لا يمكن هبوطها على مهل، الغد المرفوس في أيّ لحظة
بمؤخّرة الماضي بأذنابٍ ضربتْه طويلاً وهي تلوّح في الهواء
وبقدمين تستعدَّان لجولة في دماء الطريق
ألا يمكنني أن أزهو لأنَّ قدميَّ هنا، أمامي وصديقتان!
قصيدة الحي الغامض
على عجَل وبفتَّاحة العلب في يدي يخرجُ المزيد من الرغوة
رجالٌ يمشون كتمرينٍ ضعيف على البيانو أنهارٌ تنتظر عند البَّوابة
وضلوع تفتح كمِظلَّة. في الشارع نهار غائم وبقعٌ من الأسبوع الماضي
إنهم ذاهبون في جنازة هذا الأحد
قصيدة كمين أخير
لن أتوقَّع شيئاً فليذهبِ القطار كلُّ شيء باقٍ حتى صراخُ طفلي بين الجدران
هناك جارٌ يزورني لشرب القهوة أو لإبادة النهار وبعد ذلك جميلٌ أن أذهب إلى النوم
خاتمة: هذا كلُّ ما أردتْ أن أرسله في يومٍ محتشد: قنينة وقبَّعة لرجل مات قبل لحظة
قصيدة البحث عن عميل
وأيضاً قطارٌ عائد من الحرب بجثثٍ أُجالسها ونحتسي القهوة
هناك عميل بين المسافرين يجب أن أجده في الحال عميل يأخذني فوراً
إلى رأس العالم في هذه اللحظة يجب أن يتمَّ كلُّ شيْ انفجارٌ يودي بالعجلات
أو يوقف سلحفاةَ الدماغ العنيدة وهذا الجنديُّ إلى يميني وامرأة تسحب نفسها
وتدخل المرحاض والبصَّارة ثانيةً والخطوط والحلازين
الآن فوراً مع الجثث والقهقهات
قصيدة شيء من هذا القبيل
لم أحلم مطلقاً بأنَّ ذلك قد يحدث: مجموعةً هائلة من السنوات وعليَّّ أن أُبيدها بمطرقة!
كلُّ هذا وَصَلَ فجأة كبركان يجب أن أعزل بلحظةٍ جميعَ رماده ولستُ آسفاً
لكنني ضجران وتعبتْ يدي. سنوات! سنوات! سلالم لا تنتهي لالتقاط ملاكٍ
أو ذبابة لأيَّام وحيتان بَشَرٌ غيرُ مدعويّن ومطابخ ورؤوس نيئة أو مشويَّة
وفروجٌ آلاتُ رجالٍ ومزابل لا يمكن وضعها كلَّها الآن في طابور وهرْس أصابعها
لذلك الرؤيا باردة وينبغي الصراخ بشيء آخر الأرواح تافهة يمكنك أن تثقل أجنحتها
بالأسراب الانتحارية أو تطلق عليها مصارعي السومو وتتفرَّج
قصيدة كان همي
كان همّي أن أصطاد بفكّي السفلى هرَّةَ الألوهة وأُوقف ضربات المنجم فوق رأسي
حيث تعرق ملائكةٌ مهجَّرة كعمَّال مضحكين، عوض ذلك أفيض بالجثث
باحثاً عن دواءٍ لهرموناتٍ مزوَّدةٍ برماح وجزءٌ من ذاكرتي أسقف يتمخَّط
يفتحني كجمجمةٍ تنخرها ذبابة جمجمة فتىً مائل إلى شجرة الإعدام طويلاً
غائماً مبلَّلاً بكسلٍ بدمٍ أكثر بطئاً من السهول وكلُّ نبضة من جسده تعانق المتنزّهين في الحديقة