أخطاء تافهة ارتكبها الطيار والنتيجة: حوادث فادحة قتلت جميع الركاب
رغم أن حوادث الطرق أكثر ارتفاعاً بكثير من حوادث الطائرات، إلا أن البعض لديه مخاوف شديدة من ركوب الطائرات، فكرة أن تكون عالقاً بين السماء والأرض وحياتك في يد قائد الطائرة أو الطيار فكرة مرعبة للبعض بلا أي شك، لكن في الوقت الذي نعرف فيه بعض من أشهر حوادث الطائرات وما تسبب فيها من أسباب كبيرة، لكن من الواضح أن هناك طرق أخرى غريبة تسبب فيها الطيار في قتل الركاب أو كان على وشك فعل ذلك، تعرّف عليها في النقاط التالية: [1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نسيان إزالة الجليد عن الأجنحة في عاصفة ثلجية
يعد التأكد من عدم تراكم الجليد على أجنحة الطائرة أمراً بالغ الأهمية وشائعاً، لسوء الحظ تغاضى الكابتن لاري إم ويتون عن هذا العنصر القياسي في قائمة المراجعة قبل الرحلة على أجنحة طائرة ويتون Air Florida Flight 90 والمتجهة إلى Fort Lauderdale على متنها 74 راكباً، وكان الطيار المتمرس وقد أدرك خطأه بعد وقت قصير من مغادرته البوابة ولكن بدلاً من العودة لإزالة الجليد بشكل صحيح، كان لديه هو والضابط الأول روجر بيتيت فكرة جديدة وهي استخدام عادم الطائرة التي أمامهم في طابور الإقلاع لإزالة الجليد من الأجنحة!
هذه الفكرة غير السليمة بشكل صادم لم تتوقف عند هذا الحد، قرر ويتون المضي قدماً في الإقلاع حتى بعد أن فشلت محاولته المرتجلة لإزالة الجليد وبعد اكتشاف مشكلة في الطاقة أثناء القيادة أقلعت الرحلة وبدأت في الصعود إلى حوالي 350 قدماً ثم سقطت من السماء واصطدمت بجسر قبل أن تغرق في نهر بوتوماك.
توفي سبعون راكباً وأربعة من أفراد الطاقم، بما في ذلك الطياران، كما قتل أربعة من سائقي السيارات على الأرض، تم انتشال خمسة ناجين فقط بواسطة مروحية من النهر المتجمد.
تحويل الطائرة إلى حافلة عالية السرعة
في 20 أغسطس 2008، قام الكابتن أنطونيو جارسيا لونا قائد الرحلة رقم 5022 من نوع ماكدونيل دوغلاس MD-82 تحمل 166 راكباً وستة من أفراد الطاقم من برشلونة إلى مدريد.
كان من المقرر أن تغادر قبل ساعة من موعدها، حيث تخلى الطيار عن المغادرة بسبب القراءة المفرطة من مسبار درجة حرارة الهواء (RAT)، تم نقل الطائرة إلى منطقة وقوف السيارات، حيث قام عمال الصيانة بإيقاف تشغيل سخان مسبار RAT والذي كان جيداً نظراً لعدم حدوث تراكم للجليد في يوم معتدل من شهر أغسطس في إسبانيا، ثم نسى الطيار نشر اللوحات والشرائح المطلوبة للإقلاع.
بدون هذه الأجهزة "عالية الرفع"، لا تستطيع الأجنحة توليد قوة رفع كافية لإبقاء الطائرة في الجو ولم يساعد في تعطل نظام الإنذار، حيث فشل في تنبيه الطاقم لخطئهم الجسيم في مهمتهم.
غادرت الرحلة 5022 الأرض للحظات وتدحرجت بحدة إلى اليمين وتحطمت في الأرض بجانب المدرج، انفصلت الأجنحة وانقسم جسم الطائرة إلى جزأين، ابتلعت النيران الجزء الأكبر منهما وأسفر حادث أسينين عن مقتل 154 شخصاً ونجا 18 فقط.
عدم التواجد في قمرة القيادة
في 1 يونيو 2009، أقلعت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية رقم 447 من مطار ريو دي جانيرو البرازيلي في طريقها إلى باريس، كانت طائرة إيرباص A330 تقل 216 راكباً و 12 شخصاً من الطاقم، استغرقت الرحلة 13 ساعة وكانت سياسة الخطوط الجوية الفرنسية تقضي بأن الطيارين لا يمكنهم الخدمة أكثر من عشر ساعات قبل أخذ استراحة.
سمح الضابط الأول الإضافي لشخصين مؤهلين بقيادة الطائرة وأخذ الكابتن مارك دوبوا نوبة استراحة في منتصف الرحلة، بينما كانت الطائرة فوق المحيط الأطلسي، بعد 15 دقيقة فقط استدعاه الضابط الأول ديفيد روبرت.
خلال فترة غيابه القصيرة، دخلت الطائرة المجال الجوي المضطرب وتراكم جليد على الجناح وبدأت الطائرة في التوقف، تحطمت الرحلة 447 في المحيط، مما أدى إلى مقتل كل من كان على متنها.
عن طريق الاصطدام بطيار سيئ آخر في الجو
في 30 يونيو 1956، اصطدمت طائرة TWA Super Constellation وطائرة United DC-7، تحمل مجموع 128 شخصاً، فوق جراند كانيون في ولاية أريزونا على ارتفاع 21 ألف قدم، قُطع ذيل طائرة TWA، بينما قُطع معظم الجناح الأيسر لرحلة يونايتد.
سقطت TWA Super Constellation وتحطمت على هضبة 300 قدم فوق نهر كولورادو وقطعت طائرة United DC-7 مسافة ميل آخر أو نحو ذلك قبل أن تصطدم بسفينة ويموت الجميع.
لا يبدو من الصعب على طائرتين تفادي بعضهما البعض في الجو خاصة في الأجواء الأقل ازدحماً في منتصف القرن العشرين، لكن مثل هذه المجازر في الجو أصبحت شائعة.
أشارت مقالة بعنوان "أسبوع الطيران" في عام 1956 إلى أنه بين عامي 1948 و1955 كان هناك 127 تصادماً جوياً في الولايات المتحدة، 30 منها شملت طائرات تجارية.
الهبوط السيئ
على الرغم من التعقيد النسبي لعملية الهبوط، فإن أدوات قمرة القيادة الحديثة تبسط تنفيذها بشكل كبير، مما يجعل كل من الاقتراب والهبوط آلياً قدر الإمكان وساعدت هذه الأدوات في جعل السفر الجوي وسيلة النقل الأكثر أماناً، ما لم يسيء الطيار استخدامها بالطبع.
في 9 فبراير 2009 بدأ الكابتن مارفن رينسلو وضابطة شابة تدعى ريبيكا شو البالغة من العمر 24 عاماً عملهما في الهبوط إلى بوفالو، نيويورك على رحلة طيران كولجان رقم 3407 من نيوارك، نيو جيرسي.
كانت الطائرة Bombardier Dash-8 تحمل 49 راكباً، أما ولاية نيويورك فهي شديدة البرودة في الشتاء ودعت سياسة شركة الطيران إلى إجراء عمليات الهبوط يدوياً في ظروف يحتمل أن تتسبب في تراكم الجليد على الأجنحة وعلى الرغم من ذلك، أبقى رينسلو الطائرة في وضع الطيار الآلي أثناء تباطؤها للهبوط، فانطلق نظام التحذير الذي يهدف إلى توجيه الطيار للانتباه، استجاب رينسلو الذي كان من المفترض أن يوجه الطائرة يدوياًعن طريق سحب عمود التحكم بشكل مفاجئ وزيادة قوة الدفع إلى 75٪ من القوة ورد الفعل هذا لم يكن سليماً بالمرة.
هبطت الرحلة 3407 لأسفل ثم لليسار ثم تدحرجت بشدة لليمين واصطدمت بمنزل واشتعلت فيها النيران، مما أسفر عن مقتل كل من كان على متنها وواحداً على الأرض والجدير بالذكر أن الرحلة أصبحت دعوة حاشدة للطيارين للحصول على مزيد من الراحة بين الرحلات الجوية، حيث كان التعب من بين العوامل التي تم إلقاء اللوم عليها في أخطاء رينسلو القاتلة. [1]