أركان الإسلام

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 فبراير 2021 | آخر تحديث: الجمعة، 19 مارس 2021
مقالات ذات صلة
أدعية إسلامية
صلاة الاستسقاء.. حكمها ووقتها وأركانها ومستحباتها ودعاؤها
خواطر إسلامية حديثة

أركان الإسلام الخمسة تطلق على الأسس الخمس التي يبنى عليها الدين الإسلام، استشهاداً بحديث نبوي وضح الأركان وهم الشهادتان (شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة ان محمداً رسول الله) وإقامة الصلاة (وهي خمس صلوات في اليوم والليلة) وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت (من استطاع إليه سبيلا، أي للقادرين).

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ووصفت هذه الأركان بأنها ما يبنى عليه الإسلام فيما رُوي عن ابن عمر وصححه البخاري ومسلم: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان.

أركان الإسلام

بُني الإسلام على خمسة أركان مثلما ذكر في الحديث الشريف عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم قال: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان" أخرجه البخاري ومسلم.

1. الشهادتان

وهي أول ما ينطق قبل الدخول في الإسلام هي المفتاح الذي يَدخل به الإنسان للدين الإسلامي، الطَرَف الأول منها لا إله إلا الله والتي تعني أن المسلمُ بلسانه وقلبه بأنه لا يوجد إله إلا الله وعليه يتوكل المسلم وتقتضي أيضاً يؤمن أنْ لا خالقَ لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك يُعبد معه.

أما الجزء الثاني من الشهادة فهو أن محمداً رسول الله وتعني أن النبي مُحمداً -صلى الله عليه وسلم- مبعوثٌ رحمةً للعالمين، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة.

والنطق بها يعني أن المسلمُ يطبق تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه قال الله -عز وجل- في القرآن الكريم: {ومَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[سورة الحشر، من الآية (7)].

2. الصلاة (إقام الصلاة)

الصلاة هي الصلة بين العبد وربِّه إذا صلحت صلح عمله كله وإذا فسدت فسد عمله كله ولها مكانة عظيمة في الإسلام، وهي أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة.

الصلاة هي عمود الدِّين الإسلامي وفرضت على المسلم خمسُ صلوات يومياً وفرضت في ليلة الإسراء والمعراج وغيرُها من الصلوات تطوع.

وفرضت عندما عرج النبي محمد صل الله عليه وسلم إلى السماوات مع جبريل عليه السلام بأمر من الله تعالى حيث رأى في السماء العليا جميع الأنبياء صلوات الله عليهم.

شاهد آدم عليه السلام و موسى و عيسى و إدريس و ابراهيم سلام الله عليهم ثم إلتقى بالله تعالى ففرض عليه الصوات الخمس.

ويجب على كلِّ مسلم أن يؤدي صلاتَه في وقتها المحدد لها، وعلى الهيئة التي علمنا إياها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (أخرجه البخاري برقم (605)، عن مالك بن الحويرث).

3. الزكاة (إيتاء الزكاة)

الزكاة هي عبادة مالية ومن أركان الإسلام الخمسة فرَضَها اللهُ على مَن ملك النِصَاب لأمواله وهو المقدَّر بخمسة وثمانين غراماً من الذهب ويمر عليها حول كامل قبل إخراج الزكاة.

وتهدف الزكاة إلى طُهرةً لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا؛ قال تعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }[سورة التوبة، من الآية (103)] وأيضاً رفقة بالفقراء.

وتقدر الزكاة بقيمة اثنان ونصف بالمائة لمن ملك النصاب وحال على ماله حول قمري كامل، وتُدفع الزكاة للفقراء والمحتاجين.

ويَسقط فرض الزكاة عمَّن لا يَملك النصاب ولم يَترك الإسلامُ للمسلم حرية التصرف في هذا المبلغ المستقطع، بل حدَّده في 8 مسالك يُمكن للمسلم أن يختارَ أحدها لإنفاق الزكاة.

قال تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }[سورة التوبة، الآية: (60)].

4. الصوم (صوم رمضان)

الصيام فرض على شهر كامل في السنة فهو صيام شهر رمضان ويعتبر شهر رمضان موسماً عظيماً تكثُر فيه الطاعات وتكثر فيه الحسنات وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويُجدِّد فيه العبدُ عهده مع الله ويتقرب إليه بالطاعات.

وصيام رمضان له فضائل عدَّة، فقد تكفَّل اللهُ لمن صامه إيماناً واحتساباً أن يغفر ذنبه والصيام في شهر رمضان لا يكون عن صوم عن الطعام والشراب فقط ولكن أيضاً والمعاشرة الزوجية -لمن كان متزوجاً- من طلوع الفجر إلى غروب الشمس إلى جانب الصيام عن المعاصي كتدريب للنفس على الطاعة لباقي العام والتطهير.

ويَسقط هذا الفرض عمن لايقْوَى على صومه كمرض أو سفرٍ؛ قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ  }[سورة البقرة، من الآية (184)].

5. الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً)

الحج لغةً: هو القصد إلى مُعظَّم، واصطلاحاً: هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة والوقوف بعرفة والطواف بالكعبة المشرفة.

وفُرض الحج على كل مسلم بالغ عاقل يمتلك القدرة المالية والبدنية قال تعالى: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا }[سورة آل عمران الآية (97)].

وفرض الله الحج تزكيةً للنفوس من الذنوب وتربيةً لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن حج هذا البيت فلم يرفُث ولَم يَفسُق رجع كيوم ولدته أمه» [رواه البخاري برقم (1449)، ومسلم برقم: 438 - (1350)، عن أبي هريرة رضي الله عنه].

الإيمان بالله

الأركان الخمسة هي أساس الإسلام ولكن هناك أركان باطنة إيمانية في القلب وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.

لابد من معرفة هذه الأصول على المؤمن المكلف بهذه الأصول الستة الباطنية التي تتعلق بالقلب، فيؤمن أن الله ربه وإلهه ومعبوده الحق سبحانه وتعالى، ويؤمن بملائكة الله، وبكتب الله التي أنزلها على الأنبياء من التوراة والإنجيل والقرآن.

وأن يؤمن بالرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده أولهم نوح وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام وبين الله أسماء بعض الرسل في القرآن العظيم.

وعلى المسلم أن أيضا الإيمان باليوم الآخر، وهو البعث بعد الموت، والجزاء من عند الله عز وجل، أهل الإيمان لهم السعادة وأهل الكفر لهم الخيبة والندامة والنار.

أركان الإسلام الخمسة

طالبت جميع الرسل بأصل واحد هو: الإيمان بأن الله هو الإله الحق سبحانه وتعالى، وهو معنى شهادة: أن لا إله إلا الله، فهذا أصل أصيل أجمعت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام.

جميع رسل الله دعوا إلى هذا الأصل الأصيل أن لا إله إلا الله وهو أن يؤمن الناس بأن الله هو الإله الحق، وأنه لا معبود بحق سواه، وهذا هو معنى: لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الله وما عبده الناس من أصنام أو أشجار أو أحجار أو أنبياء أو أولياء أو ملائكة كله باطل.

 العبادة بحق لله وحده سبحانه وتعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[البقرة:163] .. وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] .. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] .. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُواا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5].

وختم الله الأنبياء بأعظم الخلق وبعث الله خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد ﷺ، فـعيسى هو آخر أنبياء بني إسرائيل ومحمد هو آخر الأنبياء وخاتم الأنبياء جميعاً ليس بعده نبي ولا رسول عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل الرسل وهو إمامهم وهو خاتمهم.
أمة محمد ﷺ جنها وإنسها.. عربها وعجمها.. ذكورها وإناثها.. أغنيائها وفقرائها.. حكامها ومحكوميها لابد أن يؤمنوا بالنبي فإن الشهادة مقسومة إلى أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فهو شرط العبودية الخالصة لله.

 فمن لم يؤمن به فلا إسلام له ولا دين له، فلابد من الإيمان بأن الله هو الإله الحق وأنه لا إله حق إلا الله، ولابد من الإيمان بمحمد ﷺ وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الناس، فمن لم يؤمن بهاتين الشهادتين فليس بمسلم.