أزمة الصواريخ الكوبية

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الثلاثاء، 07 مارس 2023

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
طفل صيني يبهر الإنترنت بموهبته في بناء الصواريخ
خدعة الكوب الطائر
صور وفيديوهات ترصد حريقاً ضخماً في سوق الصواريخ في جدة

لطالما شكلت أمريكا اللاتينية ما يُعرَف بـ (الحديقة الخلفية) للولايات المتحدة الأمريكية، حيث سعت الأخيرة لأن تكون دول أمريكا اللاتينية تحت سيطرتها، أو على الأقل تحكمها أنظمة موالية لها باعتبارها على تماس منها.

وضمن مجال الأمن القومي الأمريكي. من هنا جاء (مبدأ مونرو) في عام 1830 الذي نصّ على: "عدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشؤون الدول الأوروبية، مقابل عدم تدخل الدول الأوروبية بشؤون أمريكا اللاتينية".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ومع وصول الرئيس فيدل كاسترو إلى الحكم في كوبا (جزيرة تقع في البحر الكاريبي مقابل سواحل الولايات المتحدة الأمريكية) اتخذ سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية.

فحاولت الأخيرة تغيير النظام بشتى السبل، لكنها لم تنجح، الأمر الذي جعل الرئيس الكوبي؛ وخشية أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية على غزو بلاده عسكرياً، يطلب مساعدة الاتحاد السوفيتي الذي قام ببناء قواعد عسكرية في كوبا.

كانت عبارة عن صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية فهددت بضرب هذه القواعد.. وهكذا ولدت أزمة الصواريخ الكوبية.

 

أسماء أزمة الصواريخ الكوبية

تعرف هذه الأزمة بعدة أسماء، منها:

  • أزمة الصواريخ الكوبية، كناية عن سبب الأزمة وهي نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية في كوبا.
  • أزمة الكاريبي، لأنها حصلت في البحر الكاريبي.
  • أزمة خليج الخنازير، نسبة للخليج الذي يفصل كوبا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
  • الأزمة الكوبية، نسبة للدولة التي حصلت فيها هذه الأزمة (كوبا).
  • أزمة أكتوبر، نسبة للشهر الذي حصلت فيه الأزمة تشرين الأول/أكتوبر من عام 1962.

تعريف أزمة الصواريخ الكوبية

أزمة الصواريخ الكوبية، هي الأزمة التي اندلعت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1962، نتيجة نشر الاتحاد السوفيتي لصواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية في كوبا.

ذلك استجابةً لطلب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو لحماية بلاده من غزو أمريكي متوقع.

 

الوضع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945 برزت قوتان عالميتان تمكنتا من المحافظة على قوتهما السياسية والاقتصادية والعسكرية رغم خسائرهما الكبيرة خلال الحرب العالمية الثانية.

هما الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تقود المعسكر الغربي (الرأسمالي) والاتحاد السوفيتي الذي أصبح يقود المعسكر الشرقي (الشيوعي)، هكذا بدأت حرب باردة بين المعسكرين.

حيث استخدم كل طرف ما أمكنه من وسائل لهزيمة الطرف الآخر، وكان من أهم تلك الوسائل "سياسة الاحتواء".

أمريكا تمارس سياسة الاحتواء والاتحاد السوفيتي يرد بنشر صواريخ في كوبا

وضع ما سُمي بـ "سياسة الاحتواء" وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون فوستر دالاس الذي عمل فيما مضى سفيراً لبلاده في الاتحاد السوفيتي.

تقوم هذه السياسة على عزل الاتحاد السوفيتي من خلال محاصرته بمجموعة من القواعد العسكرية الغربية لمنع تمدد الخطر الشيوعي إلى بقية دول العالم.

لاسيما أن الاتحاد السوفيتي كان قد احتل دول أوروبا الشرقية وأصبحت تدور في فلكه، فعلى سبيل المثال:

أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية حلف الناتو في عام 1949، وضمت إليه تركيا البلد الحدودي مع الاتحاد السوفيتي في خمسينات القرن الماضي، كما قامت بنشر صواريخ جوبيتر في بريطانيا في عام 1958.

إضافة إلى صواريخ جوبيتر في إيطاليا وتركيا في عام 1961، هذه الصواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية، وبذلك أصبحت العاصمة السوفيتية موسكو في مرمى الصواريخ النووية، الأمر الذي شكل خطراً على الأمن القومي السوفيتي.

ردّ الاتحاد السوفيتي على سياسة الاحتواء الأمريكية بالموافقة على طلب كوبا بوضع صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية في أراضيها لتجنب غزو أمريكي محتمل في المستقبل على كوبا.

 

تطور أزمة خليج الخنازير يدق ناقوس الخطر

مع وصول الرئيس الكوبي فيدل كاسترو إلى السلطة، وإعلان تحالفه مع الاتحاد السوفيتي، شعرت الولايات المتحدة الأمريكية بتهديد أمنها القومي.

لاسيما أنها المرة الأولى التي تتدخل فيها دولة بشؤون أمريكا منذ مبدأ مونرو في عام 1930، نتيجةً لذلك سعت الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على حكم كاسترو الموالي للاتحاد السوفيتي، من خلال:

  • عملية خليج الخنازير، التي اعتمدت على دعم مجموعة من المعارضين الكوبيين المنفيين في أراضيها للدخول إلى كوبا وإحداث انقلاب عسكري فيها في شهر نيسان/أبريل من عام 1961، لكن هذه العملية فشلت، واستمر الرئيس الكوبي فيدل كاسترو في السلطة.
  • حظر أمريكي على كوبا، حظرت الولايات المتحدة الأمريكية توريد الأسلحة والمعدات العسكرية إلى كوبا في شهر شباط/فبراير من عام 1962، على أن تبدأ حرب عصابات ضد النظام الشيوعي في كوبا في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر عام 1962، بهدف الإطاحة بالنظام الشيوعي هناك.
  • إقرار قانون يمنع إنشاء مؤسسة عسكرية مدعومة من الخارج في القارة الأمريكية، وافق مجلس النواب الأمريكي في شهر أيلول/سبتمبر عام 1962 على قانون يمنع إنشاء مؤسسة عسكرية مدعومة من الخارج في القارة الأمريكية.
  • مناورات عسكرية أمريكية في الكاريبي، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية مناورات عسكرية واسعة النطاق في بحر الكاريبي على حدود كوبا في شهر أيلول/سبتمبر عام 1962، وهو ما اعتبرته كوبا استفزازاً متعمداً.

دقت هذه الممارسات ناقوس الخطر بالنسبة للرئيس الكوبي، حيث اعتبر الممارسات الأمريكية استفزازاً متعمداً لنظامه السياسي ودليلاً على أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر جدِّياً في غزو كوبا.

فطلب مساعدة الاتحاد السوفيتي الذي كان مستاءً من نشر الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية في كل من تركيا وإيطاليا.

الأمر الذي جعل الأمن القومي السوفيتي في خطر فالعاصمة السوفيتية موسكو باتت في مرمى نيران الصواريخ النووية، فالتقت مصالح الدولتين تجاه العدو المشترك الولايات المتحدة الأمريكية.

بذلك كان نشر الصواريخ السوفيتية في كوبا رداً كوبياً سوفيتياً على الممارسات الأمريكية بحق الدولتين.

عملية أنادير

أطلق الاتحاد السوفيتي اسم (عملية أنادير) على العملية التي كان هدفها المعلن إرسال معدات لتدريب الكوبيين على التعامل مع الطقس البارد والمتجمد، وسُميت العملية بهذا الاسم نسبة إلى نهر أنادير الموجود في سيبيريا.

فيما كان هدفها السري نشر صواريخ بالستية وقاذفات متوسطة المدى وفوج من المشاة في كوبا؛ لإنشاء قوة سوفيتية قادرة على منع أي غزو عسكري أمريكي محتمل لكوبا.

حيث وافق الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف على تزويد كوبا بصواريخ أرض- جو، أرض- أرض في شهر نيسان/أبريل من عام 1962.

تطور الأمر لاحقاً إلى نشر صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي في جزيرة كوبا في شهر أيار/مايو من عام 1962.

حيث وصلت الدفعة الأولى من هذه الصواريخ إلى كوبا مساء الثامن من شهر أيلول/سبتمبر عام 1962، فيما وصلت الدفعة الثانية من الصواريخ في السادس عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1962.

ونتيجة تزامن إرسال الصواريخ السوفيتية إلى كوبا مع المناورات العسكرية الأمريكية في بحر الكاريبي.

حذّر الاتحاد السوفيتي في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 1962 الولايات الأمريكية من أن مهاجمتها للسفن السوفيتية التي تحمل المؤن لكوبا سيُعد بمثابة إعلان حرب.

نشر الصواريخ في كوبا بين الشائعة والنفي

بقيت عملية توريد الصواريخ السوفيتية إلى كوبا سرية، حتى صوّرت طائرة استطلاع أمريكية في شهر آب/أغسطس مرابط للصواريخ السوفيتية في كوبا.

وعندما استفسرت الولايات المتحدة الأمريكية عن حقيقة الأمر من السوفييت أكدوا لهم أن هذه الصواريخ دفاعية وليست هجومية.

 

الولايات المتحدة الأمريكية تتأكد من صحة نشر الصواريخ السوفيتية في كوبا

نتيجة تزايد التقارير حول موضوع الصواريخ، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية طائرة لتصوير ما يجري على الأراضي الكوبية في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962 فالتقطت صوراً موثقة للصواريخ.

بالتالي تأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن الصواريخ السوفيتية نشرت في كوبا، في اليوم التالي أبلغت المخابرات المركزية الأمريكية (CAI) وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية.

أي في التاسع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962، فاجتمع مجلس الأمن القومي بناءً على طلب الرئيس الأمريكي جون كنيدي لمناقشة كيفية التعاطي مع هذه الصواريخ.

حيث نُوقشت السيناريوهات التي وضعتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CAI) للتعامل مع الأزمة:

  • عدم القيام بشيء، وهذا سيُظهر الولايات المتحدة الأمريكية بمظهر الضعيف أمام الاتحاد السوفييتي.
  • الحل السياسي، من خلال استخدام الضغوط الدبلوماسية لإجبار الاتحاد السوفيتي على سحب صواريخه من كوبا.
  • تهديد كوبا، من خلال تقديم عرض للرئيس الكوبي فيدل كاسترو للتخلي عن الاتحاد السوفيتي وإلا تعرض للغزو.
  • غزو كوبا والإطاحة بنظام الرئيس فيدل كاسترو.
  • تدمير الصواريخ السوفيتية، من خلال مهاجمتها بالطيران الأمريكي.
  • فرض الحصار البحري على كوبا، لمنع وصول صواريخ سوفيتية جديدة إليها.

من بين هذه السيناريوهات وافقت هيئة الأركان المشتركة بالإجماع على غزو كوبا باعتباره الخيار الأفضل، مراهنين على عدم تدخل الاتحاد السوفيتي لحماية كوبا.

لكن الرئيس جون كنيدي لم يكن مقتنعاً بذلك، حيث قال: "لا أعتقد أن الاتحاد السوفيتي سيسمح بتدمير صواريخه وقتل جنوده من دون أن يفعل شيئاً ما.

وإذا لم يكن هذا الشيء في كوبا فبالتأكيد سيكون في برلين، حيث سيعتبر السوفييت تدمير الصواريخ بمثابة ضوء أخضر لاحتلال برلين.

ما سيجعل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية مقتنعين أنهم خسروا برلين؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية عجزت عن إيجاد حل سلمي لأزمة الصواريخ الكوبية".

الرئيس الأمريكي يضع خيارين للتعامل مع الأزمة

عقد الرئيس الأمريكي جون كينيدي اجتماعاً للأمن القومي في الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962، حيث ناقش معهم خيارين للتعامل مع أزمة الصواريخ الكوبية، هما:

  • تدمير الصواريخ السوفيتية من خلال شن غارة جوية على مواقعها.
  • فرض حصار بحري على كوبا.

حيث وافق المجتمعون على خيار فرض الحصار البحري على كوبا، باعتباره رداً قوياً على أزمة الصواريخ، وفي نفس الوقت غير مستفز للاتحاد السوفيتي.

الرئيس الأمريكي يعلن فرض حصار بحري على كوبا

أعلن الرئيس الأمريكي كينيدي في خطاب متلفز في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962 اكتشاف وجود صواريخ سوفيتية مجهزة برؤوس نووية في كوبا، مؤكداً أن:

"الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أي صاروخ نووي يُطلّق من كوبا ضد أي دولة من الدول الأمريكية؛ بمثابة هجوم من الاتحاد السوفيتي على الولايات المتحدة الأمريكية، يستدعي رداً انتقامياً على الاتحاد السوفيتي".

وأضاف: "سنقوم بفرض حصار بحري يضمن منع وصول أي معدات عسكرية هجومية إلى كوبا".

الموقف السوفيتي

في أول رد فعل على الحصار البحري على كوبا، أرسل الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف رسالة إلى نظيره الأمريكي جون كينيدي في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962.

حذّره فيها من أن الاعتداء على السفن السوفيتية سيؤدي إلى حرب.

أزمة الصواريخ الكوبية في مجلس الأمن

طلبت الولايات المتحدة الأمريكية عقد اجتماعٍ طارئ لمجلس الأمن في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962.

حيث طالب السفير الأمريكي أدلي ستيفنسون.. السفير السوفيتي فاليريان بالاعتراف بوجود صواريخ سوفيتية مجهزة برؤوس نووية في كوبا.

لكن السفير السوفيتي رفض الاعتراف بذلك، رداً على ذلك، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان حالة الطوارئ ورفع مستوى التأهب لمواجهة أزمة الصواريخ الكوبية المتفاقمة.

الرد الأمريكي على رسالة خروتشوف

رد الرئيس الأمريكي جون كينيدي في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962، على رسالة الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف بالقول:

"إن الولايات المتحدة الأمريكية اضطرت إلى العمل بذلك بعد ثبوت وجود صواريخ سوفيتية هجومية في كوبا"، فطالب الرئيس السوفيتي بـ "اتخاذ الإجراءات اللازمة للسماح لاستعادة الوضع السابق (أي ما قبل نشر الصواريخ)".

في صباح اليوم التالي، أي في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962، قرر الرئيس الأمريكي إفساح المجال للضغوط الدبلوماسية لحل أزمة الصواريخ.

بالتوازي مع التحضير لغزو كوبا وإسقاط الرئيس فيدل كاسترو وتعيين حكومة مدنية مكانه.

 

الاتحاد السوفيتي يفتح قنوات الحل السياسي للأزمة الكوبية

بعد تأكد السوفييت من نية الأمريكيين غزو كوبا، تواصلوا عن طريق الحكومة البرازيلية مع الأمريكيين في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962 لمعرفة هل هناك رغبة في إيجاد حل سياسي لأزمة الصواريخ الكوبي.

بحيث تتضمن الصفقة، تأكيداً من الاتحاد السوفييتي لإزالة الأسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة، وسيعلن بعدها الرئيس الكوبي فيدل كاسترو أنه لن يقبل مثل هذه الأسلحة في المستقبل.

في مقابل الحصول على تصريح علني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تغزو كوبا.

فردت الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد أنها لن تغزو كوبا إذا أُزيلت الصواريخ، بذلك ظهرت بوادر الانفراج في الأزمة بين القوتين العظميين (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية).

حيث استمرت المفاوضات المباشرة بين الطرفين حتى الوصول إلى حل سياسي جنب العالم حرباً عالمية ثالثة، وحرباً نووية مدمرة.

كيف انتهت أزمة الصواريخ الكوبية

انتهت أزمة الصواريخ الكوبية في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1962، باتفاق بين الرئيس الأمريكي جون كنيدي والسوفيتي نيكيتا خروتشوف تعهد فيه الأخير بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا.

مقابل إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تخليها عن أي عدوان على كوبا، وإزالة الصواريخ الأمريكية المجهزة برؤوس نووية الموجودة في كل من تركيا وإيطاليا التي تشكل تهديداً للأمن القومي السوفيتي.

نتيجة هذا الاتفاق، سحب الاتحاد السوفيتي صواريخه من كوبا في الفترة الواقعة بين الخامس والتاسع من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1962.

وفي العشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1962 رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الحصار عن كوبا، وفي شهر أيلول/سبتمبر من عام 1963 أبطلت الولايات المتحدة الأمريكية مفعول صواريخها التي نصبتها في تركيا وإيطاليا.

بذلك تكون بنود الاتفاق السوفيتي الأمريكي قد نُفِّذت بالكامل، وبعد الأزمة، أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي خطاً ساخناً، كي يتمكن قادة البلدين من التواصل المباشر لحل أزمات مشابهة قد تحدث في المستقبل.

في الختام.. يقول المثل (صنع السلام أصعب بكثير من القيام بحرب)، أثبتت القوتان العظميان قدرتهما على نزع فتيل أزمة كادت تودي بالعالم إلى حرب عالمية ثالثة لن ينجو من تداعياتها الكارثية أحد.

فكان تقديم التنازلات المتبادلة مفتاحاً للحل، ليكون الخط الساخن الوسيلة الوقائية الجديدة لمنع حدوث الأزمات أو التقليل من خطورتها، ولاسيما ما يتعلق بهاتين الدولتين اللتين تمتلكان ترسانة نووية كفيلة فيما لو استخدمت.. بتدمير العالم.