أشعار رابعة العدوية
أشعار رابعة العدوية، شاعرة صوفية، اتسمعت أشعارها بالحب الإلهي وأثنى على رابعة جماعة من أئمة السلف منهم: سفيان الثوري وابن الجوزي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اختلف الكثيرون في تصوير حياة وشخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها السينما بطريقة الفتاة التي كانت لاهية تعيش حياة غير متدينة أما عن الكُتاب فنجد الفيلسوف عبد الرحمن بدوي في كتابه شهيدة العشق الإلهي يتحدث عن أسباب اختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة بدلالات كثيرة منها الاستعداد الشخصي لها للتدين وكان جيران أبيها يطلقون عليه "العابد"، وما كان من الممكن وهذه تنشئة رابعة أن يفلت زمامها، كما أنها رفضت الزواج بشدة.
أشعار رابعة العدوية
قصيدة "العشق الإلهي"
أحبك حبين حب الهوى وحباً لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
أما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك
قصيدة زادي قليل ما أراه مبلغي
وزادي قــليــل مـا أراه مـبـلغـي
الزاد أبـكـي أم لطـول مـسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
فـأيـن رجـائي فـيـك أيـن مخافتي
قصيدة حـبـيـب ليـس يـعـدله حبيب
حـبـيـب ليـس يـعـدله حبيب
وما لسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن بصري وشخصي
ولكـن عـن فؤادي ما يغيب
شعر رابعة العدوية
قصيدة راحتي في خلوتي
راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضاً
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
إن أمت وجداً وماثم رضا
واعناني في الورى وشقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري وحياتي دائماً
نشأتي منك وأيضاً نشوتي
قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي
منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي
شوقك زادي - رابعة العدوية
يَا سُرُوري و مُنْيتي وعِمادي
كَمْ بَدَتْ مِنَّةٌ وكَمْ لَكَ عندي
أنت روح الفُؤاد وأنت رَجائي
أنتَ لَوْلاك يا حـياتي وَأُنسي
ليس لي عَنْك ما حَييتُ بَرَاحٌ
إنْ تَكُـْن راضياً عَلَيَّ فإنِّي
وأنيسي وعـُدَّتي ومُرادي
من عَطَـاءٍ ونِعْـَمٍة وأَيَادِي
أنت لي مُؤْنسٌ وشوقُك زَادي
وَجَلاءٌ لِعَيْـنِ قلبِي الصَّادِي
أنـت مِنِّي مُمَكَّنٌ فِي السَّوَادِ
يا مُنَى القلـبِ قَدْ بَدَا إِسْعَـادِي
أشعار حب
كتب الشاعر إيليا أبو ماضي عدداً من أبيات شعر غزلي منها:
أُن غِبتِ عَن عَيني وَجُنَّ الدُجى سَأَلتُ عَنكِ القَمَرَ الزاهِرا
وانشق الوَردَةَ في كُمِّها لِأَنَّ فيها أرجأ عاطِرا
كما كتب الشاعر إبراهيم طوقان بقصيدته كيف أغويتني وأمعنت صدا:
كَيفَ أَغوَيتني وَأَمعَنت صَدا يا حَبيبياً أَعطى قَليلاً وَأَكدى
وَدَّ قَلبي لَو يَجهل الحُب لَما أَن رَآه يَحول سَقماً وَوَجدا
جَمعَ اللَهُ في مَحيا حَبيبي أُقحواناً وَياسميناً وَوَردا
كتب الشاعر طرفة بن العبد شعر غزلي في قصيدة "أتعرف رسم الدار قفرا منازله":
أَتَعرِفُ رَسمَ الدارِ قَفراً مَنازِلُه كَجَفنِ اليَمانِ زَخرَفَ الوَشيَ ماثِلُه
بِتَثليثَ أَو نَجرانَ أَو حَيثُ تَلتَقي مِنَ النَجدِ في قَيعانِ جَأشٍ مَسائِلُه
دِيارٌ لِسَلمى إِذ تَصيدُكَ بِالمُنى وَإِذ حَبلُ سَلمى مِنكَ دانٍ تُواصُلُه
وَإِذ هِيَ مِثلُ الرَئمِ صيدَ غَزالُها لَها نَظَرٌ ساجٍ إِلَيكَ تُواغِلُه
غَنينا وَما نَخشى التَفَرُّقَ حِقبَةً كِلانا غَريرٌ ناعِمُ العَيشِ باجِلُه
لَيالِيَ أَقتادُ الصِبا وَيَقودُني يَجولُ بِنا رَيعانُهُ وَيُحاوِلُه
سَما لَكَ مِن سَلمى خَيالٌ وَدونَها سَوادُ كَثيبٍ عَرضُهُ فَأَمايِلُه
فَذو النيرِ فَالأَعلامُ مِن جانِبِ الحِمى وَقُفٌّ كَظَهرِ التُرسِ تَجري أَساجِلُه
وَأَنّى اِهتَدَت سَلمى وَسائِلَ بَينَنا َشاشَةُ حُبٍّ باشَرَ القَلبَ داخِلُه
وَكَم دونَ سَلمى مِن عَدوٍّ وَبَلدَةٍ يَحارُ بِها الهادي الخَفيفُ ذَلاذِلُه
يَظَلُّ بِها عَيرُ الفَلاةِ كَأَنَّهُ رَقيبٌ يُخافي شَخصَهُ وَيُضائِلُه
وَما خِلتُ سَلمى قَبلَها ذاتَ رِجلَةٍ إِذا قَسوَريُّ اللَيلِ جيبَت سَرابِلُه
وَقَد ذَهَبَت سَلمى بِعَقلِكَ كُلِّهِ فَهَل غَيرُ صَيدٍ أَحرَزَتهُ حَبائِلُه
كَما أَحرَزَت أَسماءُ قَلبَ مُرَقِّشٍ بِحُبٍّ كَلَمعِ البَرقِ لاحَت مَخايِلُه
وَأَنكَحَ أَسماءَ المُراديُّ يَبتَغي بِذَلِكَ عَوفٌ أَن تُصابَ مَقاتِلُه
فَلَمّا رَأى أَن لا قَرارَ يُقِرُّهُ وَأَنَّ هَوى أَسماءَ لا بُدَّ قاتِلُه
تَرَحَّلَ مِن أَرضِ العِراقِ مُرَقِّشٌ عَلى طَرَبٍ تَهوي سِراعاً رَواحِلُه
إِلى السَروِ أَرضٌ ساقَهُ نَحوَها الهَوى وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ بِالسَروِ غائِلُه
فَغودِرَ بِالفَردَينِ أَرضٍ نَطيَّةٍ مَسيرَةِ شَهرٍ دائِبٍ لا يُواكِلُه
فَيا لَكَ مِن ذي حاجَةٍ حيلَ دونَها وَما كُلُّ ما يَهوى اِمرُؤٌ هُوَ نائِلُه
فَوَجدي بِسَلمى مِثلُ وَجدِ مُرَقِّشٍ بِأَسماءَ إِذ لا تَستَفيقُ عَواذِلُه
قَضى نَحبَهُ وَجداً عَلَيها مُرَقِّشٌ وَعُلَّقتُ مِن سَلمى خَبالاً أُماطِلُه
لَعَمري لَمَوتٌ لا عُقوبَةَ بَعدَهُ لِذي البَثِّ أَشفى مِن هَوىً لا يُزايِلُه
قصيدة غزل
زارني واللّيلُ داج
عندما نامت وشُاة
يتهادى في ارتجاج
قدُّهُ باهي الصّفات
وسقاني بامتزاج
ريقهُ ماء الحياة
بين زهر ورياض
بمغان مُطربات
بتُّ والمحبوبُ راض
ووشُاني في شتات
أدر الكأس علينا
وأزل عنها الختاما
وأهدها منك إلينا
واجلها بين الندامى
وأقض من دهرك دينا
طالما جار وضاما
وحبيبي بدرُ تمّ
بشموس الرّاح يسعى
رشأ يرمي بسهم
ولهُ الأحشاءُ مرعى
اسقني وسط الزُّهور
بين رنّات المثاني
واغتنم وقت السّرُور
من غفيلات الزّمان
من يد الّظبي الغرير
مالهُ في الحسن ثان
وطُيور الأيك غنّت
فوق أدواح الغصون
كلّما حنّت ورنّت
هيّجت منّي شُجون
أنشدت صوتا شجيّا
أورث القلب هُياما
وهي تبكي جليّا
كان سمّوهُ حماما
كان في الحسن عليّا
عبّرت عنهُ كلاما
بمقال فيه يرثي
نفسهُ عند الممات
زادني حُزني وبثي
فهو يا كلّ الرُواةّ
يا لقومي ضيّعوني
ورأوا قتلي مُباحا
للمنايا أسلموني
عندما سلّوا الصّفاحا
سيروا إذ غيّبوني
تُملأ الدُّنيا نُواحا
ضيّعوني ببديل
مالهُ بعض جمال
ولكم لي من قتيل
بلحاظ كالنّبال
غيّبوا طلعة شمس
عدُموا منها المثيلا
صيّرُوا من بعد أنس
فيه إيحاشا طويلا
لو فدتني كلُّ نفس
كان في حقّي قليلا
فارحموني من جفاهُم
لا ولا رأوا صنيعا
لو دروا ما ضاع عنهم
قُتلوا دُوني جميعا
انظرُوا الاحجار تبكي
بدم عنّي نجيعا
وطُيورُ الأيك تشكي
ألما عنّي وجيعا
وغضيضُ النّبت يحكي
من ذُبول في قليعا
تحزنُ الأوتارُ عنّي
كلّها حُزنا جميلا
والأغاني بعد دفني
دُفنت دفنا طويلا
قُلتُ يا أهل البلاد
هاكها تجري دماء
هل مُغيثٌ لفؤادي
مُنقذي من ذا البلاء
فكأنّي إذ انادي
صاح صخرٌ من خلاء
هكذا قدّر عنّي
من يراني من تُراب
فامرُوا بعدي المغنّي
يتغّني بمصابي
العنواالجلاد بعدي
قاتلي قاسي الجنان
أوما شاهد قدّي
ينثني كالخيزران
ورأى ياقُوت خدّي
حول ثغر من جُمان
وجبينا فاض نُورا
ولحاظا فاترات
تقطعُ الأسياف لولا
فرغت منّي الحياة
لعنت قومٌ رأت في
حلبتي مثلي معادا
ما رأوا حًسني ولطفي
وقوامي يتهادى
لو دروا كامل وصفي
كنتُ بالروّح أفادي
وجميع الناّس طُرّا
وبنيهم طائعين
ويرون العيش مراً
بعد فقدي أجمعين