أشعار هجاء: مجموعة مختارة
ألاَ يَتَّقُونَ اللهَ أنْ يَمْنَعُونَنَا الْفُرَاتَ وَقَدْ يُرْوِي الفُرَاتُ الثَّعَالِبْ، كتب العديد من الشعراء أشعار هجاء في أكثر من موضع لذم الأخرين في أوقات الخصومة ومن بينهم المتبني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أشعار هجاء
قصيدة من العصر المملوكي للشاعر ابن العديم:
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري
وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني
عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من
أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب
ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره
أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا
مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته
وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
قصيدة من العصر الأموي للشاعر الصلتان العبدي:
عبد العزيز فضحتَ جَيشكَ كُلهم
وتركتهم صَرْعى بكلِّ مكانِ
لما رأيت أبا نعامة مقبلاً
يدعو عُبيدة والرماحُ دواني
وأخاهما عمرو القنا وفوارساً
شُم الأنُوفِ معانقي الأقرانِ
ولعبدِ ربٍّ في الهياج غماغمٌ
ولصالحٍ شَغَبٌ على الفُرسانِ
أسلمت عِرسك والبلاءُ مُوكِّلٌ
بالقوم عند تَشاجُرَ المُرانِ
وزعمت أنك كالمُهَلب نجدةً
فَحُرمتَها والبيتِ ذي الأركانِ
قصيدة إن اللعين وابنه غرابا للنجاشي الحارثي:
إنَّ اللَّعِينَ وابْنَه غُرَابا
حَسَّانَ لَمَّا وَدَّعَ الشَّبَابَا
وَنَقِدَتْ أنْيابُهُ وَشَابَا
إسألْ رَسُولَ اللهِ والكِتَابَا
ما بَالُه إذ افْتَرَى وحَابَى
وأَخْطَأ الحَقَّ وَمَا أصَابَا
فَعَجَّلَ الله لَه عَذَابا
وَأخَّرَ اللهَ لهُ مَآبَا
يا شَاعِرَيْ يَثْرِبَ لا تَرْتَابَا
وَلاَ مُعَافَاةَ وَلاَ عِتَابَا
لا مُقْحَمَ القَوْل وَلاَ هَيَّابَا
كاللَّيْثِ يَحْمِي جِزْعَهُ الذِئابَا
وَأنْتَ قَيْنٌ تَنْحَتُ الأقْتَابَا
لِشَرٌ أمْرِ إنْ دُعِي أجَابَا
وقال أيضاً:
ألاَ يَتَّقُونَ اللهَ أنْ يَمْنَعُونَنَا الْ
فُرَاتَ وَقَدْ يُرْوِي الفُرَاتُ الثَّعَالِبْ
وَقَدْ وَعَدُونَا الأحْمَرَيْنِ فَلَمْ نَجِدْ
لَهُمْ أحْمَرَ إلاَّ قِرَاعَ الْكَتَائِبْ
إذا خَفَقَت رَايَاتُنَا طَحَنَتْ لَهَا
رَحىً تَطْحَنُ الأرْحَاءَ وَالموتُ طَالِبْ
فَتُعْطِي إلَهَ النَّاسِ عَهْداً نَفِي بهِ
لِصِهْرِ رَسُولِ اللهِ حتَّى نُضَارِبْ
وَكُنَّا إذا ما حَيَّةٌ أعْيَتِ الرقَا
وَآبَتْ بِصَرٌ يَقْطُرُ السُّمَّ نَابُهَا
دَسَسْنَا لَهَا تَحْتَ العَجَاجَ ابنْ مُلْجَمِ
جَرِيئاً إذَا ما جَاءَ نَفْساً كِتَابُهَا
وقال النجاشي الحارثي أيضا:
فَلَمْ أهْجُكُمْ إلاَّ لأنَّي حَسِبْتُكُمْ
كَرَهْطِ ابنِ بَدْرِ أو كَرَهْطِ ابنِ مَعْبَدِ
فَلَمَّا سَألْتَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَجَدْتُكُمْ
بَرَاذِينَ شُقْراً أُرْبِطَتْ حَوْلَ مِذْوَدِ
فأنْتُمْ بَنِي النَّجَّارِ أكْفَاء مِثْلَنَا
فَأبْعِدْ بِكُمْ عَمَّا هَنَالِكَ أبْعِدِ
فإنْ شِئْتُمُ فاخَرتُمُ عَنْ أبيكُم
إلى مَنْ أردتُمْ مِنْ تَهَامٍ وَمُنْجِدِ
وَمَا كُنْتُ أدرِيَ ما حُسَامٌ وَمَا ابْنُهُ
وَلاَ أم ذاكَ الْيَثْرَبِيّ المُوَلَّدِ
فَلَمَّا أتَانِي ما يَقُولُ وَدُونَهُ
مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ المُبَرَّدِ
سَمَوْتُ لَهُ بِالمَجْدِ حَتَّى رَدَدْتُه
إلى نَسَبٍ فَاءٍ عَنِ المَجْدِ مُقْعَدِ
قصائد هجاء بالفصحى
المتنبي قال يهجو عواذله ويفتخر بنفسه:
قِفَا تَرَيَا وَدْقي فهاتَا المخايِلُ، ولا تَخشَيا خُلفاً لِما أنا قائِلُ
رَماني خِساسُ النَّاسِ مِن صَائبِ استِهِ، وآخَرَ قُطنٌ من يَديهِ الجَنَادِلُ
ومِن جَاهلٍ بي وهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ ويَجهَلُ عِلمي أنَّهُ بي جاهِلُ
ويَجهَلُ أنِّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ
تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مطلَبٍ، ويَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ
وما زِلتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيَّ زَلازِلُ
فقَلْقَلتُ بالهَمِّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلُّهنَّ قَلاقِلُ
إذا اللّيْلُ وارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ
كأنِّي مِنَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ
يُخَيَّلُ لي أنَّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ
وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعُلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ
ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلَّا نُفُوسَكمْ ولَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ
فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرءٍ رُوحُهُ له، ولا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وهوَ باخِلُ.
غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ
قصيدة من العصر الأيوبي للشاعر عبد المنعم الجلياني:
إِلَهي أَجرِني مِن شُرورِ بَني نَوعي
فَهُم كَالأَفاعي تَنفُثُ السُمِّ بِالطَبعِ
فَكَم يَرقُبونَ الحُرَّ يَبغونَ وَصمَةً
وَكَم يَجلِبونَ الضَرَّ لِلبَيِّنِ النَفعِ
وَكَم يَقبَلونَ الصُبحَ في الفَضلِ ظُلمَةً
وَكَم يَنسِبونَ القُبحَ لِلحُسنِ الصُنعِ
أُطاوِعُهُم جُهدي فَيُهَوّونَ مُكرِهي
وَأَوسَعُهُم رِفدي فَيَسعونَ في مَنعي
وَأَدنو إِلَيهِم لِلتَآلُفِ إِذ بِهِم
كَأَنجُرَةٍ خَضراءَ تَسبِقُ بِاللَذعِ
وَجدتُ لِأَلفَ الوَحشِ وَالطَيرِ حيلَةً
وَلا حيلَةٌ في أُلفَةٍ مِن بَني نَوعي
فَيا رَبِّ أَنتَ المُستَغاثُ فَلا تَدَع
لَهُم كَفَّ بَغيٍ أَو تُكافيهِ بَالقَطعِ
وَلا تَبقَ مِنهُم مُنكَراً لَفَضيلَةٍ
وَلا حاسِداً يَرمي الأَكابِرَ بِالوَضعِ
وَلا ذا رِياءٍ يُنصُبُ الدينَ مَجمَعاً
لِيَأكُلَ لَحمَ الأَتقِياءِ عَلى الشَبَعِ
وَلا مُغرِياً بِالسوءِ يَصغي تَحَسُّباً
وَلا مُطرِياً في السولِ يَبيغيهِ بِالخِدَعِ
دَعَوتُكَ يا رِحمَنَ في بَعضَ مَكرِهِم
وَعِلمُكَ فيهِم فَوقَ ما نالَهُ وَسَعي
فَشَرِّدهُم عَنّي بِكَيدِكَ إِنَّهُم
قَد اِنخَلَعوا مِن رَبقَةِ العَقلِ وَالشَرعِ
وَفي المَلَأِ الأَعلى فَحَقَّقَ تَأَلُّفي
بِخَيرِ رَفيقٍ وَلِلجَمعِ
مُقيماً بِضاحي رُبعِ قُدسِكَ عاكِفاً
عُكوفَ تَجافٍ عَن سِوى ذَلِكَ الرَبعِ
أُراقِبُ مِن آفاقِ جودِكَ نَفحَةً
تُثبِتُ ما يُلقي عَلى القَلبِ وَالسَمعِ
مَاذا تُرِيدُ إلى الأحْقادِ وَالدًّمَنِ
قصيدة من العصر العباسي للصاعد البغدادي
يَا أحمدُ بن سعيدٍ العَلَمَ الذي
أَوفَى فللحدثان عنه زَلِيلُ
أخذ العقابَ من ابن مسلمةَ الذي
حكمَ القضاءُ به وغالت غولُ
لم تبقَ غيرُ حُشَاشَةٍ إِن أَدرِكَت
خلصت وإن أَسلًَمتَ فَهوَ قتيلُ
بيديك بعد الله فَكُّ إِسارِه
وعليك في استنقاذه التعويلُ
فارحم أنينَ أبي بناتٍ لم يُصَب
لدموعهن على الخدود مَثِيلُ
فاجعله في عيني يديك فإنها
سورٌ تَحُوطُ المستجيرَ وغِيلُ
ما ذَنبُه إِلا الزمانَ فإنّه
رِخوُ اليدين بمن يُحبّ ملولُ
وقال أيضا:
وبَاتَت كَمَا بَاتَت مَهَاهُ حَميلَةً
لَهَا جُؤذَرٌ عِنَدًَ الصَّرَاةِ عَقِيرُ
وقَد أُكِلَت أَشلاَؤُهُ فَكَأَنَّهَا
مُقَسَّمَةٌ عِندَ القِدَاحِ جَزُورُ
كَمَا بَغَمَت مِن شَجوِهَا أُمُّ وَاحِدٍ
أُتِيحَ لَهَا مِثلَ الزُّجَاجِ طَرِيرُ
لَدُن غُدوَةُ حَتَّى صَغَت شَمسُ يَومِهَا
وَفِي أبهَرَيهَا رَنَّةٌ وَزَفِيرُ
تَسُوفُ ثَرَاهُ عَن مَشَقِّ إِهَابِهِ
كَأَنَّ أَسَابِيَّ الدِّمَاءِ عَتيرُ
قصائد هجاء قوية
قاله المتنبي في هجاء ابن كيغلغ:
ذو العَقلِ يَشقَى في النَّعيمِ بعقلِهِ وأخو الجَهالَةِ في الشَّقاوَةِ يَنعَمُ
والنَّاسُ قَدْ نبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ يَنسَى الذي يُولى وعَافٍ يَنْدَمُ
لا يَخْدعنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ وارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
لا يسلَمُ الشَّرَفُ الرَّفيعُ مِنَ الأذَى حتَّى يُرَاقَ على جَوَانبهِ الدَّمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِّئامِ بطَبْعِهِ مَنْ لا يَقِلُّ كَمَا يَقِلُّ ويَلْؤمُ
والظُّلمُ من شِيَمِ النُّفوسِ فإنْ تَجِدْ ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظْلِمُ
ومِن البَليَّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي عَن جَهْلِهِ وخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
وجُفونُهُ ما تَسْتقِرُّ كَأنَّها مطْرُوفَةٌ أو فُتَّ فيها حِصرِمُ
وإذا أشَارَ مُحَدِّثاً فكأنَّهُ قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أو عَجوزٌ تَلْطِمُ
يَقْلَى مُفارقَةَ الأكُفِّ قَذالُهُ حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ
وتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً ويكونُ أكذَبَ ما يكونُ ويُقْسِمُ
والذُّلُّ يُظْهِرُ في الذَّليلِ موَدَّةً وأوَدُّ مِنهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
ومِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفعُهُ ومِنَ الصَّداقَةِ ما يَضُرُّ ويُؤلِمُ
أرْسَلتَ تَسألُني المَديحَ سَفَاهَةً صَفْرَاءُ أضْيَقُ مِنكَ مَاذا أزْعَمُ
فلَشَدَّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَاعِداً ولَشَدّ ما قَرُبَتْ عَليكَ الأنْجُمُ
أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ وفعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجمُ
أتاني كَلامُ الجَاهِلِ ابنِ كَيَغْلَغٍ يَجُوبُ حُزُوناً بَيْنَنا وسُهولا
ولوْ لم يكُنْ بينَ ابنِ صَفراءَ حائِلٌ وبَيْني سِوى رُمْحي لكانَ طَوِيلا
وإسْحقُ مأمُونٌ على مَنْ أهانَهُ ولَكِنْ تَسَلَّى بالبُكاءِ قَلِيلا
ولَيسَ جَميلاً عِرْضُهُ فيَصُونَهُ، ولَيسَ جَميلاً أن يكونَ جَميلا
ويَكْذِبُ ما أذْلَلْتُهُ بهِجائِهِ، لقَدْ كانَ منْ قَبلِ الهِجاءِ ذَليلا
قصيدة من العصر الأموي قال أبو الطفيل القرشي:
أيَشْتِمُنِي عَمْرٌو وَمَرْوَانُ ضَلَّةً
بِحُكْمِ ابْنِ هِنْدٍ وَالشَّقِيُّ سَعِيدُ
وَحَوْلَ ابن هِنْدٍ شَائِعُونَ كَأنَّهُمْ
إِذَا مَا اسْتَفاضُوا فِي الحَدِيثِ قُرُودُ
يَعَضُّونَ مِنْ غَيْظِ عَلَيَّ أكُفَّهُمْ
وَرَدُّكَ مَا لاَ تَسْتَطِيعُ شَدِيدُ
وَمَا مَسَّنِي إلا ابْنُ هِنْدٍ وَإِنَّنِي
لِتِلْكَ الَّتِي يَشْجَى بِهَأ لَرَصُودُ
كَمَا بَلَّغَتْ أيَّامُ صِفْينَ نَفْسَهُ
تَرَاقِيَةُ وَالشَّامِتُونَ شُهُودُ
فَلَمْ يَمْنَعُوهُ وَالرّمَاحُ تَنُوشُهُ
يَخِبُّ بِهَا رَحْبُ البَنَانِ عَنُودُ
وَطَارَتْ لِعَمْرٍ وفِي الفِجَاجِ شَظِيّةٌ
وَمَرْوَانُ عَنْ وَقْعِ السُّيُوفِ يَحِيدُ
وَمَا لِسَعِيدٍ وِهِمَّةٌ غَيْرُ نَفْسِهِ
وَعِنْدِي لَهُ فِي الحَادِثَاتِ مَزِيدُ
أَلَمْ يَبْتَدِرْكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ فِتْيَةٌ
شَوَمِخَةٌ شُمُّ الْمَنَاخِرِ صِيدُ
سَعِيدٌ وَقَيْسٌ وَالْمُعَمِّرُ وَابْنُهُ
وَأشْتَرُ فِيهِمْ مُعْلَمٌ وَيَزُيدُ
وَكُنْتُمْ كَشَاءٍ غَابَ عَنْهَا رُعَاتُهَا
تُخَافُ عَلَيْهَا أذْؤبُّ وَأسُودُ
فَتَخْطِفُكُمْ في الحَرْبِ خَطْفاً كَأنكمْ
إذَا ثَارَ نَقْعُ الفَيْلَقَيْنِ صُيُودُ
قصيدة من العصر الأندلسي للشاعر ابن هانئ الأصغر
يا وردَ خدٍ خالُهُ عنبرُ
وغِمْدَ جَفْنٍ سيفُهُ أَحْوَرُ
ما خالُك النَّدُّ وماذا الذي
ضُرِّجَ من وجنتهِ مُجْمَر
لكنه أَسودُ عيني وقد
فاض من الدمع دمٌ أَحْمَرُ
ما تبعثُ الموتَ يمانِيّةٌ
وإنما يبعثُهُ المَحْجِرُ
ناشدتك اللّه قضيبَ النَّقا
أَمَا بوصلي أَبداً تُثْمِرُ
هِجرانُكَ الليلُ وما ينجلي
ووَصلكَ الصبحُ وما يُسْفِر
خُلِقْتَ ماءً وأَحالَ الهوى
جسميَ ناراً فلذا تَهْجُر
لو لم يكن ثغرُكَ في ساكنٍ
عذبٍ لقلنا إنه جَوْهَر
زعزعتَ موجَ الردف في مِئْزَرٍ
يكادُ فيه يَغْرَقُ المِئْزَر