أشهر قصائد إبراهيم طوقان مكتوبة كاملة
قصيدة يا سراة البلاد يكفي البلاد
قصيدة خطر المسا بوشاحه المتلون
أشهر قصائد إبراهيم طوقان هي مجموعة من أجمل الدواوين للشاعر الفلسطيني إبراهيم عبد الفتاح طوقان وهو شقيق فدوى طوقان الملقبة بشاعرة فلسطين وكانت أغلب قصائد إبراهيم طوقان تحكي عن الوطن كما اشتهر بشعر الغزل أيضاً. في هذا المقال نستعرض مجموعة من أجمل وأشهر قصائد إبراهيم طوقان مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة كيف أغويتني وأمعنت صدا
تعد قصيدة كيف أغويتني وأمعنت صدا من أشهر قصائد إبراهيم طوقان، وتقول:
كَيفَ أَغوَيتني وَأَمعَنت صَدا، يا حَبيبياً أَعطى قَليلاً وَأَكدى
وَدَّ قَلبي لَو يَجهل الحُب لَما، أَن رَآه يَحول سَقماً وَوَجدا
وَشَكَت أَضلُعي مِن القَلب ناراً، هَل عَهدن الهَوى سَلاماً وَبَردا
طَلَعَ الفَجر باسِماً فَتَأمل، بِنُجوم الدُجى تَرنّحُ سهدا
هِيَ مثلي حيرى وَعَما قَريب، تَتَوارى مَع الظَلام وتهدأ
لَكَ حَمّلتها رِسالة شَوقٍ، وَعِتاب أَظنها لا تَؤدى
قُلت للطَير حينض أَصبَحَ يَشدو، أَيُّها الطَير عَم صَباحاً فَردّا
ثُمَ غَنى أُنشودة عَن حَبيب، لَم يَكُن ظالِماً وَلا خان عَهدا
أَضرم الذكريات بي ثُمَ وَلى، لا رَماكَ الصَياد أَسرفت جدا
جَمعَ اللَهُ في مَحيا حَبيبي، أُقحواناً وَياسميناً وَوَردا
وَاِبتِساماً لا يَهجر الثَغر إِلّا عِندَ قَولي لَهُ أَتنجز وَعدا
لا عَرَفتُ الوَفا وَلا كانَ وَعدٌ، يَجعَل البَسمة الوَديعة حِقدا
قصيدة القلب متصل الوجي
القَلب مُتَصل الوَجي فِتَكاد تَلفُظه ضُلوعي
وَاللَيل لَم يَهب الكَرى، لَكِن حَباني بِالدُموع
وَالصُبح في مَهوىً سَحيق لا يبشِّر بِالطُلوع
وَالكَون نائم وَالفكر هائم
يَتَلمس الحَسناء فاتِنَتي بِهاتيك الرُبوع
عَيناي مطبقتان لَكنّي أَرى تِلكَ النُجوم
مُتَأَلِقات بِالفَضاء، عَلى غياهبه تَعوم
فَإِخال فاتَنتي تَمتع، بِينهن بِما تَروم
فَأَجيل عَينا تَنهلُّ حُزنا
فَأَرى النُجوم تَريد أَن تنقض فَوقي كَالرجوم
لا شَيء يَخترق السُكون، سِوى هَديل حَمائِمي
حَملته لي بَعض النَسائم في الظَلام القاتم
فَودَدت لَو يَشفى الفُؤاد مِن الأَسى المُتقادم
فَإِذا الهَديل، لا يَستحيل، قَلباً يَسير بِهِ الهَوى
في لجة المُتَلاطم، عَبَثاً أُخفف عَن فُؤادٍ لا يَقر لَهُ قَرار
عَبَثاً أُعَلله بِلقياها وَقَد شط المزار
حَذرته حُباً عَواقبه اللواعج وَالدَمار
لِلّهِ قَلب، أَغواه حُبٌّ فَإِذا بِهِ جَم العَثار
وَيَستَجير وَلا يُجار
قصيدة يا سراة البلاد يكفي البلاد
قصيدة يا سراة البلاد، هي واحدة أيضاً من أشهر قصائد إبراهيم طوقان، وتقول:
يا سراةَ البِلاد يَكفي البِلادا، ما أَذابَ القُلوبَ وَالأَكبادا
اِنتِداب أَحدُّ مِن شفرة السَيف وَأَورى مِن المَنايا زِنادا
وَعَد بَلفور دَكّها فَلِماذا، تَجعَلون الأَنقاض مِنها رَمادا
ما الَّذي تَفعَلون وَالجَو مربدد وَهَذي الأَعداء تَقضي المُرادا
أَفرغتم مِن كُل أَمرٍ سِوى المَجلس يَحتاج همَةً وَجِهادا
أَحبط اللَه سَعيكُم أَلِحبِّ الذذا قُمتم تَهيّئونَ العِتادا
تنبذون الأَوطان في طَلَب المَنصب وَالدين وَالهُدى وَالرَشادا
إِن في المَوطن العَزيز سِواه، أَلف شغل فَأَوسعوها اِجتِهادا
وَطن بائس يُباع وَأَنتُم، لا تَزالون تَخدَعون العِبادا
مثخن بِالجِراح أَبرَأه اللَه فَهلا كُنتُم لَهُ عوّادا
كَيفَ يَلقى مِن هادِميه بِناةً، كَيفَ يَرجو مِن جارِحيه ضمادا
يا جُناة عَلى البِلاد بِدَعوى الخَير وِالبر لا نَعمتم رقادا
قامَ مِن بَينكُم سَماسرة السوء فَهَل تَشتَكون ثُم اِقتِصادا
في غَدٍ يَنشأ الصِغار فَيبغون تلاداً وَما تَرَكتُم تلادا
بعتموه إِلى العَدو فَمِن أَين يُلاقون مَلجأ وَمهادا
أَنتُم اليَوم تَزرَعون فَساداً وَغَداً سَوف يُثمر اِستعبادا
يا سَماء انقضي وَيا أَرض ميدي قَتلت أُمَةً وَبادَت بِلادا
قصيدة خطر المسا بوشاحه المتلون
خَطر المَسا بِوشاحه المتلون بَين الرُبى يَهب الكَرى للأَعين
وَتَلمس الزَهر الحييَّ فَاطرَقت أَجفانه شَأن المُحب المُذعن
وَدَعا الطُيور إِلى المَبيت فَرفرفت فَوق الوكون لَها لحون الأَرغن
وَتَسللت نَسماته في إِثره فَإِذا الغُصون بِها تَرنح مدمن
آمال أَيام الرَبيع جَميعها، حسن وَعيبال اِكتَسى بِالأَحسن
جَبل لَهُ بَين الضُلوع صَبابة، كادَت تَحول إِلى سِقام مزمن
وَتَفجَرت شِعراً بِقَلبي دافِقاً، فَسَكَبَت صافيهِ لِيَشرب مَوطِني
يا مَوطِناً قرع العداة صِفاته، أَشجيتَني وِمِن الرَقاد مَنَعتَني
يا مَوطِناً طَعَن العِداة فُؤاده، قَد كُنت مِن سكينهم في مَأمن
لَهفي عَلَيك وَما التَهافي بَعدَما، نَزَلوا حِماك عَلى سَبيل هين
وَأَتوك يَبدون الوِداد وَكُلُهُم يَزهو بِثَوب بِالخداع مبطن
قَد كُنت أَحسَب في التَمَدُن نعمة، حَتّى رَأَيت شَراسة المُتَمَدن
فَإِذا بِجانب رفقة أَكر الوَغى، وَإِذا الحَديد مَع الكَلام اللين
الذَنب ذَنبي يَومَ همت بِحبهم، يا مَوطِني هَذا فُؤادي فَاطعَن
وَاغمر جراحك في دَمي فَلَعَله، يَجدي فَتَبرأ بَعدَهُ يا مَوطِني
عَجَباً لِقَومي مَقعدين وَنَوّماً، وَعَدوهم عَن سَحقهم لا يَنثَني
عَجَباً لقومي كُلهم بُكمٌ وَمن يَنطق يَقل يا لَيتَني وَلَعَلني
لم يوجسون مِن الحَقيقة خَيفة، لم يَصدفون عَن الطَريق البيِّن
إِن البِلاد كَريمة يا لَيتَها، ضَنت عَلى من عقها بِالمدفن
قالوا الشَباب فَقُلت سَيف باتر، وَإِذا تَثقف كانَ صافي المعدن
مَرحى لِشُبان البِلاد إِذا غَدا، كُل بِغير بِلاده لَم يَفتن
مَرحى لِشبان البِلاد فَما لَهُم، إِلّا السمو إِلى العُلى مِن ديدن
نَهض الشَباب يُطالِبون بِمجدهم، يا أَيُّها الوَطَن المَجيد تَيمن
قصيدة خطرت بالأمس ريح صرصر
وننقل الآن واحدة من أشهر قصائد إبراهيم طوقان أيضاً وتقول:
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ، فَالتوى غُصن شَبابي الأَخَضَرُ
وَرَأَيت الزَهر عَنهُ يَنثر، مثلما يَنثر دَمعي
يا شَبابي أَنتَ أَحرى بِدَمي، لا بِدَمعي أَو شكايات فَمي
خلّ عَني فَصحابي لوّمي، مَلأوا بِاللوم سَمعي
سَئِموا نوحي وَعافوا منطقي، هُم ذوو أَفئدة لَم تَخفق
أَنا إِن يَدروا بِحتفي ملتقِ، وَغَداً يَهدأ روعي
وَطَأةُ اللَيل عَلى قَلبي الحَزين، مَزَجت مِنهُ بِأَنفاسي أَنين
ما لَهُ وَقع بِسَمع العالمين، وَبِسَمعي أَي وَقع
أَنت يا وَرقاء مِن دون الأَنامِ، تَسمَعين النوح مني في الظَلام
فَإِذا ما نَحت يا رَمز السَلام، عارِضي نوحي بِسجع
قصيدة هو ذا البحر مزبدا يتعالى
هُوَ ذا البَحر مزبداً يَتعالى، إِثر بَعض أَمواجه تَتَوالى
تَلطم الصَخر كَبرياءً وَعنفاً، ثُم تَرتَد للخضم خذالى
بِضَجيج كَأَنَّهُ زَجل الرَعدِ وَرَجف تَخاله زلزلا
ما وَنَت عَن جهادها الدَهر لَكن لطف الصُبح كرّها والنضال
وَهِيَ تَستَأنف الجِهادَ بَعَزمٍ كُلَّ يَومٍ إِذا النَهار تَعالى
عِندَ ذاكَ الخَضمّ بقعة أَرض، قدَّرَ اللَهُ مَنحَها اِستقلالا
هِيَ حَدّ السوريتين شَمالاً وَجُنوباً وَما تَنوء مَجالا
لَستَ تَلقى سوريتين وَلَكن قيل هَذا تَفنناً وَضَلالا
يَبتَغون التَفريق في الجَسد الواحد خابَت تِلكَ الشَياطين فَالا
خَل عَني واذكر من اعتقوا العَبدَ وَشَدّوا مِن الطَليق العقال
عِندَ ذاكَ الخَصمّ بقعة أَرض، حَرس اللَه سَهلَها والجبال
لا تَرى في فَنائِها آدمياً وَهِيَ آوت صَوادِحاً وَصلالا
شَمسنا دونَ شَمسِها تَتَجلى بَدرَنا دونَ بَدرها يتلألأ
وَسُكون الدُجى يَفك عَن القَلبِ قيوداً وَيَبعث الآمال
وَيَهب النَسيم في السحر الداكن، يحيي مِن الزهور تِلالا
زانَها مِن لآلي الطل تيجان، زَهَت رَونَقاً وَفاضَت جَمالا
فَإِذا اِجتازَ تلكُم الأَرض غادٍ، يَلبس الطلَّ ساقَه خلخالا
وَتَرى الطَير نافِرات خفافاً وَثِقالاً وَيمنةً وَشَمالا
وَيَلوح الصَباح لَوناً فلَونا، كُلَما الشَمس قاربته اِستحالا
وَكَذا البَحر خاشع مُستكين وَهُوَ يُكسى مِن كُل لَون شالا
يا لَها مِن مَظاهر تملك الحسسَ وَتوحي لِناظِريها الخَيالا
أَيُّها السائر المَجدّ رويداً وَاخفض الطَرف عِندَها إجلالا
تِلكَ مَأوى حرية سَلبت منا قَديماً وَاليَوم عَزت مَنالا
إيه يا فَتنة الشُعوب وَيا أنشودة الكَون شَقتنا أَجيالا
لَكَ وَجه مَلائِكي وَسيم، نوره يَفعم القُلوب جَلالا
وَمَزاج جَهنَمي عَتي يَصدع الجور يَصهر الأَغلالا
صانَك اللَهُ كَم فداك وَفي أَو تحصين كَم أَبدت رِجالا
أَنا أستغفر الوَفا لَم يَبيدوا، يَوم خلدت بَعدَهُم أَعمالا
لَكَ في ترب مَيسَلون دَفين كان للذائِدين عَنكِ مثالا
ماتَ في ميعة الشَباب شَهيداً وَكَذا الحر لا يَموت اِكتِهالا
في سَبيل الأَوطان سالَت دماه، ذي المَعالي فَليَعلُون مَن تَعالى
فَسَلام عَلَيهِ يَوم دَعاه وَطنٌ مُرهق فَصال وَجالا
وَسَلام عَلَيهِ يَوم أُريق الدَم مِنه وَضَمخ الأَجبالا
هَذِهِ روحهُ أَطلت عَلى الشامِ تَزور الرُبى وَتَغشى الظلالا
وَتَحض الرِجال فيها عَلى تضحية النَفس ما أهينوا اِحتلالا
يَوم كانَت قُلوبنا تَتَلظى وَالعِدى توسع البِلاد اِحتِمالا
بِرجيم لَمّا أَتاهُم وَقاح كانَ إِتيانُهُ عَلَيهِ وَبالا
لَم يَبت غَير لَيلة كانَ فيها يُبصر المَوت حَولَهُ أَشكالا
وَكَأَني بِهِ تجاذبه الأَوهام رُعباً فَيَستوي اجفالا
قلق يَرقب الصَباح فَلَما إن تجلّى شَد الرِحال وَقالا
الفرار ألقيت في الشامِ نكالاً وَفتية أَبطالا
وَلَو أن المَقام طالَ بِبَيروتَ لَكانَ المَصير أَسوأ حالا
هَذِهِ شيمة الكِرام بَني الشامِ سمت همة وَطابَت فعالا
عَربي إِباؤكمُ أُمويّ لا أَباد الزَمان تِلكَ الخلالا
كُل جُرح أَصابَكُم حلَ مِنا، في صَميم يأبى اِندمالا
يحرس اللَهُ مَجدَنا ما بَذَلنا في سَبيل الأَوطان نَفساً وَمالا
قصيدة بيض الحمائم حسبهنه
بيضُ الحمائم حسبهنَّهْ، أني أُردِّدُ سجعهنّهْ
رمزُ السلامة والوداعة منذ بدءِ الخلق هُنَّه
في كلِّ روض فوق دانيةِ القطوف لهنَّ أَّنهْ
ويملْنَ والأَغصانَ ما خَطَرَ النسيمُ بروضهنَّه
فإذا صلاهنَّ الهجير هببْنَ نحو غدير هنَّه
يهبطن بعد الحومْ مثل الوحي لا تدري بهَّه
فإذا وقعن على الغديْر ترتبتْ أسرابهنَّه
صفَّيْن طول الضّفَّتين تعرَّجا بوقوفهنَّه
كلٌّ تقبِّلُ رسمَها في الماءِ ساعةَ شُربهنَّهْ
يطفئنَ حرَّ جسومهننَ بغمسهنَّ صدور هَنَّه
يقعُ الرَّشاشُ إذا انتفضْنَ لآلئ لرؤوسهنَّه
ويطرْنَ بعد الابتراد إلى الغصونِ مهودهنَّه
تُنبيك أجنحةٌ تصفق كيف كان سرورهنَّه
ويُقر عينَكَ عبثهن إذا جَثَمْن بريشهنّه
وتخالهنّ بلا رؤوس حين يُقبلُ ليلهنّه
أخفينها تحت الجناح ونمن ملءَ جفونهنّه
كم هجنني ورويتُ هنهنّ الهديلَ فديتهنَّه
المحسناتُ إلى المريض غدونَ أشباهاً لهنّهْ
الروّض كالمستشفياتِ دواؤها إيناسهنّ
ما الكهرباء وطبّها بأجلَّ من نظراتهنّ
يشفي العليلَ عناؤهننَ وعطفهنّ ولطفهنّه
مُرُّ الدواء يفيك حلوٌ من عذوبة نطقهنّهْ
مهلاً فعندي فارقٌبين الحمام وبينهن
فلربما انقطع الحمائم في الدُّجى عن شدوهنّه
أمَّا جميلُ المحسنات ففي النهار وفي الدجنة
قصيدة هادئ القلب مطبق الأجفان
هادئ القَلب مطبق الأَجفان، مُطلق الروح راقد الجُثمان
مَلَكٌ عِندَ رَأسِهِ باسم الثَغرِ جَناحاه فَوقَهُ يَخفقان
غادة تَملأ الكُؤوس وَخَود، تَنضح الجَرح مِن رَحيق الجِنان
وَحَواليه طافَ أَسراب حور، بِغُصون النَخيل وَالرَيحان
وَتَهاوى الطُيور عَن شَجر الخلد تَغَنّى بِأَعذَب الأَلحان
مِن كَبير يَزهو بِأَبهى رياش وَصَغير مصوّر مِن حَنان
وَأفاق الشَهيد مُنشَرح الصَدر شَكوراً لَأنعم الرَحمان
وَاِستوى جالِساً عَلى رفرف خضر غوال وَعَبقريٍ حِسان
وَسَقته مَلائك اللَه خَمراً، جَعَلتهُ حَيّاً مَدى الأَزمان
وَتَجَلّت أَنوار من مَلَك الملك فَخرَّ الحَضور للأَذقان
ثُمَ حَيّى ذاكَ الشَهيد وَنادى أَيهذا الشَهيد لَستَ بِفانِ
رَضيَ اللَهُ عَن جِهادك فَاخلُد وَتَبَوّأ في الخُلد أَعلى مَكانَ
وَخُلود النَعيم عِندي جَزاء لِلَّذي ماتَ في هَوى الأَوطان
ما مَصير الشَهيد يا رَبّ إِلّا غبطة عِندَ راسخ الإِيمان
غَيرَ أَنَّ الشَباب إِن كانَ غَضّاً وَالتَوى الغصن مِنهُ في الريعان
وَتَراءَت أَزهاره ذابِلات، عَبثت للرياح فيها يَدان
تَعَذر العَين في البُكاء عَلَيه، دَمعَ سَلوى لَكن بِلا سُلوان
رَب عَفواً إِن راعَنا فَقدُ نَدب، ضاحك الوَجه في قُطوب الزَمان
صارم كانَ مَغمداً صَقلته، يَدُ حرية أَنوفٍ حِصان
شهرته حَتّى أَذابته مَسحاً في رِقاب الأَعداء يَوم الطِعان
يا دُموعي وَهَبتك القَلب إِن لَم تَقنَعي بِالقَريح مِن أَجفاني
فَهُوَ قَلبي أَليف هَمي وَحُزني وَحَليف الزَفير وَالخَفقان
يا رُبوع الفَيحاء أَنتِ عَروس، أَيّمتها طَوارق الحَدثان
الأَكاليل لَم تَزَل غَضة الزَهر وَلَم تَنقطع أَغاني الغَواني
وَالمَغاني مَأهولة وَالرَوابي باديات نَواضِراً للعَيان
وَالنَدامى بَينَ الكُؤوس قيام رَنحتهم مدامة الغدران
وَالعَذارى سَوافر لاهيات بِالأَراجيح وَهِيَ في الأَغصان
يا عَروس الدُنيا وَما حالَ قَلبفَجَعته أَحزانه بِالأَماني
الخطوب اللائي نَزَلنَ جسام قَد أَحلن الهَنا إِلى أَحزان
وَالأَسى في الضُلوع أَشبَه شَيء، بِكَ لَما قَذفت بِالنيران
منكَ دَمع وَمِن محبك دَمع بَرَدى وَالمُحبّ مُتَفِقان
رَحل العام عَنكَ جَهم المحيّا، مكفهرّاً فَكَيفَ حال الثاني
لا تَرعك الخطوب يا ابنةَ مَروان وَلوذي بِاللَه وَالفتيان
الشَباب النَضير وَالأَمل الثابت خلّان كَيف يَفتَرِقان
وَالشَباب النَضير إن سيم خَسفاً ثائر باسل وَثَوب الجِنان
لِفَرَنسا أَن تستبد وَتَطغى لِفَرَنسا التَنكيل بِالبُلدان
لِفَرَنسا أَن تحشد الجَيش كَالسَيل وَتُبدي عَجائب الطَيران
لِفَرَنسا ما تَشتَهي لِفَرَنسا ما تَمنَى فَمَوعد الثَأر دان
يا لِهَول الوَغى وَقَد هاجَ سُلطان وأضحى يجيشُ كَالبُركان
أَسَدٌ فَوقَ ضامر عَرَبي شاهر لِلوَغى حساماً يَماني
أَرهَفتهُ المَنون ثُمَ أَنامته لِيَوم محجّل أَرونان
صَفحتاه عَقيقتان مِن البَرق وَفي مضربيه صاعِقَتان
وَطَبيب أَغَرّ يُعطي دَواء لِسقام الأَوطان وَالأَبدان
أَليوثاً أَفلتَّ يا سجن أَرواد تُذيق العِداة كَأس الهَوان
أَي حَرب أَثار ظُلمُ فَرَنسا فَدهاها ما لَيسَ بِالحسبان
المَغاوير حَضرٌ وَبداة زمجروا دونَ أُمة الطُغيان
وَالجِياد العِتاق وَلهى طرادٍ مُسرِعات بِهُم إِلى المَيدان
وَالسُيوف الرقاق ظَمآ دماءً تَشتَكي بَثَها إِلى المرّان
فَاسأَلي عَن فِعالهم يا فَرَنسا إِن أَبناءَهُم لَدى غَملان
وَأَقيمي ممالكاً وَعُروشاً وَاِفزَعي للخداع وَالبُهتان
إِن مَن تَمنَحين مَجداً وَمَلكاً وَرِثوا الملك عَن بَني مَروان
سَوفَ لا يَنثنون عَن طَلَب الحَقِ قِتالا أَو تَضرعي للأَمان
إِيه روح الشَهيد زوري فَلَسطين وَطوفي قَدسيةً بِالمَغاني
وَاِنزَعي مِن صُدورَنا جَمرة الحقد وَسَلّي سجيّة الشَنآن
همّ إِخوانِنا الجِهاد وَأَضحى هَمّنا في مَجالسٍ وَلِجان
أَيُّها العاشق المناصبَ مَهلاً أَبتاج ظَفرت أَم صولَجان
كَيفَ أَنساك حُب ذاتك مَهداً أَنتَ لَولاه كُنت للنسيان
يا فَلسطين هَل لَديك سريّ غَير ذي مطمع وَلا متوان
لَيسَ عِندي سِوى التَلهف أَهدي ه وَقَلب مَوله بِكَ عان
وَشُعور نَسقته في بَياني وَدُموع أَودَعتها أَشجاني
هَل أَمنّا العداة حَتّى رَقَدنا أَم وَجَدنا الهَوان حُلو المَجاني
أَينَ مِنا الأَبيّ أَينَ المعزّي أَين مِنّا معذب الوجدان
فَاِتَقوا اللَهَ وَاذكُروا نَهضة الشام وَخُصّوا العَدوّ بِالأَضغان
قصيدة رأيتها ألف مرة
رَأَيتُها أَلف مَرة، فَلَم تَجد لي بِنَظرة، حَتّى غَدَوتُ وَما لي عَلى التَجلُّد قدره
فَباحَ بِالحُب دَمعي، وَنلت بِالحُب شهرة، فَهَل أَتاكَ حَديثي فَفيهِ للغيد عبرة
يا غادة في جَبين الجَمال وَاللطف غُرة، مَتى تَجودين للنفس بِالهَنا وَالمَسَرّة
عجبت للحب إِني أَرى الحسان بِكَثرة، خَلَقنَ مِن طَلعة الفجر وَهُوَ يَفتَح صَدره
فَما اِبتَغيتُ وَعَينيك مِن هَواهنَّ ذرة، لَكن لحسنك وَالله فَتّح الحُب زَهرة
أَنتَ الحَديث وَشُغلي، لَدى العَشي وَبُكرة، لَم تَغربي يا ذَكاء الجَمال عنّيَ فترة
فَهَل لقلب كَئيب، يا منيتي مِن مَبَرَّة
قصيدة لهفي على الشام وسكانها
لَهفي عَلى الشام وَسُكّانها، لَهفَةَ ظامي الروح حرّانها
ما أَحرَقتها النار لكنما، ضُلوع مَفتون بِغُزلانها
وَالحُبّ إِما أَضرمت ناره، تَسمعه الدُنيا بِآذانها
نَديم أَخبرني فَقَد راعني، تَشبثُ النار بغيطانها
هَل سرتِ النار إِلى تينها، وَتُوتِها الغضّ وَرُمانها