أشهر قصائد عمر أبو ريشة مكتوبة كاملة
أشهر قصائد عمر أبو ريشة هي مجموعة من أجمل ما كتب الشاعر السوري عمر أبو ريشة والذي نشأ في منزل يقول أكثر أفراده الشعر، وإلى جانب كونه أحد الشعراء المميزين، فقد عمل أيضاً كسفير سوريا في الولايات المتحدة في الفترة من 1961 إلى 1964.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المقال نستعرض أجمل وأشهر قصائد عمر أبو ريشة مكتوبة كاملة.
قصيدة عناد
قصيدة عناد من أشهر قصائد عمر أبو ريشة وتقول:
هذي الربى كم ضاق في فضاؤها، ما لي عـلى جـنباتها أتـعثر
شـب الحصى فيها ودون زحامه، درب يـغيب وآخـر يـتكسر
ومـلاعبي ومـجر أذيـالي بها، بـعدت فـما ترقى إليها الأنسر
مـا كـنت أحـسب أنـها تتغير، وأرى الـشتاء تـطاولت أيـامه
وازداد عـسفا قـلبه الـمتحجر، كم زارني وكشفت عن صدري له
فـأقـام لا يـزهـو ولا يـتكبر، مـا زلـت أذكر كيف كان لهاثه
من دفء أضلاعي يذوب ويقطر، مـا كـنت أحـسب أنـه يتغير
وأتـيت مرآتي وعطري في يدي، فـبصرت ما لا كنت فيها أبصر
فـخفضت طـرفي ذاهلا متوجعا ونـفرت مـنها غـاضبا استنكر
خـانت عـهود مودتي فتغيرت مـا كـنت أحـسب أنـها تتغير
قصيدة عروس المجد
يا عروس المجد تيهي واسحبي فـي مـغانينا ذيـول الـشهب
لـن تـرى حـفنة رمل فوقها، لـم تـعطر بدما حـر أبـيّ
درج الـبـغي عـليها حـقبة، وهــو ى دون بـلوغ الأرب
وارتـمى كـبر الـليالي دونها، لـين الـناب كـليل الـمخلب
لا يـموت الـحق مهما لطمت، عـارضيه قـبضة المغتصب
مـن هـنا شـق الهدى أكمامه، وتـهادى مـوكبا فـي موكب
وأتـى الـدنيا فـرقت طـربا، وانـتشت مـن عبقه المنسكب
وتـغـنت بالمروءات الـتي عـرفتها فـي فـتاها العربي
أصـيدٌ ضـاقتْ به صحراؤهفـأعـدَّتهُ لأفــقٍ أرحــبِ
هـبَّ لـلفتح فـأدمى تـحته، حـافرُ الـمهر جـبينَ الكوكبِ
وأمـانيه انـتفاض الأرض من غـيهب الـذلِّ وذلِّ الـغيهب
وانـطلاق الـنور حتى يرتوي، كـل جـفن بـالثرى مختضب
حـلم ولـى ولـم يُـجرح به شـرفُ المسعى ونبلُ المطلب
يـا عروسَ المجد طالَ الملتقى، بـعدما طـال جوى المغترب
سـكرت أجـيالنا فـي زهوها وغـفت عـن كـيد دهر قُلّبِ
وصـحـونا فــإذا أعـناقنا، مـثـقلات بـقيود الأجـنبي
فـدعوناكِ فـلم نـسمع سوى، زفـرة مـن صـدرك المكتئب
قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم نـرخص الـمهر ولم نحتسب
فـحـملنا لك إكـليل الـوفا ومـشينا فـوق هـام النوبِ
وأرقـنـاها دمــاء حــرة، فاغرفي ما شئت منها واشربي
وامـسحي دمع اليتامى وابسمي والمسي جرح الحزانى واطربي
نـحن مـن ضـعف بنينا قوة، لــم تـلن لـلمارد الـملتهب
كـم لـنا مـن ميسلون نفضت، عـن جـناحيها غـبار التعب
كـم نـبت أسـيافنا في ملعب وكـبت أفـراسنا فـي ملعب
مـن نـضال عاثر مصطخب، لـنـضال عـاثر مـصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلى، غُـلِبَ الـواثبُ أم لـم يُغْلَبِ
فـالتفِت من كوّةِ الفردوسِ يا فيصلَ العلياءَ وانظرْ واعجبِ
أترى كيفَ اشتفى الثأرُ من الــفاتـحِ المسترقِ المستلبِ؟
وطوى ما طالَ من راياته في ثنايا نجمهِ المحتجـبِ
ما نسينا دمعـةً عاصيتَها، في وداعِ الأمـلِ المرتقـبِ
رجفتْ بالأمسِ سكرى ألم، فأسلها اليومَ سكرى طربِ
يا لنعمى خفَّ في أظلالها، ما حملنا في ركابِ الحقبِ
أينما جالَ بنا الطرفُ انثنى، وطيوفُ الزهوِ فوقَ الهدبِ
هذه تربتُنا، لـن تزدهـي، بسوانا مـن حُماةٍ نُـدُبِ
فلنصنْ مَن حَرَمَ الملكَ لها منبرَ الحقـدِ وسيفَ الغضبِ
ولنُسلْ حنجرةَ الشدوِ بها بينَ أطلالِ الضحايا الغيّـبِ
ضلّت الأمّةُ إن أرختْ على، جرحِ ماضيها كثيفَ الحجب
مـا بلـغنا بعدُ من أحلامنا، ذلكَ الحلـمَ الكـريمَ الذهبي
أينَ في القدسِ ضلوعٌ غضّةٌ، لم تلامسها ذنابى عقـربِ؟
وقفَ التاريـخُ في محرابها وقفةَ المرتجـفِ المضطـربِ
كم روى عنها أناشيدَ النّهى، في سماعِ العالمِ المستغـربِ؟
أيُّ أنشودةِ خزيٍ غصَّ في بثّها بينَ الأسى والكـربِ
من لأبناءِ السـبايا ركبـوا للأماني البيضِ أشهى مركـبِ
ومتى هزّوا علينا راية، ما انطوتْ بينَ رخيصِ السَّلَبِ؟
ومَنِ الطاغي الذي مدَّ لهم من سراب الحقِّ أوهى سببِ؟
أو مـا كنّا لـه في خطبـهِ معقلَ الأمن وجسرَ الهربِ؟
مـا لنا نلمـحُ فـي مشيتهِ، مخلبَ الذئـبِ وجلدَ الثعلبِ؟
يا لذلِّ العهدِ إن أغضى أسىً فوقَ صدرِ الشرفِ المنتحـبِ!
يا روابي القدسِ يا مجلى السّنا، يا رؤى عيسى على جفنِ النبي
دونَ عليائكِ في الرحبِ المدى، صهلةُ الخيلِ ووهجُ القضـُبِ
لـمّتِ الآمـالُ مـنّا شملنا ونمـتْ ما بيننا من نسـبِ
فإذا مصـرُ أغـاني جلّـقٍ وإذا بغـدادُ نجـوى يثـربِ
ذهبـتْ أعلامُها خافـقـةً والتقـى مشـرقُها بالمغـربِ
كلّما انقضَّ عليها عاصـفٌ، دفنتـهُ في ضلـوعِ السّحـبِ
بوركَ الخطبُ، فكم لفَّ على سهمهِ أشتاتَ شعـبٍ مغضبِ
يا عروسَ المجدِ حسبي عزّةً، أن أرى المجدَ انثنى يعتـزُّ بي
أنا لولاهُ لمـا طوّفـتُ فـي كـلِّ قفـرٍ مترامٍ مجـدبِ
ربَّ لحنٍ سالَ عن قيثارتي، هزَّ أعطافَ الجهادِ الأشـيبِ
لبـلادي ولـروّادِ الـسّـنا، كـلُّ ما ألهمـتِني من أدبِ
قصيدة أمتي هل لك بين الأمم
تعد أيضاً قصيدة أمتي هل لك بين الأمم من أجمل وأشهر قصائد عمر أبو ريشة وتقول:
أمتي هل لك بين الأمم، منبر للسيف أو للقلم، أتلقاك وطرفي مطرق
خجلا من أمسك المنصرم، ويكاد الدمع يهمي عابثا، ببقايا كبرياء الألم
أين دنياك التي أوحت إلى وترى كل يتيم النغم كم تخطيت على أصدائه
ملعب العز ومغنى الشمم، وتهاديت كأني ساحب مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية، خنقت نجوى علاك في فمي، أي جرح في إبائي راعف
فاته الأسى فلم يلتئم، في حمى المهد وظل الحرم، كيف أغضيت على الذل ولم
تنفضي عنك غبار التهم؟ أوما كنت إذا البغي اعتدى موجة من لهب أو من دم
كيف أقدمت وأحجمت ولم يشتف الثأر ولم تنتقمي؟ اسمعي نوح الحزانى واطرب
وانظري دمع اليتامى وابسمي ودعي القادة في أهوائها تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم، لامست أسماعهم، لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم، أمتي كم صنم مجدته، لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه، إن يك الراعي عدوَّ الغنم، فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيدُ الدرهم، أيها الجندي يا كبش الفدا، يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله، شرفا تحت ظلال العلم
قصيدة ملحمة النبي
أي نجوى مخضلة النعماء رددتها حناجر الصحراء، سمعتها قريش فانتفضت غضبى
وضجت مشبوبة الأهواء ومشت في حمى الضلال إلى الكعبة مشي الطريدة البلهاء
وارتمت خشعة على اللات والعزى وهزت ركنيهما بالدعاء وبدت تنحر القرابين نحرا
في هوى كل دمية صماء، وانثنت تضرب الرمال اختيالا، بخطى جاهلية عمياء
عربدي يا قريش وانغمسي ما شئت في حمأة المنى النكراء لن تزيلي ما خطه الله للأرض
وما صاغه لها من هناء، شاء أن ينبت النبوة في القفر، ويلقي بالوحي من سيناء
فسلي الربع ما لغربة عبد الله، تطوى جراحها في العزاء، ما لأقيال هاشم يخلع البشر
عليها مطارف الخيلاء، انظريها حول اليتيم فراشا، هزجا حول دافق اللألاء
وأبو طالب على مذبح الأصنام، يزجي له ضحايا الفداء، هو ذا أحمد فيا منكب الغبراء
زاحم مناكب الجوزاء، بسم الطفل للحياة وفي جنبيه، سر الوديعة العصماء
هب من مهده ودب غريبَ، الدار في ظل خيمة دكناء، تتبارى حليمةٌ خلفه تعدو
وفي ثغرها افترار رضاء، عرفت فيه طلعة اليمن والخير، إذا أجدبت ربى البيداء
وتجلى لها الفراق فاغضت في ذهول وأجهشت بالبكاء، عاد للربع أين آمنةٌ
والحب والشوق في مجال اللقاء، ما ارتوت منه مقلة طالما شقت، عليه ستائر الظلماء
يا اعتداد الأيتام باليتم كفكف، بعده كل دمعة خرساء، أحمد شب يا قريش فتيهي
في الغوايات واسرحي في الشقاء، وانفضي الكف من فتى ما تردى، برداء الأجداد والآباء
أنت سميته الأمين وضمخت، بذكراه ندوة الشعراء، فدعي عمه فما كان يغريه
بما في يديك من إغراء، جاءه متعب الخطى شارد الآمال، ما بين خيبة ورجاء
قال هون عنك الأسى يا بن عبد الله واحقن لنا كريم الدماء لا تسفه دنيا قريش تبوئك
من الملك ذروة العلياء، فبكى أحمد وما كان من يبكي ولكنها دموع الإباء
فلوى جيده وسار وئيدا، ثابت العزم مثقل الأعباء وأتى طوده الموشح بالنور
وأغفى في ظل غار حراء وبجفنية من جلال أمانيه، طيوف علوية الإسراء
وإذا هاتف يصيح به اقرأ، فيدوي الوجود بالأصداء وإذا في خشوعه ذلك الأمي
يتلو رسالة الإيحاء، وإذا الأرض والسماء شفاه، تتغنى بسيد الأنبياء
جمعت شملها قريش وسلت، للأذى كل صعدة سمراء وأرادت أن تنقذ البغي من أحمد
في جنح ليلة ليلاء، ودرى سرها الرهيب علي، فاشتهى لو يكون كبش الفداء
قال: يا خاتم النبيين أمست مكة دار طغمة سفهاء، أنا باق هنا ولست أبالي
ما ألاقي من كيدها في البقاء، سيروني على فراشك والسيف، أمامي وكل دنيا ورائي
حسبي الله في دروب رضاه، أن يرى فيّ أول الشهداء، فتلقاه أحمد باسم الثغر
عليما بما انطوى في الخفاء، أمر الوحي ان يحث خطاه، في الدجى للمدينة الزهراء
وسرى واقتفى سراه أبو بكر، وغابا عن أعين الرقباء، وأقاما في الغار والملأ العلوي
يرنو إليهما بالرعاء، وقفت دونه قريش حيارى وتنزهت جريحة الكبرياء
وانثنت والرياح تجار والرمل، نثير في الأوجه الربداء، هللي يا ربا المدينة واهمي
بسخي الأظلال والأنداء واقذفيها الله أكبر حتى ينتشي كل كوكب وضاء
واجمعي الأوفياء إن رسول الله، آت لصحبة الأوفياء وأطلّ النبي فيضا من الرحمة
يروي الظماء تلو الظماء
قصيدة نسر
أصـبح الـسفح مـلعبا للنسور، فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري
إن لـلجرح صـيحة فـابعثيها، فـي سـماع الدنى فحيح سعير
واطـرحي الكبرياء شلوا مدمى، تـحت أقـدام دهـرك السكير
لملمي يا ذرا الجبال بقايا النسر، وأرمـي بـها صدور العصور
إنـه لـم يعد يكحل جفن النجم، تـيـها بـريـشة الـمـنثور
هـجر الوكر ذاهلا وعلى عينيه، شـيء مـن الـوداع الأخـير
تـاركا خـلفه مـواكب سحب، تـتهاوى مـن أفـقها المسحور
كـم أكـبت عـليه وهي تندي، فـوقه قـبلة الضحى المخمور
هـبط السفح طاويا من جناحيه، عـلـى كـل مطمح مـقبور
فـتبارت عصائب الطير ما بين شــرود مـن الأذى ونـفور
لا تـطيري جوابة السفح فالنسر إذا مـا خـبرته لـم تـطيري
نـسل الـوهن مـخلبيه وأدمت مـنـكبيه عـواصف الـمقدور
والـوقار الـذي يـشيع عـليه، فضلة الإرث من سحيق الدهور
وقـف الـنسر جـائعا يـتلوى، فـوق شـلو على الرمال نثير
وعـجـاف البغاث تـدفعه، بالمخلب الغض والجناح القصير
فـسرت فـيه رعشة من جنون، الـكبر واهـتز هـزة المقرور
ومضى ساحبا على الأفق الأغبر، أنـقـاض هـيـكل مـنخور
وإذا مـا أتـى الغياهب واجتاز مـدى الـظن من ضمير الأثير
جـلجلت منه زعقة نشت الآفاق، حـرى مـن وهجها المستطير
وهوى جثة على الذروة الشماء، فـي حـضن وهجها المستطير
أيـها النسر هل أعود كما عدت، أم الـسفح قـد أمـات شعوري
قصيدة حنين
واحدة أيضاً من أشهر قصائد عمر أبو ريشة، هي قصيدة حنين وتقول:
لا تغني فإن حشرجة الميت وجهش النعاة في مسمعيّا
أتغنين ذكرياتي وكانت كوثرا في فم الزمان شهيا
يوم أسقى من راحة الوحي خمري وأصوغ الحياة شعرا نديا
وأرى توبة الزمان بعينيك فأنسى ما قد أساء إليّا
أسمعيني على أنين الأماني من عثار الشباب لحنا شجيا
أوجم فـيم الوجوم منى النفس، وفيم الذهول يكسو المحيا
أترامت عليك أشباح ذكرى، تترك الحب يا هلوك حييّا
حولي ناظريك عني فما أستطيع، أجلو سرا هناك خفيا
ويح نفسي ما للعواصف تخبو ويفت الخذلان في ساعديّا
أنا طفل الحياة يا ضلة الروح، فعفوا إن جئت أمرا فريا
فبليني فقد شعرت بروحي، وثبت وارتمت على شفتي
لست أنت التي أضمك بل دنيا فتون وعالما علويا
أتبسمت بعد صمت رهيب، كان يدوي في مسمعيا دويا؟
خدريني بنغمة تقتل اليأس، وتهمي بالمسكرات عليا
حسنا تفعلين غني أعيدي، اخفضي الصوت تمتميه إليّا
اتركيني على ذراعك أغفو وأذيبي الأصداء شيئاً فشيئاً
قصيدة من أنت
من أنت كيف طلعت في دنياي ما أبصرت فيا
في مقلتيك أرى الحياة تفيض ينبوعا سخيا
وأرى الوجود تلفتا سمحا وإيماء شهيا
ألممت أحلام الصبا وخلعت أكرمها عليا
مهلا فداك الوهم لا ترمي بمئزرك الثريّا
أنا في جديب العمر أنثر ما تبقى في يديّا
عودي إلى دنياك واجني زهرها غضا زكيا
يكفيك مني أن تكوني في فمي لحنا شجيّا
قصيدة في موسم الورد
هنا في موسم الوردِ تلاقَيْنا بلا وَعْدِ وسِرْنا في جلال الصمتِ فوق مناكبِ الخُلْدِ
وفي ألحاظنا جوعٌ على الحرمان يستجدي! وأهوى جيدكِ الريان متكئاً على زِندي
فكُنا غفوةً خرساء بين الخَدِّ والخَدِّ مُنى قلبي أرى قلبكِ لا يبقى على عَهْدِ
أسائلُ عنكِ أحلامي وأُسكتُها عن الرَدِّ أردتِ فنلتِ ما أمَّلتِ مَن عِزّي
ومن مجدي فأنتِ اليوم ألحاني وألحان الدُّنى بَعْدي فما أقصرَه حُبَّا تلاشى
وهو في المَهْدِ ولم أبرحْ هنا، في ظل هذا المّلتقى وحدي
قصيدة في طائرة
وثبت تستقـرب النجـم مجـالا وتهادت تسحب الذيـل اختيـالا
وحيالـي غـادة تلعـب فــي شعرهـا المائـج غنجـا ودلالاً
طلعـة ريـا وشــيء بـاهـر، إجمال جـل أن يسمـى جمـالا
فتبسـمـت لـهـا فابتسـمـت، وأجالـت فـي ألحاظـا كسالـى
وتجاذبـنـا الأحـاديـث فـمـا انخفضت حسا ولا سفـت خيـالا
كل حـرف زل عـن مرشفهـا، نثـر الطيـب يمينـا وشـمـالا
قلـت يـا حسنـاء مـن أنـت ومن أي دوح أفرع الغصن وطالا
فـرنـت شامـخـة أحسبـهـا فـوق انسـاب البرايـا تتعالـى
وأجابـت أنـا مــن أنـدلـس جنـة الدنيـا سهـولا وجـبـالا
وجـدودي المـح الدهـر علـى ذكرهم يطـوي جناحيـه جـلالا
بوركت صحراؤهم كم زخـرت بالمـروءات رياحـا ورمــالا
حملـوا الشـرق سنـاء وسنـى وتخطوا ملعب الغـرب نضـالا
فنمـا المجـد علـى آثـارهـم وتخطى بعدمـا زالـوا الـزوالا
هؤلاء الصيـد قومـي فانتسـب إن تجد أكرم من قومـي رجـالا
أطرق الطرف وغامت أعينـي برؤاهـا وتجاهلـت الـسـؤالا
قصيدة خط أختي لم أكن أجهل
خطُ أختي لم أكن أجهله، إن أختي دائماً تكتب لي حدثتني أمس عن أهلي وعن
مضض الشوق وبُعد المنزل ما عساها اليوم لي قائلة؟ أيُّ شيءٍ يا ترى لم تقلِ
وفضضت الطرس، لم أعثر على غير سطرٍ واحدٍ مختزلِ وتهجيت بجهدٍ بعضه
إن أختي كتبت في عجل فيه شيءٌ عن علي مبهمٌ ربما بعد قليل ينجلي
وتوقفتُ ولم أتممْ وبي رعشاتُ الخائف المبتهل وتراءى لي عليٌّ كاسياً
من خيوط الفجر أسنى حُلَلِ مَرِحَ اللفتةِ مزهو الخطى سلس اللهجة حلو الخجل
تسأل البسمةُ في مرشفه عن مواعيد انسكاب القُبَلِ طلعةٌ استقبل الدنيا بها
ناعم البال بعيد المأمل كم أتى يشرح لي أحلامه وأمانيه على المستقبل
قال لي في كبرياء إنه يعرف الدرب لعيش أفضل إنه يكره أغلالي التي
أوهنت عزمي وأدمت أرجلي سوف يعطي في غدٍ قريته خبرة العلم وجهد العمل
وسيبني بيته في غابةٍ تترامى فوق سفح الجبل وسأعتز به في غده
وأراه مثلاً للرجل عدت للطرس الذي ليس به غير سطرٍ واحدٍ مختزلِ
وتجالدت، لعلي واجد، فيه ما يبعد عني وجلي وإذا أقفل معناه على
وهمي الضارع كل السبل غرقت عيناي في أحرفه وتهاوى مِزقاً عن أنملي
قلبُ أختي لم أكن أجهله، إن أختي دائماً تحسن لي ما لها تنحرني نحراً على
قولها مات ابنها، مات علي