أصحاب ولا أعز.. وجبة باستا بائتة

  • بواسطة: Nourhan تاريخ النشر: الإثنين، 24 يناير 2022

أصحاب ولا أعز.. وجبة باستا بائتة

مقالات ذات صلة
الكلب الجبان
عبارات عن أصحاب المصالح
حالات مقصودة للأصحاب

حين يدخل الفن دائرة الاتهام

متى كان الفن تهمةً وجب الادعاء على مرتكبيها ومحاكمتهم لينظر فيما يقولوه في موقف الدفاع، وليس الفن من هذا في شيء، ولا يستوي اجتماع كلمة فن وكلمة تهمة في جملة واحدة، ولكن السؤال: متى يسمى الإنتاج فنًّا فيدفع عنه جوهر التسمية أيَّ شبهةٍ أو اتهام؟

الموهبة لا تعتمد الاستنساخ

إن الموهبة أول أركان الفن، وما الموهبة ما لم تأت بالجديد المبتكر دون تقليد ولا استنساخ؟ وبالنظر إلى أكثر الفنون تأثيرا في العصر الحديث لا نجد منازعا للسينما وما تقدمه من أفلام يجدر بها أن تكون انعكاسا لثقافة أهلها ودافعا للارتقاء بهم، لكن أكثر ما يقدم اليوم باسم الفن في الوسط العربي ليس إلا استنساخًا لتجارب غربية لاقت صدى مهما في بيئتها وفي جوها، وحظيت بإعجاب العرب لها لأنها تمثل أهلها وتجاربهم وتعرض لأفكار وجودية في ضوء معطيات المجتمع الذي صنعت فيه، ولا ضير في محاكاة فكرة جميلة وطرحها بأسلوب مبتكر ينفخ فيها روح التجديد والاختلاف عما كانت عليه، لكن الأمر في صناعة السينما العربية لا يجري بهذه الطريقة؛ فقد يرى المشاهد نسخ كثيرة لعمل واحد، وقد يرى أعمالا كاملة نقلت عن أخرى غربية بتمامها باستثناء فرق اللهجة ومجهود الكاتب الخجول في ترجمة الحوار الأجنبي إلى اللغة العربية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما بين الاختلاف والتقبّل

يمكن أن يغض المشاهد الطرف عن كل ذلك، ويمكن له أن يرتضي بأقل مجهود مبذول له فيما لو كانت القصة تشبع تعطشه للجديد غير المألوف، الأمر الذي حاول صناع فيلم (أصحاب ولا أعز) الرهان عليه، من خلال توفير عناصر التسويق المناسبة ورشها كالتوابل على طبق الباستا المطهو مرات عديدة في المطابخ الغربية، ولاشك أن المشاهد العربي يحب الوجبات الغربية ولن يمانع في تذوق طبق جديد وإن كان فاسدا! ولكن هل يستسيغ الذوق العربي طعم الحشرات والكائنات الحية كما يستسيغها الغرب؟ وهل يعني اشمئزاز العرب من تلك الوجبات أنهم متعنتون لذوقهم الخاص؟  
قد تبدو الإجابة واضحة، ولكن حين يتعلق الأمر بالأخلاق العربية والثقافة العربية يصبح الأمر صعب الفهم على الكثيرين، ويصبح كل رافض للترويج لثقافة الغرب متهما بالتخلف والرجعية، وكل من يدعو للتمسك بالقيم يوسم بالادعاء والنفاق، الأمر الذي حدث بعد عرض فيلم (أصحاب ولا أعز) الذي سوق باسم أهم النجوم في مصر ولبنان كي يسترعي انتباه المشاهد بنجومه وبقصته اللامنطقية في بيئتها وشخوصها. ولكن هل يغفل صناع العمل عن الرأي العربي والثقافة العربية والهجوم البديهي على القصة؟
ذلك سؤال يحمل جوابه، ولا أحسب تلك الأعمال تهدف إلى طمس الهوية العربية المشوهة مسبقا والآخذة في الضياع دون أي مجهود إضافي، ولا أظن صناعها سذج إلى الحد الذي يوهمهم أن قصة هشة كتلك يمكن لها أن تحدث فرقا غير البلبلة والنقد وتضارب الآراء الذي لن يفضي سوى إلى زيادة نسب مشاهدة الفيلم ووصوله إلى البيت الذي لم يسمع باسمه بعد..

  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    الكاتب Nourhan

    تخرجت في جامعة دمشق/قسم اللغة العربية أعمل في الصحافة (كاتبة محتوى، ومدققة لغة عربية) بحثًا عن أفقٍ جديد.. أمضي

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!