أصل اختراع المرحاض: من هنا بدأت القصة
نظريةُ السيفون والفيزيائيُّ برنولي! وشاعرُ البلاطِ الملكيِّ صاحبُ أولِ مرحاضٍ طاردٍ في العالمِ، شاهدوا معنا أصلَ اختراعِ المرحاضِ وكيفَ ساعدَ على استمرارِ البشرية وسهل عليهم الكثير في أمور حياتهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أصل اختراع المرحاض
يعودُ تاريخُ المراحيضِ إلى أكثرَ من ثلاثةِ آلافِ عامٍ قبلَ الميلاد ويُرجَّحُ أن يكونَ قدماءُ المِصريينَ هم أولَ من استخدمُوها وكانت حجريةً ومُزوَّدةً بممراتٍ مائيةٍ للتخلصِ من الفضلاتِ واستخدمُوها بشكلٍ واسعٍ حتى إنها كانت في بيوتِ العامةِ.
وكانوا يحفرونَ أسفلَها خزاناتٍ لتجميعِ الفضلاتِ المرحاض في العصر القديم وكانت حجرية مزودة بممرات مائية وأسفلها خزانات وعرِفَت روما القديمةُ أيضًا المراحيضَ.
فقد أنشأت مراحيضَ عامةً في الشوارعِ وبالفعلِ ساعدت كثيرًا في نظافةِ المدينةِ ورغمَ أنه يُنسَبُ إلى روما القديمةِ اختراعُ أولِ أنظمةِ مَجارٍ في التاريخِ فإنها لم تُحسِّنِ صحةَ السكانِ العامةَ كثيرًا إذ إن الفضلاتِ كانت تُصرَفُ في مَجارِي الأنهارِ في النهايةِ.
على عكسِ القدماءِ المِصريينَ الذين منعَهم تقديسُهم للنيلِ من فِعلِ ذلك على الرغم من أن روما القديمة كانت صاحبة أول أنظمة مَجارٍ في التاريخ وفي عامِ ألفٍ وخمسِمئةٍ وستةٍ وتسعينَ 1596 ولكن اخترعَ السير هارنجتون الذي يُعرَف عنه أنه شاعرُ البلاطِ الملكيِّ وقتَ حُكمِ الملكةِ إليزابيث ما يُعرَفُ حاليًّا بـالمِرحاضِ الطاردِ.
بعدَ ذلك أُضيفت إلى المرحاضِ آليةٌ لمنعِ الجِرذانِ والحشراتِ من الدخولِ عبرَ فتحةِ الطردِ، السير هارنجتون 1596 مخترع المرحاض الطارد، هو
في النهايةِ طُبق نظريةُ "السيفون" للفيزيائيِّ الشهيرِ "برنولي" بتركيبِ صندوقِ مياهٍ على مستوى أعلى من مستوىِ الصرفِ للحصولِ على طاقةٍ كامنةٍ.
ما يسمحُ بالحفاظِ على مستوًى معينٍ للماءِ بشكلٍ دائمٍ للحمايةِ من تصاعُدِ الروائحِ الكريهةِ الفيزيائي الشهير "برنولي" ونظرية السيفون
وحقيقةً.. يُعدُّ المرحاض واحدًا من أهمِّ الاختراعاتِ الصحيةِ ولا يقلُّ أهميةً عن الأمصالِ أو المضاداتِ الحيويةِ أو ربما عن أجهزةِ الكشفِ الطبيِّ الحديثةِ.
فهذا الاختراعُ قد أنقذَ البشريةَ من الفناءِ بسببِ تراكمِ القاذوراتِ التي تُعَدُّ السببَ الرئيسيَّ في انتشارِ الأمراضِ والأوبئةِ التي أبادت بالفعل ملايينَ البشرِ على مرِّ التاريخِ
كيف حافظ المرحاض على الصحة العامة؟
ولماذا لا يقل أهميةً عن الأمصال أو المضادات الحيوية؟ تُشيرُ الأبحاثُ إلى أنه حتى يومِنا هذا لا يَزالُ 37% سبعةٌ وثلاثونَ في المئةِ من سكانِ العالمِ لا يملكونَ مراحيضَ صالحةً للاستخدامِ الآدميِّ.
وفي عامِ ألفينِ واثنَي عشرَ 2012 تسببت فيضاناتُ بلدةِ سيراليون الإفريقيةِ في تجريفِ الفضلاتِ البشريةِ إلى الشوارعِ ما تسبَّبَ في انتشارِ وباءِ الكوليرا مجددًا وإصابةِ 25 خمسةٍ وعشرينَ ألفَ شخصٍ به.
ووَفقًا لمنظمةِ الصحةِ العالميةِ فإن أكثرَ من 430 أربعِمئةٍ وثلاثينَ ألفَ إنسانٍ يمُوتونَ سنويًّا بسببِ العدوى الوبائيةِ وسوءِ أنظمةِ المجاري
وطرقِ التخلُّصِ من الفضلاتِ البشريةِ و37% من سكان العالم بلا مراحيض!
المرحاض الصحي
تنشر الفضلات والكوليرا لتصيب 25 ألف شخص و430 ألفًا يموتون سنويًّا بسبب سوء أنظمة المجاري وربَّما لم تتطوَّرْ فكرةُ المراحيضِ كثيرًا
منذُ اختراعِها الأولِ إلا بإضافةِ أُنبوبِ الشطَّافِ الصحيِّ لها.
وهو رشاشُ مياهٍ للتأكُّد من النظافةِ الشخصيةِ وكانَ التطويرُ غالبًا ما يطالُ الشكلَ الخارجيَّ فقط للمراحيضِ إضافة الشفاط الصحي إلى المرحاض.
ولكنَّ المستقبلَ يَعِدُنا ببعضِ الأفكارِ التي قد تؤدي إلى استخدامِ الفضلاتِ البشريةِ في توليد الكهرباءِ وتزويدِ المراحيضِ بأنظمةٍ ذكيةٍ
لتساعدَ في تشخيصِ الأمراضِ وتحسينِ الصحةِ العامةِ مستقبل المراحيض بين الأنظمة الذكية وتوليد الكهرباء