أضرار السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين.. خطر جسيم
يعتقد البعض أن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من التدخين التقليدي، لكن الأمر في الواقع لا يخلو من المخاطر الصحية أيضا
في وقت سابق، كانت السجائر الإلكترونية تمثل أداة سحرية تساعد البالغين على ترك التدخين. ولكن الآن، هذه الأجهزة المليئة بالنيكوتين انتشرت حتى مع طلاب المدارس، حيث تأتي بنكهات مثل البطيخ والمشروبات الغازية وغيرها. لذلك، ليس من المستغرب أن هذه العادة أصبحت شائعة بين المراهقين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ارتفع عدد المراهقين في دول مختلفة الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل منتظم أو غير منتظم. وفي محاولة للحد من هذا الاتجاه الخطير، أعلنت بعض الدول عن حظر بيع السجائر الإلكترونية لغير البالغين، خاصة بعد أن أشار الخبراء إلى أن تأثيرها على المدى الطويل خطير للغاية.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم الأخطار المحتملة التي يمكن أن يسببها التبغ الإلكتروني، خاصة لدى المراهقين الذين تكون أجسامهم في مرحلة النمو، وبالتالي هم أكثر عرضة للمواد الضارة الموجودة في هذه السجائر.
أضرار التدخين الإلكتروني على المراهقين
يواجه المراهقون الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية خطرًا جسيمًا. أظهرت ذلك دراسة حديثة أجريت في جامعتي ساوثامبتون وبرغن في النرويج، والتي أشارت إلى أن التدخين يزيد بشكل كبير من احتمالية إصابتهم بأمراض الربو والسمنة والمشاكل الرئوية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أضرار السجائر الإلكترونية على المراهقين.
إبطاء نمو الدماغ
أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن استنشاق النيكوتين يمكن أن يؤثر بشكل دائم على نمو الدماغ لدى المراهقين. وأوضحت أن استهلاك النيكوتين خلال فترة المراهقة يمكن أن يضر بالأجزاء المسؤولة عن الانتباه والتعلم والمزاج والتحكم في النبض في الدماغ.
كما يمكن أن يؤثر على طريقة تكوين الذكريات الجديدة، مما يزيد من خطر الإدمان.
تسوس الأسنان
تعتبر السجائر الإلكترونية عاملاً رئيسياً في تسوس الأسنان. أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان مقارنة بغيرهم. وحذر الخبراء من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد كيميائية ضارة يمكن أن تؤدي إلى تلف الأسنان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية Vaping نفسها يمكن أن تساهم في تسوس الأسنان. فعندما يصبح الفم جافا، يمكن أن تنمو البكتيريا الضارة بشكل أسرع، مما يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة.
أمراض القلب
يعتقد البعض أن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من التدخين التقليدي، نظراً لعدم وجود دخان مرئي. ومع ذلك، فإن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث تحتوي السجائر الإلكترونية على مواد كيميائية يمكن أن تكون ضارة بصحة القلب.
أكدت جمعية القلب الأمريكية في بيان حديث وجود صلة بين التدخين الإلكتروني بين المراهقين وأمراض القلب والأوعية الدموية. وأشار الدكتور هوان نجوين، أخصائي أمراض القلب، إلى أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن التدخين الإلكتروني يمثل خطراً على صحة القلب والأوعية الدموية مماثلاً للخطر الذي يمثله التدخين.
يعد النيكوتين المكون الرئيسي في السجائر الإلكترونية مادة تعمل على زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.
صحة الرئة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التدخين الإلكتروني قد يسبب أضرارًا خطيرة لصحة الرئتين عند المراهقين. فقد لاحظ الأطباء زيادة ملحوظة في حالات المراهقين الذين يعانون من صعوبات في التنفس والتهابات رئوية مرتبطة بالتدخين الإلكتروني.
وتثير النكهات المضافة إلى السوائل المستخدمة في التدخين الإلكتروني قلقًا خاصًا. فقد أظهرت بعض الأبحاث أن بعض هذه النكهات، مثل السينامالدهيد، يمكن أن تؤثر سلبا على وظيفة الرئتين.
ومع ذلك، فإن الأبحاث المستمرة لا تزال في مراحل مبكرة. وبالتالي، فإن التأثير الكامل للتدخين الإلكتروني على صحة المراهقين يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل.
هل السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من السجائر؟
يتساءل كثيرون: أيهما أخطر السجائر الإلكترونية أم العادية؟ في محاولة للمقارنة بين عادتين في النهاية يعتبران سلبيتين. باختصار، ربما التدخين الإلكتروني أفضل من التدخين التقليدي، ولكن في النهاية يعتبر تنفس الهواء النظيف أفضل من التدخين الإلكتروني على الإطلاق. وفي السطور التالية، نوضح أضرار السجائر العادية والسجائر الإلكترونية.
أضرار التدخين
يعتبر المدخنون أكثر عرضة من غير المدخنين للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة. كما أنهم معرضون لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن أن يؤدي التدخين إلى الإصابة بأمراض الرئة عن طريق إتلاف مجاري الهواء والحويصلات الهوائية الصغيرة.
والأكثر خطورة من ذلك، هو احتمال تسبب التدخين في الإصابة بالسرطان في أي مكان في الجسم. كما أنه يؤثر على الصحة العامة أيضًا، مثل الفم والعينين والجهاز المناعي والخصوبة.
أضرار السجائر الإلكترونية
على الرغم من أن التدخين الإلكتروني أقل ضررًا بكثير من التدخين، إلا أن هذه العادة تحتوي أيضا على أضرار، وتأتي مع مجموعة من المخاطر الخاصة بها. لذلك، توصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية، بضرورة الإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله.
يمكن أن تسبب السجائر الإلكترونية آثارا جانبية مثل تهيج الحلق والفم والصداع والسعال والشعور بالغثيان. وقد تؤدي إلى تسوس الأسنان، وإلى الإضرار بصحة القلب. كما يمكن أن تسبب أمراض الرئة، وتؤدي إلى إبطاء نمو الدماغ.
تجربتي مع السيجارة الإلكترونية
في تقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية، كشف شاب أميركي يدعى جاكسون ألارد، عن خضوعه لعملية زرع رئة مزدوجة بعد أن أصابته عادة التدخين الإلكتروني بمرض خطير أدى إلى فشله التنفسي.
وفي حادث مشابه، كشف شاب آخر يدعى شون توبين، من الولايات المتحدة أيضا، عن صورة أشعة إكس تظهر رئتاه مدمرة بسبب التدخين الإلكتروني.
وفي هذا السياق، كشفت الدراسات العلمية أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد كيميائية ضارة يمكن أن تسبب مجموعة من الأمراض الرئوية الخطيرة، بما في ذلك التهاب الرئة والربو وسرطان الرئة.
وأظهرت الأبحاث أيضًا أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الصفير وضيق التنفس. لذلك، فإن أي شخص يشعر بأي أعراض غير مرغوب فيها بعد استخدام السجائر الإلكترونية، يجب عليه استشارة طبيب حتى يتمكن من دراسة هذه الآثار الجانبية واتخاذ الإجراءات اللازمة.