أضواء هيسدالين.. ظاهرة غريبة في سماء النرويج تحير العلماء
تتمثل هذه الظاهرة بظهور أضواء ساطعة بيضاء أو حمراء أو صفراء تتحرك وتتخذ أشكالًا مختلفة
تتعدد الظواهر الغريبة حول العالم، بعضها مرتبط بالطبيعة وأخرى يتسبب فيها البشر بشكل مباشر نتيجة العديد من الأبحاث أو الصناعات والتجارب وغيرها.
أضواء هيسدالين، واحدة من تلك الظواهر الغريبة العديدة الموجودة في الكون، طبيعية وغامضة لدرجة تثير فضول العلماء والباحثين حول العالم منذ عقود طويلة. ورغم كثرة الفرضيات المقدمة لتفسيرها، إلا أن أصلها الحقيقي ما زال مجهولًا، مما يجعلها واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للدهشة والحيرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أسرار هذه الظاهرة الطبيعية الغامضة، وكيف حاول العلماء تفسيرها. إلى جانب عدد من النظريات والخرافات المرتبطة بها، وغيرها من المعلومات والحقائق المتداولة عنها.
قصة أضواء هيسدالين
في وادي هيسدالين الضيق، الواقع في منطقة تيلينمارك النرويجية، تشاهد ظاهرة غريبة حيرت العقول لسنوات طويلة، تعرف باسم أضواء هيسدالين. تتمثل هذه الظاهرة بظهور أضواء ساطعة بيضاء أو حمراء أو صفراء، تتحرك بسرعات عالية وتتخذ أشكالًا مختلفة، من كرات ضوئية إلى أعمدة ضوئية، قبل أن تختفي فجأة دون أي تفسير علمي واضح.
شوهدت أضواء هيسدالين لأول مرة في الثلاثينيات من القرن الماضي، لكن ظاهرة رصدها ازدادت بشكل ملحوظ في الثمانينيات، حيث قدر عدد شهود العيان بالمئات. وقد تمكن بعضهم من التقاط صور وفيديوهات لهذه الأضواء، مما زاد من غموض الظاهرة وجذب اهتمام العلماء والباحثين.
محاولات تفسير الظاهرة
قدم العلماء العديد من الفرضيات لتفسير أصل أضواء هيسدالين، إلا أن أيًا منها لم يثبت بشكل قاطع حتى الآن. ومن بين هذه الفرضيات:
التفريغ الكهربائي
يعتقد بعض العلماء أن هذه الأضواء ناتجة عن تفريغات كهربائية في الغلاف الجوي، لكن هذا التفسير لا يفسر تنوع ألوانها وأشكالها وحركاتها.
الألغاز الكونية
طرح البعض فرضية ارتباط هذه الأضواء بألغاز كونية غامضة، مثل الكائنات الفضائية أو الثقوب الدودية، لكن هذا التفسير يبقى افتراضيًا دون أي دليل مادي يدعمه.
الأخطاء البشرية
يرى البعض الآخر أن هذه الأضواء ناتجة عن أخطاء بشرية، مثل انعكاس الضوء من الطائرات أو المناطيد أو أبراج الكهرباء، لكن هذا التفسير لا ينطبق على جميع حالات رصد الظاهرة.
الظواهر الجيولوجية
طرحت بعض الدراسات الحديثة فرضية ارتباط أضواء هيسدالين بنشاط جيولوجي في المنطقة، مثل وجود صدوع جيولوجية أو مصادر للغاز الطبيعي، لكن هذا التفسير ما زال قيد البحث والتدقيق.
غاز الرادون
إحدى النظريات، التي تم طرحها في بحث عام 2010 المنشور في مجلة فيزياء الغلاف الجوي والطاقة الشمسية الأرضية، تشير إلى أن هذه الظاهرة ناجمة عن اضمحلال غاز الرادون في الغلاف الجوي. واعتمدت هذه النظرية في تفسيرها على إن وادي هيسدالين، والنرويج ككل، لديه واحدة من أعلى المعدلات تركيزات الرادون في أوروبا.
معلومات عن أضواء هيسدالين
على الرغم من مرور العقود على رصد أضواء هيسدالين، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت مستمرة في الظهور، مما يبقيها لغزًا محيرًا للعلم. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق عن أضواء هيسدالين.
. بدأت ملاحظة الظاهرة منذ ثلاثينيات القرن العشرين على الأقل، عندما أبلغ سكان وادي هيسدالين وزواره بالنرويج عن وجود كرات غريبة من الضوء في السماء أعلاه.
. يعيش حوالي 100 شخص فقط في الوادي نفسه الذي تحدث فيه هذه الظاهرة الغامضة.
. على مر السنين، أبلغ العديد من الأشخاص في المنطقة عن رؤية أضواء غير مفسرة في الجبال القريبة. وسرعان ما أصبحت هذه الظاهرة معروفة في جميع أنحاء النرويج.
. تمت مشاهدة الأضواء على مر السنين في النهار والليل، وتم تصويرها على نطاق واسع.
. توقفت الأضواء فجأة في عام 1983، قبل أن تعود مرة أخرى في عام 1984.
. يمكن للأضواء، وفقًا للبيانات التي تم جمعها وكذلك تقارير الشهود، أن تتحرك ببطء، وفي بعض الأحيان تندفع بسرعة شديدة.
. تتبع الأضواء مسارًا عشوائيًا دون معرفة اتجاهها المحدد.
. يمكن أن تستمر من بضع ثوان إلى أكثر من ساعة.
. تم تقدير حجم الأضواء وفقا لوصف شهود العيان بأنها بحجم سيارة.
. اكتشف الباحثون إن الأضواء على ارتفاع منخفض جدًا، ربما فقط بضع عشرات من الأمتار.
. تم رصد الظاهرة من قبل مئات الأشخاص، بما في ذلك العلماء والسياح والسكان المحليين.
. تم التقاط العديد من الصور والفيديوهات لأضواء هيسدالين، والتي تُظهر تنوعها وأشكالها الغريبة.
. أجريت العديد من الدراسات والتحقيقات حول الظاهرة، لكن أغلبها لم تصل إلى نتائج حاسمة.
. في عام 1998، تم تركيب محطة القياس الأوتوماتيكية في هيسدالين (Hessdalen AMS) لتسجيل مظاهر الأضواء.
. في عام 2018، تم إنشاء مرصد هيسدالين على قمة جبل، على ارتفاع حوالي 1000 متر فوق مستوى سطح البحر لرصد الظاهرة ومتابعتها. تعمل المنشأة بالخلايا الشمسية وخلايا وقود الميثانول، وتوفر مساحة لأربعة باحثين على مدار العام.
. لا يوجد حتى الآن إجماع عام حول سبب الأضواء. ولم يتمكن العلماء من التوصل إلى تفسير علمي قاطع لهذه الظاهرة، مما جعلها من أشهر الألغاز الطبيعية في العالم.
. الآن، تقام العديد من الفعاليات والمهرجانات في وادي هيسدالين سنويًا لجذب السياح والمهتمين بهذه الظاهرة الغامضة.
. استفادت العديد من الأعمال الفنية من هذه الظاهرة، حتى إن في طبعة حديثة من النسخة الإسكندنافية من قصص دونالد داك الهزلية، قام دونالد وأبناء أخيه الثلاثة بزيارة "هيسدالين" للتحقيق في هذه الظاهرة الغامضة.
. كذلك قامت سلسلة الأفلام الوثائقية من نتفليكس بعنوان "مشاريع الأجسام الطائرة المجهولة السرية للغاية" بالتركيز على الظاهرة باعتبارها واحدة من الظواهر المرتبطة بالأجسام الطائرة المجهولة والألغاز ذات الصلة.
في النهاية، يمكننا القول إن العلماء لديهم عدة نظريات حول سبب أضواء هيسدالين. لكن القصة الكاملة والحقيقية وراء هذه الظاهرة الغامضة الموجودة في النرويج لا تزال دون حل.