أغرب 7 مخلوقات تعيش في أعماق البحار.. تنين وشبح وغول
تمكن الباحثون من دراستها والتعرف عليها عن قرب، وبالتالي يمكن أن نفهم طبيعتها وصفاتها
حتى الآن، لم يتمكن الإنسان من اكتشاف عالم أعماق البحار والمحيطات بشكل كامل. كل يوم يفاجئنا الباحثون باكتشافات جديدة، سواء فيما يتعلق بالتضاريس والتكوين الجيولوجي، أو بالكائنات المختلفة التي تعيش في الأعماق. هناك عالم واسع لا حدود له، يصعب على الإنسان أن يصل إليه بشكل كامل. ولذلك، ليس غريبا أن يشغل هذا الغموض اهتمام العلماء والباحثين.
مع ذلك، ما تمكن العلماء من اكتشافه حتى وقتنا هذا، يحتوي على الكثير من العجائب والغرائب التي تستحق الدراسة. من بينها كائنات غريبة بالفعل تعيش في الأعماق، سواء فيما يتعلق بشكلها أو تركيبتها الجسدية، وكذلك سلوكياتها وقدراتها الخاصة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم مجموعة من أغرب الكائنات التي تعيش في الأعماق، حيث تمكن الباحثون من دراستها والتعرف عليها عن قرب، وبالتالي يمكن أن نفهم طبيعتها وصفاتها إلى حد ما. مع التأكيد على إن هذا لا يمنع أن يخبئ لنا هذه العالم أكثر من ذلك بكثير بكل تأكيد.
أغرب كائنات تعيش في الأعماق
كما سبق وأشرنا، يعتبر عالم أعماق البحار موطنًا لبعض الكائنات الأكثر غرابة وإثارة لاهتمام الباحثين على سطح الكرة الأرضية. سواء لمعرفة كيف تكيفت هذه الكائنات مع ظروف قاسية للغاية؟ على سبيل المثال: الضغط العالي ودرجات الحرارة المنخفضة والظلام الدامس. أو ما الذي يميزها عن غيرها من الكائنات البحرية؟
هذا كله ما نحاول من خلال السطور التالية أن نستكشفه معكم، من خلال سبعة من أغرب كائنات أعماق البحار التي تم اكتشافها.
سمكة الصياد (Angler fish)
تمتلك سمكة الصياد قدرات فريدة أو بمعنى أدق غير عادية على الصيد، حيث تعيش على عمق يصل إلى حوالي 1000 متر، ولها طعم بيولوجي يبرز من رؤوسها، يصدر منه ضوء متوهجا. يجذب هذا الطعم العديد من الفرائس التي تتجه إليه بالفطرة وسط البيئة المظلمة في أعماق البحار.
يتميز هذا النوع أيضا بأن الإناث أكبر من الذكور إلى حد كبير، كما إنها أكثر شهرة منه؛ بسبب مظهرها وقدرتها الأعلى على الصيد. يمكن أن يصل طول أنثى سمكة الصياد إلى متر واحد، بينما يكون الذكور أصغر بكثير. وعلى عكس المتعارف عليه في الطبيعة، تلتصق الذكور غالباً بالإناث مدى الحياة وكأنها تطلب منها الرعاية والأمان.
في أوائل القرن التاسع عشر، تم اكتشاف أول سمكة صياد. وقتها، تسبب مظهرها الغريب في إثارة اهتمام العلماء. منذ ذلك الحين تشغل اهتمامهم في الأبحاث والدراسات العلمية.
الحبار العملاق (Giant Squid)
يعد هذا الكائن الغريب من أكبر اللافقاريات على هذا الكوكب، حيث يمكن أن يصل طوله إلى 13 مترًا. وظلت هذه الكائنات غامضة لسنوات طويلة نظرا لأنها تعيش على عمق يتراوح بين 300 و600 متر. وفي عام 2012، تم تصوير أول حبار عملاق حي في بيئته الطبيعية، تحديدًا قبالة ساحل اليابان.
ومع دراسة هذا الكائن، تمكن العلماء من فهم بعض سلوكياته وقدراته، حيث يتمتع بعينين كبيرتين يمكن أن يتفوق حجمهما على حجم رأس الإنسان، وتساعده هذه السمة على اكتشاف الضوء في أعماق المحيط المظلمة. وعلى الرغم من محاولات دراستها وحجمها الكبير، إلا إن العلماء يعتقدون أن هناك الكثير عن سلوكها ودورة حياة هذا الكائن لا يزال لغزًا.
الحبار الشبح (Vampire Squid)
على عمق يتراوح بين 600 و900 متر، أي أكثر من المسافة التي يعيش عليها الحبار العمق، يوجد كائن آخر غريب من نفس الفصيلة، هو الحبار الشبح. سمي بهذا الاسم بسبب لونه الداكن وشبكة غشائه الخارجي. ولكن على عكس ما يوحي به الاسم، فهو لا يبدو مثل دراكولا في أفلام الرعب، ولا يمتص الدم. بدلاً من ذلك، يتغذى على الثلج البحري، والحطام العضوي الذي يسقط من الطبقات العليا من المحيط.
بدأ العلماء يتعرفون على الحبار الشبح منذ عام 1903، عندما تمكنوا من اكتشافه. وبعد دراسته، وجدوا أنه يتمتع بتكيفات فريدة تمكنه من التعامل مع الأعماق، مثل الأعضاء المتوهجة بيولوجيا والقدرة على قلب نفسه من الداخل إلى الخارج لتفادي الحيوانات المفترسة.
يحمل هذا الكائن اسما علميا آخر وهو Vampyroteuthis infernalis، والذي يمكن ترجمته إلى "حبار مصاص الدماء القادم من الجحيم".
قرش العفريت أو الغول
يمكن أن تفهم بسهولة لماذا يحمل هذا القرش لقبا كهذا بمجرد النظر إليه. كما يشار إليه علميا باسم "الحفريات الحية"، ويرجع ذلك إلى سلالته القديمة للغاية التي تعود إلى ما يقرب من 125 مليون عام. ويمكن العثور عليها على أعماق تتراوح بين 100 إلى 1300 متر، أو ما يعادل 330 إلى 4300 قدم.
تم اكتشاف أول قرش غول عام 1898 قبالة ساحل اليابان. وبعد دراسته، اتضح للباحثين أنه يتميز بخرطوم ممدود مميز وفكين قابلين للانفتاح، ويمكنهما أن يمتدا للأمام لمساعدته في القبض على الفريسة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبالإضافة إلى مظهره غير العادي، يجعله لونه الوردي أحد أكثر أنواع القروش غرابة المظهر.
سرطان الثلج
في عام 2005، تم اكتشاف هذا الكائن لأول مرة، بالقرب من جزيرة إيستر، حيث يعيش على عمق 2200 متر، أي ما يعادل 7200 قدم. ويتميز هذا النوع بمخالبه الشعرية، المغطاة بالبكتيريا التي يقوم بتربيتها لاستهلاكها فيما بعد. يسمح له هذا بالتكيف مع الحياة في الأعماق بشكل فريد باعتبار أنه يعيش في واحدة من أكثر البيئات قساوة على وجه الأرض.
سمكة العين البرميلية
تعرف هذه السمكة برأسها الشفاف الذي يسمح لها بالنظر لأعلى عبر جمجمتها. تعرف عليها العلماء منذ عام 1939، واكتشفوا أنها تعيش على أعماق تتراوح بين 600 إلى 800 متر، أي ما يعادل تقريبا 2000 إلى 2600 قدم، ولديها عيون أنبوبية يمكنها أن تدور داخل رأسها.
تساعدها هذه القدرات البصرية الثوية على التكيف مع الأعماق المظلمة، حتى تتمكن من اكتشاف فريستها. ولذلك، يمكن اعتبارها واحدة من أكثر الأسماك غرابة في المحيط.
سمكة تنين الأعماق
تعتبر واحدة من الأسماك المفترسة الشرسة في أعماق البحار، حيث يمكن العثور عليها على أعماق تتراوح بين 200 إلى 1800 متر، أي ما يعادل 700 إلى 6000 قدم. وتتميز بامتلاكها شارب بيولوجي يمكنها استخدامه لجذب الفريسة. يمكن لهذه السمكة أيضًا إنتاج الضوء من جسدها، سواء للتواصل مع نوعها أو للتمويه.
كذلك، تتمتع سمكة التنين بأسنان كبيرة وفك مفصلي، يسمح لها باستهلاك فريسة أكبر من حجمها. كل ذلك وأكثر توصل إليه العلماء والباحثون منذ اكتشافها لأول مرة في أوائل القرن العشرين.