أغنية سويدية عن فلسطين تجتاح مواقع التواصل وتنتشر بأوروبا.. إليك قصتها
ازدحمت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بأغنية سويدية عن فلسطين، تحولت إلى أيقونة للمظاهرات الغربية التي انطلقت ولا تزال للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة.
الأغنية التي تحمل اسم "تحيا فلسطين"، تحوي كلمات رنانة وحماسية مع لحن مارشالي مثير، ما جعلها تنتشر بسرعة في نفوس الغربيين وتوحد تضامنهم مع فلسطين في مسيرات حاشدة جابت شوارع لندن وستوكهولم ونيويورك خلال الأيام الماضية.
في السويد المحتجون على حرب إسرائيل على غزة يرددون منذ ليالي هذه الأغنية (leve palestina) التي ألفتها فرقة فلسطينية كانت تعيش في السويد. ألفوها بالعربية وباللغه السويدية والمغنية التي تنشدها سويدية الاغنية تم حظرها مرات عدة لكنها مازالت حية pic.twitter.com/sYtzkMyiUk
— حقائق مذهلة (@facts444) November 2, 2023
ما هي قصة الأغنية؟
هذه أغنية التي تحمل اسم "تحيا فلسطين" (Leve Palestina)، عادت مجددًا لتنتشر وتظهر للوجهة شرقا وغربا وتحديدًا بتقنية الذكاء الاصطناعي، وظن البعض أنها أغنية حديثة ولكنها تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث مر عليها أكثر من 45 عامًا منذ طرحها.
ولكنها عادت بعد أن ردّدها آلاف من المتظاهرين، حيث خرجت كلماتها مرة أخرى إلى النور تنديدًا بالحرب الإسرائيلية التي اندلعت على قطاع غزة مؤخرا.
Leve palestina ✊💪🏻 pic.twitter.com/4rXvaUHEQO
— Emelia 🇸🇪 (@Bernadotte22) November 2, 2023
وتحولت أغنية "تحيا فلسطين"، إلى أيقونة لدعم غزة، ولاقت إعجابًا ورواجًا كبيرًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وقام البعض باستخدامها على صور ولقطات للشعب الفلسطيني من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، ومنها لقطات تواجدهم في أرضهم وابتسامة بريئة وكأنهم تحرروا، رغم هدم ودمار الأرض بأكملها، من قبل هجمات وضربات الاحتلال.
وحظي أحد مقاطع تلك الأغنية على منصة "تيك توك" بنحو مليوني مشاهدة خلال أسبوع واحد فقط، وأُرفق هذا المقطع بترجمة عربية للأغنية الأصلية.
كما وصفت بعض وسائل الإعلام والمنصات، الأغنية بأنها بمثابة "أيقونة" الاحتجاجات الغربية الداعمة لفلسطين، و"نشيدا أمميا" جديدا ضد الصهيونية.
وتقول كلمات الأغنية: "تحيا تحيا تحيا فلسطين.. تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. نحن زرعنا الأرض.. ونحن حصدنا القمح.. ونحن قطفنا الليمون.. وعصرنا الزيتون.. وكل العالم يعرف أرضنا، تحيا تحيا تحيا فلسطين".
وتضيف: "تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. ونحن رمينا الحجارة على الجنود والشرطة.. ونحن أطلقنا الصواريخ على أعدائنا.. وكل العالم يعرف عن كفاحنا".
وتتابع: "تحيا تحيا تحيا فلسطين، تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. سوف نحرر أرضنا من الإمبريالية .. وسوف نعمر بلادنا نحو الاشتراكية.. العالم بأجمعه سيشهد ذلك".
جورج توتاري
وكانت الأغنية واحدة من أعمال فرقة "كوفية" الموسيقية التي أسسها الفنان الفلسطيني جورج توتاري، لتعريف الغرب بالقضية الفلسطينية وأصولها، وعملت على نفقاتها الخاصة لسنوات.
وتوتاري الحامل لقضية وطنه وشعبه عند تأسيس فرقته عام 1972، جذب زملاء له من الجامعة من السويديين اليساريين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وصديقا له من مدينة القدس.
وولد توتاري عام 1946، ونعم بالحرية في فلسطين قبل النكبة بعامين، ومن ثم إحباط نكسة عام 1967، قال في تصريحات عدة، إنه غنى بالسويدية لإيصال حقيقة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في هذه الأرض إلى جمهور "لم يكن يعرف شيئا عن الفلسطينيين وسفارات عربية لم تعمل لصالح القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن حرصه على تعريف العالم بهوية وحقيقة الشعب الفلسطيني.
وخرجت أغنية "تحيا فلسطين" في ألبوم غنائي يحمل اسم "أرض وطني"(Earth of My Homeland) عام 1978، وهو الألبوم الثاني لفرقة "كوفية" التي أنتجت إجمالا 4 ألبومات غنائية فقط، كان آخرها عام 1988 الذي صدر بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993).
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت "تحيا فلسطين" نشيدا يطلقه الشبان في السويد تحديدا، تعبيرا عن تأييدهم للقضية الفلسطينية، إلى أن تحولت ذات مرة إلى أغنية معاداة للسامية، وهي التهمة التي سرعان ما تصدى لها مدافعون عن حقوق العمال ومبادئ الاشتراكية في السويد، وتوتاري نفسه.
أغنية سويدية "تحيا فلسطين"
— د. براك القلاف (@Doctor_q8) November 3, 2023
اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي pic.twitter.com/cBNIryTBS6
وأثارت "تحيا فلسطين" جدلا في السويد، عندما غناها متظاهرون من شباب الحزب الاشتراكي السويدي في يوم العمال العالمي عام 2019.
وفي ذلك الوقت، نفى توتاري أن تكون أغنيته معاداة للسامية، إضافة إلى أنه شدد على أن الأغنية تدعو إلى حث العالم على "التخلص من نظام فرض السيطرة على الآخرين بقوة السلاح".
وأشار إلى أنه من خلال كلمات أغنيته أراد إيصال رسالة للعالم بأن "للفلسطيني الحق في وطنه.. إذا كان اليهود يعيشون هناك أيضا، يمكننا العيش معا بمساواة، ليس كما هو الحال الآن".