أكثر المسطحات المائية ملوحة في العالم.. لغز حير العلماء

  • تاريخ النشر: منذ ساعة

بحيرة شديدة الملوحة لدرجة أنها لا تتجمد عند درجة حرارة -50 درجة فهرنهايت

مقالات ذات صلة
طالب تونسي يحل لغز حير علماء الفيزياء منذ أكثر من 100 عام
التمثال الفرعوني المصري اللغز الذي تحرك و حير العلماء
صور: لغز مملكة الأقزام في الصين يثير حيرة العلماء

تعتبر بحيرة دون خوان، غير عادية، لكونها المسطح المائي الأكثر ملوحة على سطح الكوكب بأكمله. تقع في وديان مكوردو الجافة القاحلة في قارة أنتاركتيكا المتجمدة، وتشبه البركة الضحلة إلى حد كبير.

حتى في ظل درجات حرارة قاسية تصل إلى -58 درجة مئوية، أو ما يعادل -50 درجة فهرنهايت، تحتفظ هذه البركة بمظهرها السائل بشكل مثير للدهشة. تتغلب على الظروف المناخية القاسية التي من شأنها أن تجمد أي جسم مائي آخر.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

هذا الملوحة الاستثنائية في بحيرة دون خوان تفوق بكثير ملوحة البحر الميت الشهير، مما يجعلها ظاهرة فريدة من نوعها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات وحقائق عن بحيرة دون خوان، أكثر المسطحات المائية ملوحة في العالم.

درجة ملوحة بحيرة دون خوان

في حين أن محيطات العالم تتمتع بمعدل ملوحة يبلغ 3.5%، فإن ملوحة البحر الميت تصل إلى حوالي 34%، بينما تتراوح ملوحة بحيرة غريت سولت، المعروفة بمحتواها العالي من الملح، بين 5 و27%. ومع ذلك، فإن بحيرة دون خوان تتحدى هذه الأرقام بتركيز ملحي يصل إلى حوالي 40%، مما يجعلها بيئة قاسية للغاية وغير عادية.

تاريخ اكتشاف بحيرة دون خوان

يرجع اكتشاف هذه البحيرة الصغيرة إلى عام 1961. وقتها، أثارت حماسا كبيرا بين العلماء، لأن وجود بركة سائلة بهذا الحجم في بيئة قاسية مثل وديان مكوردو الجافة، التي تمتد فيها المياه، حيث تسود درجات حرارة شديدة الانخفاض، كان بمثابة لغز علمي مثير للاهتمام.

جذب هذا الاكتشاف العديد من الباحثين الذين سعوا لفهم الظروف الاستثنائية التي تسمح لهذه البحيرة بالبقاء سائلة في مثل هذه الظروف القاسية. ومن هنا، أصبحت بحيرة دون خوان موضوعا للعديد من الدراسات العلمية، حيث يسعى العلماء لفهم الآليات التي تسمح لها بالبقاء سائلة في درجات حرارة شديدة الانخفاض.

لماذا لا تتجمد بحيرة دون خوان؟

تقع بحيرة دون خوان، وهي المسطح المائي الأكثر ملوحة على سطح الأرض، في واد ضمن بيئة قاحلة للغاية. في هذه المنطقة القاسية، التي لا تشهد أمطارا تقريبا، تتجمد معظم المسطحات المائية الأخرى تحت طبقات سميكة من الجليد. ومع ذلك، تتميز بحيرة دون خوان بتركيز عال من كلوريد الكالسيوم في مياهها، مما يمنعها من التجمد بشكل شبه كامل.

يعود السبب في ذلك إلى قدرة جزيئات الملح على خفض درجة حرارة تجمد الماء، حيث تتداخل بين جزيئات الماء، وتمنع تشكل البنية البلورية للجليد.

من أين جاءت مياه بحيرة دون خوان؟

لفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد هو أن المياه الجوفية الصاعدة من باطن الأرض هي مصدر المياه الرئيسية للبحيرة. إلا أنه منذ حوالي عقد من الزمان، قدم باحثون من جامعة براون، هما جاي ديكنسون وجيمس هيد، دليلا قويا على أن مصدر المياه الرئيسي هو الغلاف الجوي.

باستخدام كاميرات مراقبة، تمكن الباحثون من رصد ظاهرة الامتزاج، حيث تقوم الأملاح الموجودة في تربة وديان مكوردو الجافة بامتصاص الرطوبة من الهواء المحيط. ثم تتسرب هذه الأملاح المشبعة بالماء تدريجيا نحو بحيرة دون خوان، غالبا ما تختلط مع المياه الناتجة عن ذوبان الثلج والجليد.

ما الذي يعيش في بركة دون خوان؟

من بين العوامل المثيرة للاهتمام حول بركة دون خوان، إمكانية وجود أشكال حياة دقيقة في مياهها شديدة الملوحة. فإذا تبين أن الحياة قادرة على البقاء في مثل هذه البيئة القاسية، فسوف يشير ذلك إلى وجود حياة، أو وجودها سابقا، على كواكب مثل المريخ.

يقول الباحث جاي ديكسون: "لا شك في وجود نشاط بيولوجي في محيط البركة، وبعض الأدلة تشير إلى وجود نشاط بيولوجي داخل البركة نفسها". وأضاف ديكسون: "يحتوي كوكب المريخ على كميات كبيرة من الملح، وكان يضم سابقا كميات كبيرة من المياه. هذا يعني أن إثبات وجود حياة في بحيرة دون خوان، ربما يعني احتمالية وجود حياة سابقة على المريخ".

في النهاية، يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول وجود حياة في بيئات قاسية مماثلة على كواكب أخرى في نظامنا الشمسي أو حتى خارج مجرتنا.