أم كلثوم قصص وحكايات خلف أغانيها
قصص الحب المختبئة خلف أغاني الست
(عظمة على عظمة على عظمة ياست)
إذا كنت من مستمعي كوكب الشرق فلابد أنك استمعت اليها. لكن ربما لا تعرف من هو صاحب الهتاف. إنه الحاج سعيد الطحان واحد من أكبر تجار مدينة طنطا في مصر، الذي اعتاد الجلوس في الصف الأول في جميع حفلات أم كلثوم سواء في مصر أو خارجها. وقد عرف بمهووس ثومة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قدمت الست مسيرة حافلة، رحلة طويلة تنوعت محطاتها بتنوع كلمات أغانيها. لتقف كأيقونة للطرب، على عرش لم ينافسها فيه أحد على مدار ما يقارب قرن من الزمان منذ شدت برائعة أحمد رامي (الصب تفضحه عيونه) عام 1924، لتبدأ رحلة طويلة، غيرت فيها موازين الطرب في العالم العربي بأكمله.
ونحن مستمعي الست، ترافقنا أغانيها في كل وقت ومكان، في بدايات الغرام، ومع شغف الشوق، وتهدهد القلب حين يحترق بنار الفراق. نستمع إليها في البيت، وفي السيارة. تعزينا أم كلثوم وتربت علينا، وتطرب لسعادتنا. وخلف كل أغنية من أغانيها حكاية ممتعة لنتعرف عليها:
الأطلال قصة الحب التي لم تكتمل:
يا حبيبي كل شيء بقضاء مابأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خلٌ خلَّه وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌ إلى غايته لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
هكذا نتذكر أغنية الأطلال، أغنية الحب المفقود، والذكريات الضائعة.. تنوعت الحكايات حول هذه الأغنية، والكثيرات نسبن إلى إلى أنفسهن لقب ملهمة الأطلال، من بينهن الممثلة زوزو حمدي الحكيم التي قالت أن الشاعر إبراهيم ناجي والذي كان يعمل طبيباً أيضا كان يكتب لها أبيات الأطلال على روشتات الدواء.
وهناك حكاية أخرى تروى عن أنه كتبها لابنة الجيران التي أحبها بعمر السادسة عشر وعاد يجد أنها قد تزوجت.
أيا كانت الحقيقة، الثابت الوحيد أنها واحدة من أجمل قصائد الشعر العربي، ومن المعروف أن القصيدة الأصلية طويلة جدا لكن أم كلثوم اضطرت لحذف الكثير من الأبيات بسبب طولها أحيانا أتمنى لو كانت غنتها بصوتها
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى ** المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ** حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ ** يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا ** مِنْ نَجِيٍّ يَا سُكُونَ الأَبَدِ
أغدا ألقاك؟ يا خوف فؤادي من غد:
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ \
يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا
هذا الخوف ورجفة القلب التي يعرفها كل محب في انتظار موعد مع حبيب. وتصفه الأغنية بدقة. كانت أم كلثوم قد قررت الغناء لعدد من الشعراء العرب من السعودية ولبنان والسودان، فوقع اختيارها على قصيدة الشاعر السوداني الهادي آدم أغداً ألقاك. وهناك العديد من الروايات حول هذه القصيدة أشهرها أن الهادي آدم كان يدرس في جامعة القاهرة حين وقع في حب فتاة مصرية لكن عائلتها رفضت زواجهما، فاضطر للسفر إلى السودان. وبعد فترة زفت له محبوبته البشرى بموافقة أهلها على الزواج فكتب القصيدة.
يا ناسيني وانت على بالي:
ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني
وعينيا مجافيها النوم يا مسهرني
هكذا كتب أحمد رامي وهذه المرة المحبوبة هي ثومة. الكثير من الأقاويل تروى عن حب الشاعر أحمد رامي لثومة. وكيف ألهمته الكثير من أغانيه ومن بينها هذه الأغنية. ألمت بالشاعر وعكة صحية، تسببت في غيابه عنها لفترة طويلة فلم تسأل عنه الست. وهو ما استدعى رامي لكتابة هذه الأغنية يعاتبها على نسيانه وهي دايما على باله ويطلب منها أن تريحه وتعطف على حاله ويشكو لها: لا عينيا بيهواها النوم ولا بخطر على بالك يوم تسأل عني يا مسهرني.
حب إيه اللي انت جاي تقول عليه؟
بهذه الجملة سخرت الفنانة سامية جمال من طلب بليغ حمدي للزواج منها. فما كان من بليغ إلا أن أوحى بالجملة للشاعر عبد الوهاب محمد لتكون مطلع الأغنية التي لحنها هو بنفسه. ليقدمه بعدها المطرب والملحن الكبير محمد فوزي إلى أم كلثوم وتكون بداية تعاون رائع جمعهما سويا.