أنواع الصداع وعلاجها وأكثرها خطورة.. متى تحتاج لزيارة طبيب؟
لكل نوع سبب مختلف ويتطلب كل منها علاجًا مناسبًا
يعاني غالبيتنا تقريبا من الصداع، إن لم يكن بشكل يومي، فكل فترة من الفترات التي نقضي فيها ساعات أمام الهاتف أو الكمبيوتر. أو التي نقضيها بالساعات في التركيز لأداء مهمة أو وظيفة ما، وغيرها من الأسباب التي تنتهي عادة بصداع في الرأس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لكن هل سألت نفسك يوما عن أنواع الصداع التي تعاني منها؟ نعتقد أن الوقت قد حان الآن لطرح هذا التساؤل في كل مرة تصاب فيه بصداع، لأن هناك أكثر من 150 نوعًا مختلفًا من الصداع، بدءًا من الإجهاد وآلام الأعصاب إلى توتر العضلات والتغيرات الهرمونية.
ولأن لكل منها سبب مختلف، فإن كلاً منها يتطلب علاجًا مختلفًا. فوفقا للأطباء المتخصصين، تشمل أسباب الصداع الإجهاد والإرهاق وتوتر العضلات والتغيرات الهرمونية وآلام الأعصاب، ويمكن أن يختلف موقع الألم وشدة كل نوع حسب كل سبب.
لكل نوع من أنواع الصداع خصائص وأعراض وعلامات ومحفزات معينة، بعضها بسيط، وبعضها قد تحتاج إلى إجراء المزيد من الفحوصات مع طبيبك لمعرفة سبب الألم. ومن خلال التقرير التالي سنتعمق أكثر في الأنواع الشائعة.
فيما يلي 10 من أكثر الأنواع شيوعًا للصداع يجب أن تكون على علم بها، لأنها بالتأكيد ستساعدك في معرفة الأسباب وطرق العلاج والتعامل معه، خاصة لأولئك الذين يتساءلون ما هو علاج الصداع في البيت؟ أو كيف أتخلص من الصداع في أسرع وقت؟ وكيفية علاج الصداع في ثواني وغيرها من الأسئلة.
صداع التوتر
نسبة شيوعه: 75٪ من البالغين
السبب: الإجهاد، مشاكل النوم، الكافيين
العلاج: الراحة، الاسترخاء، مسكنات الآلام
يعتبر صداع التوتر أكثر أنواع الصداع شيوعًا، حيث يصاب به 75٪ من البالغين. ولحسن الحظ، فهو عادة خفيف، ولكن يمكن أن يستمر لعدة أيام.
يحدث صداع التوتر عندما تصبح عضلات فروة الرأس متوترة، لذا يمكن أن تشعر الرأس بالألم عند لمسها. كما يمكن أن تشعر وكأن رأسك ينبض، مع وجود كماشة محكمة حولها.
كذلك، يميل الألم إلى أن يكون ثنائي الجانبين، بمعنى أنه تشعر به على جانبي الرأس. وعلى الرغم من أنه لا يجب أن يكون هناك سبب محدد، فإن المحفزات الأكثر شيوعًا تشمل الإجهاد، ومشاكل النوم، والكافيين، والإرهاق، وتوتر العضلات.
ومن أفضل أشكال العلاج هي الراحة والاسترخاء. كما يمكن علاج الصداع بالتدليك ويمكن أن تساهم اليوغا بشكل كبير في ذلك، إذ تساعد على تحسين وضعية الجسم. كما يمكن أن يكون التدليك لعضلات الرقبة والرأس مفيد، وكذلك مسكنات الآلام مثل الباراسيتامول والأسبرين والإيبوبروفين.
صداع العين
نسبة شيوعه: شائع إلى حد ما
السبب: النظارات، العدسات اللاصقة، الشاشات
العلاج: فحص العين، تقليل وقت استخدام الشاشة
هل شعرت يومًا بألم شديد في الرأس بعد التحديق في الشاشة لفترة طويلة؟ أو هل شعرت في المنطقة الموجودة خلف عينيك بألم أو تعب عند ارتداء نظارة جديدة؟
يعتبر الصداع الناجم عن الإجهاد البصري شائعًا أيضًا عندما تتعرض العين للإجهاد الشديد. وقد يكون ناتجًا عن العمل على الكمبيوتر، أو ارتداء نظارات أو عدسات لاصقة بوصفة طبية جديدة أو غير صحيحة.
وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض على شكل ألم في مقدمة الرأس حول العينين، وهو ما يعني إجهاد العين. ولكن إذا كنت تعتقد أن النظر قد يكون المشكلة، عليك عمل فحص للبصر جديد لدى طبيب العيون.
ولكن الأهم من ذلك، إنه يجب عليك محاولة تقليل وقت استخدام الشاشة.
الصداع النصفي
السبب: العوامل الوراثية، الدورة الشهرية، الكافيين، الإجهاد، الإرهاق، التدخين، القلق، الاكتئاب
العلاج: الباراسيتامول، وسائل منع الحمل، تقليل تناول الكافيين، الأدوية الموصوفة
على الرغم من كونه أقل شيوعًا من الصداع التوتري، إلا أن الصداع النصفي لا يزال يؤثر على أعداد كبيرة من الناس.
ويتمثل الصداع النصفي في الشعور بألم في جانب واحد من الرأس. ويمكن أن تحدث هذه الآلام مع أعراض اضطرابات بصرية أو اضطرابات أخرى مؤقتة.
وتشمل علامات التحذير مشاكل في الرؤية وخدر أو وخز يشبه وخز الإبر، والشعور بالدوار وصعوبة الكلام. ويجب ألا تستمر هذه الأعراض لأكثر من ساعة.
وقد يعاني الأشخاص أيضًا من التعب، وتصلب الرقبة، وتغيرات المزاج والقيء. وينصح الأطباء بضرورة زيارة الأطباء في حالة اشتد ألم الصداع النصفي، لأنه في بعض الحالات يكون مرتبطا بخطر الإصابة بالسكتة القلبية والنوبة القلبية، لذا يجب التماس المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.
بشكل عام، يكون الصداع النصفي أكثر شيوعًا بين النساء بمقدار 2 إلى 3 مرات من الرجال، خاصة في فترة الدورة الشهرية، إذ يرتبط بسحب هرمون الاستروجين أثناءها.
ويعتقد أيضا أن الصداع النصفي مرتبط بتغيرات في تدفق الدم في الدماغ أو نشاط الخلايا. ويمكن أن يحدث بسبب أشياء مثل انسحاب الكافيين، والإجهاد، والإرهاق الشديد والتدخين. لذلك، فمن المنطقي أن يساعد تقليل هذه الأشياء على علاج الصداع النصفي وشدته. وكذلك الباراسيتامول أو الأسبرين، والتريبتان والأدوية الوقائية.
الصداع العنقودي
يعتبر هذا النوع من الصداع بمثابة نوبات شديدة للغاية وتحدث فجأة. وعادة تكون في جانب واحد من الرأس وحول عين واحدة. وتحدث في الغالب ليلاً وتترافق مع احمرار العين ودموعها، وجفن منتفخ أو متدل، وسيلان الأنف في نفس الجانب، حيث يخفق الرأس بألم حاد خلف تلك العين.
ومن المعروف عن هذا النوع من الصداع إنه شديدة لدرجة أن الناس قد يشعرون برغبتهم في ضرب رأسهم بالحائط، ويصبحون قلقين للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون الجلوس في مكان ويتحركون من التوتر والألم.
يمكن أن يستمر هذا الصداع بين 15 دقيقة وثلاث ساعات، ويحدث أحيانًا حتى ست مرات في اليوم، كل يوم لمدة أسابيع.
وبسبب شدة الصداع العنقودي، يتطلب علاجًا متخصصًا من قبل طبيب أعصاب، ولن يجدي بضعة أقراص من الباراسيتامول أي نفع. كما إنه يصيب الرجال بمعدل ثلاثة إلى أربعة أضعاف أكثر من النساء.
ولعلاج الصداع العنقودي يمكن أن يلجأ الطبيب إلى الأكسجين عالي التدفق والتريبتان والأدوية الوقائية مثل حاصرات بيتا.
ويمكن لتقليل كمية التدخين وممارسة الرياضة أيضا أن يساعد. وكذلك عدم استخدام العطور والابتعاد عن الدهانات ذات الرائحة القوية وطلاء الأظافر والبنزين.
صداع الإفراط في الأدوية
السبب: الاستخدام المتكرر للأدوية المسكنة
العلاج: أدوية بديلة، تقليل استخدام المسكنات
يلجأ معظم الناس إلى مسكنات الآلام التي تصرف دون وصفة طبية للتخفيف من الصداع. لكن استخدامها بانتظام يمكن أن يكون سببًا للصداع أيضًا.
لذلك، يعتبر هذا النوع من الصداع شائعا أكثر بين أولئك الذين يعانون من نوبات منتظمة، حيث يعتمدون على استخدام مسكنات الآلام لمدة 10 إلى 15 يومًا في كل شهر.
ويمكن أن يحدث صداع الإفراط في تناول الأدوية، أو ما يمكن أن يطلق عليه اسم الصداع الارتدادي، بسبب الاستخدام المتكرر للتريبتان، والأرغوتامين، والمواد الأفيونية، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية والباراسيتامول.
ويجب على المصابين بهذا الصداع الحصول على الدعم من طبي، لمحاولة استخدام أدوية بديلة وتقليل استهلاكهم للأدوية المسببة للمشكلة تدريجيًا.
صداع آلام الأعصاب
الشيوع: ثمانية من كل 100 ألف شخص
السبب: ضغط من شريان، ورم، تحدث، ابتسام، مضغ، حركات الرأس، التصلب اللويحي المتعدد، الهربس النطاقي
العلاج: أدوية بوصفة طبية
إذا وصفت صداعك بأنه نوبة مفاجئة من ألم حاد في الوجه يستمر لعدة ثوانٍ إلى دقيقتين تقريبًا، فقد يكون لديك صداع ناتج عن آلام الأعصاب.
يشبه هذا الصداع في مرحلة الألم المبرح بأنه مثل الصدمة الكهربائية. وهو ألم يصيب عصبًا وجهيًا محددًا بثلاثة فروع عصبية، وعادة ما يكون على جانب واحد من الوجه، ويبدأ فجأة ثم يتوقف بسرعة.
يتكرر هذا الألم عدة مرات على مدار اليوم ويمكن أن يستمر لشهور أو سنوات. ويمكن علاجه عادة بالأدوية الموصوفة من أطباء، والتي تعبر حاجز الدم في الدماغ لتخفيف النبضات الكهربائية في الأعصاب وتقليل قدرة انتقال إشارات الألم.
صداع الرعد
الشيوع: 50 حالة من بين كل 100 ألف بالغ
السبب: نزيف في الدماغ، جلطة دموية، سكتة دماغية، التهاب السحايا، التهاب الدماغ
العلاج: عناية فورية في قسم الطوارئ أو العناية الفائقة
يختصر اسم هذا الصداع كل المشاعر التي يمكن أن يتم وصفها بكلمات حول شدته والألم الذي يسببه. إذ يبدأ هذا الصداع بألم شديد جدًا بشكل مفاجئ ويمكن أن يرافقه قيء وارتفاع في درجة الحرارة ونوبات صرع.
ويمكن أن يشير هذا النوع من الصداع بوجود حالة عصبية كامنة قد تكون مهددة للحياة، مثل تمزق الأنسجة الضعيفة (نزيف بين الدماغ والأنسجة الرقيقة التي تغطيه)، أو نزف على سطح الدماغ، أو ارتفاع ضغط الدم الشديد.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى السكتة الدماغية والتهاب السحايا والتهاب الدماغ وجلطة دموية وموت الأنسجة وتسرب السائل النخاعي. ويحتاج صداع الرعد دائمًا إلى لجوء فوري لقسم الطوارئ مع إجراء فحص عاجل.
صداع الضغط
الشيوع: شائع إلى حد ما
السبب: السعال، التمرين، الجنس، ارتفاع ضغط الدم، ورم يشغل حيزا
يؤدي أحيانا النشاط المكثف الناتج عن السعال المتكرر، وكذلك العطس، والجماع، أو النشوة الجنسية، أو التمرين إلى مزيد من ضغط الأوعية الدموية في الدماغ، وقد يؤدي ذلك إلى صداع مفاجئ.
ويشبه هذا الصداع إحساس النبض الذي يأتي بسرعة ويستمر لفترات قصيرة. ورغم أنه قد تكون أسبابه حميدة، إلا إنه أحيانا من المهم أن ترى طبيبك للتأكد من عدم وجود أمراض أساسية.
صداع الجيوب الأنفية
الشيوع: 60 إلى 100٪ من المصابين بالعدوى
السبب: العدوى (مثل الإنفلونزا، التهاب الجيوب الأنفية)، الحمى
العلاج: مسكنات الآلام التي تصرف دون وصفة طبية، خافضات الحرارة
بشكل كبير، هناك العديد من الأشخاص حول العالم الذين يعانون من هذا النوع من الصداع، خاصة في أوقات العواصف الترابية وغيرها من المؤثرات التي ترهق الجيوب الأنفية. هذا طبيعي تمامًا.
ومع ذلك، يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للخطر من غيرهم. فكلما كانت قنوات أذنيك أو جيوبك الأنفية ضيقة، أو كنت تعاني من التهاب مزمن في هذه المناطق، ستكون أكثر عرضة للإصابة بعدوى تصيب أذنك أو أنفك أو حلقك.
أيضا، يمكن أن يؤدي الالتهاب الذي يؤثر بشكل مباشر على الدماغ إلى صداع شديد، مثل التهاب السحايا والتهاب الدماغ.
وبالنسبة للعلاج الشائع، يمكن أن تساعد مسكنات الألم وخافضات الحرارة على تخفيف الصداع وخفض درجة حرارتك. ولكن في حالة الإصابة بحالات أكثر خطورة، مثل التهاب السحايا، يجب عليك الاتصال بالإسعاف أو زيارة قسم الطوارئ الأقرب إليك.
صداع ما بعد إصابة الرأس
الشيوع: 30٪ من المصابين بإصابة في الرأس
السبب: إصابة في الرأس
العلاج: الباراسيتامول، تجنب الكحول، الراحة
من الطبيعي أن تصاب بالصداع بعد تعرضك لإصابة في الرأس. وغالبًا ما يرتبط هذا الشعور بالغثيان والدوخة والخمول، وقد تواجه أيضًا صعوبة في التركيز ومشاكل في الذاكرة وحساسية للضوء والصوت.
بشكل عام، فإن النصيحة هي تناول الباراسيتامول وتجنب الكحول والمهدئات وتناول وجبات صغيرة منتظمة والراحة.
ولكن نظرًا لوجود خطر نادر للإصابة بنزيف داخلي يؤثر على الدماغ، يجب عليك دائمًا الحصول على مساعدة طبية إذا تفاقم الصداع على الرغم من تناول مسكنات الآلام.
كما يجب عليك أيضًا الاتصال بالطوارئ إذا كنت تعاني من قيء مستمر بعد 12 ساعة، أو نعاس شديد أو عدم القدرة على الاستيقاظ، أو كلام غير واضح، أو ارتباك، أو عدم التوازن، أو تشنجات، أو مشاكل في السمع.
نصائح عامة:
الحصول على قسط كاف من النوم.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تناول الطعام الصحي.
إدارة التوتر والقلق.
تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تؤدي إلى الصداع.
تجنب الإفراط في استخدام مسكنات الآلام.
في النهاية، يمكننا القول إن الصداع هو أحد أكثر الأعراض شيوعًا التي يعاني منها الناس، وهو عبارة عن ألم في الرأس أو الوجه أو الرقبة. يمكن أن يكون الصداع خفيفًا أو شديدًا، ويمكن أن يستمر لعدة دقائق أو ساعات أو أيام.
يمكن أن يكون للصداع العديد من الأسباب. كما أن هناك العديد من الطرق لعلاجه، بما في ذلك مسكنات الآلام والأدوية الموصوفة والعلاجات المنزلية. وفي بعض الحالات، من المهم التحدث إلى الطبيب لتحديد سبب الصداع وأفضل طريقة لعلاجه، خاصة إذا لم تأت الأدوية الشائعة، مثل المسكنات وغيرها، أو العلاجات المنزلية مثل الراحة والاسترخاء ووضع كمادات باردة أو دافئة على الرأس، أي نتيجة في علاج الصداع.