أهم الاكتشافات العلاجية في عام 2024.. أبرزها لقاح للسرطان
شهد العام المنصرم تحولات جذرية في مجال الرعاية الصحية والطب، وتطورات مذهلة في سبل علاج الأمراض المستقبلية
لا يتوقف العلماء والباحثون عن دراسة الأمراض والفيروسات المختلفة المنتشرة حول العالم، ومحاولات التوصل إلى علاجات متطورة تساعد على تجنب أضرارها وتفاقم أعراضها. وفي كل عام، نجد مجموعة جديدة من الاكتشافات العلمية التي تطمئننا حول مستقبل صحتنا.
في عام 2024، كان هناك بالفعل مجموعة جديدة من الأبحاث الجديدة التي أحدثت ثورة في مجال الطب. نتج عنها مجموعة من الاكتشافات العلاجية المتطورة، التي يجب أن نحتفي بها مع نهاية هذا العام بالفعل. مع تأكيد على إنها ستبقى خطوة مهمة في تاريخ العلم بعد انتهاء ديسمبر وللأبد.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم مجموعة من أهم الاكتشافات العلاجية التي تم التوصل إليها أو تطويرها خلال عام 2024. تفتح جميعها لنا بابا جديد من الأمل حول مستقبل الأمراض وطرق التعامل معها.
أهم الاكتشافات الصحية عام 2024
شهد العام المنصرم تحولات جذرية في مجال الرعاية الصحية والطب. شهدنا تطورات مذهلة في سبل علاج الأمراض المستقبلية، وجهود رامية إلى الوقاية منها.
اختارت مجلة "ساينس" العلمية مجموعة من أهم الاكتشافات العلاجية عام 2024، من بينها دواء جديد واعد يوفر حماية فعالة ضد فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). وكذلك حقن متطورة لإنقاص الوزن، وغيرها الكثير من الاكتشافات التي نستعرض معكم في هذا التقرير.
حقن إنقاص الوزن
شهد عام 2024 ظهورا مجموعة كبيرة من أدوية إنقاص الوزن، لكن أبرزها على الإطلاق كان حقن إنقاص الوزن. تتميز هذه الأدوية القابلة للحقن على المساعدة في فقدان الوزن عن طريق محاكاة هرمون الشبع في الجسم، مما يقلل الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
في البداية، تم تطوير هذه الأدوية المعروفة باسم أوزمبيك وويغوفي، لعلاج مرض السكري من النوع 2، ولكن الأبحاث الحديثة كشفت عن نطاق واسع من الفوائد المحتملة، من بينها إنقاص الوزن.
كما أظهرت الدراسات أن هذه الأدوية تساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن هذه الأدوية قد تلعب دورا وقائيا ضد أمراض أخرى خطيرة، بما في ذلك الخرف وأمراض الكلى والسرطان.
مع ذلك، ورغم كل هذه النتائج الواعدة، إلا أن هذه الأدوية تحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث، لأنها على الرغم من فوائدها الملموسة، تحتاج إلى تطوير لتمثل حلا شاملا أو دائما لمشكلة السمنة.
لقاح السرطان
في تطور طبي واعد، أصبح من الممكن تطبيق لقاحات السرطان خارج نطاق التجارب السريرية. تعتمد هذه اللقاحات المبتكرة على تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، مشابهة لتلك المستخدمة في لقاحات فيروس كورونا. يتم فيها تصميم كل لقاح بشكل فردي لمهاجمة خلايا الورم المحددة لدى كل مريض.
شهدت هذه التقنية الرائدة نجاحا مبكرا مع أول مريض يتلقى اللقاح في مارس الماضي. المريض يدعى إليوت فيبفي، وهو محاضر جامعي يعاني من سرطان القولون، تلقى اللقاح بهدف منع عودة المرض بعد العلاج الكيميائي. كما تم تطوير لقاح مخصص لرجل يدعى ستيف يونغ، كان مصابا بسرطان الجلد الميلانيني.
هذا التطور يمثل خطوة جديدة في مجال مكافحة السرطان، وتطورا علميا وطبيا بالغ الأهمية. ومن المتوقع أن يستفيد من هذه اللقاحات الثورية آلاف المرضى بحلول عام 2030، مما يفتح آفاقا جديدة في علاج هذا المرض المميت.
علاج مرض الزهايمر
في المملكة المتحدة تمت الموافقة على أول عقاقير لإبطاء وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بعد إثبات فعاليتها. يأتي هذا على شكل عقارين جديدين هما ليكانيماب ودونانيماب، اللذان يعملان على إزالة بروتينات سامة تتراكم في الدماغ، وتساهم في تدهور الخلايا العصبية.
على الرغم من هذا الإنجاز العلمي المهم، فإن فرحة هذا الاكتشاف لم تكتمل بسبب عدة عوامل. أهمها هي التحديات الاقتصادية الكبيرة، حيث قدرت تكلفة العلاج السنوي للشخص الواحد بحوالي عشرين ألف جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير يمثل عبئا ماليا كبيرا على الفرد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأدلة العلمية تشير إلى وجود مخاطر محتملة لهذه الأدوية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو تلف الدماغ، مما يثير قلقا بشأن سلامة استخدامها على نطاق واسع. لكن رغم ذلك، يرى الخبراء هذه الأدوية أنها تمثل خطوة مهمة في مجال علاج مرض الزهايمر. تفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر فعالية في المستقبل.
زرع كلية حيوان لإنسان
في حدث طبي تاريخي، تم إجراء أول عملية زرع كلية خنزير معدلة وراثيا لمريض بشري حي في شهر مارس الماضي. استفاد من هذا الإنجاز المذهل جل يدعى ريك سليمان، البالغ من العمر 62 عاما، والذي كان يعاني من حالة متقدمة من الفشل الكلوي بعد أن فشلت عملية زرع كلية بشرية سابقة.
تمت هذه العملية الجراحية الدقيقة التي استغرقت أربع ساعات في مستشفى ماساتشوستس العام المرموق في بوسطن. وأظهرت الملاحظات الأولية أن الكلية المزروعة تعمل بشكل طبيعي داخل جسم المريض. ومما لا شك فيه أن هذا الإنجاز العلمي يمثل خطوة هامة في مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع.
ويعتبر نجاح هذه التقنية الرائدة في المستقبل، ثورة حقيقية في عالم الطب. يمكن مبدئيا أن يساهم بشكل كبير في تقليل قوائم الانتظار الطويلة جدا التي يعاني منها ملايين المرضى حول العالم في انتظار متبرعين بالأعضاء البشرية. وربما نصل إلى الحد الذي يجعلنا لا نعتمد على متبرعين بشريين بشكل كامل.
كذبة السجائر الإلكترونية
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة وجود مخاطر صحية مرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنها آمنة أكثر من التدخين التقليدي. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة مانشستر متروبوليتان، أن صحة قلب الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية تماثل تقريبا حالة القلب لدى المدخنين التقليديين.
كما أشارت دراسات سابقة إلى أن الأبخرة الناتجة عن السجائر الإلكترونية يمكن أن تسبب التهابات ضارة في الأوعية الدموية والقلب. بالإضافة إلى وجود العديد من الحالات المرضية التي تظهر خطورة استخدام هذه الأجهزة، لا سيما بين الشباب.
يعد هذا الاكتشاف أيضا ثورة جديدة في مجال تصحيح المفاهيم الطبية والعلاجية التي يمكن أن يصفها متخصصون لتقليل الأضرار. ويؤكد ذلك على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة أيضا للحد من السجائر الإلكترونية. بالإضافة إلى ضرورة حظر استخدام العبوات الملونة والنكهات الحلوة التي تعتبر عوامل جذب قوية للأطفال.