أوروبا والحر.. سنجاب يطلب الماء بالشارع وقصة الموجة التي قتلت 70 ألفا
لا يزال الحديث عن موجات الحر التي تضرب دول غرب أوروبا قائما في نشرات الأخبار، ولا تزال المناقشات حوله جارية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط أنباء سقوط عشرات الوفيات في إسبانيا وفرنسا والبرتغال وبريطانيا جراء الإجهاد الحراري وحرائق الغابات التي امتدت إلى المناطق السكنية هناك.
ولم يكن البشر هم المتأثرون الوحيدون بموجات الحر في أوروبا، لكن الحيوانات هناك تعاني بشدة، حيث لم تتكيف مع هذه الحرارة المرتفعة في بلدان عرفت ببرودتها القارصة شتاء وجوها اللطيف للغاية صيفا.
وفي هذا الإطار، تداول مستخدمون عبر مواقع التواصل مقطع فيديو لسنجاب يستغيث بالمارة في دولة أوروبية طلبا للماء، حيث شعر بالظمأ الشديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأظهر المقطع السنجاب الصغير وهو يلاحق أحد المارة بإصرار، بعد أن شاهد معه زجاجة من الماء، وظل السنجاب يقفز حول الشخص رافعا كلتا يديه الأماميتين وكأنه يقول له: "النجدة.. أريد الماء".
وبالفعل، بمجرد أن قدم له هذا الشخص زجاجة المياه أقبل السنجاب عليها ليشرب بشراهة، في مشهد لقي استحسان الكثيرين.
سنجاب يطلب الماء من أحد المارة لشدة ارتفاع درجات الحرارة 🥹❤️
— Gorgeous (@gorgeous4ew) July 23, 2022
pic.twitter.com/KA0Nw7cL4T
وضمن المناقشات المتداولة، تحدث البعض عن موجات حارة سابقة ضربت القارة الأوروبية وتسببت في كوارث ضخمة، كان أبرزها موجة حر قتلت حوالي 70 ألف شخص، والمثير أنها كانت منذ أقل من 20 سنة، فما هي قصتها؟
كان صيف عام 2003 هو الأكثر سخونة في أوروبا منذ عام 1540، أي منذ ما يقرب من 500 عام، قضت الحرارة المرتفعة على عشرات الآلاف في عدة دول أوروبية، تم تسجيل أعلى حصيلة من الوفيات في فرنسا، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى بلغ حوالي 14000.
كانت درجات الحرارة في النهار قاسية ونادراً ما تنخفض حتى في الليل، وتسبب ركود الهواء في تراكم الملوثات والسموم في الأجواء ما اعتبر أحد أكبر أسباب الوفاة خلال موجة الحر، كما كانت ضربة الشمس والجفاف من العوامل القاتلة خاصة لكبار السن، كما كلفت موجة الحر القارة الأوروبيى خسائر مادية قدرت بالمليارات بسبب تلف المحاصيل الزراعية وأضرار أخرى.
وأطلقت الأوربيون على هذا الصيف "الصيف الأسود"، بعدما فقدوا الآلاف من أقاربهم و أحبائهم و معارفهم، ليس بسبب فايروس أو جائحة، بل بسبب موجة حارة قياسية.
واستمرت الموجة قرابة شهر كان ثقيل الوطأة للغاية على الأوروبيية، حيث أرهق السكان واستنزف البحيرات والأنهار وتراجع منسوبها وأصبح العديد منها غير قابل لملاحة السفن، وما زاد الطين بلّة هي الحرائق، حيث أتت على آلاف الهكتارات من الغابات و الاراضي الزراعية وقتلت ما قتلت من الحيوانات و دمرت ما دمرت من المحاصيل الزراعية، ورفعت درجات الحرارة بشكل إضافي وزادت الامور سوءًا.