إلى محبي الفراشات: أنتم على موعد مع الملايين في وادي الفراشات بالفيديو
تعد جزيرة رودس اليونانية موطناً لمنطقة أحيائية خاصة تسمى وادي بيتالودس أو وادي الفراشات، ملايين من فراشات عث النمر المتوطنة هناك والتي تغطي كل الأسطح تقريباً خلال أشهر الصيف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يقع وادي بيتالوس على الجانب الغربي من جزيرة رودس، على بعد حوالي 10 كيلومترات من المطار وحوالي 25 كيلومتراً من مدينة رودس وهو يستضيف الغابة الطبيعية الوحيدة لأشجار Liquidambar orientalis في أوروبا.
إن الرائحة المنبعثة من هذه الأشجار هي السبب الرئيسي في جذب سلالات مستوطنة من عث جيرسي النمر تسمى Euplagia quadripunctaria rhodosensis، حيث تتجمع أعداد هائلة من العث في هذا الوادي الصغير وتغطي كل سطح مرئي منه تقريباً.
في كل عام، تبدأ الهجرة المذهلة لعثة جيرسي تايجر إلى وادي بيتالودس في نهاية شهر مايو تقريباً، بعد موسم الأمطار حيث تظهر فراشات نمر جيرسي من شكل كاتربيلر وتجذبهم رائحة أشجار Oriental Sweetgum وهي تشق طريقها على طول الممرات المائية للجزيرة وتقطع عشرات الكيلومترات باتجاه الوادي الذي سُمي بهذا الاسم بسبب اجتذابه هذا الكم من الفراشات.
بمجرد وصولهم إلى وجهتهم، تبدأ أسراب الفراشات في تغطية كل شيء، من أوراق الشجر الخصبة إلى الصخور من جميع الأشكال والأحجام.
إنهم يفضلون النوم على الجوانب المظللة للأشجار أو حول الجذور ويُنصح السائحون بالاستمتاع بالمناظر الطبيعية وبالفراشات في صمت، حيث يمكن للضوضاء الصاخبة أن تزعج الفراشات.
يعد الحفاظ على الهدوء أكثر من مجرد الرغبة في الاستمتاع بمشاهدة فراشات عثة جيرسي تايجر، حيث أن إثارة الذعر وإجبارها على الطيران قد يؤدي إلى جعل هذه الأنواع بأكملها تنقرض وذلك لأن الفراشات ليس لديها معدة مما يجعلها غير قادرة على الرضاعة، إنهم يعيشون على رواسب الدهون التي يخزنونها خلال مرحلة كاتربيلر في مراحل بلوغهم، لذلك يحتاجون إلى توفير طاقتهم.
يمكن أن يتسبب إخفاق العث في تحليقها في استنفاد احتياطياتها من الطاقة قبل أن تتمكن من التكاثر، مما قد يكون له تأثير كارثي على الأجيال الجديدة منها.
نظراً للعدد الكبير من السياح الذين يزورون وادي الفراشات كل عام، تأثرت أعداد عثة جيرسي تايجر بشكل كبير ونأمل أن يساعد الانخفاض في السياحة الناجم عن جائحة كورونا على تعافي هذه الفراشات وقدرتها على زيادة عددها.
كما يوضح موقع وادي الفراشات الرسمي، يتجاهل العديد من الزوار نصيحة الموظفين والمرشدين السياحيين ويصفقون لمجرد رؤية أسراب الفراشات تحلق، إنه مشهد مثير للإعجاب حقاً حيث يتيح رفرفة أجنحتهم للمشاهدين رؤية ألوانهم الجميلة ولكن الهدوء واجب للحفاظ على هذه الحشرات من الانقراض بسبب هذه التصرفات.
كما يقول موقع وادي الفراشات: ينتج عن التصفيق والصفير موجات فوق صوتية مشابهة لتلك التي تصدر عن الخفافيش، تشعر الفراشات بالتهديد وتحاول الهروب بسبب الخوف.
يموت الكثير منهم من الصدمة أو في محاولتهم للهروب أو حتى عن طريق الاصطدام على الصخور والأشجار، من المهم أيضاً أن يظلوا على الأشجار لأنهم يجب أن يحافظوا على قوتهم لرحلتهم الطويلة في سبتمبر.
بعد الاستمتاع بالمواطن الباردة والرطبة لوادي بيتالودس خلال أشهر الصيف الحارة، تتزاوج العث في أواخر أغسطس وسبتمبر، ثم تغادر النساء الوادي مسافات طويلة بحثاً عن أماكن مظلمة وآمنة لوضع بيضهن فيها، قبل انتهاء دورة حياتهن الطبيعية.
بعد ذلك ومع انتهاء موسم الأمطار في العام التالي، يظهر جيل جديد من عث جيرسي تايجر وتعيد الدورة نفسها.
على الرغم من أن وادي الفراشات ليس بنفس حجم غابة الفراشات المكسيكية، إلا أن وادي الفراشات هو بالتأكيد أحد الظواهر الطبيعية التي يجب مشاهدتها لعشاق الفراشات بشكل عام. [1]