إنقاذ مسنة بعد 92 ساعة من الزلزال ينعش آمال العثور على ناجين جدد
تواصل فرق الإنقاذ في كل من تركيا وسوريا، البحث عن ناجين تحت ركام الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، مطلع الأسبوع الجاري.
وكان زلزالاً، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب مناطق عدة في تركيا وسوريا، صباح الاثنين، ما أدى إلى مقتل الآلاف، وأسفر عن عشرات الآلاف من المفقودين والمصابين، وتدمير مئات المنازل والمرافق والبنى التحتية.
وبالرغم الظلام والبرد القارس والهزات الارتدادية، ومرور ساعات طويلة على الزلزال المدمر، غير أن أعضاء فرق الإنقاذ لا يزالون يتشبثون بأمل العثور على ناجين أحياء تحت أنقاض آلاف المنازل المدمرة، أو على الأقل انتشال جثث المفقودين لتسليمهم لذويهم.
ومثّل إنقاذ أحد الأشخاص، في في ولاية "كهرمان مرعش"، بعد مرور ما يزيد عن 100 ساعة من وقوع الزلزال، بادرة أمل للعالم أجمع، إذ أكدت نجاته أن مواصلة فرق الإنقاذ لعملها بحثا عن ناجين تحت ركام آلاف المباني المدمرة رغم مرور كل هذه الساعات ليست "أضغاث أحلام".
وسبق لفرق الإنقاذ التي تعمل في تركيا، أن انتشلت مسنة تبلغ من العمر 65 عاما، تدعى "خديجة أوزجلبي"، وابنتها مهربان سلطان (33 عاماً)، وذلك بعد مرور 92 ساعة على الزلزال، ونقلوا على الفور إلى إحدى الوحدات الصحية لتلقي الرعايا.
وفي نفس التوقيت تقريباً، ولكن في ولاية تركية أخرى غير "كهرمان مرعش"، تمكنت الفرق من إنقاذ طفل يدعى "ياووز تركمان" (12 عاماً).
أما في "هتاي"، فقد نجحت فرق البحث في إنقاذ "تولغا دوغان" وطفلته البالغة من العمر 5 أعوام، وطفلة أخرى تدعى "هلال صاغلام" (10 أعوام)، من تحت الأنقاض، بعد مرور 90 ساعة على الزلزال
كما أنقذت الفرق وفي ولاية "أدي يامان"، امرأة مع طفلها الرضيع البالغ من العمر 10 أيام، والمسنة رمزية بولاط (73 عاماً)، وذلك بعدما قضوا نحو 86 ساعة تحت ركام أحد المباني المدمرة من جراء الزلزال.
وفي ولاية "عثمانية"، أنقذت الفرق مراد بال أوغلو (26 عاما) من تحت الأنقاض بعد مرور 91 ساعة.
وتواصل فرق الإنقاذ في كل من تركيا وسوريا، عملها، حتى كتابة هذه السطور، بالرغم البرد القارس والهزات الارتدادية، للبحث عن ناجين آخرين ، أو انتشال جثث مفقودين من تحت أنقاض المباني المدمرة من جراء الزلزال.
وبالرغم انتشار بصيص من الأمل، في أعقاب النجاحات المتتالية لفرق الإنقاذ، بعد انتشال العشرات من تحت أنقاض المباني المهدمة، غير أن ذلك لا ينفي مخاوف ازدياد عدد القتلى، والذي يرجح مسؤولو منظمة الصحة العالمية بأنه سيرتفع بلا هوادة خلال الساعات القادمة.
ويلعب الوقت لصالح عداد الموت، فكلما تأخر عمال الإنقاذ في الوصول إلى العالقين تضاءلت فرص نجاتهم، لاسيما في ظل هذا الطقس البارد، إذ بعد 3 أيام عادة من أي كارثة، تقل فرص الأمل في العثور على ناجين تحت الركام، لاسيما إذا كانوا كما هي الحال في كوارث الزلازل عامة، بلا ماء أو طعام، أو ربما في أماكن يتراجع فيها معدل الأوكسيجين.
يذكر أن عدد القتلى من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ارتفع إلى نحو 17 ألفاً و176 شخصاً، وذلك بحسب آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن السلطات في البلدين.
وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، أمس الخميس، إن حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي تعرضت له البلاد، ارتفع إلى 14 ألفاً و14 شخصاً.
وأضافت الهيئة، أن حصيلة المصابين بلغت 63 ألفاً و794 شخصا على الأقل، كما تم إنقاذ أكثر من 9 آلاف شخص.
وفي سوريا، وصل عدد الضحايا الذين لقوا مصرعهم تحت الأنقاض من جراء الزلزال المدمر إلى نحو 3162 شخصاً على الأقل، بحسب آخر إحصاء رسمي.
في حين تبقى كل هذه الأرقام غير نهائية، في ظل مواصلة البحث عن جثامين أو أحياء محتملين تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال، علماً بأن ظروفاً مناخية قاسية ونقصاً حاداً في المعدات تعرقل جهود البحث والإنقاذ في تركيا وسوريا على الترتيب