ارتدى كفنه بدلا من بدلة الفرح.. شاب مصري يفارق الحياة قبل زفافه بساعات
في حادث مأسوي مؤلم، تكشفت تفاصيله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توفي شاب من قرية بني مر، التابعة لمركز الفتح، بمحافظة أسيوط في مصر، قبل ساعات قليلة من زفافه.
ولفظ العريس الذي يدعى أحمد مصطفى أبو العيون، أنفاسه الأخيرة داخل منزله الذي عاد إليه صباح يوم العرس عقب توصيله لعروسته إلى الكوافير، إذ كان من المفترض أن يرتدي بدلته ليعود إليها بعدها بسويعات ليتحركا إلى قاعة الزفاف.
وقبل الحادث بأيام، نشر "عريس الجنة" كما لقبه رواد مواقع التواصل، منشوراً على صفحته بـ"فيسبوك" قال خلاله "إن شاء الله ميعادنا يوم الجمعة 16 فبراير، مستنيكم بقاعة البارون بأسيوط".
ولم يكن يعلم أحمد مصطفى أبو العيون، حينما حدد يوم زفافه ليوافق يوم مولده، أن هذا التاريخ سيضاف إليه مناسبة ثالثة ترتبط به ولكنها للأسف ليست سعيدة كحال المناسبتين السابقتين، حيث عُثر عليه يومها داخل الحمام مختنقًا ببخار الماء.
على باب منزل "عريس الجنة"، وقف ذويه وأصدقائه في صدمة من أمرهم، إذ لم تفلح محاولات إنقاذه، وبدلاً من أن يرتدي "أحمد" بدلة زفافه الملقاة على سريره، لبس "كفنه" الذي زف به إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة، حيث وري جثمانه الثرى.
داخل قرية بني مر، تحولت مشاهد الفرح إلى ترح، فبينما وقف ذويه يأخذون العزاء فيه، كانت الهمهمات التي تعبر عن الصدمة تخرج بين حين وآخر، يهمس أحدهم حزناً على الفقيد ولا يكاد يصدق ما جرى: "بعد 10 سنوات من الغربة، رجع من اليونان ليتزوج من حبيبته التي انتظرته طويلاً، وفي الآخر ميلحقش يفرح، لا حول ولا قوة إلا بك يا رب".
فارق أحمد الحياة تاركاً خلفه حزناً عميقاً في قلوب أحبائه، يبرهن على ما سبق منشور كتبه أحد أصدقائه على موقع "فيسبوك"، حيث قال: "مولده اليوم، وكان فرحه اليوم، ووفاته أيضاً اليوم، بدل ما كنا هنروح فرحه هنروح جنازته. عريس الجنة، في ذمة الله أحمد مصطفى أبوالعيون، وجعت قلبي في جنان الرحمن".
فيما كتب صديق آخر: "يوم زفافه هو يوم ميلاده هو يوم وفاته، قرر أن يكون حفل زفافه يوافق عيد ميلاده، قضاء الله وقدره توفي اليوم وكانت زوجته في انتظاره بالكوافير".
ودّعت عروسة "عريس الجنة" الفقيد بدموع الأسى، فيما حاول ذويه وأصدقائه أن يدعموها في هذا المصاب الجلل.
مساء يوم أمس، وبينما يقام عزاء الفقيد داخل قرية بني مر، كان العاملون في قاعة الزفاف، ينتظرون استقبال العريس والعروسة، لكن هيثم أبو غدير، مدير القاعة أخبرهم بإلغاء الزفاف لوفاة العريس.
ويقول هيثم في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "بدل ما استقبله حضرت جنازته، وعزاه، البلد كلها في حالة حزن عليه، توفي فجأة، وأهله وأهل زوجته في صدمة كبيرة".