اكتشاف جسم غريب في مركز الكرة الأرضية.. قد يكون مفتاح الحياة
معلومة لم تكن معروفة من قبل ويمكن أن تساعدنا في فهم كيفية بقاء الحياة على الأرض والكواكب الأخرى
يشكل باطن الكرة الأرضية لغزًا محيرًا للعلماء والباحثين من سنوات طويلة، فما زال يخبئ أسرارًا تحير العلماء، حتى مع تقدم التكنولوجيا ووسائل البحث. ومع كل اكتشاف جديد، تطرح أسئلة جديدة وتفتح أبواب لمجالات بحثية لم تكن متوقعة.
ورغم إنه لا تزال أسرار باطن الأرض تحير العلماء، إلا إن مع كل اكتشاف جديد، نصبح أقرب إلى فهم هذا العالم الخفي. ومؤخرًا، اكتشف العلماء كرة معدنية صلبة ضخمة بحجم الكوكب في مركز الأرض يمكن أن تكون مفتاح الحياة، حيث يمكن للطبقة الخامسة المميزة لكوكبنا أن تساعد الخبراء على فهم كيفية بقاء الحياة على الأرض والكواكب الأخرى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تفاصيل الاكتشاف الجديد
في إنجاز علمي هام، كشف اثنان من علماء الزلازل في الجامعة الوطنية الأسترالية عن وجود طبقة جديدة داخل الأرض لم تكن معروفة من قبل.
تُشير الدراسة، التي أجراها ثانه سون فام وهيرفوي تكاليتش، إلى وجود كرة معدنية صلبة يبلغ عرضها 400 ميل داخل النواة الداخلية للأرض. تتكون هذه الكرة من سبائك الحديد والنيكل، وتلعب دورًا هامًا في توليد المجال المغناطيسي للأرض الذي يحمينا من الإشعاع الكوني الضار، والذي يستحيل أن تكون الحياة على الكرة الأرضية ممكنة بدونه.
ويعتقد أن هذه الطبقة الجديدة قد تكون مسؤولة عن بعض الظواهر الغامضة التي رصدها العلماء سابقًا، مثل التغييرات المفاجئة في اتجاه المجال المغناطيسي للأرض.
كذلك، تشير الدراسة إلى أن هذه الكرة المعدنية تمتلك بنية بلورية مختلفة، حيث تؤثر هذه البنية على طريقة مرور موجات الزلازل عبر الكرة المعدنية، مما يسبب تغيرات في سرعتها. كما تعتقد أن ذرات الحديد والنيكل مرتبة بشكل مختلف داخل الكرة المعدنية عن باقي النواة الداخلية.
ويرجح أن تكون هذه الكرة المعدنية قد تشكلت نتيجة حدث جيولوجي ضخم، مثل تحول تكتوني، حدث منذ مئات الملايين من السنين. ويقارب حجم الكرة المعدنية حجم كوكب بلوتو، ويعد أصغر قليلاً من حجم القمر.
يعد هذا الاكتشاف إنجازًا علميًا هامًا يساعدنا على فهم المزيد عن تكوين الأرض وخصائصها. ويثير العديد من الأسئلة الجديدة التي سيواصل العلماء البحث عن إجابات لها.
لغز باطن الكرة الأرضية
في عام 1936، اكتشف عالم الزلازل الدنماركي إنجي ليمان، لأول مرة اللب الداخلي للأرض الذي يقع على عمق حوالي 4000 ميل تحت سطحها. ولكن، قبل 20 عاما، اقترح العلماء وجود طبقة خامسة داخل النواة الداخلية للأرض.
والآن، تحاول هذه الدراسة أن تكشف المزيد من الأسرار حول طبيعة لب الكرة الأرضية أو ما يعرف بالنواة، وذلك عن طريق الاستعانة بالبيانات الجديدة التي تمكن العلماء والباحثون من التوصل إليها على مر السنين. لذلك، تعتبر هذه الدراسة مرحلة جديدة ومختلفة عن كل ما سبقها، وتأخذ الأمر إلى أبعد من ذلك.
كيفية اكتشاف الطبقة الداخلية
من بين البيانات الجديدة التي استعانت بها الدراسة، توصل الباحثان إلى طريقة جديدة لأخذ عينات من مركز اللب الداخلي للأرض. لذلك، بمكن القول إنهما يمتلكان مزيدًا من الأدلة لإثبات أن نتائج الدراسة بشأن النواة الداخلية الأعمق للأرض صحيحة وأنها موجودة بالفعل.
كذلك، قام الباحثان والفريق المعاون لهما، بدراسة العديد من الزلازل الكبيرة في العقد الماضي، خاصة الشبكات الكثيفة في الولايات المتحدة المتاخمة، وشبه جزيرة ألاسكا، وفوق جبال الألب الأوروبية. وبالفعل، رصدوا موجات زلزالية يتردد صداها عبر الكوكب بأكمله.
ساعد ذلك في التوصل إلى هذا الاكتشاف، حيث قاموا بتحليل سجلات الحركة الأرضية، المعروفة باسم مخططات الزلازل، والتي أظهرت أن هذه الموجات تتحرك بسرعات مختلفة عبر طبقات الأرض المختلفة، حيث وجدوا أن الموجات التي تمر عبر النواة الداخلية الأعمق تتباطأ عندما تقترب من خط الاستواء. وكذلك، تباطأت الأمواج عند مرورها عبر النواة الداخلية الخارجية على طول خط الاستواء.
وتقدم هذه البيانات الجديدة حجة قوية مفادها أن الطبقة الداخلية المميزة للأرض توجد ببنية مختلفة عن النواة الداخلية الخارجية. وبعد التعرف على أصولها فرصة جيدة جدا لفهم المزيد حول كيفية بقاء الحياة على الأرض والكواكب الأخرى حيث يمكن أن يساعدنا في تعليمنا المزيد حول كيف يمكن أو لا تكون الكواكب الأخرى صالحة للحياة.
ما هو لب الأرض؟
لا تزال أسرار باطن الأرض تحير العلماء، لكن هناك العديد من المعلومات التي تمكنوا من التوصل إليها بالفعل، حيث يتكون لب الأرض من طبقات نستعرضها في السطور التالية:
الطبقة الخارجية من لب الأرض
تعرف هذه الطبقة باسم "اللب الخارجي" وهي تتكون من سائل حديدي. تُشير بعض الدراسات إلى أن هذه الطبقة قد تكون أكثر سخونة مما كان يُعتقد سابقًا، مما قد يُؤثر على فهمنا لمجال الأرض المغناطيسي.
الطبقة الداخلية من لب الأرض
تعرف هذه الطبقة باسم "اللب الداخلي" وهي تتكون من حديد صلب. لا يزال العلماء غير متأكدين من كيفية تكوين هذه الطبقة، وكيف تختلف عن الطبقة الخارجية من اللب.
الغلاف الصخري
يشكل الغلاف الصخري الجزء الصلب من الأرض، ويتكون من القشرة والطبقة العليا من الوشاح. ويعتقد أن الغلاف الصخري يتكون من صفائح تتحرك ببطء فوق طبقة الوشاح، لكن لا يزال هناك الكثير من الجدل حول كيفية تحرك هذه الصفائح وكيف تتفاعل مع بعضها البعض.
الوشاح
يشكل الوشاح الجزء الأكبر من باطن الأرض، وهو عبارة عن طبقة صلبة من الصخور الساخنة. ويعتقد أن الوشاح يتكون من طبقات مختلفة، لكن لا يزال هناك الكثير من المعلومات التي لا نعرفها عن هذه الطبقات.
تحديات في دراسة باطن الأرض
يواجه العلماء العديد من التحديات في دراسة باطن الأرض، ومن أهمها:
صعوبة الوصول إلى باطن الأرض
لا يمكننا الوصول إلى باطن الأرض بشكل مباشر، لذلك نعتمد على وسائل غير مباشرة لدراسته مثل الموجات الزلزالية.
درجة حرارة باطن الأرض
تصل درجة حرارة باطن الأرض إلى آلاف الدرجات المئوية، مما يجعل من الصعب جدًا دراسته باستخدام الأدوات التقليدية.
ضغط باطن الأرض
يزداد ضغط باطن الأرض مع العمق، مما يجعل من الصعب جدًا على المعدات والبشر البقاء على قيد الحياة في هذه البيئة.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل العلماء دراسة باطن الأرض واكتشاف أسراره. فمع كل اكتشاف جديد، نصبح أقرب إلى فهم كيفية تكوين الأرض وتطورها.