اكتشاف عصا ثعبان تبلغ من العمر 4400 عاماً .. هل استخدمها سحرة الشامان؟
الشامان هم سحرة يزعمون بأن لديهم قوة تتغلب على النيران ويستطيعون تحقيق بعض الأمور عن طريق جلسات تحضير الأرواح التي فيها تغادر أرواحهم أجسامهم إلى عوالم الروح أو تحت الأرض، يسيطر الشامان الناجح على الأرواح التي يعمل معها ويستطيع كما يزعمون أنه يستطيع التواصل مع الموتى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اكتشاف "عصا ثعبان" الشامان تبلغ من العمر 4400 عام
ثعباناً خشبياً بالحجم الطبيعي يبلغ من العمر 4400 عام تم اكتشافه في فنلندا، ربما كان مستخدم من أحد العاملين في الطقوس "السحرية" من قبل الشامان من العصر الحجري.
يبلغ طول الثعبان الخشبي والذي نُحت من قطعة واحدة من الخشب، 21 بوصة وسمكه حوالي بوصة واحدة، مع ما يبدو أنه رأس يشبه الأفعى وفم مفتوح.
تم العثور عليه محفوظاً بشكل جيد في طبقة مدفونة من الخث (هي نباتات متفحمة توجد بالأراضي الغدقة في المناطق المعتدلة، تتعفن ببطء في الطور الأول لتكون الفحم) بالقرب من بلدة يارفينسو، على بعد حوالي 75 ميلاً شمال غرب هلسنكي، في موقع أرض رطبة ما قبل التاريخ، حيث يعتقد علماء الآثار أنه احتلته شعوب العصر الحجري الحديث منذ 4000 إلى 6000 سنة.
إنه لا يشبه أي شيء آخر تم العثور عليه في فنلندا، على الرغم من العثور على عدد قليل من تماثيل الثعابين منمنمة في المواقع الأثرية من العصر الحجري الحديث في أماكن أخرى في منطقة شرق البلطيق وروسيا.
تعليقات العلماء على عصا الثعبان المكتشفة
عالمة الآثار ساتو كويفيستو في جامعة توركو وزميلتها أنتي لاهيلما هما المؤلفتان المشاركتان في الدراسة حول الأفعى الخشبية التي نُشرت في مجلة Antiquity، يعتقدون أن الأفعى الخشبية ربما كانت تستخدم في طقوس سحرية من قبل الشامان.
يُعتقد أن الشعوب القديمة في هذه المنطقة مارست مثل هذه المعتقدات الشامانية، حيث يسكن العالم الطبيعي أعداد كبيرة من الأرواح أو الأشباح الخارقة للطبيعة غير المرئية عادةً وهو اعتقاد تقليدي لا يزال قائماً حتى اليوم في بعض المناطق الشمالية النائية من الدول الاسكندنافية وأوروبا وآسيا.
يُظهر الفن الصخري القديم من فنلندا وشمال روسيا شخصيات بشرية مع ما يشبه الثعابين في أيديهم والتي يُعتقد أنها صور لشامان يستخدمون طقوسًا من الخشب المنحوت ليبدو مثل الثعابين التي تعتبر مقدسة بشكل خاص في المنطقة.
قالت عالمة الآثار المشاركة في الدراسة: "يبدو أن هناك علاقة معينة بين الثعابين والبشر، هذا يعيد إلى الأذهان الشامانية الشمالية في الفترة التاريخية، حيث لعبت الأفاعي دورًا خاصًا كحيوانات تساعد الروح في الشامان، على الرغم من أن الفجوة الزمنية هائلة، إلا أن إمكانية وجود نوع من الاستمرارية محيرة".
يبدو التمثال من Järvensuo بالتأكيد وكأنه ثعبان حقيقي، حيث يتكون جسمه النحيف من انحناءين منحوتين بشكل خطي ويستمران إلى الذيل المستدق والرأس المسطح بفمه المفتوح واقعي جداً، كتب الباحثون أن المكان الذي تم العثور فيه على الأرجح كان مرجاً مليئاً بالمياه الخصبة في وقت ما.
يتعفن الخشب عادةً عند تعرضه للأكسجين في الهواء أو الماء، لكن الرواسب الموجودة في قيعان المستنقعات والأنهار والبحيرات يمكن أن تغطي بعض الأشياء العضوية وتحافظ عليها لآلاف السنين.
يُعتقد أن الموقع القريب من Järvensuo كان على ضفاف بحيرة ضحلة عندما كانت مأهولة بمجموعات من الناس في أواخر العصر الحجري وإن الحفريات الأخيرة أسفرت عن مجموعة من البقايا العضوية التي مكنت علماء الآثار من إنشاء سجل أكثر اكتمالاً للموقع وتضمنت المكتشفات أداة خشبية بمقبض على شكل دب ومجاديف خشبية وعوامات شبكية مصنوعة من خشب الصنوبر ولحاء البتولا.
قال بيتر رولي كونوي، عالم آثار وأستاذ فخري بجامعة دورهام في المملكة المتحدة والذي لم يشارك في البحث: "قد يتساءل المشكِّك عما إذا كان الشكل المتعرج متعمداً أو نتيجة عرضية لأربعة آلاف عام من التشبع بالمياه، لقد عملت في العديد من مواقع المستنقعات باستخدام الأخشاب المحفوظة ويمكن أن تتشوه شظايا الخشب إلى حد كبير".
يحذر العلماء من أن القطع الأثرية مثل هذه، قد تضيع مع جفاف العديد من المواقع الأثرية في الأراضي الرطبة والتي تعتبر أكثر أهمية بالنسبة لنا من أي وقت مضى، نظرًا لضعفها وتدهور مصادر البيانات العضوية الهشة من التصريف واستخدام الأراضي وتغير المناخ وينبغي الإسراع قبل أن يتم التخلص من هذه المواد القيمة. [1]