اكتشاف كائن مفترس في أعماق المحيط.. غريب الشكل

  • تاريخ النشر: منذ ساعة

لون جسمه أبيض ناصع، ويمتلك أطرافا قاطعة تساعده على الصيد والقبض على فريسته

مقالات ذات صلة
اكتشاف مخلوق غريب في أعماق المحيط.. لم نر مثله من قبل
عثور العلماء على كائنات غريبة في أعماق المحيط الهندي
اكتشاف كائن بحري غريب على شواطئ سنغافورة

رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي وصل إليه الإنسان، إلا إنه حتى الآن لم يتمكن من استكشاف سوى 5% فقط من مساحة محيطات العالم، التي تغطي ما يقرب من 71% من سطح الكرة الأرضية. يعود السبب الرئيسي لذلك إلى الظروف البيئية القاسية التي تسود أعماق البحار والمحيطات.

تصل درجات الحرارة في الأعماق إلى مستويات منخفضة للغاية، وتتعرض الكائنات الحية لضغط هائل يمكن أن يصل إلى 1088 جوا، أي ما يعادل 16 ألف رطل لكل بوصة مربعة. وبالتالي ليس من السهل على البشر أن يخوضوا هذه المغامرة. ومع ذلك، فإن الحياة البحرية ما زالت تزدهر في هذه الأعماق المظلمة، وما زال الباحثون والعلماء يكتشفون جديدا طوال الوقت.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

اكتشاف جديد

كشفت دراسة علمية حديثة، أجراها فريق بحثي من الولايات المتحدة وشيلي، عن كائن جديد ينضم إلى قائمة الكائنات البحرية العميقة. تمكن الباحثون من اكتشاف نوع جديد من الكائنات البحرية أطلقوا عليه اسم "Dulcibella camanchaca"، وهو ينتمي إلى فئة الأمفيبودات، وهي مجموعة من الكائنات التي تعيش عادة في قاع البحار والمحيطات.

تتغذى هذه الكائنات على المواد العضوية المتحللة، أو تبحث عن بقايا الطعام. وتمكن العلماء من العثور على أربعة أفراد من هذا النوع الجديد في خندق أتاكاما، وهو أحد أعمق المناطق في المحيط الهادئ، على عمق مذهل يبلغ 7902 مترا تحت سطح الماء.

ما هو الكائن الجديد؟

أطلق العلماء على الكائن الجديد اسم "Dulcibella camanchaca". تم اختيار اسم "Dulcibella" تكريما لشخصية أدبية، حيث استوحاه العلماء من شخصية Dulcinea del Toboso من رواية "دون كيشوت" الشهيرة. أما اسم "camanchaca" فيعكس البيئة المظلمة التي يعيش فيها هذا الكائن البحري، حيث يعني "الظلام" في لغات غرب أمريكا الجنوبية.

ويعتبر هذا الكائن أول أمفيبود كبير مفترس نشط يتم العثور عليه في خندق أتاكاما، وهي أعمق جزء من المحيطات. ويعد هذا الاكتشاف بمثابة إنجاز علمي كبير، حيث يفتح الباب أمام فهم أعمق لأسرار الحياة في أعماق البحار.

يعتقد العلماء أن هذه الخنادق العميقة تحتفظ بالعديد من الأسرار القيمة التي يمكن أن تعود بالنفع على البشرية. فمن خلال دراسة هذه الموائل الغامضة، يمكننا اكتساب معرفة جديدة حول الحياة في بيئات قاسية للغاية.

ولا يقتصر أهمية هذا الاكتشاف على كونه نوعا جديدا غير معروف سابقا، بل إن دراسة هذا الكائن البحري وتحليله الوراثي تشير إلى أنه ينتمي إلى جنس جديد تماما لم يتم تصنيفه من قبل.

مواصفات الكائن الجديد

يعيش هذا الكائن البحري الفريد في الأعماق المظلمة للمحيطات، حيث لا يخترقها ضوء الشمس. لون جسمه أبيض ناصع، وهو سمة مميزة للكائنات التي تعيش في مثل هذه البيئات القاتمة. وبمقارنة حجمه بأقرانه، يعتبر هذا الكائن كبيرا نسبيا، حيث يبلغ طوله قرابة 4 سنتيمترات. كما يتميز بنشاط حركي ملحوظ.

ومن أهم ما يميز هذا الكائن هو امتلاكه لأطراف قاطعة متخصصة تعرف باسم "gnathopods". هذه الأطراف تشكل أداة صيد قوية يستخدمها الكائن للقبض على فريسته والتهامها بسهولة.

تم اكتشاف هذا النوع البحري الجديد خلال حملة استكشافية علمية جرت في عام 2023. نفذت هذه الحملة كجزء من مشروع "نظام مراقبة المحيطات العميقة المتكامل" الذي تنفذه دولة تشيلي.

واعتمد الباحثون في جمع عينات هذا الكائن على استخدام مركبة متطورة. هذه المركبة عبارة عن منصة مستقلة لا ترتبط بأي كابلات، وتقوم بنقل المعدات العلمية اللازمة، مثل المصائد المزودة بالطعم، إلى أعماق المحيطات الهاوية. وبعد جمع العينات، تعود المركبة إلى سطح الماء حاملة معها نتائج البحث الثمينة.