اكتشاف كهف على القمر يمكن أن يأوي رواد الفضاء في المستقبل
يمكن أن يمهد الطريق للعلماء لمزيد من الاستكشاف للأسرار التي يحملها هذا القمر الخاص بكوكب الأرض
على بعد 400 كيلومتر من موقع هبوط المركبة الفضائية أبولو 11 التابعة لوكالة ناسا الفضائية، في المنطقة المعروفة باسم بحر السكون، تم اكتشاف كهف قمري، يقدر عرضه بـ 40 مترا وعشرات الأمتار طولا، ويمكنه أن يحمي من الإشعاع والظروف القاسية على سطح القمر. ويساعد هذا الاكتشاف على استكشاف القمر من قبل البشر، والكشف عن تاريخه ونشاطه الزلزالي والبركاني.
وأكد فريق دولي من الباحثين التابعين لوكالة ناسا الفضائية، عن وجود هذه الكهف على سطح القمر. ووصفوا هذا الاكتشاف بالحدث الجلل، الذي يمكن أن يمهد الطريق للعلماء لمزيد من الاستكشاف للأسرار التي يحملها هذا القمر الخاص بكوكب الأرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي ورقة بحثية، أشار العلماء إلى إن هذا الكهف القمري يشبه الممرات الجوفية، ويتشكل بسبب النشاط البركاني على سطح القمر. ويرتبط هذا الكهف بأعمق حفرة معروفة على القمر، والتي يمكن أن توفر المأوى لرواد الفضاء.
ويؤكد الباحثون على إن فكرة الكهوف يمكن أن تحمي البشر والروبوتات من الإشعاع القوي على القمر والظروف القاسية التي تتراوح بين 127 درجة مئوية و -173 درجة مئوية.
يقول ليوناردو كارير، أحد الباحثين التابعين لوكالة ناسا: "ظلت الكهوف القمرية لغزا لفترة طويلة. افترض العلماء وجودها لأكثر من 50 عامًا. لذلك كان من المدهش أن نتمكن أخيرًا من إثبات وجودها تحت السطح".
ويضيف كارير: "يمكن أن تكون هذه الكهوف بمثابة مخازن لتاريخ القمر. يمكن أن يؤدي تحليل الكهف إلى اكتشافات جديدة حول تطور القمر، مثل الجدول الزمني والنشاط الزلزالي ومدة النشاط البركاني وتكوين سطح القمر".
يذكر إنه على سطح القمر يوجد أكثر من 200 حفرة معروفة في المنطقة المعروفة باسم بحر السكون أو Mare Tranquillitatis، لكن القليل منها فقط تمتد إلى كهوف. ويظل داخل الكهف لغزا حتى تتمكن مركبة استكشاف أو بعثة بشرية من تقديم المزيد من المعلومات عنه.
ما هو بحر السكون؟
بحر السكون، أو Mare Tranquillitatis باللغة اللاتينية، هو سهل قمري واسع يقع ضمن حوض السكون على سطح القمر. اكتسب هذا الموقع شهرة عالمية كونه موقع أول هبوط بشري على سطح جرم سماوي آخر، وذلك في 20 يوليو 1969، خلال مهمة أبولو 11.
ولطالما أثار بحر السكون اهتمام الفلكيين، فمع مظهره المظلم نسبيًا مقارنة بمناطق القمر المحيطة، بدا وكأنه بحر واسع من المياه على سطح القمر. سمي بحر السكون بهذا الاسم من قبل الفلكيين القدماء، ظنًا منهم بوجود محيطات على سطح القمر.
خصائص بحر السكون
يبلغ قطر بحر السكون حوالي 876 كيلومترًا، ما يجعله ثامن أكبر بحر قمري. ويقع في الجزء الشرقي من القمر، في منطقة تعرف باسم "إقليم ماريا". ويتكون من الصخور البازلتية الغنية بالحديد، والتي تشكلت نتيجة تدفقات الحمم البركانية القديمة.
ويتميز بحر السكون بسطحه المستوي نسبيًا، مع وجود بعض التكوينات البارزة مثل فوهة ماسويل ذات القطر 55 كيلومترًا، وفوهة ليبيغ ذات القطر 12 كيلومترًا.
أهمية بحر السكون العلمية
يعتبر بحر السكون موقعًا تاريخيًا هامًا كونه موقع أول هبوط بشري على سطح القمر. حيث حطت مركبة الهبوط القمرية "النسر" التابعة لمهمة أبولو 11 في 20 يوليو 1969، على سطح بحر السكون، ليخطو كل من نيل أرمسترونج وباز ألدرين على سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية.
ساهم هبوط أبولو 11 في جمع كميات هائلة من البيانات والعينات الصخرية من بحر السكون، مما أدى إلى فهم أفضل لتاريخ القمر وتكوينه. ولا يزال بحر السكون موقعًا ذا أهمية كبيرة للبحث العلمي، حيث تخطط العديد من وكالات الفضاء الدولية لإرسال بعثات جديدة إلى القمر، مع التركيز على بحر السكون كموقع رئيسي للدراسات والاكتشافات.
في النهاية، يمكننا القول إن بحر السكون هو أكثر من مجرد سهل قمري واسع، فهو رمز لإنجازات البشرية في مجال استكشاف الفضاء، وبوابة لفهم أعمق لتاريخ وتكوين القمر. مع استمرار بعثات استكشاف القمر، سيظل بحر السكون مصدرًا للإلهام والاكتشافات لسنوات قادمة.
ما هي مهمة أبولو 11؟
في 16 يوليو 1969، انطلق صاروخ ساتورن 5 الضخم من مركز كينيدي للفضاء، حاملاً مركبة أبولو 11 وطاقمها المكون من ثلاثة رواد فضاء: نيل أرمسترونج، وإدوين باز ألدرين، ومايكل كولينز. كانت مهمتهم صعبة للغاية، لكنها عظيمة: الهبوط على سطح القمر للمرة الأولى في تاريخ البشرية.
بعد أربعة أيام من الرحلة، دخل رواد الفضاء مدار القمر. انفصلت المركبة القمرية "إيجل" عن وحدة القيادة "كولومبيا" حاملة أرمسترونج وألدرين، بينما بقي كولينز في مدار القمر. وفي 20 يوليو 1969، هبطت "إيجل" بنجاح على سطح القمر في منطقة "بحر السكون".
بعد ست ساعات من الهبوط، نزل أرمسترونج على سطح القمر، ليصبح أول إنسان يمشي على جرم سماوي آخر غير الأرض. تبعه ألدرين بعد 20 دقيقة. أمضى رواد الفضاء ساعتين ونصف على سطح القمر، يجمعون العينات الصخرية، ويجرون التجارب ويضعون علم الولايات المتحدة.
في 21 يوليو، انطلق أرمسترونج وألدرين من سطح القمر على متن "إيجل" ليلتقيا بكولينز في "كولومبيا". بعد ذلك، بدأت رحلة العودة إلى الأرض، حيث هبطت مركبة أبولو 11 بسلام في المحيط الهادي في 24 يوليو 1969.
أهمية مهمة أبولو 11
كانت مهمة أبولو 11 إنجازًا علميًا وتكنولوجيًا هائلاً. لقد أثبتت قدرة البشر على استكشاف الفضاء، وألهمت أجيالًا من العلماء والمهندسين والباحثين. كما كان لها تأثير عميق على الثقافة الشعبية، وأصبحت رمزًا للتقدم البشري والإمكانيات اللانهائية.
كما كان لمهمة أبولو 11 تأثير عميق على العالم. لقد أدت إلى تطوير تقنيات جديدة، وألهمت الفن والموسيقى والأدب، ووسعت رؤيتنا لما يمكن أن يحققه البشر. لذلك، تظل مهمة أبولو 11 واحدة من أهم الإنجازات في تاريخ البشرية. لقد كانت لحظة فاصلة في استكشافنا للفضاء، وتستمر في إلهامنا حتى اليوم.