الإمارات تفتتح أكبر مستشفى ميداني لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا
بدأ المستشفى الميداني الإماراتي في منطقة إصلاحية بمدينة غازي عنتاب التركية، اليوم الاثنين، مباشرة مهامه الإنسانية لاستقبال المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا مطلع الأسبوع الماضي.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، إن المستشفى استقبل منذ اللحظة الأولى بعد اكتمال تجهيزاته ووصول الفرق الطبية والفنيين والإداريين، العديد من المصابين والمتضررين من الزلزال، وقدم الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية الضرورية والعاجلة لهم وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي.
وفتحت المستشفى الميداني الإماراتي أبوابها أمام المتضررين من الزلزال، بحضور سعيد ثاني الظاهري، سفير الإمارات لدى تركيا، والذي أكد في "التزام الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية للحد من وطأة المعاناة البشرية وحرصها الدائم على الدعم والتأييد للمبادئ الإنسانية العالمية ومساندتها المستمرة للمنكوبين والمتضررين ضحايا النزاعات والكوارث في جميع دول العالم".
وأضاف "الظاهري"، أن الإمارات تنسق مع القنوات الرسمية في تركيا لتحديد الاحتياجات الضرورية والعاجلة التي يحتاج إليها المتضررون، موضحاً أن الفريق المشرف على المستشفى الميداني "بذل جهوداً استثنائية في إنشاء المستشفى في زمن قياسي وتوفير الكوادر الطبية من مختلف التخصصات الطبية".
من جانبه، قال العميد الركن الطبيب عبد الله خادم الغيثي، قائد المستشفى الميداني الإماراتي في تركيا، إن المستشفى يتكون من عدد من الأقسام، منها: الاستقبال والفرز والطوارئ، والعمليات الجراحية والعناية المركزة، والأسنان والأشعة المقطعية والسينية والمختبر والصيدلية والعيادات الخارجية.
وأضاف "الغيثي"، إن الطاقم الطبي للمستشفى يضم متخصصين في الجانب النفسي لاستقبال الأشخاص الذين يعانون من مختلف الحالات النفسية، كالقلق ونوبات الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، نتيجة الكارثة التي حلت بعدد من المدن والقرى التركية.
وأشار أن المستشفى الميداني الإماراتي يصنف كـ"مستشفى ميداني مستوى ثالث" حسب التصنيفات الدولية، والذي يعد للحالات الجراحية المعقدة والحرجة مثل العمليات الجراحية الكبرى.
وبين "الغيثي"، أن "المستشفى الميداني مستوى أول" يعد مستشفى غير جراحي (مستوصف) يقوم بفرز المرضى وإجراء الإسعافات الأولية، بينما "المستشفى الميداني مستوى ثاني" هو مستشفى جراحي بسيط للحالات الجراحية الطفيفة، لافتاً إلى أن المستشفى الميداني الإماراتي "هو أول وأكبر مستشفى ميداني مستوى ثالث يساهم بشكل كبير في جهود الإغاثة الإنسانية في جمهورية تركيا".
يشار إلى أن المستشفى الميداني الإماراتي يقع في مدينة غازي عنتاب، وتبلغ مساحته 40 ألف متر مربع، ويضم 50 سريراً، و4 أسره عناية مركزة مخصصة للحالات الحرجة والخطرة، كما يضم المستشفى 15 طبيباً من مختلف التخصصات، و60 ممرضاً ومساعداً فنياً.
يذكر أن زلزالاً، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، قد ضرب مناطق عدة في تركيا وسوريا، صباح الاثنين الماضي، ما أدى إلى مقتل الآلاف، وأسفر عن عشرات الآلاف من المفقودين والمصابين، وتدمير مئات المنازل والمرافق والبنى التحتية.
وارتفع عدد قتلى زلزال تركيا وسوريا إلى نحو 37 ألف قتيل بحسب آخر الإحصاءات الرسمية، وسط استمرار عمليات الإنقاذ للعثور على أحياء رغم تضاؤل الآمال.
ويشار إلى أن فرق الإنقاذ في كل من تركيا وسوريا، تواصل البحث عن ناجين تحت ركام الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، مطلع الأسبوع الماضي.
وبالرغم الظلام والبرد القارس والهزات الارتدادية، ومرور ساعات طويلة على الزلزال المدمر، غير أن أعضاء فرق الإنقاذ لا يزالون يتشبثون بأمل العثور على ناجين أحياء تحت أنقاض آلاف المنازل المدمرة، أو على الأقل انتشال جثث المفقودين لتسليمهم لذويهم.
وبالرغم انتشار بصيص من الأمل، في أعقاب النجاحات المتتالية لفرق الإنقاذ، بعد انتشال العشرات من تحت أنقاض المباني المهدمة، غير أن ذلك لا ينفي مخاوف ازدياد عدد القتلى، والذي يرجح مسؤولو منظمة الصحة العالمية بأنه سيرتفع بلا هوادة خلال الساعات القادمة.
فيما أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث أن مرحلة عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا "تقترب من نهايتها"، وأن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.