الإمارات.. توفير آلاف الكتب بالأماكن العامة لتشجيع ثقافة المطالعة
أطلقت بلدية مدينة أبوظبي بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة مبادرة المكتبة الإلكترونية، من خلال تركيب رموز مسح ضوئي في الحدائق العامة تتيح للزوار الوصول إلى آلاف الكتب الإلكترونية.
يأتي ذلك في إطار الجهود المستمرة لتطوير المرافق الترفيهية وتشجيع ثقافة المطالعة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في إطار الجهود المستمرة لتطوير المرافق الترفيهية وتشجيع ثقافة المطالعة، بلدية مدينة أبوظبي، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة، تطلق مبادرة المكتبة الإلكترونية، من خلال تركيب رموز مسح ضوئي في الحدائق العامة تتيح للزوار الوصول إلى آلاف الكتب الإلكترونية. pic.twitter.com/dp46l8rJyp
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@admediaoffice) June 18, 2022
وتأتي مبادرة توفير الكتب الإلكترونية في الأماكن العامة في أبوظبي بعد أقل من يومين على فتح مكتبة محمد بن راشد، المنارة الثقافية الجديدة في دبي ودولة الإمارات، أبوابها للجمهور، الخميس لأول مرة، بعد تدشين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للمكتبة.
وتعد المكتبة المنارة الثقافية الجديدة في دبي والإمارات، حيث سيسهم هذا الصرح المعرفي الجديد في ترسيخ مكانة الإمارات حاضنة للثقافة والإبداع في المنطقة، إذ توفر المكتبة بيئة تحفيزية ذات آفاق إبداعية تنهض بالمنتج الثقافي والإبداعي في الدولة وتستوعب جميع فئات المجتمع من الشباب والأطفال والمؤسسات الحكومية والخاصة والكتاب والباحثين والمفكرين والفنانين، كما تستقبل القراء والشخصيات الأدبية والفكرية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
ويعتبر "المخزن الآلي" بالطابق الأول واحداً من أكبر الأقسام في مكتبة محمد بن راشد، وتضم أكثر من مليون عنوان، وتعتبر منظومة العمل الذكية به هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والخليج عموماً، حيث تعمل بالذكاء الاصطناعي من خلال منظومة عمل ذكية تعمل عن طريق طلب العنوان إلكترونياً ومن ثم إرسال أمر إلى الروبوتات للبحث أوتوماتيكياً عن "الكتاب"، من بين أكثر من مليون عنوان؛ وجلبه إلى أياً من المكتبات التسع المنتشرة في سبعة طوابق، ويتنقل الكتاب عبر مسار "سير" إلكتروني وصولاً إلى يد القارئ، علاوة على نظام استرجاع إلكتروني للكتب.
وقال الدكتور محمد سالم المزروعي، المدير التنفيذي لمكتبة محمد بن راشد، إن المكتبة تتألف من تسع مكتبات تخصصية تمثل موسوعة معرفية إنسانية هي: المكتبة العامة، ومكتبة الإمارات، ومكتبة الشباب، ومكتبة الفنون والإعلام ومكتبة الطفل، ومكتبة المجموعات الخاصة، ومكتبة الخرائط والأطالس ، ومكتبة الأعمال، ومكتبة الدوريات، لافتاً إلى أن المكتبة توفر أيضاً إمكانية الوصول إلى مجموعة كبيرة من الكتب الإلكترونية وغيرها من الوسائط الرقمية، والاطلاع على ملايين الكتب ومصادر المعلومات والمحتوى من جميع أنحاء العالم.
وأوضح المدير التنفيذي لمكتبة محمد بن راشد، في تصريح نقلتها وكالة أنباء الإمارات " وام"، أنه لأول مرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط نعتمد على منظومة متكاملة من الذكاء الاصطناعي والتقليل من العنصر البشري بداية من اختيار العنوان مروراً بعمليات القراءة والاستعارة وصولاً إلى استرجاع الكتب وتعقيمها لتصبح جاهزة مرة أخرى، مؤكداً أن المكتبة تحتوي على كتب وإصدارات متوفرة ورقياً ورقمياً تتناول موضوعات متنوعة تناسب مختلف الاهتمامات؛ كاللغات والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والصحة والرياضة وتطوير الذات والأدب، بما في ذلك الإصدارات الروائية والقصصية، المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية.
وتضم مكتبة الإمارات أكثر من 15 ألف عمل، من الكتب والوثائق والدوريات حول كل ما يتعلق بتاريخ الإمارات والحضارات، أما مكتبة الطفل فتضم أكثر من 25 ألف عنوان ، كما تدعم الاحتياجات القرائية والتعليمية والتربوية للأطفال، وتقدم خدمات ميسرة منها روبوتات تساعد الأطفال من ذوي الهمم وقصص مصورة بالإضافة إلى الكتب ثلاثية الأبعاد، التي تشكل تجربة قرائية وبصرية ممتعة وملهمة للصغار في سن تشكيل الوعي، فضلاً عن أكثر من 4,400 عنوان من ضمنها 1000 كتاب من كتب برايل للمكفوفين.
وضمن مكتبة محمد بن راشد، تضم "مكتبة الدوريات" للأكاديميين والباحثين، والطلاب، بينما تحوي مكتبة الدوريات على 1800 دورية وأكثر من 8000 مجلد، كما توفر "مكتبة المجموعات الخاصة" مجموعة قيمة من الدوريات القديمة، وغير المطبوعة، التي تم جمعها واقتناؤها من شتى أنحاء العالم، ويعود تاريخها إلى بدايات القرن العشرين. وتشمل المجموعة الخاصة الكتب والدوريات القديمة التي نشرت قبل العام 1950، بما فيها مجموعة من الدوريات العربية التي يعود تاريخها إلى مطلع القرن العشرين.
وتحوي مكتبة الشباب علي يقرب من 11 ألف عنوان، أما مكتبة الفنون والإعلام تضم أكثر من 15 ألف عمل مطبوع ورقمي، تشمل وسائط متعددة في الفن والهندسة المعمارية والتصميم والأزياء والموسيقى والفنون المسرحية، وتهدف مكتبة الأعمال إلى توفير المعارف والموارد لرواد الأعمال والمبتكرين.
وتأتي مكتبة الخرائط والأطالس وهي واحدة من أكثر المكتبات شمولاً وثراء في المنطقة وتضم مجموعة واسعة من المقتنيات والكنوز المعرفية، تتألف من أكثر من 3000 خريطة مطبوعة، ومخطوطات، ووسائط رقمية بمختلف اللغات، لتشكل بذلك وجهة معرفية للباحثين والمؤرخين والأكاديميين والرحالة والدارسين الاستقصائيين.
إلى جانب الـ9 مكتبات، تضم المكتبة العامة فضاء للجلوس لتصفح الكتب، ضمن بيئة مريحة ومحفزة على القراءة، بالإضافة إلى غرف للدراسة وجميعها مجاناً للطلاب من هواة ومحبي القراءة، ويمكن لهم الحجز عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق والأولوية للأعضاء المنتسبين للمكتبية، علاوة على أن المكتبة توفر جلسات حوارية ولقاءات نقاشية بين رواد الأعمال من حين لآخر، لاستقصاء واقع قطاع الأعمال في المنطقة، ولاستشراف آفاق استثمارية جديدة ومتنوعة.
وتضم مكتبة محمد بن راشد العديد من المرافق الحيوية من بينها: مركز المعلومات وملتقى للحكمة، وحديقة اللغات بإطلالتها الساحرة على خور دبي، ومسرح خارجي يشكل فضاء مثالياً لإقامة الفعاليات والعروض بفصل الشتاء، وقاعة للمؤتمرات، بالإضافة إلى "مسرح المكتبة"، وهي قاعة تم تجهيزها بأحدث التقنيات السمعية والبصرية، وتحتوي على مقاعد بمستويات متدرجة مصممة للعروض المسرحية والمحاضرات الثقافية والفكرية.
وتهدف مكتبة محمد بن راشد، التي تطل على خور دبي، على مساحة تغطي أكثر من نصف مليون قدم مربع ما بين مساحة الأرض ومساحة المبنى المؤلف من سبعة طوابق، بتكلفة إجمالية بلغت نحو مليار درهم ، إلى تعزيز وتعميم ثقافة القراءة ودعم النشاط الإبداعي والمعرفي والفني على الصعيد الفردي والمجتمعي وتوفير منصة معرفية ورقية ورقمية للعقول الإبداعية في المنطقة والعالم.